الوضعية المتهالكة للآليات والمنشآت تُضعف حظوظ تفويت "سامير"

الوضعية المتهالكة للآليات والمنشآت تُضعف حظوظ تفويت "سامير"
الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 05:00

يبدو أن وضعية آليات مصفاة سامير بمدينة المحمدية قد تكون سبباً في عدم نجاح تفويتها، لإنقاذ صناعة تكرير البترول بالمغرب والحفاظ على مئات مناصب الشغل التي تحرك “مدينة الزهور” لإعالة آلاف الأسر.

ومنذ خضوعها للتصفية القضائية في مارس 2016 بسبب تراكم مديونيتها بشكل كبير، تسعى المحكمة التجارية بالدار البيضاء إلى تفويتها للحيلولة دون ضياع آلياتها المتوقفة عن الاشتغال منذ تلك الفترة، وقد كانت محط اهتمام عراقي وإماراتي في الآونة الأخيرة.

وقبل أسابيع، حل وفد من وزارة النفط العراقية بالمغرب لتقييم حالة المصفاة، ودراسة إمكانية استفادة العراق منها سواء بالتشغيل أو بالاستثمار؛ لكن ما نقلته الصحافة العراقية عن مسؤولين في الوزارة يفيد بـ”أن الحالة الفنية للمصفاة متهالكة، ولن تحقق فائدة للعراق، ولم يتشجعوا للمضي قدماً لاقتنائها”.

وضمن شروط اقتناء المصفاة ضرورة ضمان حقوق الدائنين التي تصل إلى حوالي 43 مليار درهم للبنوك والجمارك المغربية، إضافة إلى حقوق العمال الذين يقدرون بحوالي 800 عامل، ناهيك عن إحياء النشاط الصناعي المتوقف.

وتحدثت صحف خليجية أيضاً عن سعي مجموعة العتيبة الإماراتية إلى شراء المصفاة، حيث تقدمت بعرض من أجل إعادة تشغيلها، حيث قام ممثلو الشركة بزيارة المصفاة ومنشآتها في مدينة المحمدية؛ لكن لم يتم، إلى حد الساعة، الكشف عما إذا كانت هذه العروض نهائية للشراء.

ولا يتعلق الأمر بالعراق والإمارات فقط، بل منذ بدء مسطرة التصفية القضائية، تلقت السلطات المغربية لائحة شركات من دول مختلفة تبدي رغبتها في التنافس على شراء المصفاة، حيث تتكلف المحكمة بدراسة العرض المقدم ومدى استجابته للحد الأدنى المطلوب لأداء الديون المتراكمة وضمان التشغيل.

وفي الوقت الذي تمت الإشارة إلى الوضعية المتهالكة للمصفاة والتي تتدهور مع المدة بسبب عدم الاشتغال، يؤكد عُمالها أنها على أحسن بالرغم من ذلك.

الحسين اليماني، أحد العمال ومُنسق الجبهة النقابية المحلية في الشركة، قال إن “المصفاة صامدة بآلياتها ورجالها”.

وأكد اليماني، في تصريح لهسبريس، أن “المصفاة قادرة على مواصلة الإنتاج وبأحسن مما كانت عليه”.

ويبرز هذا التصريح رغبة العمال في إعادة التشغيل لضمان عدم ضياع حقوقهم وتضرر صناعة تكرير البترول، ومن أجل ذلك يطلبون دائماً تدخل الحكومة المغربية من أجل تسهيل تفويت شركة سامير؛ غير أن الحكومة المغربية لا ترغب في التدخل، فهي تعتبر أن الملف بيد القضاء، ولا يحق لها التدخل، لكن يتم تحميلها المسؤولية فيما آلت إليه سامير، فقد كانت الشركة فيما سبق عمومية، ليتم بيعها للخواص سنة 1997 لرجل الأعمال السعودي حسين العامودي.

هذا الأخير لجأ مؤخراً إلى محكمة تسوية نزاعات الاستثمار التابعة للبنك الدولي من أجل طلب التحكيم، بعدما اعتبر أنه تعرض “لمعاملة غير عادلة من طرف الحكومة المغربية عبر الحجز على الحسابات المصرفية والعقارات التابعة لها، فضلاً عن حظر سفن النفط من الرسو في ميناء المحمدية”.

وتقدم الجبهة النقابية لمصفاة سامير عدداً من المؤشرات لتبين الخسائر المترتبة على توقف الإنتاج؛ من بينها “تراجع في مخزون المواد البترولية مع صعوبة ضمان الجودة وانسيابية التزود وارتفاع أسعار المحروقات بأكثر من درهم للتر الواحد، زيادة على الأرباح المضمونة قبل تحرير السوق”.

كما تشير نقابة عمال سامير أيضاً إلى تسبب ذلك في تعميق العجز التجاري بفقدان القيمة المضافة لتكرير البترول، وخسارة ما يقارب 20 مليار درهم من المال العام في المديونية المتراكمة على الشركة، ونقص نشاط الميناء النفطي للمحمدية وتأثر الشركات العاملة فيها.

ويترتب أيضاً عن توقف الإنتاج، حسب نقابة العمال، فقدان ما يزيد عن 3500 منصب شغل لعمال المناولة واحتمال تسريع ما يقارب من 900 أجير رسمي، وفقدان 20 ألف منصب شغل لدى الشركات المغربية الدائنة، خصوصاً الصغيرة والمتوسطة منها.

وحسب التقديرات نفسها، فإن واحدا من أصل 10 من سكان المحمدية سيفقدون مصدر زرقهم المباشر، إضافة إلى حرمان المدينة من الرواج التجاري والمداخيل الجبائية والدعم الموجه إلى التنمية الرياضية والثقافية العمرانية، وحرمان أزيد من 1200 طالب وطالبة سنوياً من التدريب والتكوين المهني.

‫تعليقات الزوار

15
  • ملاحظ
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 05:55

    ماكاين لا دعم رياضي و لا هم يحزنون سامير كانت تدعم فريق الوداد البيضاوي و تركت فريق شباب المحمدية يهوي الى القسم الثالث…

  • محمد من ايطاليا
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 06:20

    أذكر وأنا في التاني إعدادي عندما كنت اتمرن في الكرة الطائرة في الملعب حيث كان يوجد كل شيء بمواصفات وجودة عالية فكنت استيقظ في السادسة صباحا وبدون وجبة الفطور وأذهب جريء من درب الشباب إلى سامية لأن أبي لم يكن يعمل هناك وأعود جريا أما أبناء العمال فكانوا يذهبون على متن حافلة خاصة حكرا عليهم ولهم ما طاب من أجل والمسبح ويعودون بالحافلة من جديد وأين الشعب يعدوا راجعا إلى بيته وكله أمل في قطعة خبز حافي وكأس شاي بارد

  • معتوه
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 06:39

    عندما نسمع ان مستثمرا تذمر من عدم توفر وثائق البيع باللغة الانجليزية فاعلم ان العقلية المتحجرة للادارة المغربية هي من تقف وراء هذا الفشل الذريع في ايجاد مستثمر لهكذا منشأة.
    وهذا يعطينا مؤشر واضح عن عجزنا في استقطاب استثمارات قوية تمس البنية التحتية. اما ما نراه من تدشينات في التلفاز فهي من فتات الشركات جائت لتمتص دماء العمالة الرخيصة التي اصبحت ارخص من العمالة الاسيوية.

  • مواطن2
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 07:25

    على كل من خطط او ساهم او باع شركة سامير ان يرى ويسمع عن النتائج الكارثية التي آلت اليها الامور….وكل من كان له ضمير حي من هؤلاء ان يدرك انه تسبب في خسارة الملايير للدولة وتشرد مئات العمال واسرهم…ومن هنا لابد لكل مسؤول عن تدبير الشان العام ان ياخذ العبرة مما جرى ويحسب الف حساب قبل ان يقدم على خطوة من هذا النوع….وموازاة مع تفويت سامير جاءت المغادرة الطوعية التي كانت خسائرها ونتائجها كذلك كارثية لا زال المغرب يعاني منها…..

  • simohamed
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 08:42

    كم نحن متفنون في تقافة التشفي والحقد. اتمنى ان تكون الان قد حققت اهدافك المادية

  • ملاحظ
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 09:47

    ليس هناك حل أفضل من أن تعيدها الدولة الى حضيرتها…..و الذنب كل الذنب على وزير المالية السابق لعلو الذي باعها بنية قطع الطريق على لصوص الداخل فإذا به يقع بين يدي لصوص الخارج……

  • سعيد من الريف
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 11:02

    لم أعد أفهم هذه الدولة، فهي تخطط لضخ الملايير في قناة 2M لإنقاذها من الإفلاس في حين تترك قطاعا حيويا في أيدي العراقيين والخليجيين، لماذا لا تقوم الدولة بإعادة تأميم مصفاة سامير؟؟

  • جام مغربي
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 12:36

    اضن ان فكرة نقل المصفاة من سيدي قاسم إلى المحمدية هو السبب الرئيس لهذه النتيجة الكارثية.
    كان من الممكن اختيار موقع أكثر ملاءمة لهذه المعلمة

  • يوسف
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 13:10

    السؤال الحقيقي هو من يملك قرار البيع هل السنديك ام القاضي المنتدب ام جهة ثالثة
    اكثر من ذلك فان عودة الإنتاج سيعري شركات التوزيع خصوصا اذا كان الانتاج سيصدر
    العمل النقابي الحقيقي و النبيل انقرض عندنا
    هل نسيتم عندما ساند الجميع حكومة بنكيران باسم الوطنية ضد العامودي
    من ضرب نفسه لا دواء له

  • adil
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 13:56

    دوزوها للأخنوش و غادي تمشي بيخير . زيدوا طيحوا ليها التمن مزيان باش تباع بطاطا

  • عبدالقادر بكور
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 15:25

    هل هناك خطة لدفع لا سمير تتهاوى وتتبالى من اجل شرائها برخص التراب؟؟
    التجار الاذكياء الجدد لذيهم خطط محكمة عند رغبتهم شراء مشروع مثل لا سميرفهم يحاولون اطلاق الاشاعات انه لم يعود صالح وانه يتلاشى واصلاحه صعب ومكلف ولم يرغب احد في اقتنائه؛وانه فاشل!!
    مجرظ سؤال بسيط هل هناك مشروع لتكرير النفط او البترول فب العالم فشل او سيفشل،اذا كنا نعلم ان شركات تكرير البترول التي توجد في بلدان تعصف فيها الحروب ،كليبيا والعراق وسوريا تقصف بعض محطات التكرير فتصلح في الحال تحت القصف المدفاعي والجوي تبدا في الانتاج .
    فلماذا لم يتم اصلاح لاسمير بيدي عملها ؟او تفوت لشركة اجنبية بسعر معقول؟

  • محمد من ايطاليا
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 16:52

    يا أخي لا اتشفى وأصدقاء كثر هم أبناء عمال سابقين ولكنني أردت فقط أن أسرد قصتي مع لاسامير وهي قصة حقيقية عشتها، أما ماديا فاحمد الله عز و جل وأدعو الله أن يفرج على كل عامل فقد جربت البطالة وفقدان العمل وعدم وجود البدائل

  • KARIM DZ
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 18:13

    لو سمح المغرب لشركة سونطراك لانتهي مشكل الوقود في المغرب نهائيا وانا ادعو الحكومة المغربية كي تتنازل عن محطة المحمدية لشركة سونطراك و اعدكم بسعر للوقود اقل من دولار للتر عوض 1.16دولار

  • مريما
    الثلاثاء 24 أبريل 2018 - 21:11

    ما بقينا فاهمين في هاد المسلسل والو اكثر من مسلسل سامحينى

  • هشام
    الخميس 26 أبريل 2018 - 12:00

    مكاين لا بنية متهالكة لاحقوق العمال لا سدي بوزكري احد اباطرة المغرب بنتلو فيها بدا يطلقو الدعاية باش متفكر لا الامارات ولا العراق ولا غيرهم. باش يستحوذ عليها باقل. خساءر او كان كلامه حقيقي لو كان قالوه هادي شحال.
    والله اعلم

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين