في مهرجان "كناوة" .. جمهورٌ "بُوهيميٌّ" ينتشي بـ"الجذبة"

في مهرجان "كناوة" .. جمهورٌ "بُوهيميٌّ" ينتشي بـ"الجذبة"
الثلاثاء 19 ماي 2015 - 09:10

فتيةٌ في مدخلِ المدينة يشهرُون المفاتِيح إخطارًا بأنَّ شققًا متاحةً للإيجار، وسياراتٌ للأمن تجوبُ الشوارع أكثر ممَّا دأبت على أن تفعل، فسيَّاحٌ كثر بهندام متشابه، شعرٌ كثٌّ جعلتْ خصلاته جدائل كثيفة، وسراوِيل فضفاضة واسعة، حينَ تلمحُ هذه المشاهد يكُون الإيذانُ بأنَّ “موكادُورْ” أوْ مدينة الريَاح، تتأهبُ لتعيش مهرجانهَا السنوِي لموسيقى كناوة.

ثمانية عشر عامًا بالتمام والكمَال مضتْ على إطلاق المهرجان الذي اختتمت فعالياته نهاية الأسبوع المنصرم. موعدٌ يرى القائمُون عليه أنَّ لهُ فضْلًا في تحقيقِ إشعاع المدينة، وقدْ صار كثيرُون حول العالم يحجُّون لسماع موسيقاه وعيش أجوائه، دون إغفال ما تعرفه السياحة بالمدين من انتعاش، سواء تعلق الأمر بالسياح الأجانب، أوْ المغاربة الذِين يقبلُون بدورهم من مدن أخرى ليواكبُوا الحدث.

جمهُور مهرجان كناوة يختلفُ عنْ جمهور باقِي المهرجانات الموسيقيَّة في المغرب، فهو لا يتشكلُ حصرًا من المترفِين أوْ المرتاحِين ماديًّا ممن يملكُون القدرة على حجز غرف بفنادق المدينة وتكبد مصاريف السياحة. إذْ إنَّ خيمةٌ سريعة الطي وبطانيَّات خفيفة، وبضع حقائب على الظهر وها هُو الحضُور قدْ جرَى تأمينه، بالنهار تكُون الموسيقى وأشعة الشمس عند البحر، وبالليل تنصبُ في ركنٍ من الأركان للنوم.

كريم الذِي قدمَ منْ مرَّاكش رفقه أصدقائه الأربعة وظلَّ يقضِي أيَّام المهرجان على الشاطئ، قال في حديثٍ لهسبريس إنَّ الأهمَّ بالنسبة إليه هُو أنْ يغنم الحدث الموسيقي ويستمتع بـ”تكناويتْ”، مقللا من شأن شعوره بالتعب جراء مكوثه في الخارج “الرفقة هي التي تصنعُ الأجواء، وقدْ أمضينا وقتًا طيبًا حتَّى وإنْ لمْ تكن الإمكانيَّات تتيحُ الشيء الكثير”.

في المدينة القديمة وتحت أقواس الأبواب تلمحُ عددًا من أفارقة جنُوب الصحراء وقدْ امتهنُوا تصفيف شعر الزبائن وفق تسريحة “الراستا”، التي يجدها عددٌ من الشباب فرادةً وتميزًا. في الوقت الذِي ينظرُ إليها كثيرون باستغراب وهمْ يتساءلُون “كيفَ لهمْ أنْ يغسلُوا الشعر بعد اليوم، وقدْ جعلوه بتلك الكثافة والتعقِيد”، تلك الهواجس لا تنالُ كثيرا منْ نزوع “بوهيميين” إلى الفوضَى في المعاش.

فعاليَّات المهرجان لا تتوقفُ عند المنصَّات التي جعلتْ بأكثر منْ موقع في المدينة، فسهراتٌ أخرى أطلقت بدار الصويري التقليديَّة، فيما احتضنتْ إحدى الزوايا ليلةً من الحضرة، ما إنْ ينسجمُ الحاضرُون فيها مع الموسيقى الكناويَّة حتَّى تشرع سيداتٌ كثيرات في “التحيار”، مسدلاتٍ شعرهنَّ، وصديقات يسندنهُنَّ لئلَّا يسقطن جراء التماهِي مع “الجذبة”.

حرصًا على خصوصيَّة منْ يبلغن درجة “التحيار” يحرصُ رجال الأمن في مدخل الزاوية على ألَّا يصحبُ أيُّ متفرج آلةَ تصوير، أمَّا القائمُون على المكان، فينبرُون إلى إمدادك بمخدَّة لتجلس عليها أرضًا، وإنْ لمحُوك تحركُ رأسك بشدَّة، بعثُوا إليك بأحدهم يحملُ مبخرةً توضعُ تحت وشاحٍ أسود في الغالب.

وسط الحضور الكثيف للجمهور، كان الصحافيُّون أيضًا بأعداد كبيرة في المهرجان، مغاربة وأجانب. على أنَّ الأجانب حظوْا بمعاملاتٍ اسثنائيَّة بحسب ما عاينتْ هسبريس وصرح به عددٌ من المستائين، حيثُ جرى السماحُ لهم بالولوج إلى بعض فضاءات المهرجان دون غيرهم منْ الصحافيِّين المغاربة، زيادةً على إقامة الصحافيين المغاربة في ظروف غير تلك التي خصصت للقادمِين من الخارج.

وإذَا كانت غالبية المهرجانات الموسيقيَّة تنحصرُ في ساعةٍ أوْ ساعتين عند المساء، يصعدُ فيهما فنانٌ مشهور إلى المنصَّة ثمَّ ينهِي عرضه، فقدْ خرق مهرجان كناوة العادة، إذ إنَّ الأنغام تصنعُ النهار كاملًا منْ الجمهور وسط المدينة، والقيمة المثلى منْ الأحداث الفنيَّة الضخمَة، تتحققُ بحسب ما أكده الحاضرون، وقدْ تحلقَ أناسٌ من جنسيَّات مختلفة لسماع الموسيقى والرقص على إيقاعها، بيضًا وسمرًا، أثرياء ومعدمِين.

‫تعليقات الزوار

14
  • صويري مقهور
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 09:58

    الصويرة ليست في حاجة الى مثل هاته المهرجانات .فهي محتاجة لمن ينقدها من الاهمال والنسيان . سكانها مسالمون ومقهورون.لايشتكون الرشوة المتفشية في جل الادارات .فاي وثيقة ادارية الا بمقابل .اين نصيب الصويرة من الطريق السيار الى اسفي .او على الاقل الى مطار موكادور.حاول ان تشيد منزلا في الصويرة وستجد العراقيل التي لن تجدها في اي مدينة مغربية.حاول ان تنشا مقاولة فيها اومشروعا صغيرا وسترى .سكان مدينة الصويرة يشتكون امرهم الى الله.فحسبنا الله ونعم الوكيل.

  • rasta -vibration
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 10:11

    نعم للمهرجان وللترفيه نصارى كابداو شي حماق وكايخليوه لمغاربا لكايتغييسو فيه مثل هذه الأشياء يجعل من الدين منسي رحم من قال التقليد الاعمى

  • okab
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 10:34

    سلامي للاخوين rasta (ن.س)السلاوين من قدماء و عشاق السفر و الالة الموسيقية الغريبة، كنا نلتقي في هدا المهرجان كل عام من بدايته حتى سنة 2009،كان مهرجان جميلا و بسيط،و لكن لا اعرف كيف هو اليوم، على كل حال اسأل الله ان يهدي شباب الامة امين
    و تحية لكل عضاض،و الشعار الفقر و الشجاعة

  • walou.nl
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 10:47

    هذه هي التكنولوجيا التي سنضاهي بها العالم (الجدبة)
    صدق أزولاي الموسيقى لمواجهة الإ ستعمار الغربي. أنا إبن الصويرة منذ السبعيناة و المدينة لها مشكل في الصرف الصحي إلى الآن + أفسد مستشفى + مشكل جودة الماء الناس ….. المهم هية تكناوية عيش أ نسى

  • hache
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:08

    j;etait a saouira on 1987 c;etait la premiere que je visitais cette derniere c;etait merveilleuse une ville daibolique plein de bohaimie mais aujourd;hui

  • المكي قاسمي
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:10

    شكرا على التصحيح. كنا نعتقد، خطئا بطبيعة الحال، أن الهدف من مهرجان كناوة هو إمتاع الناس بموسيقى أصيلة.لكن يبدو أن للمهرجان أجنداه السرية المتمثلة في دفع الناس دفعا لممارسة “الحريات الفردية”، في إطارإنجاز ” المشروع الحداثي” إياه، والمرفوق، ضدا على منطق الأشياء، بمحافظة سياسية لا يغمض لها جفن، حقيقة نحن استثناء!!. وأما عن سبب الكلام، فهو توزيع الهلال الأحمر عوازل طبية بالمجان على جمهور المهرجان

  • samsam
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:22

    انقدوا الصويرة من الفقر و التهميش
    الصويريون يريدون العيش الكريم وليس كنوة

  • الاهمال والنسيان
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:27

    هذه هي التكنولوجيا التي سنضاهي بها العالم (الجدبة)
    صدق أزولاي الموسيقى لمواجهة الإ ستعمار الغربي .. les juif
    investissent au maroc dans la musique de hchaychiya et bars et cabaret dans des villes touristiques, en faisant des jeunes filles marocaines danseuses du ventre et meme striptease..sinon dans star academie..ces images suffisent de voir la generation future..kamlouha par ces immigrants africains que eux aussi n'ont apporté au maroc aue la danse et musique de chez eux..et font déjà des associations et groupes…et l'etat va investir un autre mawazine africains crée par ces immigrants,subventione de nos poches
    الصويرة ليست في حاجة الى مثل هاته المهرجانات .فهي محتاجة لمن ينقدها من الاهمال والنسيان . سكانها مسالمون ومقهورون.لايشتكون الرشوة المتفشية في جل الادارات .فاي وثيقة ادارية الا بمقابل .اين نصيب الصويرة من الطريق السيار الى اسفي .او على الاقل الى مطار موكادور.حاول ان تشيد منزلا في الصويرة وستجد العراقيل .سكان مدينة الصويرة يشتكون امرهم الى الله.فحسبنا الله ونعم الوكيل.

  • ادريس الصويري
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:38

    انا مواطن مغربي اعيش في مدينة الصويرة و اعتبر نفسي كشاهد عيان لما يقع . احذر شعبنا الابي في كل المملكة من هذا التيار اننا نتجه صوب الحائط مباشرة . اي الاططدام ات لا محالة ،فهؤولاء الشباب همهم الوحيد هو تكبير الراصطا و البحث عن الشهوة و اغلبيتهم تتعاطى المخذرات و يؤمنون بالحرية الفردية و نوع من السلام و الذي يمكن اعتباره استسلاما لا سلاما . الشباب الصويري اختلط عليه الحابل بالنابل فمدينة الصويرة تتعرض لتسونامي من الافكار تمرر في هذا المهرجان . نحن كأبناء الصويرة نحتاج لمستشفى غي المستوى لجامعة لنتابع دراستنا نحتاج لحدائق و ملاعب … و لا نحتاج لمهرجان كناوة . يقول المثل الشعبي اش خصك العريان خصني خاتم امولاي

  • kamal San Dieogo
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:53

    Dear ladies and gentlemen,
    Morocco is no doubt becoming the gate to a savage wave of cultural alienation and sodomy, unfortunately almost everyone around the globt today associate Morocco with the free sexual tourism and orgy festivals, yet the Moroccan themselves stand idle to react against this Satanic Barbaric Masonic conspiracy to destroy a social and ethical structure not only in our country but throughout the whole Islamic world

  • GUENAWI
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 11:56

    هذه السنة وسنوات قبلها ؛المستوى الموسيقي والتنظيمي جد متدهوريين زيادة على الجيش العرمر من الشمكارة والمتسخين من المراهقين والشباب من مختلف الأعراق والمدن والجهات خصوصا بعض المدن الكبرى …الذين يسعون قبحا وعدوانية وهمجية قل نظيرها…أمام أنظار الأجانب وعناصر الشرطة الكثيفة، مثلا يوم السبت على العاشرة ليلا في ساحة مولاي الحسن إندلعت معركة من طرف بعض البلطجية السفهاء مصحوبيين بدراجتين كبيرتين في الصفوف الأولى من الحضور الجماهيري الكثيف..ورغم أن ذلك خلق فوضى كبيرة وهلع وتدافع وهروب الناس إلا أن البوليس بالزي الوظيفي أو المدني والمخازنية لم يحركوا ساكنا…غريب جدا جدا !!!!
    أما أرباب الفنادق والرياضات والديورالشعبية ،الوحدة 4 و 5 في حي الموقف صاحبات الخربا ت والسمسارة فإنهم أكبراللصات و اللصوص والإنتهازيين الحقيرين الجد الجشعين بعقلية جد متخلفة وكذلك في المقاهي،.المطاعم..!

    اللهم قد بلغت!

    إن الحقارة لا تقتل مع الأسف !!!!

  • مولاي محمد
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 14:33

    التاريخ لا يرحم ،المدينة التي بناها الملك العظيم سيدي محمد بن عبد الله وكانت عاصمة للمغرب في يوم من الايام وجمع فيها اطياف المغاربة تحولت الى نموذج للقهر والرشوة والحيف والظلم والشوارع المتسخة المحفورة….
    الصويرة تعيش زمن ازولاي والفراع ، تعيش الخواء والفراغ الاقتصادي والاجتماعي ، الصويرة هجرها جميع ابنائها الى مدن اخرى واعطو النموذج على صلاحهم وتفانيهم ..
    اذكر السبعينات ونهاية الثمانينات عندما هربنا بجلدنا واصبحت اعود كغريب الى مدينة عشت فيها زمنا رائعا ومن الاخوة بين اليهود والمسلمين والمسيحيين ، مؤخرا عدت لاجد الكل رحل او مات الا من استاذي الحاج باكسو الذي سلمت عليه بعد ما بلغ من العمر عتيا
    اين اكنسوس والشليحي والموضا والتاري والفياح والعريصة ولفقيه وزيد زيد….
    لا حول ولا قوة الا بالله

  • متى كان المغرب هو جامايكا?
    الثلاثاء 19 ماي 2015 - 15:05

    متى كان المغرب هو جامايكا ?
    كل شيئ يبعد الناس عن دينهم و يشغلهم عن المطالبة بالعدالة و الحق يعتبر فنا و حداثة و تقدم .

  • Mowatin
    الأربعاء 20 ماي 2015 - 19:01

    Salam,je ne sais pas pourquoi on excelle dans la critique de tout:la critique de l'organisation des festivals de Gnawa,ou de mawazine etc…il ne faut pas oublier que le tourisme et le commerce ainsi que la location d'appartements et autres..s'enrichissent et l'ambiance créée dans ces festivals apporte du bien pour tout le monde.Est ce que la vie doit etre limitée à une vision religieuse restreinte et limitante?On parle de religion comme si tout le monde était parfait.Assez de contradictions!il y a quelques jours j'ai assisté à un incident dont l'héros est un 7aj qui venait de la prière du vendredi et qui s'acharnait sur quelqu'n avec des insultes et des compotrements aberrants.Si on demandait à ce 7aj son avis sur le festival,sans doute il va le critiquer sous prétexte que ça atteint les principes de la religion.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 3

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال