أولت الصحف الأروبية الصادرة، اليوم الخميس، أبرز اهتماماتها لحادث إعدام الصحافي الامريكي جيمس فولي من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولقرار ألمانيا تزويد الأكراد في شمال العراق بالأسلحة لمواجهة ميليشيات هذا التنظيم .
كما تطرقت الى استئناف المعارك بين حماس والجيش الاسرائيلي بقطاع غزة عقب فشل مفاوضات القاهرة، والى تطورات الوضع في سوريا.
ففي إسبانيا تركز اهتمام الصحف حول قتل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” لصحفي أمريكي بالعراق، ورد فعل واشنطن بعد هذا التصعيد الجديد.
وأوردت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، أن الرئيس باراك أوباما قال إن بلاده ستكثف هجماتها الجوية على أعضاء تنظيم (داعش)، وأن اغتيال الصحفي الأمريكي لن يرهب الولايات المتحدة.
وأضافت أن قتل (داعش) لجيمس فولي، وبثها لذلك على شريط فيديو أكدت واشنطن صحته، أثار ردود فعل قوية من الدول الغربية التي دعت للوحدة في محاربة هذه المجموعة الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة.
وبدورها أوردت (إلموندو) أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قطع عطلته وعاد إلى لندن لمتابعة تطورات الوضع بالعراق، حيث هدد أعضاء (داعش) بقتل صحفي أمريكي آخر ما لم توقف واشنطن هجومها الجوي.
وفي سياق متصل كتبت صحيفة (أ بي سي) أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا لعقد اجتماع دولي تشارك فيه جميع البلدان لتحليل وتشخيص الوضع في العراق وبحث سبل وقف زحف تنظيم “داعش”.
وأضافت اليومية، في هذا الصدد، أن المجتمع الدولي تعبأ بعد قتل الصحفي الأمريكي في محاولة لمواجهة التهديدات الخطيرة لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي ألمانيا، هيمن موضوع إعلان الحكومة الألمانية قرارها تزويد الأكراد في شمال العراق بالأسلحة لمواجهة ميليشيات “الدولة الإسلامية ” على تعليقات جميع الصحف الصادرة اليوم.
فاعتبرت صحيفة (فورتسايمه) تحت عنوان ” أسلحة استثنائية .. لا يوجد حل” أن تسليم أكراد العراق للأسلحة هو “ضرورة إنسانية” قبل كل شيء.
أما صحيفة ( فيستسلاره نوي تسايتونغ) فكتبت في تعليقها على القرار أن السياسة الأمنية لألمانيا، التي كانت بعيدة لمدة طويلة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح لها أخيرا دور هام.
من جانبها اعتبرت صحيفة (روتليغه غينرال أنتسايغه) أن القرار بمثابة “التزام أخلاقي” لدعم القوات الكردية في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” لأنها ، تقول الصحيفة ” تعتبر القوة الوحيدة الموجودة في المنطقة التي يمكن أن توقف زحف مليشيات الدولة الإسلامية، لكن بمعدات عسكرية مناسبة”.
ووفقا لصحيفة ( تورينغيشه لانديستسايتونغ) فإنه “يجب على المجتمع الدولي أن يقف وقفة واحدة من أجل رفع التحدي المتمثل في “الدولة الإسلامية”، وألمانيا لا يمكن أن تبقى بعيدة هذه المرة”.
أما صحيفة (نوربيغه ناخغيشتن) فترى من جهتها أنه “لا يمكن تحويل هؤلاء المتعصبين عن هدفهم أو إقناعهم ، لذلك يتعين محاربة عنفهم حتى ولو بتسليح الأكراد ، حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم”، مضيفة أن هذا هو الخيار الموجود حاليا والذي حددت من خلاله ألمانيا سياستها الخارجية بعد جدل طويل.
لكن صحيفة ( زود كورير) تعتبر أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها ألمانيا “لا تخلو من شكوك” لأنه تقول الصحيفة “لا أحد يستطيع أن يحدد أين ستنتهي هذه الأسلحة ، وما هو نوعها”، مضيفة أنها أسلحة ربما ستوجه ضد الجنود الغربيين في نهاية المطاف.
صحيفة (مانهايمه مورغن) أشارت إلى أن قرار توريد أسلحة ألمانية إلى الأكراد شكل نقلة نوعية في سياسة ألمانيا حيث هناك معارضون ومؤيدون لهذه النقلة لكن، تضيف الصحيفة ، الحكومة الاتحادية اتخذت القرار الصحيح بعد الاطلاع على كل الفظائع التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون.
وفي سياق متصل عبرت صحيفة (راين – نيكار تسايتونغ) عن قلقها البالغ من مشاهد القتل التي ترتكبها ميليشيات “الدولة الإسلامية” معتبرة أن وسائل الإعلام التي نشرت الشريط الذي يظهر عملية ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي “تعتبر إلى حد ما شريكة للدعاية الإرهابية”.
وفي بلجيكا، كتبت صحيفة (لادينيير أور) أنه بإعدام الصحفي الامريكي جيمس فولي يكون تنظيم “الدولة الإسلامية” قد وقع على أول عمل له ضد الغرب منذ تدخل الطيران الامريكي بالعراق لدعم الاكراد والحكومة العراقية.
من جانبها قالت صحيفة (لاليبر بيلجيك) إن الصحافيين والعمال الانسانيين الذين كانوا محميين من خلال حياديهم ،أضحوا اليوم اهدافا لأعضاء التنظيم الذي يماثلون بينهم وبين الجواسيس مضيفة أن اعدام جيمس فولي يشكل رسالة للولايات المتحدة الامريكية وانتقاما من تدخلها الاخير في العراق.
في السياق ذاته سلطت صحيفة (كوريير ديلاسيرا) الايطالية الضوء على الفيديو الذي يظهر فيه احد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية يذبح الصحافي الامريكي جيمس فولي ،موردة في هذا الصدد تصريحا للرئيس باراك أوباما يصف فيه مقتل فولي بالعمل العنيف الذي هز الضمير العالمي بأسره.
واضاف أوباما في تصريحه أن هذا العمل نفذ ليس باسم الله، بل باسم العنف الذي لا دين له، متوعدا بالقصاص من قتلة الصحافي الامريكي.
من جهتها أكدت صحيفة (لاريبوبليكا) أن اروبا منشغلة ازاء الاحداث بالعراق ،مضيفة أن تنظيم “داعش” يوصف من قبل مصالح الاستخبارات بأنه أخطر وأعقد تهديد ارهابي منذ اعتداءات 11 شتنبر بالولايات المتحدة الامريكية .
أما صحيفة (الميساجيرو) فذكرت من جانبها أن البرلمان الايطالي اعطى الضوء الاخضر من اجل تزويد أكراد العراق بالسلاح .
من جانبها خصصت صحيفة (ليبراسيون) صفحتها الأولى لقضية اعدام الصحفي الامريكي جيمس فولي من قبل تنظيم “داعش” مشيرة الى أن هذا العمل سيجبر الرئيس الامريكي باراك أوباما على الانخراط أكثر في التصدي لأعضاء هذا التنظيم.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الامريكي انتظر طويلا قبل الزج بامريكا عسكريا مرة اخرى في الصراع قبل اسبوعين مضيفة أن احد انشغالات البيت الابيض يكمن في التهديدات المحتملة التي يشكلها تنظيم (داعش) على التراب الامريكي.
من ناحية أخرى تطرقت صحيفة (لوموند) الفرنسية الى استئناف المعارك بين حماس والجيش الاسرائيلي بقطاع غزة مشيرة الى أن أحد عشر فلسطينيا قتلوا في غارات اسرائيلية منذ وقف مفاوضات القاهرة.
واعتبرت الصحيفة أن استئناف المعارك بين الفصائل الفلسطينية والجيش الاسرائيلي سلط الضوء على المأزق الذي توجد فيه المفاوضات التي شرع فيها بالقاهرة من اجل التوصل الى اتفاق لوقف دائم لاطلاق النار تحت رعاية مصر.
أما صحيفة (لوفيغارو) فسلطت الضوء على النزاع في سوريا مشيرة الى ان مدينة حلب المعقل الرئيسي للمعارضة محاصرة اليوم بأكملها من قبل الجيش النظامي ،فيما تتقدم عناصر تنظيم (داعش) في اتجاه المنطقة.
