طارق يفكك الهوية والديمقراطية ومآلات الدولة بعد "الربيع"

طارق يفكك الهوية والديمقراطية ومآلات الدولة بعد "الربيع"
السبت 5 يوليوز 2014 - 06:00

يتناول كتاب صدر حديثا، موسوم بعنوان “من الثورة إلى الدستور: الهوية والديمقراطية، في دستورانية الربيع”، للدكتور حسن طارق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة سطات، مناقشة بعض الأسئلة حول مآلات الدولة الوطنية على ضوء أحداث 2011، والتي سماها البعض بالربيع العربي.

ويقترح المؤلف، في الكتاب الصادر عن منشورات سلسلة “الحوار العمومي”، تفكيك دستورانية الربيع، من خلال التفكير في الأجوبة التي قدمتها دساتير ما بعد الثورات، لأسئلة الهوية وقضايا الدولة المدنية ومحددات الانتماء الجماعي، ولموضوع نظام الحكم وإشكالية توزيع السلطة، لمسألة السياسات القادرة على مواجهة انفجار الطلب الاجتماعي المتزايد، ثم لإشكاليات الحرية وحقوق الإنسان والمواطنة.

هذا التفكيك، حسب المؤلف، هو الذي سيسمح بإعادة تركيب دستورانية الربيع، وفق أربعة دساتير مُتَجَاوِرَةٍ ومتداخلة، هي: الدستور الثقافي (وثيقة الهوية)، والدستور السياسي (وثيقة السلط)، والدستور الحقوقي (وثيقة المواطنة)، والدستور البرنامجي (وثيقة السياسات).

ويرى طارق أن الأنظمة الشمولية تكتب دساتير تشبهها تماماً تدون فيها، بدون عقد نقص، ما تريده من سعادة مطلقة للدولة وللمجتمع والفرد، وترسم فيها الحاجة التاريخية للحزب الملهم أو للقائد الضرورة أو للزعيم الذي يحمل رسالة السماء، كبديل عن حكم المؤسسات، وشرعية الانتخابات، ورضا الناس.

الأنظمة السلطوية، حسب مقدمة الكتاب، لا تملك نفس الشجاعة، لذلك فهي تكتب دساتير لا تشبهها في شيء، تدبج فيها مقتضيات تمتح بدرجة معقولة من مرجعيات الحقوق والحريات، وتضمنها مؤسسات تتكلف من حيث المبدأ بمهام التمثيل والرقابة والمشاركة، معتبرا ما تفعله بعد ذلك، هو أنها تقذف بالقوانين والمؤسسات والمرجعيات، في دائرة اللا يقين والهشاشة.

وشكلت العودة القوية لشعار الدولة الدينية، حسب المؤلف، محاولة في العمق لوأدٍ مُستمر لفكرة الدستور نفسه، وربما للارتداد حتى على الثورات المرتبكة” للسلطوية العربية في مجال الدساتير، مبرزا أن الدولة الدينية التي تبدأ في المنطلق بنفي ممكنات التعاقد القانوني بطابعه الوضعي والبشري والنسبي، لتجعل في نهاية التحليل مرجعيات الحياة السياسية متعالية عن التاريخ والأرض.

وحاول طارق أن يؤكد من خلاله كتابه الجديد أن مؤشرات عودة “العسكر” للحياة السياسية في مرحلة ما بعد الثورات، من شأنها أن تطرح بحدة القلق حيال إعادة إنتاج مساحات سلطوية واسعة خارج منطق الدستور، وخارج دائرة المساءلة.

‫تعليقات الزوار

9
  • أمغار
    السبت 5 يوليوز 2014 - 08:25

    في هذا الشهر المبارك أطلب من الباجدة أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع قراء هيسبريس ، الا يستحق هذا الرجل أن يكون رئيس الحكومة بدلا من بن كران ؟
    شكرا لكم على تفهمكم ونعتذر لكم عن الازعاج

  • هشام الرحموني
    السبت 5 يوليوز 2014 - 10:05

    معروف على الاستاذ كتاباته والتي تغني الساحة الفكرية وما قدمه في هذا المقال هو تشخيص لمرحلة ما بعد الربيع العربي والتقسيم الذي قدمه للدساتير هو تقسيم معقول فنيئا للاستاذ بكتابه الجديد وهنيئا لنا جميعا

  • khalid lmaghribi
    السبت 5 يوليوز 2014 - 13:21

    ان ما جرى ويجري في الدول التي عرفت ما يعرف بالربيع العربي دليل واضح ان اؤﻻئك الدين كانوا يدعون المعارضة ويعيشون على اموال من يدفعهم لتخريب بلدانهم بعدما وصلوا الى مركز القرار عاجزون عن التغيير والديمقراطية التي كانوا يملؤون بها الدنيا صراخا فاكتشفت اكاديبهم فاغرقوا البﻻد والعباد في ما ﻻيحمد عقباه وارجعوا بلدانهم الى العصر الحجري..اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

  • متأثر
    السبت 5 يوليوز 2014 - 13:57

    للأسف المحزبون هم من يتابع الدراسة في هدا البلد
    الحزب يخول لك متابعة الدكتوراة والكفاءة لاتخول دلك
    وصلنا بكري,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    مثل هده المؤلفات لملء cv فقط ولكن قد تفرض على الطلبة

  • عين
    السبت 5 يوليوز 2014 - 15:14

    قبل التطرق للدمقراطية و المشهد السياسي بعد الربيع العربي يا سيد طارق، حلل الديمقراطي الداخلية و ابدا بحزبك، هدا دون نسيان قيامك بمهامك كموظف عمومي

  • elkachouli
    السبت 5 يوليوز 2014 - 15:16

    هنيئا للدكتور حسن طارق على المولود الفكري والعلمي الجديد،
    الدي ينور الساحة الفكرية.

  • رحال زبيري
    السبت 5 يوليوز 2014 - 17:30

    هنيئا للاستاذ حسن طارق على هذا المولود الفكري والعلمي الجديد، والذي يثبت
    مرة اخري كفاءته وغزارة انتاجه. فمزيدا من التالق والانتاج الفكري

  • الخبير
    السبت 5 يوليوز 2014 - 18:44

    من حيث المبدأ أتفق مع حسن طارق وربما في كثير مما ذهب اليه فلا يمكن الحكم مما هو مكتوب اعلاه فلابد من قراءة الكتاب ثم يتم انتقاده بمنهجية علمية حتى يمكن ان نصل الى الصحيح والمشترك من اجل بناء الدولة الرشيدة التي تسع الجميع ويجد كل واحد نفسه فيها ويكون هو مسؤول ومشارك من تلقاء نفسه في بناء بلده ولكن لابد من أثير ملاحظة حول ما اسماه بالدولة الدينية التي يعتبرها ارتدادا عن الدولة الديمقراطية حسب ما فهمت من الكلمات اعلاه فأقول للسيد طارق اذا كنت كما يعتبر البعض ان طائفة من المسلمين الذين وصلوا الى الجلوس على كرسي الرئاسة او كرسي الوزارة الاولى بعد الانتفاضات الشعبية فشلوا في تدبير مؤسسات الدولة ولم يحققوا ما كانت تطالبه الشعوب المنتفضة رغم انهم لم يتسلموا مفاتحها فماذا ستقول في الذين حكموا البلاد ما يزيد عن نصف قرن. اما اذا كنت تتخوف بما تسميه الدولة الدينية {فلا وجود لدولة دينية في ديننا الحنيف الدين الحقُ} من بعض الممارسات غير سليمة من بعض المسلمين الممارسين للسياسة فأعتقد ان هذا خطأ كبير ان تقع فيه لان بهذا سنرفض كل القيم كالديمقراطية والحرية .. لان الكثير ممن ينادون بها يخالفونها .

  • حسنة
    السبت 5 يوليوز 2014 - 20:39

    اتساءل كيف لمن ليس بديمقراطي ولا نزيه ولا يحترم القانون ان يكتب عن هذه المفاهيم وهو اول من يتجاوزها ولا يحترمها لكن ليس هذا بجديد في بلد اصبح فيه بعض السفهاء هم من يقودون سفينة النجاة والتي مامن شك انها ستغرق
    فاذا كنت تتكلم عن الدستور والمساواة وبعض المفاهيم التي ليس لها وجود عند امثالكم فحري بك ان تبدا بنفسك وان تكون دستوريا وديمقراطيا وان تتحلى بمبادئ الاشتراكية التي تتدعي انك من انصارها وذلك بالتحلي بالنزاهة في عملك كاستاذ جامعي مع طلبتك الذين لا تربطهم باستاذيتك هاته سوى المفهوم علما ان الشواهد لا تصنع الرجال.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب