مفكر برتغالي يرصد حداثة المغرب في عهد المنصور الذهبي

مفكر برتغالي يرصد حداثة المغرب في عهد المنصور الذهبي
الجمعة 20 ماي 2016 - 21:10

سلط المفكر البرتغالي أونطونيو دياس فارينا الضوء على معالم من حداثة المغرب في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي خلال القرن السادس عشر، وذلك خلال ندوة نظمت في مقر أكاديمية المملكة المغربية بالرباط.

الندوة التي تدخل في إطار التحضير للدورة المقبلة لأكاديمية المملكة المغربية، والتي ستدور حول موضوع “من الحداثة إلى الحداثات” في يناير من العام المقبل، رصد فيها المفكر البرتغالي عددا من جوانب تدبير السلطان الذهبي، خاصة في مرحلة حساسة في تاريخ المغرب، والتي جاءت بعد المعركة الشهيرة “للملوك الثلاثة”، والتطور الذي عرفته المملكة آنذاك.

وقال فارينا إن السلطان المنصور الذهبي يعد من أبرز نماذج السلام والتعايش في التاريخ المغربي، إذ تناول مسألة الحداثة من زاوية مفهوم الإبداع والتجديد وتجاوز كل ما هو تقليدي، بالإضافة إلى انفتاحه على محيطه الإقليمي والدولي خلال الفترة التي أدار فيها دفة الحكم بالمغرب.

هذا الانفتاح، يورد المفكر البرتغالي، تجلى في عقد عدد من التحالفات والاتفاقيات مع مختلف القوى الدولية، خاصة مع العثمانيين الذين كانوا يديرون آنذاك دفة الحكم بالجارة الشرقية الجزائر، وكذا فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وكانت كل هذه الدول تؤيد مشروعية حكم السلطان، كما أنها كانت في بعض الأحيان تهابه، خاصة بعد “معركة الملوك الثلاثة”.

وتحدث فارينا عن معالم التجديد التي أدخلها المنصور على الدولة المغربية، خاصة في الجيش، إذ اعتمد في ذلك على الاقتباس من التجارب الأخرى والإبداع في اللباس والآليات العسكرية والاستعراضات التي كان الجيش يقوم بها، فيما لم يتوقف التجديد على هذا الجانب فقط، بل امتد أيضا إلى الشق الاقتصادي والعمراني وحتى الديني.

واعتبر المتحدث ذاته أن مسألة التجديد التي عرفتها الدولة المغربية خلال عهد المنصور الذهبي لم تكن يسيرة، بل كانت صعبة، بالنظر إلى أن المملكة تعتبر دولة عربية وإسلامية، مضيفا أن سلطة الذهبي لم تتوقف عند الشأن الديني، بل امتدت إلى الشأن القانوني، من خلال تشريع عدد من القوانين، ليس فقط في الحواضر الكبرى بل كذلك في البوادي والقبائل.

ووصف الأستاذ في جامعة لشبونة البرتغالية ما عرفه المغرب خلال هذه الفترة بـ”الإصلاحات الكبرى” التي كان السلطان الذهبي مهندسها الأول، بالنظر إلى أنه سافر إلى عدد كبير من البلدان عبر العالم للتعرف عليها عن قرب، فيما كان يشدد على جعل كل شيء رسمي فيها، وتجاوز التسيير التقليدي الذي كانت تعرفه المملكة، رغم حفاظه على الطابع الوطني للدولة.

ويرى الباحث البرتغالي أن السلطان الذهبي كان يركز على البعد الإفريقي للمملكة، من خلال توسع نفوذه في الأقطار الإفريقية، بالإضافة إلى إرساله لعدد من البعثات العسكرية والثقافية وغيرها إلى مختلف المناطق في القارة السمراء.

وكان السلطان، يضيف المتحدث ذاته، يصر على أن مسألة تحديث الدولة ترتبط بتحديث قطاع الجيش الذي كان يعتبره إستراتيجيا بالنسبة إليه، من خلال تكوين الجنود على نحو أفضل، وتوفير التجهيزات الحديثة المستوردة من الخارج، خاصة من قبل الأتراك، وهذا ما جعل ملامح الجيش تتغير خلال تلك الحقبة من تاريخ المغرب.

وفي الوقت الذي كان المنصور الذهبي ينحو في اتجاه إصلاح المدارس والتعليم بشكل عام بالمغرب، حضر الجانب المعماري أيضا في سياسته الداخلية، خاصة بالحديث عن عدد من المعالم، التي يأتي قصر البديع في مقدمتها، والذي يعد “معلمة خارقة للعادة”، على حد تعبير المفكر البرتغالي.

ومن بين أكثر الأمور التي لفتت انتباه فارينا التعايش الثقافي والديني التي عرفته المملكة خلال تلك الحقبة، مؤكدا أن المسيحيين كانت لهم كنائسهم الخاصة، وكانوا يعيشون في سلام إلى جانب المسلمين، معتبرا أن ذلك يعد من بين أبرز نقاط القوة التي عرفها المغرب خلال تلك الفترة، وعبر عن ذلك بالقول: “إن المملكة حققت التعايش الديني في وقت مبكّر، وكانت مضرب مثل”.

‫تعليقات الزوار

22
  • العربي
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:24

    حدتوا ادن حليفتكم الامريكية أن حداتتنا ليست حديتة عهد ابلغوها أننا متقدمين عليها في حقوق الانسان هي التي قتلت ملايين العراقيين والاف الافغانيين ومأت الباكستانيين وعشرات الالاف من الفيتناميين ومات الالاف من اليابانيين وساهمت في تدمير ليبيا وسوريا بعملائها خبروها عن حقوق الاقليات عندها.

  • sin fronteras ss
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:27

    حضور المفكر السفير سابقا السيد محمد محمد الخطابي لا ريب فيه لأجواء الندوة ،، الرجل صاحب تخصص أدبي تاريخي إيبيري بالدرجة الأولى ;عالمي التصور ' في انتظار تقييم الندوة في مقال بالمستقبل العاجل لجلالة الكاتب الإنساني السيد محمد محمد الخطابي .

  • ahmed
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:28

    اقول وشهد شاهد من اهلها……….المغرب بلد عريق و له أصول …..ياترى كيف كانت الجزائر في ذلك الوقت …….تحت العثمانيين اي الأتراك ….تحت مهمة هذه الكلمة…

  • سنار
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:37

    طبعا سيحترمونه لانه سحقهم في المعركة الشهيرة يا ريت يرحع المغرب للهيبة اللي كانت عندو

  • المغربي المغربي
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:39

    العثمانيين الذين كانوا يديرون آنذاك دفة الحكم بالجارة الشرقية الجزائر، وكذا فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وكانت كل هذه الدول تؤيد مشروعية حكم السلطان أحمد المنصور الذهبي، كما أنها كانت في بعض الأحيان تهابه، خاصة بعد "معركة الملوك الثلاثة".

    "إن المملكة حققت التعايش الديني في وقت مبكّر، وكانت مضرب مثل".

    ايها الجزائروين اين انتم من التاريخ افيدونا…

  • Halimi
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:47

    المنصور الذهبي وقبله أخاه عبد الملك كانا لاجئين في تركيا العثمانية..والأتراك هم الذين مكناهم من الحكم بجيش يبلغ ثمانية الاف جندي عثماني ضد ابن اخيهما السلطان الشرعي انذاك.
    معركة وادي المخازن ساهم فيها الأتراك بشكل فعال..وهم الذين قتلوا عبدالملك بسم مدسوس في قطع حلوى قبيل بداية المعركة..لأنه غدر بهم بعدم تمكينهم من المغرب واخضاعه اسميا للسلطان العثماني.
    رغم الثقافة العالية والذكاء المتميز للسلطانين عبد الملك وأحمد المنصور(إذ كانا يتحدثان العربية والتركية والاسبانيةوالايطالية ) إلا أن الدولة لم تكن بالقوة التي يتصورها البعض..فلم يتمكن المنصور من تحرير الثغور المحتلة..ولم يتمكن من استعادة المغرب الأوسط من الأتراك ولا استطاع غزو الأندلس. .
    بل انهارت الدولة مباشرة بعد وفاته كقصر من ورق على حد وصف عبد الله العروي..
    والحقيقة أن معركة وادي المخازن صنعت هيبة للمغرب حكته من الغزو الأوروبي طيلة ثلاثة قرون..

  • YOUSSEF
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:50

    المغرب بلد التاريخ والجغرافيا، بلد الانفتاح والتعاون، بلد الشعوب والتسامح،
    المغاربة قادرين على رفع كل التحديات ان شاء الله،
    نحن وراء ملكنا الهمام في كل كبيرة وصغيرة، هو يخطط ونحن نبني، بشعار الله الوطن الملك.

  • kanouni
    الجمعة 20 ماي 2016 - 21:54

    كانت الجزاءر حفنةسائغة لجميع الدول لا ادري لمدا؟؟؟

  • مغربية وأفتخر
    الجمعة 20 ماي 2016 - 22:13

    الى المسمى halimi لا تزور التاريخ يا هذا المملكة اامغرببة تاربخها عريق ولم تكن بحاجة إلى اي احد..
    إفرأ المقال وتمتع.

  • التاريخ
    الجمعة 20 ماي 2016 - 22:14

    بعد معركة واد المخازن سقطت الملكية فى البرتغال ولم تقم لها بعد ذالك قيامة حتى يومنا هذا.ان التاربخ لاينسى.

  • محمود
    الجمعة 20 ماي 2016 - 22:27

    إلأى رقم 6 halimi
    أجزم أنك تملك معلومات تاريخية حفظتها من مقررات تاريخ الجزائر الذي يقول أيضا أن دولة الموحدين جزائرية ودولة المرابطين موريتانية ومعركة وادي المخازن قام بها الأتراك ووووو ….ربنا يشفيك

  • هتلر
    الجمعة 20 ماي 2016 - 22:40

    التعليق رقم6 على ما يبدو انت جزائري تعليقك مليء بالإفتراء والكذب وهذا يدل على حقدكم للمغرب الشامخ صاحب التاريخ العظيم وسيظل عظيما برجاله ونسائه وغصة في حلق الحساد.

  • bouazza
    الجمعة 20 ماي 2016 - 22:46

    L'Histoire est beaux lorsqu'il n’obéit a aucune idéologie Mais il devient néfaste dans le cas contraire. Méfions nous des on raconte que ,on suppose que etc .

  • التاريخ الموثق
    الجمعة 20 ماي 2016 - 23:10

    عندما يتكلم الجزائري حليم عن أسياده لمراركة مكلفا نفسه عناء تعليق طويل لقلب الحقائق ههههه أعذرك لانك تحس بالنقص وان لا تاريخ لكم..استعمرتم من الجميع وتاريخكم ينحصر في 53سنة فقط هذه هي الحقيقة التي لم تتعلمها في مقررات الجنرالات..

  • بلال
    الجمعة 20 ماي 2016 - 23:14

    احلم ياحليمي اما الحقيقة بلدك استعمرة قرون بالاتراك منين طلعتو لهم في الرأس باعوكم لفرنسا ومنين شبعات فرانسا باعتكوم للحركة (الحركة يعني امه وابوه مجهولين)

  • بلاد الحداثة و التفتح
    السبت 21 ماي 2016 - 00:08

    حبذا لو استدعيتم السفير الامريكي لحضور هذه الندوة او المحاضرة التي لم يلقيها مغربي بل اجنبي يشهد على عصر الدولة المغربية، دولة الحضارة و التفتح في القرن XVII . في ذلك الوقت كانت امريكا تقنل الهنود الحمر لتسرق ارضهم. لقد سبقكم المغرب في ميدان حقوق الانسان. كان المغرب موجودا منذ 2000 سنة و كان يسوده التعايش بين كل مكوناته. اما الولايات المتحدة فلم ترى النور الا منذ 200 سنة. اذن من له الحق في اعطاء الدروس عن حقوق الانسان، هذا الاحتقار الذي اظهرته امريكا لنا اليوم لم نرى مثله حتى في عهد الجمهوريين و عهد بوش. توسم العرب خيرا عندما وصل الرئيس الحالي الى هرم السلطة لكن يبدو انه عندما شتتوا المشرق اداروا وجههم نحو المغرب. لكن اللوم كل اللوم يقع على جار السوء الذي فتح الباب للتدخل الاجنبي. و لكن سيحيين وقتكم بحول الله و قوته.

  • دكالي
    السبت 21 ماي 2016 - 00:09

    على الدولة أن تقوم ببرمجة التاريخ ضمن جميع المعاهد والمدارس وغيرها..فهذا العلم كفيل بأن يعيد روح الاعتزاز وبناء مواطن قوي يعرف أن بلده كان من أقوى البلدن وسيعزز الثقة ويفتح روح التحدي …التاريخ علم كبير ويكفي أن القران الكريم كله تاريخ وهذا يدل على أهمية هذا العلم…رغم أني علمي تمنيت أن أدرس هذه المادة في الكلية…

  • Ops
    السبت 21 ماي 2016 - 01:24

    A Mer.lahlimi 6 SVP faut dire la vérité et ne pas tromper les lecteurs ! Je te renvoies de lire l'histoire vraie si tu es. Ignorant (lire le récit de l'historien francoit naturel – les empires à l'époque de Philipe 2-)

  • المنصور أول المستعمرين
    السبت 21 ماي 2016 - 02:03

    سبق احمد المنصور الذهبي الأوروبيين إلى استعمار إفريقيا، حيث كان المنصور قد طلب من سلطان مملكة سغاي ( مالي وما يجاورها حاليا ) الدخول في طاعته وفرض خراج لبيت مال المسلمين على معادن الملح هناك، فرفض .
    قال صاحب الإستقصاء نقلا عن الفشتالي :
    (لما رجعت أرسال المنصور إليه من عند إسحاق سكية ، وأعلموه بمقالته وامتناعه ، واحتجاجه بأنه أمير ناحية ، والمنصور أمير ناحية ، وأنه لا تجب طاعته عليه ، شاور المنصور أصحابه ، وجمع أعيان دولته ، والتقى أهل الرأي و المشورة فاجتمعوا ، وكان يوم اجتماعهم يوما مشهودا، فقال لهم المنصور : " إني عزمت على منازلة أمير السودان صاحب كاغوا ، وبعث الجيوش إليهم لتجتمع كلمة المسلمين و تتحد الرعية ، ولأن بلاد السودان وافرة الخراج كثيرة المال يتقوى بها جيش الإسلام ، ويشتد ساعد كتيبته ، مع أن صاحب أمرهم والمتولي لسلطنتهم اليوم معزول عن الإمارة شرعا ، إذ ليس بقرشي ولا إجتمعت شروط السلطنة فيه العظمى)
    ورغم معارضة جميع الحاضرين ممن جمعهم للإستشارة قراره منازلة السلطان سكية ، بعث جيشه لغزو ممالك غرب إفريقيا سنة 997 هج موافق 1589م.

  • أنطونيو دياش فرينيا
    السبت 21 ماي 2016 - 02:45

    إسمه بالبرتغالية أنطونيو دياش فرينيا، سبق لي وأن درست عنده، له كتاب مترجم إلى العربية. يشرف على مختبر الدراسات العربية بالبرتغال، ويولي أهمية كبرى لمعركة وادي المخازن التي مات فيها الملك دون سيباستياو كما ينطقها البرتغاليون.
    والشعب البرتغالي شعب داخل سوق راسو لايجلسون في المقاهي ولا يتجمعون في الشارع وهي عادة بعد أن كانت مفروضة عليهم من قبل سالازار.
    بالنسبة لي على المغاربة أن يعيدوا الثقة بذاتهم وأن يدرسوا بحب وأن يبتعدوا عن الانتماءات الهدامة وأن يتسامحوا فيما بينهم كي يستطيعوا مواجهة ما يحاك ضدهم في الظلام.

    تحية كبيرة له من هذا المنبر

  • ابن سوس المغربي
    السبت 21 ماي 2016 - 02:53

    انا اويدك يا اخي في ما قلت تاريخ المغرب غامضهناك اناس في المغرب لل يريدون سرد الحقائق للشعب حتى نبنى عليها من جديد شعب متعلم قوي و دولة قوية

  • هشام لبيض
    السبت 21 ماي 2016 - 13:45

    أشفق لحال بعض الجزائريين الذين ما أن يذكر التاريخ المغربي حتى يزدادون حقدا وحسدا ويسعون بكل الوسائل إلى تزوير التاريخ وأود أن أؤكد لهم أن المغرب حين كان إمبراطورية عظمى يهابها الكل حتى الدول الأوروبية لم تكن الجزائر سوى ايالة عثمانية تابعة الأتراك الذين اعتبروها مصدرا هاما يستخلصون منه جباياتهم لمدة تزيد عن ثلاثة قرون وما أن تركها الداي حسين سنة 1830 حتى استولى عليها الفرنسيون لمدة 132 سنة ورغم أننا نحن المغاربة ساندناهم في حرب تحريرهم إلى أن نالوا استقلالهم سنة 1962 إلا أنهم تنكروا لنا وطمعوا في صحراءنا العزيزة .وللأسف هذا هو حال من لا تاريخ له. شكرا هسبريس.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين