إعلامي مصري يرصد "ثقافة الخبز" والتسامح الديني في المغرب

إعلامي مصري يرصد "ثقافة الخبز" والتسامح الديني في المغرب
الإثنين 27 فبراير 2017 - 05:00

بعد حضوره إلى المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، وجولاته في بعض مناطق المملكة رفقة الشاعر المغربي ياسين عدنان، أفرغ الكاتب والإعلامي المصري المعروف ناصر عراق مشاهداته الخاصة في مقال نشرته اليوم صحيفة الأهرام المصرية.

هذا مقتطف من أهم محاور المقال كما نشر في الصحيفة المصرية”:

يحتل الشاعر والروائي والإعلامي المغربي ياسين عدنان مكانة مرموقة لا في الثقافة المغربية فحسب، وإنما في الوسط الثقافي المشارقي أيضا، نظرًا لحيويته وحضوره الدائم في الفعاليات المشرقية. وقد استثمر هذا الشاب الموهوب (روايته “هوت ماروك” وصلت إلى القائمة الطويلة في البوكر العربية لهذه الدورة)، برنامجه الأسبوعي (مشارف) الذي يبث على القناة الأولى المغربية منذ أحد عشر عامًا في تعزيز التكامل الثقافي العربي إذا جاز القول، إذ استضاف عشرات المبدعين من الشرق والغرب وتناول معهم الهموم الثقافية التي تشغل بال المجتمع العربي من الماء إلى الماء، وقد كان لي حظ أن يسجل معي حلقة كاملة من هذا البرنامج.

أعرف ياسين منذ ثمانية عشر عامًا، إذ كان المسؤول عن مكتب دار الصدى للصحافة بالمغرب، التي أصدرت مجلة “دبي الثقافية” في ما بعد، وكنت بوصفي رئيس القسم الثقافي في دار الصدى ثم مدير تحرير دبي الثقافية على تواصل شبه يومي معه من مقر الدار بدبي، وهكذا توطدت علاقتنا من قرن إلى آخر. ولم يتأخر الرجل عن اصطحابي في جولات داخل الدار البيضاء، ثم مراكش بعد ذلك؛ ولأنه عاشق مفتون بالمغرب، فقد تجول بنا في الشوارع والأزقة والمقاهي والمطاعم والحدائق شارحا وموضحًا وناصحًا. ولا أخفيك فإن النظافة الشديدة للشوارع والمباني والنظام المروري الدقيق واختفاء ظاهرة التكدس البشري…كل ذلك منح البلد مظهرًا حضاريًا جعلها أشبه بدول أوروبا.

في مطعم شعبي بسيط في قلب ميناء الدار البيضاء، على بعد أمتار قليلة جدًا من المحيط الأطلسي، تناولت أفضل سمك وجمبري تلذذت به في حياتي، وقد عرفت للمرة الأولى أن الكائنات البحرية التي تعيش في هذا المحيط تختلف بشكل عجيب عن تلك التي تسبح في البحار والخلجان من حيث طعمها اللذيذ. كذلك شاهدت المدينة القديمة بالدار البيضاء، حيث يتجاور المسجد والكنيسة والمعبد اليهودي، في إشارة واضحة إلى أن المغرب يحتضن الجميع بلا عنصرية أو تطرف منذ القدم.

الحقول والأشجار والحدائق تلوّن الفضاء المغربي بشكل رائع، فأينما وليت وجهك ثمة اخضرار طبيعي خلاب، ولما ركبنا القطار من الدار البيضاء متوجهين إلى مراكش (نحو 220 كم شرقا) أسرتني هذه الحقول اللانهائية. وقد علمت أن المغرب يكاد، في السنوات المطيرة كهذه السنة، يحقق اكتفاءً ذاتيًا من القمح، لأنه يعتمد ثقافة الخبز؛ فالمغاربة لا يعرفون الأرز مثل المشارقة، والخبز يتصدر المائدة في الوجبات الثلاث، أما “الكسكس”، وجبتهم الشهيرة، فلا يتناولونه إلا في أيام الجُمع فقط.

مراكش… وما أدراك ما مراكش؟ إنها المدينة الباذخة… أو المدينة الحمراء كما يطلق عليها أهلها، فجميع مبانيها طليت باللون الأحمر ودرجاته الظلية اتقاء لشمسها الحادة في شهور الصيف، لكنها في الشتاء تبدو غارقة في غشاء من السُحُب والغيوم الملبدة بالأمطار، والشمس إذا استطاعت أن تخترق هذا الغشاء تسطع علينا نورًا وسرورًا.

في مراكش تجولنا معًا في ساحة جامع الفنا التي تحتشد بأناس يقدمون عروضا من التراث الشعبي المغربي (أفتح هذا القوس لأذكرك بمشاهد جمعت رشدي أباظة وسعاد حسني في هذه الساحة في فيلم الحب الضائع لبركات عام 1970).

ومن مراكش أيضا اصطحبنا المثقف المغربي المرموق محمد علي الهلالي، الرئيس السابق لمهرجان السينما بزاكورة، جنوبي المغرب، نحو أحواز مراكش في مسافة تبعد نحو 25 كم عن قلب المدينة، لنطل على مشروعه السياحي الخاص المتمثل في تشييد فيلا للاستجمام وسط الحقول الممتدة (فيلا سيدي سافو) التي تعد ملاذا سياحيا من طراز بديع. وأشهد أن المكان كان ساحرًا يكشف عن عشق الرجل لفكرة التأمل والعمل على تهيئة الراغبين في اقتناص طائر التأمل على تحقيق حلمهم.

على بعد 30 كلم من مراكش تمتد جبال الأطلس الكبير، ورغم أن المطر سطا على طقس المدينة في ذلك اليوم، إلا أن ياسين عدنان اصطحبنا بسيارته نحو هذه الجبال الراسخة المكسوة بالخضرة، وبالفعل كنا ننوي الصعود إلى جبل (أوكايمدن) الذي يبقى مكسوًا بالثلوج لعدة أشهر من السنة ويبلغ ارتفاعه 3200 متر، لكننا تراجعنا عن ذلك في آخر لحظة بسبب شدة سقوط الأمطار، وبقينا في منطقة “أوريكة” الجبلية أيضا، حيث نطل على مشارف جبال الأطلس وسط أجواء شتوية بالغة الروعة لنبتهج بمناظر طبيعية ساحرة قوامها أشجار الأرز والزيتون والخوخ والرمان واللوز والبرتقال والجداول والشلالات الصغيرة، ولنعرف أن ساكني الجبال هم من الأمازيغ، الذين يمتلكون تراثا خاصًا ولغة مختلفة وانصهروا مع العرب حتى صار المغرب بوتقة يذوب في عشقها الأمازيغ والعرب ولا يمكن الفصل بينهما.

وكما أخبرنا ياسين فإن الدستور المغربي أقر اللغة الأمازيغية بوصفها لغة وطنية رسمية للمملكة – إلى جانب العربية طبعًا – يتعلمها الطلاب في المدارس، كما أن لهم قناة تلفزيونية رسمية تعرض ما يخص الشأن الأمازيغي من أخبار وتاريخ وفنون وآداب.

تحتضن هذه الجبال المطاعم والحانات والمقاهي وتقدم لزائريها الطعام والشراب، وقد تناولنا في أحد تلك المطاعم الوجبة المغربية الشهيرة “طاجين”، المكونة من اللحم والخضروات، حيث تم إنضاجها على الفحم، ولعلك تخمّن مدى الحلاوة التي تكمن في مذاقها؟ الحديث عن المغرب وأهله لن ينتهي، والمساحة محدودة، لذا دعني أتوقف هنا وأعترف بأن هذه الزيارة منحتني سعادة لا حدود لها، فبورك المغرب وأهله الطيبون.

ألم أقل لك.. محظوظ من يزور المغرب؟

‫تعليقات الزوار

21
  • idil
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 06:09

    مقال جميل جدا و نشكرك لمدحك المغرب….لكن لنكن صريحين علاقة المغرب بمصر الآن في الحضيض….ولا أرى أي تقارب بين البلدين الشقيقين مادام الشيشي على رأس السلطة.

  • اجديك
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 07:56

    صحيح؛ هذا الصحفي هو لن يتكلم من فراغ؛ فلمن لا يعرف المغرب يصطدم بتنوع تضاريسه وجغرافيته وبتنوع تقافته الخ….؛ وسوف لن ابالغ ادا قلت بان حتى المغاربة بعض المناطق السياحية في بلدهم، يعني ليس هناك استراتيجية لتشجيع السياحة الداخلية؛ واتذكر ان المسوولين قاموا بذلك فقط عندما اندلعت في نهاية القرن الماضي حرب الخليج واترت سلبا على هدا القطاع حيت توقف تقريبا كل شيء.

  • مغربي ↑↑↑
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 07:58

    مقال رائع . حفظ الله المغرب من كل سوء.

  • simo
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 08:02

    Les Immazighen ne sont pas une minorite habitant les montagnes et qui s est integree avec le temps les Immazighence sont les autochtones de ce pays ils etaient toujours en majorite et ensemble avec les autres ils ont construient l identite marocaine qu on connait aujourdhui

  • taibi
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 08:06

    Très chanceux celui qui a beaucoup de SOUS pour visiter le Maroc,un TAGINE pour plus de CENT Dirhams n'est qu'à la portée de l'auteur de cet article.La vie est très CHERE pour les Marocains Monsieur le journaliste.

  • عبدالله ادعمر
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 08:10

    كثيرا ما ينعت بعض المحسوبين عن الاعلام المصري مملكة و شعب المغرب ببلد السحر و السحرة لكن السحر الحقيقي الذي لا يعرفونه هو سحر نعم الله و صور جنانه على جبال و سهول و شواطىء المغرب و السحرة فعلا هم المغاربة يسحرون الزوار بكرم الضيافة و حسن الاستقبال و الحفاوة الامشروطة وما قام به الاستاذ عدنان اتجاه ضيفه، مثال فقط لما يقوم به جميع المغاربة وهنا اشير الى دور و اهمية الدبلوماسية الثقافية في تسويق منتوج المغرب على الاقل ثقافيا و حضاريا و الاسهام في تصحيح بعض المغالطات التي تصدر من بعض الجهات والتي تحاول الاساءة الى المغرب الساحر و الى المغاربة السحرة

  • Lamya
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 08:11

    تحية خالصة من القلب لاخواننا المصريين و لسي ياسين عدنان و سي محمد علي الهلالي و اقول له بان مشروعه السياحي, بناء فيلات سياحية خارج المدن مع توفير وسائل النقل للسياح و كل احتياجاتهم في عين المكان فكرة جيدة جدا مع اعطائهم تفاصيل حول الانشطة و الرحلات التي يمكنهم القيام بها في المدينة و نواحيها و انشاء دفتر صغير لهم بالاثمنة لهذا الغرض.

    المغرب يعد فعلا لوحة فنية رائعة لمن ناحية الماثر التارخية و لقاء الحضارات و التنوع الثقافي او من ناحية التنوع الطبيعي و المناخي الجبال و الغابات و الصحاري و البحار..ما شاء الله حفظه الله من الطامعين و الحساد و الحاقدين.

  • brahim
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 09:22

    المصريون دائما يعتبرون بلدهم أم الدنيا ولا يهتمون للبلدان العربية وقلما يعترفون بها وبتفوقها. لهذا نحيي الكاتب المحترم ناصر عراق على شهادته في حق المغرب وفي حق عروس الجنوب عاصمة المرابطين مراكش هذه المدينة التي يفخر بها كل المغاربة وليس أبناؤها فقط.

  • الهام مراكش
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 09:54

    طبعا اهل مكة ادرى بشعابها و نحن نعرف مميزات بلدنا و سلبياته ولهذا لا المدح يجعلنا نغتر و لا الذم يجعلنا نغتم وكل ما نريده هو الانصاف من كل زائر لهذا البلد الطيب بشعبه و ارضه فكعاشقة لبلدي لا اعتقد انه هناك زائر او سائح تطا رجلاه هذا البلد و لا ينطبع في ذاكرته ووجدانه للأبد بطريقة أو باخرى وكل واحد يعبر عن ذلك بذوقه و اخلاقه و البلد مجرد مرأة له شخصيا لذلك فمن يحب الجمال و الفن و الثقافة والكرم فالمغرب كل ذلك و من كانت نفسه وضيعة فلن يبحث إلا عن ما تهفوا له نفسه

  • Oujdi
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:16

    يجب على الناس ان تعلم ان المغاربة هم أمازيغ في اغلبيتهم وهذه الحقيقة هي علمية قبل ان تكون تاريخية. وحتى من يظن أنه عربي فاليبحث عن جذوره تاكد انه سيكتشف شيء اخر. وحتى الاندلسيين الذين عادوا الى المغرب فاصلهم أمازيغ كانوا يتحدثون العربية في الاندلس. خلاصة القول كفى من نكران الهوية. والسلام عليكم

  • عصام
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 10:28

    ايوا دي متعاود.لهادوك عباد سيسي لشوه صورتنا.مرا السحور مرا الجنس…الله اكتر حسادنا

  • hakim
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 11:01

    Vous avez raison le MAROC est un beau pays il faut visiter d'autres pays pour arriver à ce constat. Merci en tout cas Monsieur le journaliste pour votre article.

  • مراد
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 12:17

    مهم أن نتواصل مع أشقائنا في مصر والتظاهرات الثقافية مثل معرض الكتاب مهمة جدا. بغض النظر هل نحن مع السيسي أم ضد السيسي، فجريدة مهمة مثل الاهرام هي منبر عريق وحينما تقدم صورة ايجابية عن بلادنا للشعب المصري فهذا أمر طيب لأن علينا أن نبقى على تواصل دائم مع الشعب المصري الطيب ومع فنانيه ومثقفيه واعلامييه الذين يكنون كل الاحترام للمغرب وعلينا ألا نتصور أن كل المصريين هم اماني الخياط ويوسف شعبان.. بل العكس، الاغلبية تقدر المغرب وتعرف قيمته الحقيقية كبلد عربي ليس غنيا وليس به لا نفط ولا غاز ولا أي شيء من هذا النوع لكنه جدي في طموحاته التنموية وتشبث أبنائه بالديمقراطية رغم أن الطريق ما زال طويلا لا في مجال التنمية ولا في مجال النضال الديمقراطي لكن نحن في الطريق الصحيح.

  • المجيب
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 13:12

    ناصر عراق جاء للمغرب في رحلة لصيد طائر التأمل، لكن الطريدة ضاعت منه ،لانه لم يحمل معه من عتاد سوى قوسا وسهاما وعيون مصرية.في المرة المقبلة ،انصحه ان يحمل معه شاهينا ،لان الصقر له رؤية ثاقبة وجناحين قوية تطير في شتى الاجواء والارجاء ،وله ايضا مخالب حادة لا تنقض على الطواجن والخبز فحسب، بل تتجاوزهم الى الكراعين المطنجرة ،ورؤوس الاغنام المبخرة، واحيانا الببوش الاملس الذي يكون في الاعشاب والتوابل مغمس ،كي تنسى، يا حبيبي، اهرامك وقاهرتك بملوخيتها وبفولها المدمس.ههههههه

  • TOUTA
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 13:33

    مرحبا بكم…ومرحبا بنا في مصر بلد الاهرامات والحضارة العريقة.

  • امحمد تازة
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 14:07

    رعاك الله يا بلاد المغرب .فأنت جنة العالم وبهجة الروح والقلب.

  • سماح
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 15:39

    قرأت مقال هذا الصحفي المصري بتاثر كبير لأنه يتكلم عن المغرب الحبيب بصدق فعلا .
    علينا نحن المغاربة أن نحمد الله في كل وقت وحين على أن أنعم علينا بهذا البلد الجميل المعطاء بما حباه سبحانه من جمال وخيرات .
    حفظ الله المغرب المغاربة من كل مكروه وادام علينا نعمة السلم والأمان امين يا رب العالمين

  • meryem
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 16:54

    ولا أخفيك فإن النظافة الشديدة للشوارع والمباني والنظام المروري الدقيق واختفاء ظاهرة التكدس البشري…كل ذلك منح البلد مظهرًا حضاريًا جعلها أشبه بدول أوروبا.
    En parcourant cette partie je comprend que l'oeil par laquelle l'auteur a vu le maroc est bien différente de la notre …..en comparant son pays au notre il le voit si propre si organisé et si structuré chose qu'un étranger issu d'un pays européen ne pourra pas voir
    donc cela confirme le principe de relativité

  • باز
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 18:04

    " ولا أخفيك فإن النظافة الشديدة للشوارع والمباني والنظام المروري الدقيق واختفاء ظاهرة التكدس البشري…كل ذلك منح البلد مظهرًا حضاريًا جعلها أشبه بدول أوروبا."

    و النبي؟

  • Mohajer
    الإثنين 27 فبراير 2017 - 20:11

    If only I was not born in Morocco

  • أهل مصر طيبون
    الأحد 5 مارس 2017 - 11:06

    أهل مصر طيبون أعاد الله لهم رئيسهم الشرعي حتى يعيد لمصر الشقيقة هيبتها وعزها وتتحقق نهضتها ….

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب