الدكتور علي أومليل: المفكِّر المغربي الذي صار سفيراً

الدكتور علي أومليل: المفكِّر المغربي الذي صار سفيراً
الإثنين 26 يناير 2009 - 04:29

ولد المفكر والباحث المغربي علي أومليل في مدينة القنيطرة شمال العاصمة الرباط لعائلة متواضعة، حيث كان الأب يعمل سائقاً لشاحنة نقل، ولكنه استطاع أن يشق طريقه بالجهد والموهبة، ليصبح أحد أهم ممثلي علم الاجتماع في العالم العربي، خصوصاً أنه برع في ربط التنظير بالممارسة السياسية. لم يكتفِ بالانتماء إلى النخبة الفكرية، بل زاوج بين أطروحاته الفكرية والفلسفية وبين عمله في الشأن العام والسياسة وحقوق الإنسان.


حين ذهب علي أومليل أواخر الستينات ليدرس الدكتوراه في السوربون، كانت باريس تعيش نقداً جذرياً لأسس الثقافة. كان فوكو ولاكان ودريدا ودولوز وغودلييه وستراوس وشاتليه… قد أصبحوا أسياد المشهد. العديد من التقاليد الفكرية والسلطات الفكرية تحطمت على يد هؤلاء. الفلسفة نفسها ارتجَّت واختُرقت باقتراحات جديدة. في هذا الجو، أنجز أومليل أطروحته عن ابن خلدون.


يعترف أومليل بأنه كان محظوظاً بتزامن دراسته مع الجو الثقافي الباريسي. ويقرّ بتأثير منهجية ميشال فوكو في تأريخ الأفكار على عمله. وتحديداً كتابه “الكلمات والأشياء”، فضلاً عن دفاع فوكو عن قضايا المهاجرين، ومحاضراته الهامة في الكوليج دو فرانس، وتردّده على المكتبة الوطنية بدراجته الهوائية، قبل أن يصبح ذلك موضة.


اختار أومليل دراسة ابن خلدون لتصفية الحساب مع التراثيين. بحسب رأيه، هناك نوعان منهم: تراثيون يعتبرون أن التراث كمغارة علي بابا. كلما ضاقت بهم الحال ذهبوا ينقبون فيها عما يجيب على أسئلتهم. الصنف الثاني هم التراثيون الذي يريدون أن يكونوا حداثيين وتقدميين، فيلوون عنق التراث ويحملونه ما لا يحتمل. ولهذا، تركّز عمله على حصر الحدود المعرفية والتاريخية للفكر الذي أنتجه ابن خلدون، لتفادي فوضى اختلاط الماضي بالحاضر. أي أن لا تكون ثقافتنا مثل دكان الخردة. نجد فيه أشياء أُنتجت منذ أسبوع إلى جانب بضائع عمرها مئات السنين.


حين يُسأل صاحب “سؤال الثقافة” عن الحضور القوي للفلسفة في المغرب العربي مقارنة بالمشرق العربي. وإن كان لذلك علاقة بكون مفكري المغرب أحفاداً لابن خلدون؟ وهل يوافق على صفة “المشرق الشاعر” و”المغرب المفكر”؟ فإنه يستبعد أن تكون المسألة وراثية، مشيراً إلى أن هناك عوامل تساهم في رسم هذه الصورة. أول هذه العوامل هو أن التكوين الفلسفي لديهم يبدأ من المرحلة الثانوية. كما أن الكتاب والمفكرين وجدوا أرضية صلبة في كلية الآداب والعلوم الانسانية في الرباط التي تأسست في العشرينات كمعهد عالٍ للدراسات.


بعد تخرُّجه، درّس صاحب “في شرعية الاختلاف” الفلسفة في جامعة الرباط. ولكنه لم يحصرعمله داخل أسوارها. لم يفصل بين عمله كأستاذ وموقفه كمواطن. بنى علاقة ندية ومفتوحة مع طلبته. بعض هؤلاء يشكلون اليوم جيلاً شاباً من المفكرين المميزين. الممارسة خلَّصت نصه الفكري من اللغو الفلسفي والتنظير المحض. عناوين كتبه تدل على صلة وصل واضحة وقوية بين مادته الفلسفية وحركة الواقع وأفكار الحياة: “السلطة الثقافية والسلطة السياسية”. “الفكر العربي والمتغيرات الدولية”. “سؤال الثقافة“…


كل ذلك كان استمراراً لمسيرة شخصية بدأها أومليل مناضلاً ومعارضاً في “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”، حزب المهدي بن بركة الذي اغتيل في باريس سنة 1965.


عام 1979، وفي ظروف سياسية صعبة، أسس أومليل مع آخرين “الجمعية المغربية لحقوق الانسان” وانتُخب رئيساً لها. ثم أصبح مديراً لتحرير جريدتيها “التضامن” و“solidarite”.
بعد الجمعية، ترأس أومليل “المنظمة المغربية لحقوق الإنسان” بين عامي 1990-1993. ثم صار رئيساً لـ “المنظمة العربية لحقوق الإنسان” في القاهرة بين عامي 1997-1998.


بعد أربعين عاماً من النضال، نضجت المعارضة وكذلك السلطة لعقد توافق تاريخي في الحياة السياسية المغربية. أُطلق سراح المعتقلين. عاد المنفيون. وُضع دستور جديد. عُيِّن عبد الرحمن اليوسفي رئيساً للوزراء. أحد تجليات هذا التوافق تمثل في دخول عدد من الأسماء المعارضة إلى المشهد السياسي الرسمي. وهكذا صار أومليل سفيراً في القاهرة عام 2001. وبعدها في بيروت 2004 ولا يزال.


لا يجد أومليل تعارضاً بين كونه مثقفاً وعمله كديبلوماسي. يقول إنه غالباً ما يواجه هذا السؤال في المقابلات التي تُجرى معه وأيضاً في الأحاديث اليومية. يُعيد أومليل السبب إلى تصور شائع يرى فيه المثقف العربي نفسه كائناً كامل الطهارة. إنه يشبه الفتاة الشرقية الخائفة على بكارتها. ويظن أن أي تسوية مع النظام ستخدش هذه الطهارة. أومليل يرى أن المعارضة ليست مسألة أبدية. إذا سمحت الظروف للمثقف بممارسة دوره فعليه ألا يمتنع عن ذلك. صورتنا عن المثقف لا تزال مشوبة بالكثير من الرومانسية. وهو يرى أن العلاقة الصحيحة ممكنة بين الطرفين، وهي أن يجد صاحب القرار السياسي عند المثقف ما هو مضطر إلى الإفادة منه والاهتمام به. التسوية مع السلطة لا تعني أن يستجدي المثقف صاحب السلطة لكي يضع إلى جانيه كرسياً صغيراً يجلس عليه المثقف. يلتفت إليه بين حين وآخر كي يطلب مشورته. بل أن يكون هناك معرض للآراء والأفكار والطرق الأمثل لتطبيقها في الحياة العامة. ويعتبر أن الدولة حين عيَّنته سفيراً كانت تعرف من هو. وأن الوضع في المغرب تغير بحيث صار رجل مثله لا يشعر بالحرج في موقعه الحالي. والدولة، من جانبها، لا تشعر بالحرج في كونه سفيراً لها.

‫تعليقات الزوار

11
  • ابو زيد
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:49

    نحن في حاجة إلى الفلاسفة لكي يكونوا في مراكز القرار على الأقل سوف يطرحون الف سؤال قبل اتخاد اي قرار

  • TAKFARINAS
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:47

    ليس لدي الوقت الكافي لكي أطالع بامعان مضمون هدا الموضوع, غير أني أشيد بموقعه و أزف له شكري و تحيتي ,,, >فهدا من أصناف المواضيع التي كان أجدر بالموقع المحترم طرحها للعامة من القراء لك>ي يزدادوا معرفة و المام سواء بأعلام أو تراث مغرب>ي أصيل أو ابتكارات و ما الى دلك من مواضيع هادفة و تحمل قيمة مضافة للقاريء ,,, ما أعرفه لحد اليوم هو أن الأستاد أومليل هو ممثل الدولة لدى جامعة الدول العربية بالقاهرة,,, سوف أعود ربما في حالة نشركم تراهات الكثيرين من عديمي الضمير ومن العقول الفارغة المسكونين بمرض معين, و دلك لكي أحاول اضافة الى التعليق المستفيض للمدون الكريم أعلاه, >تعوج>يه القراء نحو الصواب حسب نظري,, شكرا ,, تانميرت افولكين

  • أبو محمد
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:41

    فعلا عندما تقرأ أوتسمع عن “المفكر” علي أومليل، فإنك تتخيل أن الأمر يتعلق بهرم على غرار فوكو ولاكان وغيرهم من العباقرة. إلا أن المفارقة هي عندما تحتك بأومليل. الإنسان الفظ المكروه من طرف أقرب مساعديه ومن قبل المغاربة الذين لسوء حظهم يلجؤون إلى خدماته.
    وأتحدى أي كان أن يستفسر عن سلوك وطباع أومليل سواء لما كان سفيرا للمغرب في القاهرة أو في بيروت.

  • Obervateur
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:37

    Quand un intellectuel est nommé par Dahir dans un poste diplomatique ou ministériel et qu’il accepte ce poste, on lui coupe les ailes. car il ne peut pas metre en pratique ses idées.Il devient un élement du Maghzen., un régime très très loin de la Démocratie et c’est le cas de M. Oumlil. Hèlas.

  • العربي ادناصر
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:31

    كتب على أومليل عن السلطة الثقافية والسلطة السياسية كوعي منه على حتمية الصراع بين السلطتين، وينزع مفكرنا إلى الطرح التشاركي بينهما وهو في ذلك يقترب من على حرب الذي انتقد أوهام المثقفين وحملهم مسؤولية فشل بناء الثقة مع رجل السلطة، لكن هل فعلا الاخير مستعد للتعاقد مع المثقف على أساس الديمقراطية، أم أن انضمام المثقف إلى مجلس الحاكم ليس إلا للتأتيث أو بعبارة ابن خلدون : وإنما لما يتلمح من التجمل بمكانهم في مجلس الملك لتعظيم الرتب الشرعية.

  • الحسيمى
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:39

    يقول صاحب المقال ان امليل تاثر بديردا و ستراوس و فوكو… اقول شتان ان يقارن هذا الانتهازى مع المثقفين الملتزمين الذين ذكر,فميشيل فوكو مثلا يرفض الخضوع لسلطة المؤسسة باعتبار انها ترى كل من يخرج من جدارها مجنونا.فلكل مؤسسة مفاهيهما وخطابها وزيها وتقاليدها وكل هذا لخدمة السلطة فكل مؤسسة دائرة مغلقة والدولة تتشكل من نسيج مؤسساتى وكل من هو داخل دائرة مؤسسة ما عليه بالانضباط ليس للحقيقة لكن لسلطة المؤسسة,لذا قد نجد ثقوبا سوداء كما يسميها فوكو ويعنى كل من لايعترف بحقيقة المؤسسة كالمهمش و اللص والمجنون…فهو القائل”عليك ان تكون احمقا فى عالم الحمقى حتى لا يحسبونك احمقا”.
    فكيف يقارن من يتمسح بالمخزن وهو المثقف الذى يعلم مفتاح التغيير بالمغرب؟هل بالكرسى الوثير الذى منحه اياه المخزن سيحقق فصل السلط؟ و استقلال القضاء و منح الصلاحيات للسلطة التشريعية لمراقبة الحكومة؟ ومنح الصلاحيات للحكومة ومحاسبتها واحترام السلطة الرابعة وتقليم اظافر وزارة الداخلية حتى لاتبقى تعلو على باقى الوزارات وتعمل خارج الحكومة و الغاء وزاراء السيادة والغاء سياسة تعيين الموظفون السامون من طرف الملك لان شططهم وفسادهم راجع الى مباهاتهم بنعمة التعيين وليس الكفائة (عدم صلاحية وزير الفلاحة مثلا على اقالة مدير القرض الفلاحى ,)ثم الغاء سلطة العمال والولاة لدرجة اصبح مسؤولى باقى الوزارات امام الوالى على المستوى الاقليمى مجرد راساء مصالح .فا ذا كانت لديك مشكلة فى وزارة الصيد البحرى مثلا المفتاح عند السى الوالى اما المنتخت فسلطة “المقدم ” احسن منه. اما الملك كرمز الامة والوحدة بين مختلف الاطياف فارى ان شخصيتة حتى تبقى مقدسة عليه الابتعاد عن شؤون الحكم لان الحكم لازمه النقد والمعارضة والمحاسبة فى حالة الاخفاء فاموال الشعب وامانة الوفاء بالعدل لا تبرر بالتملق يا امليل .قبدون تغيير الدستور وفق تحقيق هده الشروط الاساسية والله انك تهدى ان كنت تنشد اصلاحا.
    اماالقول ان يكون المثقف فى السلطة معناه “ان يكون هناك معرض للاراء والافكار والطرق الامثل لتطبيقها فى الحياة العامة”ردى لسنا بلداء الى هذه الدرجة ان السياسة ترجمة لصراع المصالح. لكل ا لنخب الحاكمة مصالحها تتقاطع وتتعارض احيانا فيما بينها لكنهم متفاهمون عن الحفاظ عن مصالحهما .وهده النخبة الحاكمة واضح لايهمها مصلحة الشعب (لو كان يهمها لغيرت الدستور وفق ما قلناه اعلاه ) فكل من يدافع عن مصلحة الشعب سيصطدم لامحالة بمصالح النخبة الحاكمة اذن فعن اى تبادل للاراء تتحدث يا اخى.اسال المهدى المنجرة وسيجيبك عن المثقف الحرباء وما اكثرهم

