الحايك الصويري .. لباس نسائيّ تقليدي عريق يسير نحو الاندثَـار

الحايك الصويري .. لباس نسائيّ تقليدي عريق يسير نحو الاندثَـار
الخميس 18 غشت 2016 - 04:45

أصبح “الحايك الصويري”، الذي كان يعتبر اللباس التقليدي العريق الخاص بالنساء، وشكل لقرون جزء من الأزياء المميزة لمدينة الصويرة، يسير نحو الزوال.

ويلاحظ أن عددا قليلا من النساء الصويريات، اليوم، يرتدين هذا اللباس التقليدي المميز، غالبيتهم من المتقدمات في السن، الحريصات كل الحرص على الحفاظ على هذا الموروث الذي يمثل أحد مكونات التراث المغربي الغني المرتبط بالزي.

وبعدما كان الحايك الصويري، الذي يعتبر رمزا للحشمة والوقار، حاضرا بقوة داخل المجتمع، أصبح اليوم يعاني من التهميش ويسير بشكل تدريجي نحو الاندثار، تاركا مكانه، بسبب العولمة، للملابس المستوردة من مختلف أنحاء العالم.

الحاجة أمينة، المنحدرة من هذه المدينة، والتي تعد من بين النساء القلائل بـ”مدينة الرياح” اللائي لازلن يرتدين هذا اللباس التقليدي، تعتبر أن الحايك كان لباسا مفضلا لدى النساء المغربيات بالنظر إلى سهولة استعماله، مقارنة مع الألبسة المستعملة في الأعراس أو الحفلات الأخرى.

وقالت المتحدثة إن خصوصية الحايك بمدينة الصويرة تتمثل في كونه، في الغالب، غطاء من الصوف طويلا جدا، يحمل خطوطا زرقاء عريضة في أطرافه، مشيرة إلى أن الحايك، المطرز بدقة، يتم حزمه تحت الذراعين ويلف الجزء الآخر منه مرتين حول الرأس.

وبالنسبة للحاجة أمينة، التي يتجاوز عمرها السبعين سنة، فإن الحايك، الذي له مظهر خاص، بقي لعدة قرون لباسا نسويا بامتياز، ويؤكد ارتباط المرأة وتشبثها بهويتها وبالقيم الثقافية والحضارية العريقة، مبرزة أن الحايك كان غير منفصل عن الطابع المحافظ للمجتمع الصويري.

غير أنها أعربت عن أسفها لكون الحايك، الذي يعتبر عنصرا من الثقافة المحلية، أصبح اليوم جزء من حقبة تاريخية مضت، حيث أضحى شبه غائب من المشهد الصويري، تاركا مكانه لأزياء أخرى، في غياب لأي محاولات لتثمين هذا الزي التقليدي الأصيل وإحيائه من جديد ، خاصة عبر إيلاء قطاع الصناعة التقليدية اهتماما أكبر به من أجل التعريف به لدى الأجيال الصاعدة.

أما السيدة زينب، وهي من ساكنة مدينة الصويرة وفاعلة جمعوية، فترى أن الحايك افتقد اليوم بشكل كبير بالمدن الكبرى، ولا يرى إلا لماما، بمدن كشفشاون والصويرة، حيث لازال يقاوم أنماط الألبسة المعاصرة.

ولاحظت أن هذا الزي العتيق اندثر بسبب الأزياء المستوردة من الدول الغربية أو الشرق الأوسط، وترك مكانه أيضا للجلباب المغربي الخاص بالنساء، الذي استطاع مواكبة التحولات التي عرفها المجتمع، وأصبح حاضرا بشكل يومي ضمن الألبسة الأساسية ولكن بطراز ونمط جديد.

واعتبرت في المقابل أن ارتداء اللباس المعاصر يشكل دليلا على التحول الذي عرفه المجتمع الصويري على الخصوص والمغربي على العموم وانفتاحه على الثقافات الأخرى.

ورغم أنه أصبح من القليل جدا مشاهدة نساء يرتدين الحايك بشوارع مدينة الصويرة، إلا أن هذا الزي التقليدي العريق الذي كان مصدر إلهام لعدد من الشعراء والفنانين التشكيليين والفوتوغرافيين، يبقى دوما حاضرا في ذاكرة أهل هذه المدينة وموضع تقدير واحترام.

* و.م.ع

‫تعليقات الزوار

14
  • mounir
    الخميس 18 غشت 2016 - 05:00

    كم احب النساء اللواتي يرتدين اللباس التقليدي فيزيدهم جمالا واناقة , وكم اكره النساء شبه الرجال في ملابسهم الصبيانية او زنقوية.

  • مـيـمـــــــــــــون 1
    الخميس 18 غشت 2016 - 06:19

    السلام عليكم

    كيف نحفاظ على هذا الموروث الذي يمثل أحد مكونات التراث المغربي الغني المرتبط بماضي الأجداد .. ونحن نجاور اوروبا المتقدمة علينا من جميع النواحي .. تكنولوجيا وحقوق الانسان والفن والى ما غير ذلك .. لو كنا نحن في المقدمة علميا لأصبحت نساء اوروبا يلبسن الحايك المغربي .. لكن الواقع حدث العكس .. حيث الجار المتقدم هو الذي يصنع الواقع ويفرض على الجار اقل عملا وتقدما .. من طبع الأنسان ان يقلد من هو اكثر منه تقدما بغض النظر عن الجانب الديني ..

    حيث يقول المثل الشعبي المغربي:
    دير كيما دار جارك ولا حول باب دارك.. هذا المثل يشير الى من هو أكثر تقدما وافضل عملا .. ويامر الجار الضعيف اتباعه والاقتداء به.

  • Ex muslim
    الخميس 18 غشت 2016 - 07:56

    نلبسو الحايك التقليدي ونركبو فوق الحمير والجمال ونعيشو فالخيمات ونعسو فوق الأرض ونجبدو الماء من البير وهكدا….

    هذا لا يعقل فمن طبيعة الشعوب التطور والرقي في جميع المجالات.

  • العملة السيئة تطرد الحسنة.
    الخميس 18 غشت 2016 - 10:14

    الحايك لباس صوفي أنيق يتماهى مع بياض المدينة الناصع ويليق ببردها شبه الدائم فضلا عن جماله ونقائه. غير أن ارتباط بعض بائعات الهوى بثلابيبه يتذثرن به لقضاء حواجهن ونقلهن لمخذر الكيف داخله، جعل الصويريات الأبيات يتخلين عنه اتقاء الشبهات ودرءا لكل ما يمكن ان يمسهن في عفتهن وسمعتهن.

  • الى منير
    الخميس 18 غشت 2016 - 10:18

    ان ما تعتبره لباسا تقليديا،وانيقا لا يعدوا عن كونه اللباس الوحيد الذي كان يملكه السواد الاعظم من المغاربة قبل دخول الاستعمار الفرنسي ،وإذا قام الشخص بغسله يمكث في بيته حتى يجف.لهذا عليك ان اتصور معاناة الناس في ذلك الوقت ،فاحمد الله على نعمة التقدم الدي بسببه اصبحتا نملك دولابا من الملابس نصاب بالحيرة امامه في اختيار مانلبس لكل يوم وعتد كل مناسبة.

  • فاطمة الشلحة
    الخميس 18 غشت 2016 - 10:34

    احب الحايك والجلباب والملحفة إنه رمز للمواطنة المغربية. وأكره لباس الشرقيين من حجاب تركيا وسوريا ومصر إنه الباكور الهندي بذاته. ياحسرة فقدنا هويتنا واصبحنا عبيد المشارقة الفاشلين.

  • Mohamed
    الخميس 18 غشت 2016 - 11:07

    En oublie pas hayek al achaachi de l oriental d oujda a telemcen en oublie pas "ALTAM " c est la vraie femme marocaine c est comme une parle precieuse dans sa chere vraiment c est feminete , Autrefoi il y avait un usine specialement pour la fabrication de tessu DAlHAYEK la femme comme la fille porte ce meirvelleux tissu sans maqillage c est BIO 100 pour 100 HELAS pour jadis

  • انس بن حيان
    الخميس 18 غشت 2016 - 12:12

    وداعا الحايك وقريبا الجلابة المغربية واهلا وسهلا بالنقاب الاسود المشرقي والحجاب التركي والبرقع الافغاني !!
    الهوية المغربية في خطر.

  • midelti
    الخميس 18 غشت 2016 - 12:49

    ان دخول لباس التعاسة المشرقي الى شمال افرقيا سيدفع اللباس التقليدي لهده المنطقة الى الانقراض حيت ان ضعاف العقل يضنون ان ارتداء هده الملابس ستدخلهم الجنة اد يربطون كل ما ياتي من المشرق بالدين .
    ازول فلاون

  • زائر لمدينة الصويرة
    الخميس 18 غشت 2016 - 13:00

    وفقني الله في هذه الأيام للقيام بزيارة لمدينة الصويرة لمدة ثلاثة أيام، ولأول مرة في حياتي، وكنت أظن بأني سأجدها في أبهى حلة خاصة أنها من المدن العريقة القديمة ذات التاريخ الحافل، ولكن خاب ظني حيث أنني جبتها طولا وعرضا ووجدت حالتها يرثى لها، المدينة القديمة التي يزورها الزوار الطابق السفلي هو الصالح فيها أما الطابق العلوي فكأنها تعود لزمن غابر، …ووجدت أكواما من التراب توجد في بعض الأمكنة وأكواما من الخشب توجد في أمكنة أخرى وأكواما من الحديد في زوايا أخرى من المدينة، أما الأزبال فلا تخطئها العين في جميع أنحاء المدينة، أضف إلى ذلك الكلاب الضالة والسوق الذي تجري فيه المياه في كل مكان، والأشغال والحفر الذي يواجهك في كل مكان…أين المسؤولون عن الشأن المحلي؟ أين جمعيات المجتمع المدني؟ وأين وأين ..اللهم لاحول ولاقوة إلا بك، مدينة عريقة كمدينة الصويرة لا تزال في مصاف القرى…وكأني بالمدينة كلها قد غلفت بالحايك الصويري والنقاب الأفغاني، ونتساءل عن نجاح السياحة ونتساءل عن الحياة الكريمة

  • sim
    الخميس 18 غشت 2016 - 13:06

    هناك ايضا عادة تسير في طريقها إلى الاندثار و هي المسح بثلاث حجارة عند قضاء الحاجة في الحمام حيث استبدلت بكلينيكس.

  • وجدي
    الخميس 18 غشت 2016 - 14:08

    للأسف الشديد الحايك الوجدي بدوه اختفى منذ ثلاثة عقود تقريبا …

  • فاسي
    الخميس 18 غشت 2016 - 14:08

    الحايك هو لباس المرأة المغربية منذ القدم وكانت ترتديه النساء في جل المدن و القرى مع إختلاف في نوعية التوب من قماش و صوف و طريقة إلتحافه من منطقة لأخرى وبالفعل وعبر الزمن تلاشى إقبال النساء على الحايك حتى في المدن القديمة فمثلا في مدينة فاس لم يعد هذا الزي موجودا بالمرة فقديما كانت نساء فاس تلتحفن الحايك وفي فترة الإستعمار عوض بالجلابة واللثام

  • ادريس الصويري
    الخميس 18 غشت 2016 - 14:30

    اتذكر جيدا في التسعينيات أن الحايك كان هو لباس جدتي و والدتي أيضا بل اغلب نساء الصويرة كن يرتدينه و يفتخرن به لكن فجأة اصبح عارا عليهن بعدما ثم استغلاله من طرف بعض مريضات النفوس فساهمن في تلويث سمعته فأصبحت كل الصويريات العفيفات مرغمات على التخلي عنه لسمعته السيئة . الان اصبح من النادر جدا جدا رؤية امرأة في الشارع ترتديه و لم يعد له اثر إلا في لوحات بعض الفنانين الصويريين

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين