في ملتقى مكناس للفلاحة .. للأبقار والأغنام حظوظٌ وجوائز

في ملتقى مكناس للفلاحة ..  للأبقار والأغنام حظوظٌ وجوائز
السبت 2 ماي 2015 - 07:15

وسَط قُطب المواشي بالملتقى الدوليّ للفلاحة بمكناس حلبَة رمليّة على شكْل قاعة رياضية مُغطّاة، تُقَامُ فيها مسابقاتٌ منْ نوعٍ خاصٍّ، يُشرفُ عليْها حُكّام دوليون، وتتنافسُ فيها أبقارٌ وأغنامٌ وماعز، تحتَ أعين جمهورٍ عاشقٍ للأرض والفلاحة.

بيْن جنباتِ القاعة المحاطة بمدرّجات للجمهور، يتردّدُ صوْتُ هاشم العلوي المحمدي، الذي يعرفُه أغلبُ الفلاحين، من خلال أمواجِ إذاعة “ميدي 1” حيث يقدّم برنامج “مع الفلاح” منذ سنوات طوال، في السادسة والربع والسابعة إلا ربع.

صوتُ هاشم العلوي المحمدي، ذي الرّنّة الخاصّة، يُضفي على الحلبة الرملية التي تُقام بها مسابقات الأبقار والأغنام والماعز في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس سحْرا خاصّا، ولا يدَعُ الملل يتسرّبُ إلى نفوس الجمهور، رغم أنّ المسابقة تطول لساعات.

وبالحماس الكبير الذي ينشّط به هاشم العلوي المحمدي فقرات مسابقات اختيار أجوَدِ ما في الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس من أبقار وأغنام وماعز، بالحماس ذاته يأتي العارضون من الفلاحين بحيواناتهم للمشاركة في المسابقة، أملا في تتويجٍ، وإنْ كان رمزيّا.

داخلَ القاعة المُحتضنة للمسابقة تُسمع مصطلحات من قبيل “الهولشتايْن” و “مونبليارد”، وأسماء أخرى كثيرة قدْ لا يفهم معناها الزائرُ غير المتخصّص في مجال تربية المواشي، لكنّ الفلاحين يعرفون معناها جيّدا، فـ”الهولشتاين” و “مونبليارد” هي أسماء لسلالات تتحدّر منها الأبقار والعجلات.

خلال المباراة الوطنية لتحسين النسل، زوال أمس الخميس، يتمّ اختيار عجلتيْن من كلّ مجموعة، تتأهّلان إلى المرحلة النهائية، والتي تتأهّل إليها ثمانُ عجلات من المجموعات الأربع، وفْق اختيار حكم دوليّ، وتُتوّج ثلاث عجلات في النهاية.

اختيار العجلات والبقرات الفائزات بالرتب الأولى والثانية والثالثة يتمّ بدقّة، من طرف حكم دوليّ يضعُ معايير محدّدة لبناء اختياره، فبالنسبة للبقرات فإن المعايير هي ألّا يشوب قوائمَها أيّ اعوجاج، وأنْ يكون حوضها واسعا، وضرعها كبيرا فضلا عن حجْم إنتاجها من الحليب.

حينَ يختارُ الحكمُ المشرف على المسابقة بقرةً أو عجلة ما، فهو يُعلّل قراره، “هذه العجلة تستحقّ أن تفوز بالمرتبة الأولى، لأنّها خالية من الشحوم، وهذا ما يجعلها قادرة على إعطاء كميات وافرة من الحليب”، يقولُ حكم أجنبيّ في تعليله لاختيار العجلة الفائزة بالرتبة الأولى في صنف العجلات الحوامل.

الأبقار والعجلات المشاركة في المسابقة تفقدُ أحيانا هدوءها، فتركض، وهو ما يجعلُ العمّال المكلّفين باستقدامها من الجناحات حيثُ تعرض يُكابدون عناء كبيرا، “غير بشوية عليها عافاك، راه العجلات الحوامل كايكونو شوية صعيبين”، يقول هاشم العلوي المحمدي، مخاطبا أحدَ العمّال وهو يحاول السيطرة على عجلة.

وكما هو الحالُ في جميع المسابقات، يظهرُ السرور جليّا على وجوه أصحاب البقرات والعجلات المتوّجة في المسابقة، ويظهرُ الإحباط على وجوه المقصيّات، وهنا يتدخل هاشم العلوي المحمدي لرفع معنويات “الخاسرين”، ويقول “من لم يفز فهذا لا يعني أنه أقصي، فهذه مباراة نهائية بقي فيها لبُّ اللبّ، ونحن نبحث عن لُبّ لُبّ اللبّ”.

الحكم الذي أرشف على المباراة الوطنية لتحسين النسل، بالنسبة للعجلات الحوامل وغير الحوامل، قالَ حينَ أتمّ مهمّته “أشكر منظمي هذا المعرض، والفلاحة المشاركين، لقد زرت دولا كثيرة، وأنا سعيد بتواجدي في المغرب”، كلام الحكم الأجنبي رأى فيه هاشم العلوي المحمدي شهادة بنجاح الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، فقال معلقا “هذا ليس غريبا على المغاربة، حيتْ كانخدمو وكانوصلو للنتائج اللي بغينا”.

الحيوانات المتوّجة في المسابقات المخصّصة لها، تصعدُ على “البوديوم” كما يفعلُ الأبطال المتوجّون في المسابقات الرياضية، وتؤخذ معها صور تذكارية من طرف المنظمين، وتحصل على جائزة، قالَ صاحبُ بقرةٍ متوّجة إنها لا تتعدّى 3000 درهم، قبل أن يضيف “هادي غير جائزة رمزية وصافي، كانشدّوها وكانشريو بها شي بركة ديال العلف”.

‫تعليقات الزوار

6
  • أحمد سليمان
    السبت 2 ماي 2015 - 07:47

    هؤلاء الذين يشرفون بلادنا فمهما شجعتموهم وساندتموهم لن توفوا لهم حقوقهم.هؤلاء الذين وبفضل من الله من يؤمنون الغذاء للمغاربة وهؤلاء الذين يجعلوننا نفتخر أمام أعداء الوطن وليس المهرجانات العهرية مهرجانات الإنحطاط.هاته الوجوه المشاركة في هذا الملتقى المشرف لكل مغربي ومغربية بل مشرف للإنسانية جمعاء هاته الوجوه الوجوه التي تحببنا في الوطن لما نقرأه فيها من براءة ونكران للذات.حفظكم الله فلاحي المغرب الشرفاء الذين لا يزداد بهم الوطن إلا رفعة وسموا وشرفا شرفكم الله يوم لقاءه

  • samir
    السبت 2 ماي 2015 - 09:30

    فعلا ان الزائر قد لا يفهم في كل الاسماء لاكنه يميز بين الصور اللائقة و التي تثير اللاشمئزاز فهذا الشخص المتحمس للابتسامته ورفع ذيل البقرة البكماء فليفعل ذلك مع زوجته وتعريتها امام الناس ان كان فخورا بذالك لاحول ولاقوة الابالله

  • أبو بكر
    السبت 2 ماي 2015 - 13:11

    ليكن ما يريده الملتقى لكني أناشد الفلاح المغربي الأصيل ألا يندفع لتسمين عجوله وهرمنة بقراته بكل الوسائل طمعا بما لا يسمن ولا يغني، فالبقرة الأصيلة وإن كان بها شحوم تضل أفضل من تراكتور يفوق وزنه الطن ونصف، مريب في لحمه ومشكوك في حليبه. وتحية خالصة للفلاح المغربي الذي أشد على يده والله موفقه.

  • أبو بكر
    السبت 2 ماي 2015 - 13:24

    ليكن ما يريده الملتقى لكني أناشد الفلاح المغربي الأصيل ألا يندفع لتسمين عجوله وهرمنة بقراته بكل الوسائل طمعا بما لا يسمن ولا يغني، فالبقرة الأصيلة وإن كان بها شحوم تضل أفضل من تراكتور يفوق وزنه الطن ونصف، مريب في لحمه ومشكوك في حليبه. وتحية خالصة للفلاح المغربي الذي أشد على يده والله موفقه.

  • MEKNASSI
    السبت 2 ماي 2015 - 16:31

    هذا جيد جدا, لاكن حذاري ان تتبعوا خطة الغرب وامريكا في تسمين الابقار بالهرمونات فقد اكتشفوا الان ان هذه اللحوم غير طبيعية ومذاقها باسل وتسبب سراطانات. فلا توجد لحوم احسن من لحوم الماعز والخرفان التي ترعى في الجبال والابقار التي ترعى النباتات الطبيعية.

  • miloud
    السبت 2 ماي 2015 - 17:54

    البقر والغنم المتواجد في المراعي والدي ياكل العشب والعلف الطبيعي ينتج لحوم جيدة ولذيذة اما العلف الاصطناعي والمواد الكماوية والبزقة ديال الدجاج فهاذا الفلاح يريد وزن ثقيل (الطناج) يعني مال كثير ( كالدلاح الملقم بالكرعة)

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 2

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز