ازدانت المكتبات المغربية بمؤلف للدكتور إبراهيم القادري بوتشيش، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، موسوم بعنوان “المهمشون في تاريخ الغرب الإسلامي: إشكاليات نظرية وتطبيقية في التاريخ المنظور إليه من الأسفل”، عن دار رؤية للتوزيع والنشر، طبعة القاهرة 2014.
وحدد بوتشي أهداف دراسته في مقدمة الكتاب، الذي يقع في 310 صفحة موزعا على 11 فصلا، حيث أكد أن التاريخ العربي يحفل بثورات وانتفاضات وحركات احتجاج خلفت دويّا كبيرا في حينه، بيد أنها لا تظهر اليوم في ثنايا الإسطوغرافيا إلا بشكل باهت، بل نكاد نجهل كل شيء عن أهدافها ومراميها التي تمّ طمسها أو تشويهها حين صوّر زعماؤها كشرذمة من السفلة والأوباش والعصاة والمارقين والخارجين عن الجماعة”.
بوتشيش يوضح أن القول نفسه ينطبق على فئة عريضة من مجتمع الغرب الإسلامي الوسيط، وهي فئة العامة والمستضعفين، فعلى الرغم من الأدوار الشامخة التي لعبتها داخل مجتمعاتها، فإنها لم تذكر في المصادر التقليدية إلا بنصف الكلمات، وهو أمر بديهي إذا وضعنا في عين الاعتبار موقع المؤرخ الاجتماعي، وموقفه من صراع الحاكم والمحكوم، والتوتر الذي ميّز علاقة الطرفين، بالإضافة إلى مكوناته الثقافية ونظرته القاصرة للتاريخ.
الكتاب يذهب إلى أن معظم الفئات المستضعفة وجلّ الحركات والانتفاضات في الغرب الإسلامي قد تعرّضت للظلم والافتراء، إما بإحراق تراثها والعبث به من طرف الحاكم، أو تجاهلها وتهميشها من قبل المؤرخ، وإما بالطمس والسكوت، وهو أسلوب ” ذكي” في الظلم وعدم الإنصاف، مما يفرض على الباحث النزيه إعادة تقييم هذه الحركات المظلومة بنقد وخلخلة ما هو متواتر، وإعادة الدراسة والتحليل انطلاقا من نظرة شمولية تربط هذه الحركات بواقعها، وبالمعتقدات والنظم السائدة..”.
هذه الأهداف شكلت جوهر كتاب بوتشيش، الذي لم يضع صاحبه على عاتقه مهمة الدفاع عن هذه الحركات المظلومة نظرا لانعدام دعواها، بقدر ما سعى إلى محاولة إزالة ما لفّها من غموض، وما شابها من دسائس المؤرخ الرسمي، وما علق بها من مسخ وتحريف، و”فك الحصار” عن فئات اجتماعية لم ينصفها المؤرخون، ولم يسمحوا لها بالظهور على واجهة التاريخ حين همشوها، وسعوا إلى إلقائها في سلّة مهملات التاريخ.
ويسعى الكتاب الجديد أيضا إلى الإنصات لمن لا صوت لهم في التاريخ ، سواء من المستضعفين الذين حاول المؤرخون طمس أخبارهم والتعتيم عليهم، أو من الحركات المظلومة التي تعرضت لدسائس المؤرخ وتأويلاته المغرضة ما يجعل منها مادة صالحة للنقد والتحري والإنصاف.
بوتشيش من خلاله دراسته استنتج أن تاريخ المهمشين والمنبوذين لا يزال ملفا مفتوحا ومشروعا علميا قابلا للتعديل والإضافة، ولا يزال يحتل مركز الصدارة في ساحة النقاش بين المؤرخين الذين أصبح لديهم اقتناع بأن اختزال حركة التاريخ في تاريخ سلطاني أو نخبوي لا يعدو أن يكون تاريخا مبتورا يعبّر عن سطحية الحدث التاريخي بدل عمقه.
ويخلص المؤلف إلى أن “ما يعرف بالتاريخ المنظور إليه من الأسفل Histoire vue d´en bas سيظل حاجة ملحة لتصحيح مسار الكتابة التاريخية، وإعادة الاعتبار لمن كان لهم دور في تحريك مجرى التاريخ من صناع وحرفيين ومزارعين وباعة متجولين وغيرهم من عامة المدن والبوادي”.
