ضمانا لمساهمة فعالة للأشخاص في وضعية إعاقة، وخاصة الأطفال منهم، في الحياة الاجتماعية؛ أعلنت جمعية المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة عن انطلاقة فعاليات المهرجان الدولي للتراث الشعبي، الذي تنظمه الجمعية في نسخته الأولى بمساهمة تلاميذ في وضعية إعاقة.
وقدّم المنظمون فكرة التظاهرة الثقافية في ندوة صحافية بفضاء كلية العلوم بالرباط، حيث أعطيت انطلاقة التجربة الأولى لهذا المهرجان الذي يشكل فيه الأطفال في وضعية إعاقة العصب المحرك له، واختير لهذا الحدث الفني شعار “إفريقيا في قلب الحدث.. إرث مشترك ومستقبل مندمج”.
ويتضمن المهرجان فقرات متنوعة يشارك فيها فنانون مغاربة وأفارقة في فن التراث الشعبي، من خلال لوحات تجسد الموروث الثقافي والشعبي المغربي والإفريقي، وكذا عرض للوحات في الفن التشكيلي والتصميم الكوريكرافي.
كما سيعرف المهرجان كرنفالا لفرق من التراث من خلال عرض لكناوة وعيساوة وعبيدات الرمى، بالإضافة إلى ورشات للرسم بمشاركة أطفال في وضعية إعاقة.
وسيتوج هذا البرنامج بحفل ختامي بقاعة علال الفاسي أكدال بمدينة الرباط يوم 3 ماي المقبل، سيتضمن مشاركة مجموعة من الفنانين الدوليين والمغاربة.
واعتبرت فاطمة سرحان، رئيسة جمعية المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المهرجان يتوخى إدماج التلاميذ والأطفال في وضعية إعاقة داخل المجتمع؛ وذلك عبر بوابة الفن والإبداع الذي انخرط فيه كل المشاركين في المهرجان، موضحة أن الأطفال في وضعية إعاقة هم من يعدون الفقرات ويتدربون رفقة فرق مغربية وأخرى من دول غرب إفريقيا لخلق نوع من التلاقح الثقافي بين الأقطار المذكورة.
وعن سبب اختيار شعار الدورة الأولى من المهرجان موجها صوب القارة السمراء، وخاصة دول الغرب الإفريقي، أوضحت المتحدثة أن “المملكة المغربية تنهج سياسة العودة إلى حضن القارة الأم، وبالتالي اخترنا أن نسهم من جانبنا في عودة المغرب بقيادة جلالة الملك إلى الاتحاد الإفريقي”، مواصلة: “هذه هدية لوطننا، ولهذه الشريحة الاجتماعية الحق في أن تسهم بما أوتيت من إمكانات في سبيل الدفاع عن المغرب”، حسب قولها.
من جهته، صرح ياسين حداد، مدير المهرجان، بأن أول هدف من هذه التظاهرة الثقافية والفنية هو محاربة التصنيف، حيث “تنظم جمعية تشتغل في مجال الإعاقة تظاهرة في التراث الشعبي، وفي هذا دليل على قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الاندماج ومحاربة العزلة داخل المجتمع”.
وأوضح المتحدث أن “الفرق المشاركة هي ممزوجة بالفرقة الصوتية أي الكورال من ذوي الإعاقة ستقدم فن الملحون وعيساوة وكناوة، بالإضافة إلى لوحات من تراث دول غرب إفريقيا. وهذه التجربة ستجعل من ذوي الاحتياجات الخاصة مبدعين وستعطيهم شحنة نفسية إيجابية”، على حد وصفه.