صحافي سوداني يرثي رحيل الفيتوري "آخر الشموس الأفريقية"

صحافي سوداني يرثي رحيل الفيتوري "آخر الشموس الأفريقية"
الأحد 26 أبريل 2015 - 21:00

قال إسماعيل حسابو، صحفي سوداني، إن شعب السودان ممتن للمغاربة لاهتمامهم بالشاعر الكبير، محمد مفتاح الفيتوري، الذي رحل عن الحياة يوم الجمعة بأحد مستشفيات الرباط، مضيفا في مقال تنشره هسبريس بأن “الفيتوري مثلما هو شاعر سوداني، فهو أيضا شاعر مغربي”.

وأكد حسابو أن الشاعر الراحل ولد بمدينة الجنينة في غرب السودان، ونشأ في الإسكندرية، وغيرها من مدن وبلدان العالم العربي”، مضيفا أن الفيتوري “ارتحل في هدوء كآخر قطرة ضوء لآخر الشموس الأفريقية، عندما توارى جسده النحيل المرتعش، عند مغرب إفريقيا”.

وفيما يلي نص مقال الصحفي السوداني إسماعيل حسابو، بخصوص الشاعر الراحل محمد الفيتوري:

إلى روح العاشق!

*مدخل:

“وما هو سرك في الآخرين.. ليصبح سرك وقفا عليك.. وتصبح آلهة القبح فيك وعندك.. آلهة للجمال”.. الفيتوري

*أمس كان الخبر اليقين، أن روحك أيها العاشق، قد عرجت إلى عليائها الأبدي. الخبر يقتل كل الأخبار الزائفات وينفرد. لا نقول إلا ما يرضي الله – حتماً – فإن الأمر قد وقع. فلا تنفع اليوم التمائم والتعاويذ والأساطير الأفريقية أو الحيل.

* ترتحل أنت في هدوء كآخر قطرة ضوء لآخر الشموس الأفريقية، يتواري جسدك النحيل المرتعش، عند (مغرب) إفريقيا، وينكتم صوتك، بحبه وعشقه الأسمر، لتنفتح أمام “شاشاتنا” المناحات وتدق في قلوبنا المزامير والطبول الحزائنية.

*أنا.. مثل ملايين السمر، المحبوسين في أحزانهم الاستوائية، المسكونين بصوتك الراعش، السابحين في فضاءاتك السمراء، الذين ما انفكوا يبحثون عن وطن فيك، مستغرقين في الدموع، لكنهم الآن يفتقدون الصوت واللحن والطبل..

*لكني – ربما – أكون أفضلهم حزناً، كوني سأبقي (مختبئاً في معانيك).. ثم أني قد عثرت أمس، على معزوفة رفيقك البوركيني، عبد الله بيلا، وأنشدت معه:

* (كصفحة الماء شفافًا أحدق في
وجهي.. فتغرق في أحداقي المقل
فسيفساءات وجهي سرب أسئلة
من الضياع.. أناجيها فترتحل)..

*ترتحل أنت، وأفريقيا – لما بعد – تتعثر وتعاقر القهر والجوع والاضطهاد والمرض، فطبول العز التي دقت في أرجاءها ومواكب نصرها التي تدفقت مذ أمد، لم تصل مستقرها بعد والصبح لم يصبح في غاباتها وأدغالها الغجرية.

* ترحل أنت، لكن (تـبـقى الــرُّوح والـكلمات والأعـياد.. تـبـقـى هــامـة في الـجـيل.. تــرفــع كــبـريـاء الـجـيـل)..

* ترحل لا نقول إلا ما يرضي الله، (فالحزنُ الأكبرُ ليس ..يُقال)..

*فـ(بعض عمرك ما لم تعشه.. وما لم تمته.. ومالم تقله.. وما لا يقال.. وبعض حقائق عصرك.. أنك عصر من الكلمات.. وأنك مستغرق في الخيال)..الفيتوري..

‫تعليقات الزوار

11
  • صديقي الملحد
    الأحد 26 أبريل 2015 - 21:15

    الله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه فى أى وقت بلا ميعاد، ونبقى في حضرته ما شئنا وندعوه ما وسعنا.. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة ونقول "الله أكبر" نصبح فى حضرته نطلب منه ما نشاء.
    أين هو الملك الذى نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد ونلبث في حضرته مانشاء؟!

    حوار مع صديقي الملحد

  • Plombier
    الأحد 26 أبريل 2015 - 21:21

    Encore une fois, ça montre que le Soudan frère et la Mauritanie sont liés au au Maroc par la vraie histoire, la culture, les traditions et l'amour d'être ensemble, contrairement aux Harkis Algériens qui cherchent à nous séparer

  • احمد
    الأحد 26 أبريل 2015 - 21:22

    لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
    لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
    أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ
    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ

    22>>25 الانبياء

  • شاعر
    الأحد 26 أبريل 2015 - 22:12

    الجنة موحشة جدا

    ﻻ كلاب تنبح ولاقطط تموء ولابلابل تغرد ولا عصافير تزقزق ولا فواخت تنوح ولادجاجات تقوقئ ولاديوك تتبختر ولاحتى ذباب او بعوض .
    لا فجر لا صبح لا ظهر لا عصر لا مغرب لا ليل لا يوم لا أسبوع لا شهر لا سنة ولا الفصول الأربعة في الجنة .
    لا أمهات ولا أباء ولا أجداد ولا أحفاد لا زوجات ولاصديقات ولا حبيبات لا أقرباء لا جيران لا أصدقاء لا أعداء هناك .
    فقط مليارات من البشر الغرباء الكسالى الضجرين .
    منذ ألف عام وعام وأنا مرمي في الجنة أصرخ …. أنقذوني
    ولا أحد يصغي ولا أحد يستجيب .
    كم أشعر بالعزلة والغربة والوحشة , كم يشدني الحنين لأهل الارض .

    صلاح زنكنه
    الحوار المتمدن

  • محمد زروق
    الأحد 26 أبريل 2015 - 22:36

    عزاؤنا واحد فيفقدان احد اعلام الشعر العربي.

  • محمد
    الإثنين 27 أبريل 2015 - 00:07

    الطيب صالح ايضا طان يحب المغرب و لو لم يعش فيه الا انه كان يزوره باستمرار ،لم يبق سوى ادونيس من الشعراء الكبار على قيد الحياة

  • motaba3a
    الإثنين 27 أبريل 2015 - 01:26

    زنوجة محمد الفيتوري

    الأعمال النقدية المكرّسة لتجربة الشاعر السوداني الراحل محمد الفيتوري (1936 ـ 2015)، قليلة على نحو مفاجئ، ومحزن بالطبع، حتى على مستوى الأطروحات الجامعية؛ وذلك بالقياس إلى تجربة الشاعر الطويلة، ومكانته الريادية في شعر السودان الحديث خصوصاً، وحركة ما سيُسمّى «الشعر الحرّ» على نطاق الوطن العربي عموماً. أشير، مثلاً، إلى نجيب صالح، في «محمد الفيتوري والمرايا الدائرية»؛ وعبد الفتاح الشطي، «شعر محمد الفيتوري: المحتوى، الفن»؛ ومنيف موسى، «محمد الفيتوري شاعر الحسّ والوطنية والحب». هذا فضلاً عن أقسام مستقلة عند محمد النويهي، «الاتجاهات الشعرية في السودان؛ وعبده بدوي، «الشعر في السودان»؛ ومحمد مصطفى هدارة، «تيارات الشعر العربي المعاصر في السودان»، وسواهم.

    صبحي حديدي
    القدس العربي

  • النوم لعلكم تشخرون
    الإثنين 27 أبريل 2015 - 01:53

    الشاعر و الديكتاتور

    ووقعت هي في حب مثاله، لكنّ هذه القصة استحالت قصة حب تراجيدي بعدما اصطدمت بجدار الطائفية اللبنانية. وافق الشاعر على الزواج منها مسيحياً لكنّ أحد المطارنة رفض إتمام الزواج على رغم إعجابه الشديد بقصائده، وكانت ذريعته أن كيف عليه أن يشرح له العقيدة المسيحية. لكنّ خلاصة هذا الحب الشجي كانت ديواناً هو من أجمل دواوين الفيتوري وعنوانه «ابتسمي حتى تمرّ الخيل». وحمل الغلاف الأخير للديوان كلمة كتبتها «المحبوبة» نفسها التي أمست أستاذة للأدب العربي في الجامعة الأميركية. هذه القصة ظلت تعتمل في قلب الفيتوري أعواماً ومكث هذا الحب متئداً في دخيلائه حتى سنيه الأخيرة.

    عبده وازن
    الحياة

  • mustapha
    الإثنين 27 أبريل 2015 - 09:33

    رحم الله محمد مفتاح الفيتوري و انا لله وانا اليه راجعون.تعازينا الحارة للشعب السوداني الشقيق و لعائلته و اصدقائه.

  • جلال الحلبي سايق ايطاليا
    الإثنين 27 أبريل 2015 - 11:02

    سبق لي وان تعرفت على الفقيد ذات يوم ربيعي بمقهى باليما بالرباط العاصمة ، كنت برفقة صحفي من صحفيي مجلة الوطن العربي ، كان ذلك سنة 1984 كانت جلسة خاطفة حيث كنّا نتحدث عن رجل معمر يسكن بإحدى قبائل جنوب قلعة السراغنة ضحك الرجل وقال يا (…..) الرجل عندوا 112 سنة ففي جوبا بالسودان امراة لها 117 سنة ولاتزال قوية ، اتذكر ابتسامته وضحكته ،كنت ابحث من يرعى كتاباتي قدمت له مجموعة من الأوراق عبارة عّن قصص قصيرة عبثية أطلقت عليها مجموعة ( ابليس في مملكة بني آدم ) ضحك كثيرا وقال اُسلوب جد وجميل ،التقي بك مرة اخرى وأقدمك لزميل ، تركناه أنا والزميل الصحفي وانطلقنا نحو محطة القطار للسفر الى مراكش للقاء اكبر معمر بالمغرب ، مرت الأيام لم التقي به بل لم اجلس بعد ذلك بمقهى باليما ، لأنني غيرت وجهتي وفكرت فالهجرة أفضل من الكتابة أفضل من الحلم اقسى من الواقع المر كسرت قلمي ،اكتب رغم انني لم ادرس ، اقرأ رغم انني لم اتعلَّم ، اتذكر فقط عصا فَقِيه المسيد تهوي على راسي ،عانقت البحر والمقود خنت الحروف واختصرت السطور واعدمت المفردات مرت السنين واليوم علمت برحيل رجل كباقي الرجال ، رحلوا وتركوا لنا الذكريات

  • هشام حدادي
    الإثنين 27 أبريل 2015 - 13:56

    ومن نا لايعرف العراء السودانيين والعرب وحتى العجم ومن منا لايعرف من المغاربة رمز من رموز الشعر العربي الشاعر سوداني الشهير الهادي ادم وهو صاحب قصيدة أغدا ألقاك التي غنتها أم كلثوم
    اما اللرحل محمد مفتاح الفيتوري شاعر افريفيا ةالعروبة فهو شاعر بارز يعد من رواد الشعر الحر الحديث كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين