الإعلام الثقافي في المغرب .. بين "ماضٍ أبيض" و"حاضر أسود"

الإعلام الثقافي في المغرب .. بين "ماضٍ أبيض" و"حاضر أسود"
السبت 8 أبريل 2017 - 01:34

قالت الصحافية المغربية سعيدة شريف إن واقع الإعلام الثقافي في المغرب “بئيس ولا يعطي الاعتبار للصحافي الثقافي”، مؤكدة أنها اشتغلت مع مؤسسات وطنية معروفة وتجارب “كان أصحابها يزعمون الاستقلالية ويراهنون على الإبداع والاختلاف؛ لكن الواقع أن الثقافة كانت آخر همهم، بينما الربح كان هو الأساس”.

واستعرضت المتحدثة تجربتها مع جريدة “الشرق الأوسط”، التي اعتبرت أن عملها بها كان نقلاً “لنبض الثقافة المغربية للقراء العرب”، وزادت “كانت تجربة فريدة اكتشفت من خلالها أشياء كثيرة، وكانت المادة المرسلة تمر عبر عدة مراحل قبل نشرها لتكون بالجودة الكافية”.

واعتبرت شريف، في المائدة المستديرة التي نظمت مساء الجمعة ببيت الصحافة بطنجة حول موضوع “الإعلام الثقافي في المغرب.. الممارسات والممكنات”، أن ما ينقص الإعلام الثقافي المغربي “هو التكوين بالأساس، فليس هناك شعبة في المعاهد الخاصة أو مؤسسات الدولة، علما أنه جسر مهم ينقل نبض المجتمع من وجهة أدبية فكرية فنية للقارئ”، مضيفة أن فترة التسعينيات كانت بداية نكوص الصحافة الثقافية، التي أصبحت صحافة تغطيات باردة، وليست فعلا تنويريا أو حراكا ثقافيا ينير القارئ.

من جهته، أوضح الشاعر حسن نجمي أن الحديث عن الإعلام الثقافي ليس حديثا عن جنس صحافي بحدّ ذاته؛ “بل إن الصحافي المتخصص في متابعة المنجز الثقافي الوطني يشتغل ويمارس مختلف الأجناس الصحافية، من استطلاعات وتحقيقات وبورتريهات ومقالات وأعمدة”.

وعاد المتحدث عدة عقود إلى الوراء سارداً تاريخ الصحافة الثقافية، التي بدأت “منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مع بداية الحركة الوطنية المغربية في بداياتها الأولى، في ارتباطها مع حدث أساس وهو إصدار الظهير البربري في 16 ماي 1930؛ وهو النص القانوني الذي كان يمس في الجوهر العصب الأساس للنسق الثقافي الوطني آنذاك”.

وعرجّ نجمي على عقدي الأربعينيات والخمسينيات، التي كانت فيها الصحافة الثقافية تعبوية، حيث كانت تعمل الحركة الوطنية آنذاك على “حماية اللغة العربية واعتبارها عنصر توحيد ولغة مقدسة، واستهدافها هو استهداف الهوية والشخصية المغربية في أهم كيان وهو الدين الإسلامي”، يضيف المتحدث.

وصولا إلى مرحلة الاستقلال، اعتبر نجمي أن مستوى الخطاب الثقافي تغيّر من خلال التناقضات التي انفجرت بين رواد الحركة أنفسهم في بداية الاستقلال، وبالتالي بناء خطاب نقدي جديد وبروز منابر إعلامية ذات توجهات مختلفة.

الشاعر ياسين عدنان، مقدّم برنامج “مشارف” الثقافي الذي يبث على القناة الأولى المغربية، وضع الصحافيين الثقافيين في برزخ “على هامش الإعلام، وعلى هامش الثقافة”، معتبرا أن هناك فاعلين ثقافيين يتوجسون من الحضور في برنامجه نظرا لأن التلفزيون المغربي في نظرهم “ديال المخزن”.

من جانب آخر، يواصل عدنان، “فإن برنامج “مشارف” انطلق على أساس عدم التعمق واستشراف كل ما هو ثقافي دون ولوج الدهاليز والأزقة الداخلية؛ لكن كل الكتّاب الذين تمت استضافتهم والحديث عن كتبهم، لم يشكل ذلك فارقا بالنسبة إلى مبيعات كتبهم”.

هذا المعطى، حسب المتحدث دائما، “جعل سياسة الإعداد في البرنامج تتغير، بحيث أصبح التصور الجديد يعمل على إعداد الحلقات لقارئ لا يقرأ، ولن يقرأ؛ لكنه لو صادف البرنامج فإنه سيجذبه من أجل متابعته”.

يذكر أن المائدة المستديرة اختتمت بتكريم واحتفاء بالمسار الإعلامي للإعلامية فاطمة التواتي، صاحبة البرنامج الثقافي الشهير “كمبيوتر 7″، الذي كان يبث على التلفزيون المغربي قبل عقود.

‫تعليقات الزوار

4
  • مغربي
    السبت 8 أبريل 2017 - 02:10

    اشتقنا إلى أيام الملاحق الثقافية وصفحات "على الطريق" بجريدة العلم والاتحاد الاشتراكي وأنوال وبيان اليوم والمنعطف ومجلة أقلام.. هل ضعفت هذه المنابر؟ لا، بل ضعفت الثقافة بعينها، مع تكاثر الطفيليين والانتهازيين وتهافت الرديئين.. أينما التفت ثمة زجالات وزجالون وققجيون وققجيات ومتشاعرات ومتشاعرون.. الجميع صار في غفلة من الزمن مؤلفا. برعاية من وزارة الثقافة التي توفر جو الرداءة من معارض وفنادق وسفريات وجوائز على مقاس أسماء لا تتغير.. ناهيك عن اتحاد كذاب المغرب الذي ووري الثرى قبل عقود.. نجح هؤلاء في طرق آخر مسمار بنعش الكتاب، ففر القارئ المفترض إلى الأدب العالمي فيما هاجرت أقلام المبدعين الحقيقيين إلى المنابر والجوائز العربية زاهدين في لقاءاتكم ومعارضكم وبرامجكم.. فبأي حديث بعده تؤمنون؟

  • اومحند الحسين
    السبت 8 أبريل 2017 - 02:19

    *اعلام ثقافي مغربي،،،بكري أمحينا به الأمية*

    لن تقوم قائمة للإعلام الثقافي المغربي بصفة عامة،الا بخلق إعلام حر و نزيه،،مستقل و معصوم قضائيا،،ومحصن قانونيا.

    اضافة الى تطهير المجال برمته من اباطرة وسماسرة ومافيات الإعلام،وتحصينه بإطار قانوني غير قابل للإختراق من هذه المجموعات.

    (بهاذ الحالة لي فيها الإعلام المغربي،،بكري حاربتي الأمة اسي العثماني!!!

  • عبدو
    السبت 8 أبريل 2017 - 02:35

    ليس في المغرب وحسب بل في جميع اقطاب الدول العربية ثقافة المال و السلطة غلبت أو حجبت الضوء عن الثقافة بمعناها الحقيقي الثقافي

  • عبدو
    السبت 8 أبريل 2017 - 02:43

    الإعلام الثقافي في المغرب شبه منعدم رغم بعض الجهود الفردية لبعض الإعلاميين مثلا برنامج #مشارف#برنامج ثقافي ليس له مساند رسمي او محتضن كباقي البرامج الأخرى .هناك برامج بمساهمة او مساندة شركات كبرى على سبيل المثال رشيد شو جزيرة الكنز مستر شيف وووووو تقدم للتلفزيون برعاية تلك الشركات بينما برنامج ثقافي كمشارف الدي يقدم لنا ماجدة في عالم الكتب والقصص ليس له راعي أو مساند من هدا المنبر اتقدم بالتحية على المشرفين لهدا البرنامج ولا ننسى كدلك البرنامج الرائع امودو

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات