مضامين أبرز الصحف المغاربية الصادرة اليوم

تناولت الصحف المغاربية، اليوم الأربعاء، التهديد الأمني الذي يمثله عودة جهاديين تونسيين من أماكن التوتر إلى بلادهم، والفيضانات التي عرفتها ولايات الشرق الجزائري، فضلا عن الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة في موريتانيا.

ففي تونس، توقفت الصحف عند التهديد الأمني على خلفية ما ورد عن وزارة الخارجية أن عددا من الجهاديين التونسيين في سوريا يرغبون في العودة إلى تونس.

وعلقت صحيفة (الصريح) على ذلك بأن ملف هؤلاء الجهاديين يفجر بركانا من الأسئلة، لكونهم يعتبرون “قنابل موقوتة” لما تحمله عقولهم وأدمغتهم من عقيدة جهادية ومن فكر تكفيري دموي وهم من تشبعوا بثقافة الموت إلى جانب تدريبات قتالية على أيدي المجموعات التكفيرية التي انخرطوا في مخططاتها وجرائمها.

واعتبرت أن الحديث عن هؤلاء المغرر بهم الذين ترجح مصادر أن يكون عددهم 4500 مقاتل، يحيل إلى مواضيع حارقة ذات علاقة بمدى توفر الخطة المتكاملة والإستراتيجية اللازمة لاستيعابهم وإعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع وتفكيك رواسب الفكر التكفيري لديهم.

في نفس المنحى، كتبت صحيفة (الصباح) أن العائدين من بؤر التوتر “يمثلون زلزالا لأن الواحد منهم قادر على القضاء على ألف شخص” وفق تصريح لخبير أمني تونسي الذي وصف عودتهم ب”الكارثة” على تونس.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع بالمركز التونسي للأمن الشامل أن هذا الأخير قدم دراسة مفصلة استشارية إلى وزير الداخلية تتضمن كيفية التعامل مع العائدين من جبهات القتال، موضحا أن الدراسة روعي فيها الجانب الأمني بالدرجة الأولى وكذلك الجانب النفسي.

وقلل المسؤول من الخطر الذي قد يمثلونه على تونس، مراهنا في ذلك على يقظة الشعب الذي دعاه إلى التعاون مع المؤسستين الأمنية والعسكرية ومدهما بالمعلومات إن توفرت عن الإرهابيين “لأن ذلك واجب وطني وشرعي”.

وفي علاقة بالإرهاب، أكد مصدر من نقابة الجمارك لصحيفة (الشروق) أن مقتل جمركيين اثنين، مؤخرا، في ولاية القصرين على الحدود مع الجزائر على يد مجموعة مسلحة، تورط فيها مهربون بالمنطقة يتعاملون مع الإرهابيين ويوفرون لهم الدعم اللوجستي.

وفي الجزائر، أجمعت الصحف على ضعف البنيات التحتية التي كشفتها الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الشرق الجزائري، خاصة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015.

وأوردت صحيفة (الخبر) أن التقلبات الجوية التي مست قسنطينة، مساء أول أمس، أخرجت عائلات قاطنة بالمدينة العتيقة إلى الشارع، حيث طالبت بترحيلها خوفا من الغرق، بعد أن غمرت مياه الأمطار أغلب المنازل بعدما شهد منسوب المياه ارتفاعا كبيرا لم يسجل في الولاية من قبل.

ووفق صحيفة (الشروق)، فإن هذه الأمطار “كشفت الوجه الحقيقي للمشاريع التي كلفت الملايير، وتم القضاء على الكثير منها خلال ساعة زمن واحدة، كانت كافية لتزيح الستار وتكشف المستور من هاته المشاريع التي أõنجزت من أجل عاصمة الثقافة العربية وذهبت في مهب الريح بمجرد نزول الأمطار

وخصصت الصحيفة مقالا في الموضوع جاء فيه “?عندما تنقل لنا وكالات الأنباء والفضائيات العالمية أخبار التقلبات الجوية، وتقدم لنا صور السيول والبيوت الغارقة في الماء، نلاحظ بأنها دائما مقرونة بأسماء لمدن وقرى فقيرة ونائية، لا أحد يسمع عنها، ولكن ما حدث في قسنطينة وهي المدينة الثالثة في الجزائر، والأدهى من ذلك في مدينة علي منجلي الجديدة، عندما قتلت الفيضانات، وجرفت المئات من السيارات، يؤكد بأننا مازلنا نرفض التقدم”.

وقالت إن المدينة هي مرآة الجزائر في الوقت الراهن، ومكان الفيضان زاره الوزير الأول عبد المالك سلال، منذ أربعة أيام فقط، والمدينة الجديدة علي منجلي سهر على بنائها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وخصها ب15 زيارة، وهي تضم حاليا أكثر من ربع مليون نسمة، ومع ذلك تغرق في قطرة ماء، بعد تهاطل أقل من عشرين مليمترا من المطر، شلت حركة المرور وقطعت التيار الكهربائي والماء الشروب وأدخلت مدينة في حجم عاصمة في أزمة مطر.

صحيفة (المحور اليومي) رأت أن الأمطار المتساقطة بولاية قسنطينة أمس كشفت “سياسة البريكولاج المتبعة في مختلف المشاريع”، مشيرة إلى أنه في ظرف ساعة من تساقط الأمطار، تحولت المدينة إلى مناطق منكوبة بسبب السيول التي غمرتها، الوضع الذي أدخل السكان في رعب حقيقي.

ووصفت مديرة نشر صحيفة (الفجر) الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام حول قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية، وهي تحت الأمطار ب”المشوهة والفضيحة الحقيقية”.

وكتبت “لم نستخلص بعد العبر من كل الكوارث السابقة، من باب الوادي ومن كارثة فيضانات غرداية ومدن أخرى، ففي كل خريف تغرق شوارع المدن الجزائرية في فيضانات لأن البلديات المكلفة بتنظيف المجاري من رواسب أوساخ الصيف لم تتوقع هطولا مبكرا للأمطار”، متسائلة “فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء الضحايا (3 قتلى)، والأضرار التي خلفتها فيضانات مدينة جديدة، تفتقر لكل الشروط العمرانية التي طبقتها الإنسانية منذ قرون¿”.

وتناولت الصحف الموريتانية الحوار السياسي المرتقب يوم 7 شتنبر المقبل بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة.

وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (الأمل الجديد) إلى عودة المعاهدة من أجل التناوب السلمي (تضم أحزاب التحالف الشعبي التقدمي والوئام الاجتماعي الديمقراطي والصواب) إلى لعب دور الوساطة والمبادرة من أجل تقريب وجهات النظر بين الأغلبية والمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة راديكالية).

وذكرت الصحيفة أن مبادرة المعاهدة من أجل إنقاذ الحوار خاصة بعد رد المنتدى الرافض، وجدت آذانا صاغية لدى الأغلبية، إن لم يكن بإيعاز منها.

وحسب ذات الصحيفة، فإن الرئيس محمد ولد عبد العزيز استقبل قبل أيام قادة المعاهدة، مسعود ولد بلخير وبيجل ولد هميد وعبد السلام ولد حرمة، مضيفة أن البيان الصادر عن المعاهدة والذي طالب بتأجيل اللقاءات المحضرة للحوار، جاء بعد مشاورات مع رئيس الدولة.

ونقلت (الأمل الجديد) عن رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمة قوله إن الرئيس ولد عبد العزيز شدد على ضرورة الدخول في حوار بين الأطراف السياسية “لمناقشة القضايا التي تدفع بالبلد إلى الاستقرار والعيش المشترك”.

وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (الأخبار إنفو) مقابلة مع رئيس حزب اتحاد قوى التقدم والقيادي في المنتدى، محمد ولد مولود، قال فيها بالخصوص إن “اللقاء الذي تنوي الحكومة تنظيمه يوم 7 شتنبر أو قبله لا يعنينا بتاتا. فهو تنكر للمسار السابق ( …) إنه يهدف إلى تنظيم حوار بناء على إرادة أحادية، وهذا يتنافى مع اتفقنا عليه. وإذا كانت هذه هي البداية، فالنهاية قطعا لا يعول عليها ولا يرجى منها شيئا”.