  • ريفي
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:33

    اومليل اة الابيض باللغة العربية ليس الا من المفكرين الدين وللاسف الشديد تنكرو لاصولهم لكي يكافئهم النظام المجرم بوظائف ديبلوماسية
    كيف بامكان المرء ان يكون امازيغي الاصل و ينضم مع ذلك الى كتلة سياية عنصرية ومجرمة ككتلة العنصري الجاسوس المهدي بن كربة…..

  • منصف الحداد
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:35

    لقد اطلعت بأسف جديد عما كتب عن سعادة الدكتور السفير علي أومليل الدي يعتبر من المفكرين العرب الين غلبت سفاهتهم في هدا الزمن الرديئ حتى صاروا نقمة على طبقة المفكرين .إن المقال كتب دون إسم وهو شيء له دلالاته . كان بالأحرى أن يكتب صاحب المقال عن الرجل المفكر الدي صار سفيها وليس سفيرا. إنني أخجل من نفسي أن أسمي الرجل مفكرا لأن السيد السفيه المحترم لا يملك أخلاق المفكر فكيف يمكن له أن يكون مفكرا.فالمفكر ليس هو من يسعى إلى منصب سياسي ليدافع عن مواقف وسلوكات سياسية تجرده من كل موضوعية. ثم إن المفكر ليس هو من يستغل إمكانيات الدولة لخلق إشعاع فكري مزيف. ويمكن لأي متتبع للمسارالفكري لهدا الرجل أن يتساءل عن مساهماته الفكرية ومواقفه اتجاه قضايا الأمة العربية وإشكالياتها المجتمعية. إنه يمثل واقعا ملموسا لتلك الطبقة من المفكرين الدين وصلوا إلى قناعة أن المفكر المجتمعي قد انتهى زمنه وأن الزمن لمفكر السلطة متناسيا أن الصراع الأبدي لدى المفكر هو أن يحترم صورته وموقعه كمفكر السلطة قد تمكنت من احتوائه ومنن تحييده من الساحة الفكرية. السيد السفيه يقضي أوقاته في كتابات بائدة لا منفعة لها لمجتمعه ولا قضاياه.دا هو واقع السيد السفيه المحترم. ثم إدا أردنا أن نضيف من سجلات هدا السفيه فلنتحدث عن جرائمه اتجاه من اشتغلوا معه في القاهرة وبيروت. ائرجل لا يملك أساليب إدارة موظفيه بلطف وأدب واحترام وتواضع يتباهىبما اكتسبه من معرفة ضيقة صارت في هدا الزمان بدون أهمية ولا منفعة.
    ليس لدينا متسعا من المجال لسرد مساوئ هدا الرجل الدي نتأسف لوجوده في منصب سفير المملكة المغربية ببيروت لأنه لا يستحق أكثر أن يكون في مزبلة المفكرين الدين خانوا فكرهم وصاروا خونة وزنادقة.

  • kehtane
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:43

    c’est un arriviste parmi tant d’autres.c’est un produit ittihadi,le pire qui soit!

  • kehtane
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:51

    un pire produit de l’arrivisme ittihadi!

  • abou nabil
    الإثنين 26 يناير 2009 - 04:45

    شتان بين علي امليل الفيلسوف الحروعلي امليل الدبلوماسي المخزني لا لا والف لا يااستاذ المفكر والفيلسوف كالنحلة لا ينتج الا اذا كان حرا ونحن نقصد الحرية الذاتية, وهناك سؤال ماذا قدم امليل منذ مغادرته للجامعة؟هل اعطى مثالا يحتدى حين اختار الوظيفة على حساب البحث العلمي؟اسألوه عن الوعود التي كان يشنف بها اسماع طلبته عن مستقبل البحث العلمي ,وعن خلدونياته.طبعا لن يقرأهو هذا ,لكن اريد ان اقول لمن لازال يثق في نخب اليسار ان المثال هاهو.

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية