مستشفى بيوكرى.. مؤسسة تُعقّم فيها المُنظِّفَات لوازمَ الجراحة

مستشفى بيوكرى.. مؤسسة تُعقّم فيها المُنظِّفَات لوازمَ الجراحة
الأحد 26 أكتوبر 2014 - 23:39

“هل السيد وزير الصحة على عِلْم بالوضعية العامّة للمركز الصحي المختار السوسي بمدينة بيوكرى، والمشاكل الكثيرة التي يتخبّط فيها منذ سنوات دون أن تجدَ من يحلّها؟” بهذا السؤال ردّ أحدُ العاملين في المستشفى على سؤالنا حوْل أسباب الاحتجاجات الكثيرة التي شهدها المستشفى في الآونة الأخيرة، والتي انتهت قبل أزيد من سنتين بإعفاء مديره السابق، غير أنّ الاحتجاجات لم تهْدأ.

ويضيف المتحدّث قائلا “المركز الصحي لمدينة بيوكرى يتخبّط في مشاكلَ لا حَصْرَ لها، والخدماتُ الطبيّة المُقدّمة داخل أجنحته للمرضى “كارثية”، وتابع “نحن لا نقول هذا من باب المبالغة، بل من باب نقل الحقيقة كما هي، نحنُ نتمنّى فقط أن يكذّب مسؤولو المستشفى ما نزْعُم، لكنهم لا يستطيعون، وأمَلنا أن يأتي وزير الصحّة ليقف بنفسه على حقيقة الوضع داخل هذا المستشفى”.

عامِلاتُ النظافة يُعقّمن أدواتِ الجراحة!

داخلَ أروقة وقاعات مستشفى المختار السوسي ببيوكرى يستطيع الزائر أن يلمسَ، من خلال جولة قصيرة، المشاكل التي يتخبّط فيها المستشفى، ويُعاني من ويلاتها المرضى. أمام باب قسم الجراحة العامّة والطبّ العامّ ثمّة مكتبٌ صغير، يُسلّم رجلان واقفان خلفه وُصولات المواعيد للمرضى؛ الرّجلان ليسا موظفيْ استقبال، بل عوْنا أمنٍ تابعَيْن لشركةٍ خاصّة تدبّرُ شؤون الحراسة!

قدْ لا يُصدّق المرْءُ ذلك، لكنَّ هسبريس وقفت على هذه الحقيقة يوم زارت المستشفى.. هُنا، وأمام قسم الجراحة العامّة والطبّ العامّ لا يكتفي أعوانُ شركة الأمن الخاصّ بتقديم وصولات المواعيد للمرضى، بل إنّهم مُكلّفون أيضا بتوجيه المرضى، وتقديم “معلومات” لهم حول المواعيد، رُغم أنّ مهمّتهم الأصلية هي حراسة المستشفى، وليس تدبير شؤونه الإدارية.

أكثرُ من ذلك، تمتدّ أيادي أعوانِ شركة الحراسة الخاصّة إلى القيام بمهمّات من المفروض أن يقوم بها موظفو الإدارة، فأذونات تزويد سيارة الإسعاف الوحيدة التي يتوفّر عليها المستشفى بالوقود، يتمّ تسليمها لسائق السيارة من طرف عون شركة الحراسة الخاصّة، وليس من طرف موظّف تابع للإدارة، ويعلّق أحد سائقي سيارة الإسعاف على ذلك قائلا “أنا والله ما بْقيت فاهْم وّالو”.

الاستعانة بأعوانِ الشركة المُكلفة بتدبير شؤون الحراسة وكذا شركة المناولة المكلفة بالنظافة لا يقفُ عند هذا الحدّ، بلْ تمتدّ إلى القيام بأعمال أخرى تشكّل تهديدا حقيقا للسلامة الصحّية للمرضى، ومِنْ ذلك، مثلا، أنّ عمليّة تعقيم أدوات الجراحة داخل القاعة المُخصّصة لهذا الغرض -وفق ما أفاد به مصدر من داخل المستشفى- لا يقوم بها متخصّصون في هذا المجال، بل تقوم بها عاملات النظافة!

أمّا فيما يتعلّق بنظافة المستشفى، فيروي مُحدّثنا أنّ عمليّة التنظيف الموكولة إلى شركة مناولةٍ خاصّة، لا يُستعملُ فيها، في كثير من الأحيان، سوى الماء لوحده، دون أيّ موادَّ مُطهّرة أو موادّ تعقيم، رُغمَ أنّ صفقة النظافة والتنظيف التي فازت بها شركة المناولة بلغتْ 130 مليونَ سنتيم، ويتابع المتحدّث قائلا “من المؤكّد أنهم لا يصرفون على عملية التنظيف حتى أربعين أو خمسين مليون سنتيم، ما دام أنّ المستشفى لا يُنظف سوى بالماء”.

خدماتُ شركاتِ المُناولة دفعتْ بالنقابات الممثّلة لشغّيلة المركز الصحّي إلى التنديد بما تَصفه بـ”التلاعبات الخطيرة التي تعرفها الصفقات المتعلّقة بالخدمات المقدمة من طرف شركات المناولة”، ومنها صفقةُ التغذية الخاصة بموظفي المستشفى والمرضى، والتي تكلف 70 مليون سنتيم، جاء ذلك حينَ عثر موظفون أثناء تناول وجبة فطور أحد أيام رمضانَ السنة الماضية على ديدان حيّة داخل كظيمة حليب (الترموس)، وهو ما اعتبرتْه النقابات “استهتارا بحياة الموظفين”.

سيّارةُالإسعاف.. “كارثة” تَسيرُ على أربع عجلات

على الرغم من أنّ المركز الصحّي المختار السوسي بمدينة بيوكرى، يَفِد عليه المرضى من إقليم اشتوكة آيت باها برُمّته، ورُغم أنّ مدينة بيوكرى التي تحتضن المستشفى، تحتضن، أيْضا، مقرّ عمالة اشتوكة آيت بها، إلا أنّ المركز الصحيّ لا يتوفّر سوى على سيّارة إسعاف واحدة، لا تستجيب لمعايير السلامة الصحية للمرضى الذين يُنقلون عبرها كل يوم، بل إنّها تشكّل خطرا على سلامتهم.

إلقاء نظرة واحدة على المنظر الخارجيّ لسيارة الإسعاف كافٍ، دونما حاجة إلى أيّ تعليق، لمعرفة حالتها العامّة، سواء من ناحية وضعها الميكانيكي أو من حيثٌ التجهيزات. السيّارة التي قطعتْ لحدّ الآن 400 ألف كيلومتر، وباشرت العمل منذ سنة 2009، لم يتمّ تجديدها منذ ذلك الحين إلى اليوم، بل لا تحظى حتى بالصيانة اللازمة، لحدّ أنّ سائقها اضطر إلى استعمال شريط لاصق لتثبيت أحدِ أضوائها الخلفية.

إبراهيم إد الامام، أحد السائقين الأربعة الذين يتناوبون على قيادة سيارة إسعاف المركز الصحّي لبيوكرى ساخطٌ إلى أقصى حدّ على حالة السيارة، وسبق له أن قام بتحرير مذكّرات إخبارية بعث بها إلى مندوب وزارة الصحة بإقليم اشتوكة آيت بها، وإلى وزير الصحّة شخصيا، عدّد فيها الأعطاب التي تطال السيارة، والمخاطر التي تشكّلها على سلامة المرضى، “لكن لا حياة لمن تنادي”، يقول إبراهيم بمُنتهى الإحباط.

ويشتكي إبراهيم في رسالة تقطر ألماً إلى مندوب الصحة قائلا “يؤسفني سيدي المندوب أن أتقدم لأخبركم، وأحيطكم علما بالحالة الميكانيكية المزرية التي آلت إليها سيارة الإسعاف التابعة للمركز الاستشفائي الإقليمي لاشتوكة آيت بها، والتي أحاول باعتباري أحد سائقيها التأقلم معها منذ عدة سنوات في سبيل استمرارية خدمة نقل المرضى في غياب تامّ لأيّ تدخّل من المصالح المختصة لتغييرها أو على الأقلّ إصلاحها جذريا”.

إبراهيم لا يتردّدُ في وصف سيارة الإسعاف التي يقودها بـ”الكارثة”، ويروي حكايةَ سيّدة أجنبية نقلَ زوجَها المريض بالسكّر ذات يوم إلى المستشفى، قائلا “عندما فتحتُ الباب الخلفيّ للسيارة أصيبت السيّدة بالصدمة، وقالت لي: “هذه السيارة لا تشبه سيّارة إسعاف”، وأضافت السيّدة بنبرة ساخرة-وفق رواية إبراهيم- قائلة “أنا أيضا أستطيع أنْ أحوّل سيارتي إلى سيارة إسعاف، ما دام أنّ ذلك لا يتطلب تجهيزات”.

وتكفي نظرة خاطفة على “تجهيزات” سيّارة إسعاف مستشفى بيوكرى ليتأكّد المرْء أنّ السيّدة الأجنبية لم تجانب الصواب، حينما قالت إنّ السيارة لا تشبه سيّارة إسعاف، بَلْ إنّها أقربُ ما تكون شبيهة بسيّارات النقل المزدوج المستعملة في القرى النائية لنقل المواطنين إلى الأسواق الأسبوعية. زجاج الواجهة الأمامية للسيارة يخترقه تشقّق من أعلى إلى أسفل، والأبواب لا توصد بشكل آمن، بل إنّ أحد الأبواب يستحيل فتحه من الخارج، بسبب انكسار مقبضه (Poigner).

من بين الأعطاب التي تعاني منها سيارة الإسعاف الوحيدة لمستشفى بيوكرى، والتي عدّدها إبراهيم إد الامام في رسالته إلى مندوب الصحة، ووقفت عليها هسبريس بالعيْن المجرّدة، انعدام القضيب الحديدي الخاصّ بجرّ حامل المرضى لإخراجه من الباب الخلفيّ لسيّارة الإسعاف، ولأنّ مسؤولي المستشفى لا يولون أيّة أهمّية لصيانة السيارة، رغم الرسالة الإخبارية التي بعث بها إبراهيم إلى المندوب، أصبحَ حاملُ المرضى يُجَرُّ بواسطة حبْل!

داخل السيارة يوجد حامل إسعاف مغطّى بغطاء يبْدو من حالته أنّه لم يُجدّد منذ مدّة طويلة، وإلى جانب الحامل يوجد كرسيّ مستطيل، تمّ تركيبه من طرف حدّاد! أمّا أضواء الإشارة الخلفية، المتعلقة بالفرامل، فأحدها لا يشتعل نهائيا، حسب إبراهيم، والثاني تمّ تثبيته بشريط لاصق، وطال العطب أيضا ضوء الإشارة العلوي، الخاصّ بسيارات الإساف. وضْعُ السيارة كاريكاتوري، وإبراهيم لا يجد من تعليق سوى “أخجل من نفسي عندما أفتح الباب الخلفي للسيارة أمام المرضى”.

داخل هذه السيارة المهترئة، التي تؤمّن ما بين 7 إلى 10 رحلات يوميا، من مستشفى بيوكرى إلى المستشفى الجهوي بأكادير، وتقطع أكثر من 600 كيلومتر يوميا، يُعاني المرضى الويلات كلّ يوم، ففضلا عن انعدام التجهيزات الطبيّة اللازمة، يجدُ المرضى أنفسهم مكتظّين داخل السيارة، التي يصل عدد المرضى الذين تنقلهم في بعض الأحيان، في رحلة واحدة، إلى أربعة أو خمسة مرضى، وقد يجمع جوف السيارة سيّدة حاملا إلى جانب جرحى ومعطوبين.

عندما تصل الأعطاب بسيارة إسعاف المركز الصحي الإقليمي لاشتوكة آيت بها إلى حدّ يجعل إصلاحها أمرا لا محيدَ عنه، يتمّ توجيهها إلى كراجات غير معتمدة، لتخضع لإصلاحات ترقيعية فقط، حسب رسالة وجهها سائق السيارة إبراهيم إد الإمام إلى كل من عامل اشتوكة آيت بها، ووزير الصحة، والمندوب الجهوي للصحة بسوس ماسة درعة.

ويروي إبراهيم إد الإمام، الذي سبق أن تعرّض للتوقيف بسبب شكاياته المتكرّرة المرفوعة إلى المسؤولين أنّ إصلاح سيارة الإسعاف يكلّف أحيانا مبالغَ مالية طائلة، دون جدوى، كما وقع عندما انكسر الجزء السفلي من واجهتها الأمامية “البارشوك”، وتم “إصلاحه” بعشرة آلاف درهم، رغم أنّ “الإصلاح” لم يتعدّ سوى طليِ الواجهة بالبلاستيك المُقوّى وإعادة صباغتها، ليتبخّر مليون سنتيم من ميزانية المستشفى دونما نتيجة.

أيْنَ المدير؟

المُثير في موضوع وضْعية المركز الصحي الإقليمي لاشتوكة آيت بها، هو أنّه ظلّ منذ أكثر من سنتين بلا مُدير، ويُسيّره مندوب الصحة بإقليم اشتوكة آيت بها، الذي صارَ يتولّى القيام بمهمّته الأصلية، إضافة إلى مهمّة إدارة المستشفى.

حملْنا كل الأسئلة التي جمعناها من خلال زيارتنا إلى المستشفى، والاستماع إلى العاملين به والمواطنين إلى مكتب المندوب (المدير) داخل الإدارة، غيْر أنّه لم يكنْ وقتها قد التحق بعد بعمله، رغم أنّ الساعة كانت تقترب من العاشرة والنصف صباحا، وحاولنا الاتصال به هاتفيا، وتركنا له رسالة هاتفية قصيرة، ولم يردّ.

وفي ظلّ غياب رأي المسؤول الأوّل عن المستشفى، تكفي جولة قصيرة داخلَ أروقته للتأكّد من صحّة ما يقوله العاملون داخل المستشفى؛ هنا، مثلا، لا توجدُ قاعة خاصّة للترويض الطبّي، وكُلّ ما استطاع مسؤولو المستشفى فعله هو اقتطاع مساحة عبارة عن “كولوار” ووضعوا فيه أجهزة الترويض.

غير بعيد، توجدُ آلة مخصّصة للمشي بالنسبة للمرضى المستفيدين من الترويض الطبّي، غيْر أنّ مسؤولي المستشفى لم يجدُوا لها مكانا داخل المكان المخصص للترويض، ووضعوها في أحد الممرّات، دون استعمالها.

إلى جانب الآلة “المُهملة”، والتي يبْدو أنّ إدارة المستشفى اقتنتها حديثا، يوجد باب جُزءٌ من زجاجه مكسور ومنزوع من مكانه، دون استبداله، أمّا حيطان عدد من الممرّات فقد تطايرتْ صباغة مساحات منها و “تشوّه” منظرها.

داخل المستشفى سبّورات معلّقة على الحائط تعجّ ببيانات النقابات الممثّلة لشغّيلة المستشفى، آخرها صدرَ خلال شهر شتنبر الماضي، عن النقابة الوطنية للصحة العمومية، يتضمّن جرْدا بأهمّ المشاكل التي يتخبّط فيها المستشفى.

يقول البيان المُحَرَّرِ بمداد مأخوذ من محبرة الغضب إنّ “الممارسات غير المسؤولة فاقمت الوضع الصحي المتردّي بالمستشفى الإقليمي لاشتوكة آيت بها، وزادت من معاناة المواطنين والعاملين بالقطاع على حدّ سواء”.

ومن جُملة المطالب التي حملها البيان، المطالبة بتعيين مدير جديد للمستشفى يتّسم بالكفاءة والمهنية، ومطالبة المندوب الإقليمي بتحمّل مسؤوليته في متابعة مدى التزام شركات المناولة باحترام مقتضيات دفاتر التحملات.

الفراغ الذي يعاني منه منصب مدير المستشفى كان من توابعه، أيضا، نشوب صراعات بين النقابات الممثلة للشغيلة والطبيبة الرئيسية لمصلحة التجهيزات والأعمال التنقلية الإقليمية بإقليم اشتوكة آيت بها.

هذه الصراعات، جعلت النقابات الثلاث الممثّلة للشغيلة تُعلن، في بيان صادر خلال شهر شتنبر الماضي، عن مقاطعة جميع التكوينات المنظمة من طرف المندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية؛ تزامنَ ذلك مع إعلان وزير الصحّة عن تدابير لمنع دخول وباء “الإيبولا” إلى المغرب، ومنها تكوين العاملين في القطاع الصحّي.

ومثلما يفتقر المركز الصحّي الإقليمي باشتوكة آيت بها إلى مرافق قادرة على استيعاب المرضى، توجدُ به مصالح أخرى غيرُ مُستغلّة. المستشفى يتوفّر على مستودع الأموات، لكنّه غيرُ مُشغّل.

ويتوفّر أيضا على مصلحة خاصّة للأطفال، لكنّ أسرّتها، كما عاينّا خلال زيارتنا لها، فارغة. المصلحة، وفق ما أفاد به مصدر من داخل المستشفى يتناوب عليها ممرضون، ولا تتوفّر على طبيب، “لذلك تظلّ فارغة”، يقول المتحدّث.

المندوب يعترف

ما يعيشه المركز الصحي الإقليمي لاشتوكة آيت بها ليس سوى قطرة صغيرة من “بحْر” المشاكل التي يتخبّط فيها القطاع الصحّي في باقي قرى ودواوير الإقليم، الذي يضمّ 35 مؤسسة صحيّة، غيْر أنّ خدماتها “كارثية”، وفق تعبير مصدرٍ طبّي خبيرٍ بوضع القطاع الصحّي العام بالإقليم.

المندوب الإقليمي للصحّة باشتوكة آيت بها لا يُنكرُ أنّ وضعية القطاع الصحّي بالإقليم ليس على ما يُرام، ويعترف، في اجتماع للجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعمالة اشتوكة آيت بها أنّ هناك نقصا كبيرا في الموارد البشرية، إذ لا تتوفّر تسعة مراكز صحّية بالإقليم على أطباء.

واعترف المندوب خلال الاجتماع الذي انعقد يوم 12 ماي الماضي، بمقّر عمالة الإقليم، والذي تتوفّر هسبريس على تقرير بشأنه، (اعترف) أنّ الطاقة الاستيعابية للمستشفى الإقليمي ببيوكرى لا تتعدّى سوى 46 سريرا، تعتبر ضئيلة ولا تُلبّي حاجيات ساكنة الإقليم.

المندوب اعترف، أيضا، خلال الاجتماع -وفق ما ورد في التقرير- أنّ العديد من دُور الولادة بالإقليم لا تلجُها النساء الحوامل، وتُسجَّلُ فيها صفرُ ولادة، ما عدا دار الولادة بـ”تنالتْ” التي سُجّلت بها ثلاث ولادات.

مصدر طبي تحدّثت إلى هسبريس أفاد أنّ الحوامل يتّجهن إلى مركز آيت بها من أجل الولادة، والحالات المستعصية تُحال على المركز الصحيّ الإقليمي ببيوكرى، ومنه إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير.

هذا الوضع جعل أعضاء لجنة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعمالة اشتوكة آيت يواجهون المندوب الإقليمي للصحة باستفسار حول سبب تسجيل “صفر ولادة” بدور الولادة التابعة للإقليم.

طرحوا السؤال لكوْن العدد الكبير من الولادات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير يعود للنساء الحوامل من إقليم اشتوكة آيت بها، ويعْزون ذلك إلى وجود مشكل على مستوى مصلحة الولادة.

أعضاء اللجنة قدّموا خلال الاجتماع أرقاما تفيد أنّ 1439 ولادة سُجّلت بالإقليم لا توجد من بينها ولادة قيصرية واحدة، متسائلين عن السبب وراء ذلك، علما أنّ جناح الولادة بالمركز الصحي لاشتوكة آيت بها يتوفّر على طبيبة مولّدة، “لكنّها لا تحضر لعملها إلا مرّة واحدة في الأسبوع”، حسب المعطيات الواردة في التقرير.

المشاكل التي يعاني منها المركز الصحي الإقليمي باشتوكة آيت بها “لا تُعدّ ولا تُحصى”، ويروي مصدر من داخل المستشفى أنّ المولّد الكهربائي الذي يُستعان به في حال انقطاع التيار الكهربائي مُعطّل منذ مدّة، دون أن يتمّ إصلاحه، وعندما ينقطع التيار الكهربائي عن المدينة يغرق المستشفى في الظلام، إلّا من بصيص نورٍ ينبعث من المصابيح الاحتياطية.

وفي انتظار أن تتحرّك وزارة الصحّة لإعادة قطار الصحّة بإقليم اشتوكة آيت بها إلى سِكّته، كما يتمنّى العاملون في القطاع قبْل المرضى، تنْحو المعلومات التي استقتْها هسبريس من مصادر من داخل المركز الصحي المختار السوسي ببيوكرى، أحيانا، نحو لوحات كاريكاتورية مُضحكة.

ويحكي مصدر من داخل المستشفى أنّ العاملين داخله يلجؤون أحيانا إلى وسائل بدائية لإصلاح الأعطاب التي تلحق بعض الآليات، كما حدث حين تعرّض مصباح يُستعمل في العمليات الطبّية لكسرٍ، فاضطرّ أحدهم للجوء إلى الأسلاك التي تُستعمل في “الضّالة” من أجل إعادة تثبيت المصباح الطبّي!

‫تعليقات الزوار

30
  • samir
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 00:33

    A la lecture de cet article, je fait un lien avec ma dernière visite à cet hopital qui n'a de centre hospitalier
    .que le nom. Vraiment ma ville natale souffre de …laHOGRA . A vous les responsables d'intervenir.

  • خاص
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 00:39

    الكل سوف يكون على ما يرام بعدما ان تتكلف الشركات التجارية بالصحة قريبا. بشرى لكم

  • Sokan biogra
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 00:43

    لا حول ولا قوة إلا بالله، مكان العلاج اصبح وللأسف مكانا لنقل العدوى.

  • خالد
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 01:08

    كلنا نعرف أن الدولة لا تعطي أهمية لميزانية الصحة باعتبارها قطاع اجتماعي غير مدر للدخل (ميزانية لاتتعدى 4.6 %)
    أتسأل اين مساهمة الجماعات المحلية و ميزانية التنمية البشرية ؟
    في وقت الانتخابات تجد الصحة في قائمة أهداف الحملات الانتخابية.
    وفي وقت صرف الميزانيات تجد المهرجانات لها أولوية على صحة المواطن المغربي.
    الذي يفضل تأمين دراجتة أو سيارته سنويا على تأمين صحته.

  • Citoyen marocain
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 01:23

    Il faut extraire ces corruptions de notre pays !

  • غيور
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 01:47

    نشكرك على اثارة الموضوع من جديد رغم ان النقابات سبق لها و انددت و وقفت و حدرت من الوضع الكارتي لهدا المستسفي الاقليمي الدي كان مصحة قبل الاصلاح الاستشفائي الدي قانت به الوزارة ورغم ذالك فان الكثير لم يتغير فكل المؤشرات تسير الى ان الخدمات التي يقدمها المستسفى لا تررقى الى المستوى المطلوب تناوب عدد كبير من الاطر على ادارة المستشفى الا ان الوضع لا يزال على ما هو عيه لان المسؤولين الجهويين و الاقليميين ليست لهم نية في التدخل من اجل البحت ن حلول جدرية فبنية المستشفى ولا تساعد على تقديم خدمات من مستوى المستشفيات القليمية غياب تخصصات ضعف الموارد البشرية وقلتها غياب ارادة لدى المدير الجهوي من اجل حل المشاكل الزج بالاطر الكفئة في صراعات نفابية فارغة حالة الطبيبة رئية مصلحة العلاجات المتنقلة وما الى دالك
    في القليل من الايام سيلتحق المدير الجديد الدي نتمنى ان يغير من الوضع ولو قليلا لاننا نعرف حجم المشاكل التي سيواجهها

  • مواطن
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 06:01

    هذا ليس فقط في هذا المستشفى بالذات و إنما في معظم المستشفيات بربوع المملكة، بل و في معظم الإدارات أيضا.
    و الله إن ما يدمي القلب هو أن نرى أناسا كرماء لقضاء حوائجهم يقفون بأبواب قوم لؤماء نُزِعت من قلوبهم الإنسانية، استولوا على المناصب بالكذب و الرشوة و الخداع. بل و قد رأيت و ناقشت أناسا بسطاء يكنسون الأزقة أكثر وعيا من هؤلاء المكانس الذين يجيدون ربطة العنق و عُهدت إليهم المسؤوليات.

  • ضمير ابن كيران
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 06:23

    ما ردك يا سيد يا ابن كيران على ما ورد في المقال من معطيات و صور؟ ألست مسؤولا؟ ألن تسأل يوم لقاء ربك؟ تدعون أن حزبكم له مرجعية إسلامية. "إذا كان هذا هو إسلامكم فأنا لست كذلك " كما قالها الحسن الثاني رحمة الله عليه للخميني يوما.سوف ترد و تقول : أننا لسنا مسؤولين عن ما أفسدته الحكومات السابقة. و أقول لك إن حزبكم يوظف الدين في حملاته الإنتخابية، و تنافقون المغاربة فستغلون طيبوبتهم، عليك يا سيد ابن كيران أن تعترف أنكم فشلتم في محاربة الفساد ولكن نجحت في محاربة الطبقة المتوسطة من خلال تفقيرها.

  • abdel
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 07:30

    C'est vrai presque tout les hopitaux soufrent du manque du personnel des véhicules de la propreté..mais est ce que nous comme cityens nous ne contribuons pas dans cette situation .au sevice des urgences la plupart des malades sont accompagnés de 4 a 6 personnes provoquant ainsi un embouteillage dans les couloires et freinant le travail du personnel ..a propos des ambulances je crois pour un vihicule de 5 ans et avec un sens de responsabilité du conducteur l'état du véhicule sera meilleur…

  • عزالدين
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 08:36

    هذا يذكرني بمستشفى الغساني بفاس. و حتى المستشفى الجامعي الجديد هو صورة مكبرة لهذه المزبلة. الدولة تصرف الأموال الطائلة على كل شيئ إلا على ما هو في مصلحة المواطن. لا صحة و لا تعليم و لا ثقافة. ملك البلاد و حامي حمى الوطن بمواطنيه يملك الملايير و ميزانية قصوره فقط كافية لحل مشاكل القطاعين معا…

  • مكان العلاج بمستشفيات العامة
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 08:45

    قالوا الناس زمان يا المزوق من برا ، اش خبارك من الداخل . الديكور بعدا من الخارج كيعطيوه حكى ! أتقول انت شي كلينيك هذي في (تكساس) اوا شوفوا لداخل المستشفى الحقيقة شئ اخر. هذا مجرد مثال واحد من المستشفيات العامة في البلاد! وما بالكم بالأخرى ؟

  • عبدالله بلفاع
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 08:53

    يجب ان نعترف ان الممرضين وبعض الاطباء في هذا المستشفى اكفاء وبهذه المناسبة اقدم لهم الشكر والتقدير.لاني عشت تجربة هناك على مدى 15 يوما .ما ينقص هي التجهيزات والموارد البشرية واضافة بعض التخصصات

  • باسم حسن احمد
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 08:59

    بحكم التجربة الشخصية اعتبرالخدمات المقدمة من هدا المستشفى من صنف 5نجوم مقارنة مع مستشفى مدينة انزكان أو مستشفى الحسن الثاني بمدينة اكادير
    وعليه فانني أفظل الالتجاء اليه رغم انني وعائلتي نقطن بالدشيرة
    لدلك اطلب من هسبريس ان تزور مستشفى الحسن الثاني مرورا بمستشفى انزكان قبل ان تشد الرحال لبويكرى لغاية في نفس كولومبو وان تكون لديها جرأة النشروشكرا

  • الدارالبيضاء
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 09:04

    لماذا بيوكرى، يمكنكم معاينة نفس الوضع بمستشفى الولادات بوافي بالدارالبيضاء مثلا….

  • Mohamed Rabat
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 09:19

    قدْ لا يُصدّق المرْءُ أن أعوانُ شركة الأمن الخاصّ يقومون بتقديم وصولات المواعيد للمرضى،و إنّهم مُكلّفون أيضا بتوجيه المرضى، وتقديم "معلومات" لهم حول المواعيد، رُغم أنّ مهمّتهم الأصلية هي حراسة المستشفى، وليس تدبير شؤونه الإدارية…وهذا المرض لمسناه حتى في المستشفى الجامعي بفاس وووفي عدة مرافق الدولة…ياحسرتاه…ياحسرتاه…هذا هو المعنى الجديد للإصاح ومحاربة الفساد في نظر ضعاف البصر..
    تموت الأســـود في الغابات جوعا …. ولحم الضــــأن تأكـــــله الكــــلاب.

  • de biougra
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 09:37

    "لكن لا حياة لمن تنادي"، يقول إبراهيم بمُنتهى الإحباط.

  • مجرد راى
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 09:51

    لا جديد يذكر نفس الاحداث و التجاوزات رغم كل ما يقال عن التقدم و الازدهار العالم التالت يبقى تالت وكل الاخبار المغلفة بالعام الزين و اجمل بلد تبقى وهم و تضليل للواقع المعاش

  • ghita
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 10:04

    تقرير مستفيض هذا الذي قامت به جريدتكم مشكورة على هذا الجهد ،وهوينقل الحقيقة كما هي٠لكن السؤال الذي تبادر إلى ذهني في النهاية هو أين كانوا أصحاب هذه الحقائق منذ ثلاثة أو أربعة سنوات لتنقل هذا الوقع حتى لاتصل الأمور إلى هذا الحد

  • Mohammed
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 10:12

    حسبي الله و نعم الوكيل، كل هذه الفضيحة و تيقولو ليك بغاو إنضمو كأس إفريقيا و كأس العالم و…و….و…و…و… باش إدحكو علينا الأجانب، أنا أعباد الله باغي غيير نعرف فين كيمشيو فلوس الشعب ؟؟؟؟؟

  • nabil
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 10:47

    هل السيد وزير الصحة على عِلْم بالوضعية العامّة لكل المستشفيات بالمغرب و ليس فقط المركز الصحي المختار السوسي بمدينة بيوكرى ؟

  • مواطن
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 13:03

    هاد الوضعية نتاع السبيطارات شي نهار غادي تشعلها فهاد لبلاد

  • استاذ بالمنطقة
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 13:12

    مستشفى بيوكرى رغم ما يعرف من صعوبات
    تبقى الاطر العاملة فيه من اطباء وممرضين وتقنيين واداريين واعوان….لها مكانة خاصة ومؤهلات جيدة وسلوك مع المرتفقين جد حسن….
    تبقى الوزارة المعنية ان تتحمل مسؤولياتها
    شكر خاص لقسم المستعجلات

  • tabarouchte
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 14:02

    اقسم بالله العلي العظيم ان امراة تنظيف femme de menage هي التي قامت باستخراج ورقة التخطيط القلبي لامراتي بالمستشفى الاقليمي بازيلال والله على ما اقول شهيد

  • fouad
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 15:09

    لكن لا حياة لمن تنادي bravo si brahim tahiya nidaliya

  • ام ندى
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 16:11

    وهناك نماذج عديدة ولله الحمد
    من زار يوما المستسفىالاقليمي لازيلال؟

  • غير معروف
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 19:15

    هذا هو المركزالاستشفائي بكلميم عن طريق اسا بمرحاظ واحد وبذون ماء …
    هذا وما يجعل من زاره يتبول في الازقة والشوارع ,,,هذا ما لا نسكت عنه في
    بلادنا الحبيبة ,فلمن نتحمل هذه المسؤلية يا ترى؟؟؟؟؟؟
    اما عن المرظى فلا حديت لها . مواعيد الفحوصات بالمقابل , والا ستطرح في الفراش ارظا حتى الموت

  • Naiym
    الإثنين 27 أكتوبر 2014 - 19:36

    ربما يكون هدا المسشفى احسن حاﻻ من غيره..المصيبة العظمى هي مستشفى الحسن الثاني بسطات.كانت زوجتي هناك لمدة اسبوع.ليس له من المستشفى اﻻ الاسم.اسبوع وزوجتي تأخد البيسيلين وفي الاخير جاءت طبيبة الجلد لتقول لهم انزعوا كل شيء.هده مجرد حساسية.وانتهت معاناتي.ولي تجربة في مريزكو مع ابنتي الصغيرة ﻻ حول وﻻ قوة اﻻ بالله.حتى بالرشوة ولم نستفد.فتصوروا كيف ستعامل بدونها.كأننا في سجن من العصر الرصاصي.

  • observateur
    الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 15:02

    Le problème de cet hôpital est l absence totale de l'administration et le comportement de certains e
    personnels qui ont transformé cet hôpital en une clinique privé; parfois avec les agents de la sécurité ils forment un réseau qui s’étend de plus en plus d autres fois avec un agent de l administration de l hôpital très motivé car il récolte des gains sans dérangement ni conscience

  • ابراهيم
    الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 11:12

    للأسف نقص الموارد البشرية وانعدام الضمائر الحية لتسيير الشؤون العامة للبلاد تعمق من جروح المغرب المهمش فهل رأيتم يوما المسؤولين او أبناء المسؤولين عن هذا البلد يلجؤون الى المستشفيات العمومية لعلاج لا ثم لا حتى المصحات الخاصة داخل الوطن يتهربون منها اما موضوع المقال ما هو تصفية للحسابات فمند تدشين هذا المستشفى والحال هكذا منظفات هن من يقمن بهذا العمل أين كان كاتب المقال من 2004 الى الان وأظن ان عملية التعقيم تتم في أحسن الظروف رغم غياب الكفاءة المطلوبة فهي تفي بالغرض وتقوم بالواجب أحسن قيام

  • شاهد
    الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 15:48

    المستشفى بدون مدير مند سنتين الشئ الذي زاد الطين بلة،ااختلط الحابل بالنابل ،مكر ورشوةو دها في ابتزاز المواطنين
    ميوعة وارتجالية في تسير المرفق العام عدم تطبيق القانون الداخلي للمستشفى سماسرة من الداخل ميسيرو امورالعباد و من الخارج،شبكات تبتالمواطن المغلوب على امر المهم العلا

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب