"أمتار مكعبة من الحب" .. "روميو وجولييت" في المنفى الإيراني

"أمتار مكعبة من الحب" .. "روميو وجولييت" في المنفى الإيراني
الأحد 7 فبراير 2016 - 09:00

تتحدث وسائل الإعلام يوميا عن النازحين. تتحدث عن العموميات، عن عبور الملايين منهم للحدود بحثا عن مستقبل أفضل.. تبقى الكلمات في الهواء، غير أن فيلم “أمتار مكعبة من الحب”-الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان سينما المؤلف بالرباط- للمخرج الإيراني جمشيد محمودي، يأخذنا في رحلة إلى مكان محدد لنرى هذا المستقبل الأفضل الذي حصل عليه اللاجئون الأفغان في ضواحي طهران، حيث سوق كبير للخردة وحدادون في مباني عشوائية يتقاتلون على الرزق في قاع المجتمع.

يساعد هذا السياق وهذا المكان على بناء وتقوية العمود الفقري للحكاية. وحدة المكان تريح المخرج وتوفر له وحدة بصرية، لذلك لم يضطر لأية شروحات.

يقدم الفيلم تفاصيل الحياة الإنسانية، حيث يواجه الفرد شروطا بدائية ليشرب ويأكل وينام.. حين يتعب يجلس فوق هضبة الخردة يستمع للأغاني تنقل الأحلام وتفيض بالحنين إلى العاصمة كابول حيث تدوي قنابل طالبان.. تحتل هذه اللحظات اللذيذة وقتا قصيرا، والباقي عمل مرهق مؤقت غير قانوني مع بوليس يطارد وعاطل إيراني واش يريد العمل لنفسه. من يتصرف دون مروءة مع المهاجرين لن تكون له مروءة في التعامل مع أهله.

ولمساعدة المتفرج على هضم هذا القبح والذل، صب المخرج- المتمكن من وسائله الفنية- كل الخردة الاجتماعية في حكاية حب بين صابر والجميلة مارونا. إنها قصة روميو وجولييت أفغانية في المنفى الإيراني. بسبب شروط المكان القامع، يهربان من الأعين ليلتقيا في حاوية مهملة. من سجن أوسع إلى سجن أضيق. حب في القفص، استعار المخرج الحاوية – السجن الحديدي المفتوح من فوق فقط، تجاه الله- لوصف المجتمع.

صورة أخرى: نار الحب، نار الغضب. الشخصية تغلي والمرجل يغلي والموقد يلتهب.. هكذا تساعد الصور المخرج على تجسيم الفكر. وهذه هي وظيفة الصور الشعرية في الفيلم والقصيدة. الصورة تتكلم.

يعمل النازحون بشكل غير قانوني ويهربون كلما داهمت الشرطة المكان. ما العمل؟

تحمل الإهانة أم العودة إلى الديار؟

بين الفراق والحب لا يتم الوصول للحل لأن الغضب يجلب الخراب. في هذه الظروف ليس غريبا أن أمتارا مكعبة من الحب تنتهي في حاوية، في أمتار مكعبة من الفولاذ الذي يتساقط عليه ثلج كثيف.

هذه هي القصص التي تستحق أن تروى. نادرا ما يعرض الإيرانيون والإيطاليون شخصين يتحدثان ويأكلان، ويسمون ذلك فيلما. هذه هواية فرنسية.

أكتب النص في مقهى الفن السابع وأمامي شاب وشابة في زاوية، يجلسان متقاربين وبين حين وآخر يتبادلان قبلا سريعة فما لفم. تبدو الشابة مشتعلة. يزهر الحب فوق هضبة الرباط. يزهر في مهرجان يتوفر على ثلاث قاعات عرض مناسبة؛ هي سينما الفن السابع وسينما النهضة ومسرح محمد الخامس. ثلاثة أمكنة للعرض متقاربة تسهل التنقل لمن لم يعجبه فيلم ما ليرى آخر.

‫تعليقات الزوار

2
  • كاتب
    الأحد 7 فبراير 2016 - 10:53

    اللهم إحفظ المسلمين من الفاحشة والزنا ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين

  • الحق يدوم
    الأحد 7 فبراير 2016 - 13:10

    القصص التي يجب أن تروى هي القصص التي تعطي نماذج حية لكيفية تحسين الحياة بصفة عامة على الأرض عن طريق محاربة أو تخفيف كل ما يسبب الأذى والإبقاء وتطوير كل ما ينفع، فمثلا:
    بدل صرف التريليونات في الحروب لما يتم استغلالها في تجويد ظروف عيش العالم والقضاء على الجهل ونشر العلم…
    هذه هي القصص التي تستحق أن تروى!!!

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 1

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 2

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 20

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 9

جدل فيديو “المواعدة العمياء”