ليس هناك الشيء الكثير لقوله سوى أن هناك مغاربة كتبوا كتبا قيمة، ولكن لسوء الحظ لم ينشروا في الوطن، وهذا في حد ذاته معطلة للثقافة التاريخية المغربية… فأنا أعرف شخصيا كتابا نالوا إعجابا مميزا من قبل القارئ المصري أو بالأحرى الشرق الأوسط… أما في الوطن فهم غائبون أو مغيبون… على كل حال ماذا يريد المغرب منا هل نكتب أم ماذا؟
IL étais et restera parmi les rares enseignants que javais étant étudiant en histoire a la faculté moulay Ismaël a Meknès et et que grâce a ce genre rares j ai compris que l histoire le vrai est toujours le non dit ou celui qui est entre les lignes des livres des historiens officiels encore une fois le m incline devant mon prof sans oublier bien sur tadighout Mohamed et le défunt de l'histoire des ottomans encore ravie de vous lire et merci encore une fois malgré la distance les années l immigration mon âme est présente avec vous
اتمنى ان يعاد بناء تاريخ انطلاقا من الخاص الى العام اي من المحلي الى الشمولي وذلك بالتركيز على التاريخ الجهوي فمثلا نحن ندرس ابناء الوطن حرب تطوان التي اندلعت بين المغرب واسبانيا مابين 1859/1860 وتخلص الى كون هذه الحرب المت بخزينة الدولة واحدث نزيفا على مستوى مداخيلها في حين المصادر التاريخية التي عايشت الفترة ك"الاستقصا" او التي اخذت عن هذا المصدر "كالاتحاف" لا تتحدث عن واقع سوس او فاس او مراكش بعد الحرب من ادى الذعيرة المالية التي تجاوزت الناتج الداخلي الخام بلغة اليوم هل الدولة ام الرعية لماذا نستحضر الاستقصا والاتحاف اثناء معرض حديثنا عن هذه الحرب ونتجاهل مخطوطة "المفضل افيلال" التي اخذ عنها صاحب "تاريخ تطوان" محمد داود لماذا نخفي عن نتكثم عن دور اليهود المغاربة في مد يد المساعدة للاسبان وبعض الهامشيين الذين يسنحقون الدراسة ك " احمد ابعير" الذي تورط اسمه في فتح ابواب تطوان للاسبان بعد ضمانات قدمت له كان اهمه الحاقه بالقنصلية الاسبانية بطنجة…. هذا هو التاريخ الحقيقي الموضوعي البعيد عن كل تجيز ذاتي تاريخ لابد له ان يبتعد عن تاريخ الاسر الحاكمة والعائلات النافذة.
استاذ جدي ومجتهد حاوت اماطة اللثام والتعريف بالعامة و المغضوب عليهم في تاريخ الغرب الاسلامي الوسيط فالعامة غوغاء ورعاع سفلة واهل شر فهم لا يسحقون ان يؤرخ لهم حسب البنية الذهنية للمؤرخ الوسيط والحديث على حد السواء
شكرا استاذي بودشيش المزيدمن العطاء
شكرا علي هاذا المجهود.واستسمح لاقول متي ستخصص لبني ازناسن والشرق جزء من وقتك نحن في امس الحاجة للتاريخ الحق لهاذة البقعة من وطننا لقد كتب جرمان عن المنطقة ولكن نريد منك المزيد وخاصتا قبائل بني ازناسن في تافوغلت وغيرها وجزاك الله خيرا وممزيد من التا لق والنجاء.والسلام.ارجو من اسبريس ان تبلغ وشكرا.
يعتبر هذا النوع من الكتابة فتحا جديدا لتاريخنا المغربي الذي ظل لزمن طويل تحت رحمة الإيديولوجيا الاستعمارية، كما ظل بعد ذلك سجين الكتابة التقليدية ، الآن ومع صدور هذا الكتاب عن تاريخ المهمشين ، بدأنا نكتب تاريخنا الحقيقي ، شكرا لمؤرخنا الكبير .
لدي تعليق
مع تنويهي وإعجابي بكتابات الدكتور بوتشيش ، حبذا لو أطلعتنا هسبريس على المواضيع التي تناولها الدكتور بوتشيش الذي نفتخر به في مصر كمؤرخ رايد للتاريخ الاجتماعي
نعم. التاريخ المغربي الحقيقي مطموس و مسكوت عنه و لا نبالغ إن قلنا لم يكتب بعد, لكن السؤال الاهم هو لماذا هذا السكوت و التركيز على حياة الملوك و إنجازاتهم و سيرهم …؟ في مقابل نسيان عامة الشعب أو الرعايا
منذ أن بدأنا دراسة مادة التاريخ في التعليم الابتدائي ونحن نسمع أسماء رنانة لحكام وزعماء كأنهم يمتلكون التاريخ كله.
هل كان هذا متعمدا أم أنهم كانوا يمتلكون الملك والأرض والجاه وامتلكوا التاريخ. أين هم بسطاء ذاك الزمن؟ أليس لهم الحق في تدوين أسمائهم للأجيال القادمة؟
تحية للدكتور بوتشيش الذي يتحفنا بأعمال قيمة ويذكرنا بأناس وأحداث أهملهم التاريخ
Bravo! enfin nous y somme, notre histoire commence à . S'ECRIRE; Merci Hespress pour l'information
قرأت الكتاب ووجدت فيه مواضيع مثيرة كشف عنها المؤلف وكتبها سأسلوب جميل . لدي ملاحظة فقط وهي أن الدكتور بوتشيش استخدم المنهج المادي . ألا يؤدي هذا التحليل |إلى السكوت عن قضايا \اخرى مثل فئة المهمشين من المتدينين مثل أئمة المساجد والمؤذنين وغيرهم؟
أخيرا أقول: الحمد لله الذي وهب لمغربنا مثل هذا المؤرخ
" التاريخ المنظور اليه من الأسفل " عبارة جديدة لم أكن اعرفها، ما اعتدناه هو تاريخ الحكام ، هل هذا يتناقض مع " أعالي التاريخ" التي كان ينادي بها عبد السلام ياسين في كتبه؟ أتمنى ان يقوم المؤلف بمقارنتها
مع ثورات الربيع العربي ، وخاصة المناضل التونسي البوعزيزي رحمه الله ، وهو بائع متجول استطاع أن يطيح بنظام مستبد ، يتأكد بأننا في حاجة إلى قراءة تاريخ المهمشين الذين يصنعون التاريخ . نتمنى أن تتعدد الكتب والأبحاث في هذا الاتجاه .
تعليق على رقم ١١
المنهج المادي في التحليل يتميز بشموليته في تناول كل البنيات، ولا يقصي الجانب الديني والثقافي ، وفي معالجته للمجتمع فهو لا يقصي اي فئة بما فيها رجال الدين وغيرهم . المهم هو اعادة كتابة التاريخ من أسفل كما يقول صاحب الكتاب مشكورا
Une tres bonne idée
مع تنويهي وإعجابي بكتابات الدكتور بوتشيش ، حبذا لو أطلعتنا هسبريس على المواضيع التي تناولها الدكتور بوتشيش الذي نفتخر به في مصر كمؤرخ رايد للتاريخ الاجتماعي
كان لي شرف التتلمذ على صرح علمي مغربي مشهود في الكتابة التاريخية المغربية خاصة في العصر الوسيط والحق القول أن استاذي ابراهيم القادري بوتشيش منارة علمية في تخصصه لكن للأسف لم ينل حظه من التقدير في هذا الوطن فرغم ان انتاجاته الفكرية الكثيرة والمتنوعة والتي تتطرق لمواضيع المسكوت عنه في الاسطوغرافية الرسمية لتاريخ الغرب الاسلامي فان هذاالباحث لاتنشر ولاتوزع كتبه على نطاق واسع في المغرب عكس سمعته في المشرق
اوا االسيي بو تشيش التفا تة من فضلك للشرق من النا ضو ر الي فكيك.لقد كتب عايوش جرمان عن المغرب وعن الشرق ونحن نترجي التفاتة من فضلك لتكتب لنا عن تاريخ الجهة الشرقية التي نجهل عنها الكثير الكثير الا نزر قليل قليل من قدور الورطاسي.ولك الشكر مسبقا.
كان لي الشرف ان اشتغلت تحت إشراف الأستاذ المتألق إبراهيم القادري بوتشيش، حول موضوع "المهمشون في التاريخ الإسلامي من خلال كتاب التشوف إلى رجال التصوف لابن الزيات التادلي" سنة 2006