مصفاة "سامير" بالمحمدية تبحث عن منقذ .. وآمال المهنيين تتضاءل

مصفاة "سامير" بالمحمدية تبحث عن منقذ .. وآمال المهنيين تتضاءل
الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:00

يناضل مستخدمو “سامير”، مصفاة النفط الوحيدة في المغرب، من أجل إنقاذها بعد ثلاث سنوات على صدور حكم قضائي بتصفيتها؛ بينما لا تزال محكمة متخصصة تسعى إلى بيعها إلى مالك جديد.

وكانت هذه المصفاة، الواقعة في المحمدية قرب الدار البيضاء، واحدة من أهم مؤسسات الاقتصاد المغربي. وقد أنشئت سنة 1959 غداة استقلال المملكة، في سياق السعي إلى بناء مؤسسات اقتصادية وطنية. ولا يزال بيعها للمجموعة السويدية-السعودية “كورال” سنة 1997 يثير انتقادات خبراء ونشطاء يعتبرونه تبديدا.

وتجدد هذا الجدل بمناسبة قرار تصفيتها القضائية الصادر سنة 2016، بعدما صارت عاجزة عن تسديد الديون المستحقة عليها لصالح الدولة والمزودين والتي تقدر بنحو 4 مليارات يورو.

ويقول حسين اليماني، المسؤول في نقابة لمستخدمي الشركة، إن “القضية تتعلق بضمان سيادة المغرب، ولا تقتصر على إنقاذ فرص عمل”. ويتولى اليماني تنسيق “الجبهة الوطنية لإنقاذ مصفاة البترول في المغرب”، التي تضم نشطاء نقابيين وتحظى بدعم هيئات سياسية وجمعيات مدنية.

ويضيف متحدثا داخل مقر النقابة الأكثر تمثيلية في الشركة (الاتحاد الديمقراطي للشغل) بالمحمدية، “لم نتوقف عن القيام بمبادرات منذ إغلاق المصفاة، ولا يزال لدينا أمل في أن يتم إنقاذها”.

وتعتبر مذكرة وجهتها الجبهة، في 2018، إلى الحكومة المغربية أن خصخصة المصفاة كانت “مهزلة كبرى”، منددة بعملية بيع “جرت في غموض تام”.

وغرقت المصفاة، حسب المذكرة، “منذ ذلك الحين في دوامة من المشاكل بسبب إخلال مجموعة كورال بكافة التزاماتها”.

فرص عمل

أثار توقف العمل في المصفاة مخاوف بخصوص تزويد السوق بالمحروقات، فضلا عن مئات فرص العمل المهددة بالزوال.

وقضت المحكمة التجارية بالدار البيضاء في مارس 2016 بتصفية الشركة، مع الترخيص باستمرارها في العمل في حال انتقالها إلى مالك جديد، وإنقاذ فرص العمل. وعيّنت المحكمة مندوبا قضائيا للإشراف عليها، إلى ذلك الحين.

ويشير اليماني إلى “أن نحو ثلاثين مجموعة عالمية أبدت اهتمامها” بالمصفاة، لكن بدون جدوى.

وترى الجبهة الوطنية أن صعوبات بيع المصفاة لملاك جدد ترتبط “بغياب رؤية واضحة للدولة المغربية بخصوص مستقبل صناعة تكرير النفط”، وتحذر من أن “تنتهي ممتلكاتها في سوق للخردة في ظل انعدام أي مبادرة من الحكومة”.

وعما إذا كان المغرب لا يزال مهتما بصناعة تكرير النفط، قال عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، لوكالة فرانس برس “ليس لدينا أي مانع”.

وأضاف: “الملف حاليا بين يدي القضاء، وننتظر قراره وقرار المندوب القضائي. إذا قدم عرض لشراء المصفاة فسندرسه”.

ولا يزال نحو 800 مستخدم يتلقون الحد الأدنى لأجورهم، والتي تصرف من المبالغ المتبقية في حساب الشركة والمتأخرات التي تم الحصول عليها لاحقا من زبائنها.

عجز في تغطية الحاجات

يستورد المغرب كل حاجاته من المواد النفطية، وبات تزويد السوق يتم مباشرة عبر موردين منذ توقف العمل في المصفاة.

وأظهر تقرير لجنة تحقيق برلماني حول تطور أسعار المحروقات صدر سنة 2018 أن أرباح هؤلاء الموردين ارتفعت بشكل كبير، منذ تحرير سوق المحروقات ورفع دعم الدولة سنة 2015.

وإضافة إلى ارتفاع الأسعار، نبه تقرير للوكالة الدولية للطاقة إلى أن المغرب “يواجه عجزا في تغطية حاجاته بالمقارنة مع الحد الأدنى”، معتبرا أن “إغلاق المصفاة يهدد أمن البلاد على صعيد الطاقة”.

وصاغت الجبهة الوطنية عدة سيناريوات لإنقاذ المصفاة؛ مثل إقرار نظام للتسيير الذاتي، أو تحويل مستحقات الدائنين إلى أسهم، أو تأميم الشركة.

وقررت المحكمة 12 مرة تمديد المهلة الممنوحة للمصفاة من أجل إيجاد مالك جديد، وينتهي آخر تمديد في 18 يوليوز المقبل. وفي حال لم يتم العثور على مالك جديد “ستباع المصفاة قطعة قطعة”، بحسب وسائل إعلام محلية متخصصة.

وفي انتظار ذلك، يخوض محمد العمودي، مالك المصفاة الملياردير السعودي-الإثيوبي، معركة قضائية مع الدولة المغربية.

وتطالب مجموعة كورال، التي يديرها العمودي، الدولة المغربية بدفع 1,5 مليار دولار تعويضا “لأضرار لحقت بها”، حسب موقع “ميديا 24” المغربي، وتقدمت بطلب للتحكيم لدى المركز الدولي لفض النزاعات المرتبطة بالاستثمار.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

17
  • زكرياء المغربي
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:14

    مصفاة سامير للبترول يجب أن تكون في ملكية الدولة

  • معتوه
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:14

    لماذا لا يتم الكشف عن المتورطين في تسهيل جرائم العمودي المالية في حق الدولة المغربية.
    كيف لم يتم الكشف عن هذه الخروقات مبكرا وكيف كان يهرب امواله تباعا.

  • عطاش
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:14

    ولا يزال نحو 800 مستخدم يتلقون الحد الأدنى لأجورهم، والتي تصرف من المبالغ المتبقية في حساب الشركة والمتأخرات التي تم الحصول عليها لاحقا من زبائنها.!!!
    أخوتي الشريكة سدات بنادم اشد حقو ويمشي يقلب على راصو , بقا تساين لي بنكيران ولا العتماني , الرزاق الله

  • موظف
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:35

    المسؤول الأول و الأخير هي لالة الحكومة عيب وعار ان لا تتدخل لانقاذ واسترجاع سامير لانعاش الاقتصاد الوطني ان كانوا فعلا يريدون النهوض بهذه البلاد. ووجب عليهم انقاذ الاسر المتضررة من هذه الصفقة اللعينة. انه اقتصاد وطن يا ساسة.

  • عبد الهادي
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:41

    كل شيء مرتبط بالنقل ومصاريف النقل مرتبطة بثمن الكازوال و كلما غلي الكازوال كلما غلي كل شيء. ان لا افهم لماذا الحكومة لا تعطي اي اهتمام لهادا الموضوع ما هو سر هادا الجمود و هاد الا مبلات.ولمادا لا تبالي بملاير الدولارات من العملة الصعبة التي تصرف في شراء الكازوال من الخارج اين تحليل و الاصحاب النقد و العياقة من مفكرين و اقتصاديين كلش. دارب الطم ولا كلش ممسوقش ولا ما قاشع والو فهل من مجيب

  • Ezzidi Khalil
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 12:51

    Go up and treat all ure problems with serious and intilligence

  • بلاحدود...
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 13:03

    تعطيل لاسامير و إغلاقها يصب في مصلحة كبار أباطرة المضاربين في قطاع المحروقات والمواد البترولية و استمرارهم في احتكار سوقها برفع أسعارها و نهب جيوب المستهلكين المغاربة من مستعملي الطرق و المواصلات و نقل الأشخاص و البضائع و معاناتهم بسبب جشع هؤلاء الاحتكاريين المستفيدين من رفع الدعم عن المحروقات و تحرير سوقها في غياب مراقبة حكومية له وعجز الوزير و المحكومة الفاشلة التي يقودها الباجدة عن تسقيف الأسعار و الوقوف في وجه فسادهم و نهبهم لجيوب المغاربة و مدخراتهم النقدية…

  • achraf
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 13:13

    الدولة لا تريد حلا للمشكل , في نضركم ماهو السبب ?

  • احسن خل
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 13:32

    احسن حل لتحسين معدل لااستقرار ولامن بالمغرب هو اعادة لاسمير للانتاج عبر عملية شراء او مشاركة الدولة في راسمال الشركة ومن بعد دلك طرح الشركة في بورصة الدار البيضاء
    الكرة في يد الدولة بصفتها أكبر داءن عبر الرسوم الجمركية بهده المؤسسة
    هده العملية يمكن تنفيذها ادا انسحبت اللوبيات من عرقلة هدا القرار

  • محارب سابق
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 13:40

    من كبائر الاتحاديين هي خوصصة المصفاة الوحيدة بالبلاد و التوقيف النهائي لصغيرتها بسيدي قاسم. و ها نحن اليوم نعاني مع لوبي المحروقات بالبلاد و خاصة مع تحرير البيجدي لسوق المحروقات بحيث أصبح المواطن هو ضحية هاذين الخيارين مما ساهم. كما سئمنا أسطوانة معالي الوزير الدوادي حول التسقيف. و تقرير البرلمان حول أرباح الشركات الاربع المستحودة على سوق البلاد.
    وكل هذا و لاشيء في الافق يبشر بحل هذا الملف لخروج الوطن من عنق زجاجة المحروقات.
    لك الله يا مواطن…

  • الى رقم 3 عطاش
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 13:49

    يا أخي أغلب مستخدمي الشركة من مهندسين و تقنيين تخصصهم هو صناعة التكرير لذلك يصعب عليهم الاندماج في مجال اخر غير النفط. مسلسل ضياع هذه الأيقونة الوطنية و التي كانت علامة مميزة لمدينة المحمدية بدأ منذ عملية الخوصصة المشبوهة التي تعرضت لها خلال التسعينات و التي أسالت الكثير من المداد انذاك. و لو كنا في بلد الشفافية و المساءلة كما يدعون زورا و بهتانا لتمت محاسبة كل من شارك في تلك المهزلة مادام أغلبهم مازالوا أحياء بل و يتقلدون مناصب عليا في البلاد ليعيثوا فيها هي أيضا فسادا…

  • MAO 1951
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 13:57

    وكلنا عليكم الله يا باءعي لاسمير في سنة 1997 . الله يأخذ فيكم الحق يا ناس بدون ضمير . التاريخ يسجل و لابد من معرفة الحقيقة يوما ما .

  • حميد
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 14:34

    هذا الملف كافي لمحاكمة بن كيران السبب الأول والأخير لما ألت إليه الأوضاع. رونها وخلاها.

  • Le sage au MAROC
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 15:04

    à mon avis;il faut que tout les marocains contribuent au capital de la SAMIR. MAIS À condition que le montant de l'action soit raisonnable,non gonflé,et que le comité de direction soit rémunéré raisonnablement et composé de jeunes cadres supérieurs dirigeants actifs,avec des projets précis à cours,à moyen et à long terme.

  • سيكوك
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 15:38

    مادام هناك اباطرة مستفيدون من هده الوضعية و يتحكمون في الاسعار و احتكار السوق و يحققون ارباحا خيالية فلن تسوى ابدا وضعية هده المصفاة انما نشكوا امرنا لله و هو القادر على ان ياخدهم اخد عزيز مقتدر و ينتصر للمواطن البسيط و الضعيف الدي لا حول و لا قوة له

  • خاليد
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 19:02

    الجزائر قادرة على شراء المصفات و إعادة تهيئتها و تشغيلها إذا كانت هناك نية صالحة عند الحكومة المغربية لأن الجزائر أنقذت مؤخرا مصفات إيطالية من الإفلاس و حافضت على عمالها بعد أن قامت بشرائها

  • nkki
    الإثنين 24 يونيو 2019 - 19:19

    و هاد الدولة المغربية ما تقدر تنقدها ولا عندها غيرالخطابات الخاوية

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة