تقرير رسمي ينسب فضل "الاعتناء بالمآثر" إلى المستعمِر

تقرير رسمي ينسب فضل "الاعتناء بالمآثر" إلى المستعمِر
الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:00

رسم آخر تقرير للمجلس الأعلى للحسابات، برسم الأوضاع خلال سنة 2015، صورة قاتمة عن طريقة تدبير المآثر التاريخية بالمغرب، محملا وزارة الثقافة جزءا كبيرا من مسؤولية تردي أوضاع هذا القطاع الذي ظلت ترتفع الأصوات الغاضبة بشأن “الإهمال” الذي طاله طيلة العقود الماضية.

وأفرد تقرير المؤسسة جزءا منه للاختلالات التي يعرفها قطاع المعالم التاريخية، عندما كشف أن عددها المدرج في قائمة المآثر خلال عهد الحماية الفرنسية يفوق بأضعاف ما أنجزته كل حكومات المغرب مجتمعة.

وأبرز التقرير، في هذا الصدد، أن “عدد تقييدات المآثر التاريخية ما بين 1992 و2014 هو 166، منها 50 تقييدا همت الفترة ما بين 1992 و2005، و116 تقييدا همت الفترة ما بين 2006 و2014 بينما تم إحصاء بين 2006 إلى 2013 ما مجموعه 3078 معلمة أثرية وموقع تاريخي”.

وفي السياق ذاته، أضافت الوثيقة: “يستنتج من اللائحة العامة للتراث الثقافي التي تم تقديمها للمجلس من طرف وزارة الثقافة أن عدد المباني المدرجة في عداد الآثار بلغت 263 بالنسبة للفترة الممتدة من 1914 إلى 1956 بينما لم يتجاوز عدد هذه الإدراجات 48 بالنسبة للفترة الممتدة من 1956 إلى غاية 2014”.

من جهة ثانية، أفاد التقرير بأن ترميم المآثر التاريخية يرتبط بشكل وثيق بإنجاز مشاريع استثمارية بهدف المحافظة وترميم التراث الثقافي، مضيفا أن “الوزارة قامت في الفترة الممتدة بين 2006 و2013 بإنجاز 235 عملية ترميم مآثر تاريخية، وقامت بتوفير موارد مالية للقيام بهذه الأشغال”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن “عدد المشاريع في طور الإنجاز في الفترة الممتدة بين 2006 و2014 بلغ ما مجموعه 112 مشروعا بمبلغ 153 مليونا و255 ألفا و779 درهما”.

وكشف المصدر ذاته أن بعض مشاريع الترميم المتعلقة بـ2006 و2007 لم يتم إتمامها، مثل مشروع ترميم موقع وليلي (الشطر الثالث) التي بدأت أشغاله سنة 2006، ومشروع تهيئة هري السواني بمكناس، ومشروع متحف وحدائق الأوداية بالرباط والتي ابتدأت الأشغال بهما سنة 2007؛ فضلا عن غياب المعلومات بشأن مشاريع ابتدأت الأشغال فيها سنتي 2012 و2014، كمشروع تهيئة صومعة مسجد طاطا وترميم أسوار صفرو والصويرة.

كما أورد التقرير أن الإطار القانوني المرتبط بهذا المجال لا يحترم في الكثير من الحالات، عبر التأكيد على أن ” القانون رقم 80.22 بتاريخ 25 دجنبر 1980 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات لم ينص صراحة على الحصول على ترخيص وزارة الثقافة قبل القيام بأعمال الإصلاح وترميم المباني التاريخية المحمية.. بل يشير فقط إلى ترخيص إداري بدون ربطه بوزارة الثقافة”.

وأضافت الوثيقة أن وزارة الثقافة “لم تقم بتعيين أعوان إداريين مكلفين بالوقوف على المخالفات المرتكبة والمتعلقة بالتراث الثقافي كما ينص على ذلك الفصل 51 من القانون رقم 05.19 بتاريخ 15 يونيو 2006 المغير والمتمم للقانون رقم 80.22″، فضلا عن تسجيل “تقصير بالنسبة لميكانيزمات السلامة والمحافظة على المآثر التاريخية”، يخص أساسا “عدم وضع التقارير المتعلقة بمخالفات المحافظة وترميم المآثر التاريخية، إذ تبين عدم قيام الوزارة بإعداد تقارير جامعة لكل المخالفات التي وقف عليها مفتشو المآثر التاريخية”.

وعن النماذج الذي قدمها التقرير في هذا الباب، نجد “المخالفات المتعلقة بأسوار مراكش ولوحات الإشهار المحاذية لمآثر تاريخية بالقنيطرة”، مشددا على أن “هذه التقارير تمكن الوزارة من تكوين نظرة شاملة على المخالفات واتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية”.

وعن ضعف السلامة، يزيد التقرير: “تبين من تقارير المفتشية العامة للوزارة والحوار مع مسئوليها تعرض المآثر لعمليات السرقة أو محاولات التخريب أو الهدم بسبب عوامل طبيعية”.

وكأمثلة على كل هذا، ذكر المصدر ذاته “سرقة بوابة معلمة تاريخية بفاس وتهدم جزء من سور تيزنيت التاريخي وتعرض البوابة الخشبية لباب مراكش لمخاطر الحرق مما دفع مفتشية المآثر التاريخية الى إزالته ووضعه في مكان آمن”.

وأفاد تقرير المجلس الأعلى للحسابات بأن عدد المآثر والمواقع التاريخية المحصاة ما بين 2006 و2013 حسب وزارة الثقافة بلغ 3078 معلمة وموقعا؛ غير أن المصدر ذاته عاد للفت الانتباه إلى أن “العمليات المتعلقة بالتحديد والإحصاء لم ترفق بالعناصر التي توضح الطرق المستعملة لإنجاز هذا الإحصاء كالخرائط الأركيولوجية وخرائط التموقع الجغرافي بالأقمار الصناعية والأبحاث التاريخية الموجهة أساسا لهذه المآثر المحصاة والمهام المبرمجة في الأماكن موضوع الإحصاء”.

‫تعليقات الزوار

19
  • أمودو
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:20

    في المغرب هناك من يريدون تدمير تاريخنا ليبنوا تاريخهم، و لو استطاعوا لأخرجونا من هذه البلاد لتبقى لهم وحدهم

  • histoire perdue
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:21

    d'où étaient extraits les gros blocs de pierre pour la construction des édifices de Volubilis à Zerhoune,et bien le conservateur qui veille sur ce merveilleux héritage doit le savoir,
    il est possible que la carrière d'extraction se trouvait sur une petite montagne en face de l'hôpital ,cette montagne a été recouverte de constructions ,car en 1958,année de mon entrée au collège,les traces plates de pierre ,nombreuses étaient encore visibles,
    la responsabilité de vérification revient à ceux qui sont responsables de Volubilis

  • Maurisso
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:38

    المستعمر له الفضل في كثير من الاشياء، السكك الحديدية، الهندسة المعمارية للمدن وطرقاتها، الحدائق…….الخ. والمهم بنادم ايقول ليت المستعمر يعود يومآ.

  • محمد
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:39

    تعليقي على الصورة وليس على المقال :
    كم انت منسية يا سجلماسة … وكم أنت حرة عندما تتعرضين للنسيان . عذرا محمود درويش لقد تعسفت قليلا على شعرك لكن لا بأس المناسبة تفرض ذلك ، منطقة سجلماسة منطقة منسية تماما من المشاريع والإصلاحات ، منطقة منسية من كل شيء إلا من الرياح التي لا تخلف موعدها السنوي معها ، منطقة كل شيء فيها في انحدار عدى درجة الحرارة التي لاتخلف موعدها في الإرتفاع إلى أرقام قياسية لتزيد وضعية السكان بؤسا على البؤس الذي يعيشون فيه ، أعلم ان هناك طبقة ثرية تنتمي للمنطقة عذرا انا لا أتحدث عنكم ، أنا أتحدث عن كل من تعرض للنسيان تماما مثل منطقته ، وفضل ان يكون منسيا معها كشكل من أشكال الوفاء ربما ….
    إبن سجلماسة

  • Jah
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 11:41

    هذا صحيح لولا فرنسا لكنا الان مثل أفغانستان وخير دليل ما قاله ابن خلدون …العرب أمة وحشية ، أهل نهب وعَبَث ، وإذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب ، يهدمون الصروح و المباني ليأخذوا حجارتها أثافيَّ للقدور ( ما يوضع تحت القدور وقت الطبخ ) ، ويخربون السقوف ليعمّروا بها خيامهم ، وليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ، وأنهم أبعد الناس عن العلوم والصناعة …

  • كارهة الشلال
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 12:00

    العناية بالماثر التاريخية في بلدان العالم :
    مسؤولية الحكومة باكملها : من وزارة الثقافة والسياحة و الداخلية والاوقاف…والخارجية (بالتعريف بها و جلب الاستثمارا ت "اليونيسكو…)…
    وجعلها تحت وصاية قطاع (الثقافة الفقير ة ميزانية وامكانات ) خطء فادح..!
    من الصاءب جعلها تحت مسؤولية رءيس الحكومة مباشرة

    كارهة الضلال

  • عبد الله
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 12:00

    إنها الحقيقة، في مركز امليل بمنطقة دمنات إقليم ازيﻻل ترك الفرنسيون ثكنة عسكرية في حالة جيدة ذات طابع معماري رائع، لكن و يا لﻻسف ، كان حاميها حراميها كما يقول إخواننا المصريون.

  • محمد
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 12:10

    هل سوف يتم التطرق الى تقرير مجلس الأمن ليوم أمس الذي يطالب البولزاريو بالانسحاب الفوري وبدون شروط من المنطقة العازلة جنوب الكركرات؟ وان الأعضاء ال15 وبالإجماع صادقو على البيان الامريكي والمساند للامين العام ؟ ام فقط الأخبار السيئة التي تصيب بالاكتآب

  • hammouda lfezzioui
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 12:10

    ا لصورة المرفقة بالمقال تعود لمدخل مدينة الريصاني .
    سبحانك يا مبدل الاحوال ,بعد ان كانت تلك المدينة الى حدود الثمانينات واحة نخيل خضراء ,لا تكاد ترى المنازل القريبة ب 30 متر بسبب كثافة النخيل .
    اليوم اصبحت مدينة شبه خالية بسبب الجفاف ,الاتربة تزعج السكان في كل مكان
    الهجرة الى المدن الداخلية في تزايد مستمر

    لكن هناك تناقض صارخ بين محتوى المقال والصورة المرفقة
    فماثر الدولة العلوية في المدينة تحت الحراسة ويتم ترميمها بينما ماءثر سجلماسة التاريخية تركت للانقراض.

    سبق لي قضيت بعض السنوات من عمري هناك.

  • DA HADDOU
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 12:35

    الذين حكموا ويحكمون هذا البلد أقسموا أن يدمروا كل ماله ارتباط بفترات ما قبل مجيء العرب من مآثر وعادات ولغات ويدعون أن الدولة المغربية ظهرت منذ اثني عشر قرنا…
    لذلك دمروا أثار ليكسوس وتمودة ومحوا من طنجة كل ما يحيل على تاريخ ما قبل العرب وتركوا وليلي للتخريب والتدير رغم أن فيهم من يعيش على آثارها…
    المهم هو أن يقولوا للعالم أن المغرب دولة عربية منذ وجودها أما الآخرون فضيوف ثقال على العرب الكرماء الذين يسمحون لهم بالتنفس…

  • فيلالي
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 13:25

    لما لا حظت الصورة المرفقة بالمقال قلت ربما سأجد به لها ذكرا، لكن لم أعثر على ذلك.
    فماذا عما تبقى من أطلالك ياسجلماسة؟
    أتمنى التفاتة لمآثر وتاريخ هذه المنطقة واهتمام بأهلها أكثر فأكثر…منطقة فقيرة، وبنيات مهترئة…
    تحياتي لكل الغيورين على الحفاظ على كل المآثر التاريخية المغربية، فهي تذكرنا التاريخ وتدعونا إلى الإطلاع عليه…

  • المغرب الشرقي
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 13:56

    المغرب الجنوب الشرقي لا يستفيد من حصته المالية المغربية في التنمية و اهله لا يمتلكون غيرة حقيقية على بلدهم التي جعلتهم يتميزون عن باقي الجهات .انتهى الكلام.

  • Katy
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 14:27

    La première fois que j'ai visité Marrakech c'était en 2014 , et j'avais une image belle sur la mosquée koutoubiya comme un monument historique de l'histoire du Maroc. Ce jour là j'ai été trop choqué en passant à côté de ce monument surtout l'entourage extérieur ce qui signifie que les autorités ne donnent aucune importance à tout ce qui est historique, malheureusement l'image belle a toute à fait changer au sein du mois

  • حنين
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 14:45

    يا ليت لبث المستعمر ل 1000 سنة أخرى.
    واتمنى ان يعود المستعمر حتى نرى وثراثنا في حفض وامان

  • Said France
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 15:01

    N'importe quoi
    Ce n'est pas le colonisateur qui a contruit les villes nouvelles, tout en délaissant le centre ville HISTORIQUE, c'est à dire les médinas avec ses monuments, dans la pauvreté aux mains des marocains à l'époque
    Qu'est ce que le colonisateur à fait pour protéger les murailles ou autres monuments
    c'est vraiment scandaleux de dire ça, et surtout quand ça vient d'une institution de l'état

  • المجيب
    الأربعاء 26 أبريل 2017 - 15:08

    مشكل الاثار وعدم العناية بها دائما يعلق على مشجب نقص الامكانات المالية والبشرية التي تعاني منه وزارة الثقافة.من جهة اخرى نلاحظ ان مئات الطلبة الجامعيين في شعبة التاريخ الذين يحضرون رسائل الاجازة او الدكتوراة في مواضيع احيانا تكون ثانوية.فلماذا لا تنسق وزارة الثقافة مع الجامعات كي تكون موضوعات هذه الرسائل تركز على اثار كل جهة لدراستها واحصائها ورصد الاختلالات التي حلت بها والتوصيات الملائمة للنهوض بها وفي النهاية تكون الرسالة بمثابة تقرير تستفيد منه وزارة الثقافة عند الحاجة.

  • Moha
    الخميس 27 أبريل 2017 - 01:34

    الى رقم3. ومتى غادر المستعمر لكي يعود. انه من المحزن جدا ان يتمنى المرء امتداد الظلم. الحل اخي ان تنعتق العقليات حتى تجد طريق الاعتزاز و الثقه بالنفس. لا الومك لكني اجد قولك محزنا

  • Mohamed
    الخميس 27 أبريل 2017 - 02:23

    الى صاحب تعليق رقم 5:"أبعد الناس عن العلوم والصناعة"؟ ارجع و اقرا التاريخ لانك اظهرت لنا قمة الجهل الذي وصل اليه بعض الناس. و لو كان كلامك صحيح لما كانت هناك معالم تاريخية اصلا.

  • جمال
    الخميس 27 أبريل 2017 - 10:02

    هذا التقرير لا ينطبق على مدينة وجدة فيما يخص الاستعمار فالاستعمار الفرنسي هدم بابين للمدينة القديمة هما باب لخميس الذي أعيد بناؤه مؤخرا لأنه لم يهدم السور و هدم باب سيدي عيسى الذي لم يبق له أثر لأن المستعمر هدم معه السور و أقام مكانه أبنية حديثة ثم في الجهة اليسرى لباب سيدي عبد الوهاب هدم المستعمر سور المدينة القديمة و أنشأ سوقا للخضر لم ترجع الأمور إلى نصابها إلا في الآونة الأخيرة حيث هدم السوق و أعيد بناء السور ثم هناك سور مهدوم ليومنا هذا في جهة ما يسمى بطريق مراكش أو عبد الرحمان حجيرة فكل تلك الحوانيت و المحلات التجارية بنيت مكان سور هدمه الاستعمار الفرنسي

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات