مناصفة الدستور بعيون مغربيات .. تقدم ملموس ومظاهر خداعة

مناصفة الدستور بعيون مغربيات .. تقدم ملموس ومظاهر خداعة
السبت 1 يوليوز 2017 - 10:00

منذ إقرار دستور 2011، تعددت رؤى شرائح مختلفة من المجتمع لما جاء به، خاصة في الشق المتعلق بإقرار المناصفة ومحاربة التمييز. وعلى الرغم من أن الوثيقة نصت على إخراج هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز، إلا أن هناك الكثيرات ممن يرين أن تحقيق هذا المطلب لازال عصيا عن التنفيذ؛ فيما أخريات تعتبرن أن المملكة استطاعت أن تحقق الشيء الكثير في هذا المجال.

ففي وقت كان الرأي العام الوطني ينتظر قانونا يراعي المكتسبات التي راكمها المغرب، ويرسخ بشكل أعمق مقتضيات دستور 2011، يتماشى مع الاقتراحات التي تقدمت بها جمعيات المجتمع المدني، والتي اعتبرت مجملها قضايا مهمة وقابلة للنقاش، تم تجاهل كل تلك المجهودات والاقتراحات الكثيرة، وظلت كل تلك القوانين والمساطر حبرا على ورق حسب عدد كبير من الفعاليات حقوقية.

حبر على ورق

خديجة الرياضي، أول ناشطة حقوقية عربية تحصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بعد أن شغلت منصب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سابقا، قالت في اتصال مع جريدة هسبريس: “كل تلك القوانين التي ناضلنا لسنوات من أجل تحقيقها، والتي ظننا أنها تحققت في مشروع المناصفة، إلى جانب عدد كبير من المصطلحات التي جاء بها دستور 2011، ظلت حبيسة الرفوف وحبرا على ورق”.

وتضيف الرياضي في التصريح ذاته: “لقد حققت تلك الوثيقة مبتغاها وتمكنت من إخماد وإسكات الحركات النسائية التي طالبت بالمساواة والتغيير”، وزادت: “لا أضن أن الأمر تغير، فلقد ظل الحال كما كان عليه سابقا، بل ازداد قسوة وتجبرا، والدليل هو هذه السلسلة من المحاكمات والاعتقالات والحصار والتضييق التي تعرفها بلادنا في الآونة الأخيرة”.

“لا وجود للمساواة، فالوثيقة أفرغت من مضمونها الأصلي، كونها وليدة الضغط. وخير دليل على كلامي آخر الإحصائيات الخاصة بوضعية المرأة المغربية في مجتمعها المغربي، الذي يستغل أي فرصة للقضاء على أحلامها ومطالبها”، تؤكد الرياضي.

تقدم ملموس

سكينة درابيل، الممثلة المغربية التي حظيت بحب المغاربة بعد تأديتها لدور كوميدي في سلسلة “الخاوة”، أبدت رأيها الإيجابي بخصوص المكتسبات التي جاء بها دستور 2011 في ما يخص المرأة المغربية قائلة: “تمكنت المرأة المغربية من الحصول على حقوقها كاملة، خاصة تلك المتعلقة بتكافؤ الفرص، فأصبحت تمتلك فرصا كثيرة..والدليل تلك الطاقات النسائية الشابة التي تمكنت من ترك بصمة قوية في المجال الفني”.

وأضافت درابيل: “في مجالي لا وجود للتحيز ولا للظلم؛ فجميع المؤسسات تحترم كيان المرأة المغربية، وإذا ظهرت بعض الحالات التي توثق أي حيف في حق المرأة نجد الجمعيات الحقوقية النسائية له بالمرصاد”.

المناصفة لا تهم

إلهام العلوي، عاملة نظافة كسبت تعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض مقطع مصور لها وهي تعبر عن حبها الكبير للوطن، عبرت عن أحلامها وأمانيها ومفهومها للمناصفة، معتبرة أنها لا تهمها بقدر ما يهمها الاستقرار الأسري، قائلة: “أظن أن وضعية المرأة المغربية ما تزال على حالها ولم تعرف أي تطور أو تغيير؛ فالتغيير تستفيد منه تلك الفئات البورجوازية التي نتقاسم معها الوطن، ولا نلتقي في أي نقطة أخرى”.

وحول مفهومها للمناصفة تقول إلهام: “المناصفة والمساواة والعدل بالنسبة لي أن تتمكن الفتاة المغربية من الزواج برجل يصونها ويلبي كل احتياجاتها ويحميها من الوحوش الآدمية التي تستغل كل فرصة للإساءة إليها”.

العنف يتأجج

يسرى فاتن، المسؤولة عن المكتب الاجتماعي بالمركز الصحي الجامعي لابن رشد بالدار البيضاء، تبدي قلقها بخصوص وضعية المرأة المغربية من خلال معاينتها نماذج كثيرة من النساء ضحايا العنف، وتقول في تصريح لهسبريس: “الجميع يعلم أن دستور 2011 جاء ببعض التعديلات الخاصة بحقوق المرأة، إلا أننا لم نشهد تطبيقها على أرض الواقع؛ فالكثير من النماذج النسائية ما تزال تعاني من مشاكل القرون الوسطى، بالرغم من التطور الهائل الذي تشهده مكونات المجتمع المغربي”.

وتزيد المتحدثة: “لا بد من تفعيل تلك القوانين وإخراجها من الرفوف المنسية مع مراعاة الطريقة المثلى في تفعيلها”، مضيفة: “أنادي المسؤولين إلى زيارة النساء في القرى والبوادي الهامشية للتعرف على معاناتهن وعلى “الحكرة” التي تمارس في حقهن، بالإضافة إلى التهميش وتدني المستوى المعيشي الذي يحرم عددا منهن من أبسط الحقوق”.

نساء مهمشات

مريامة الشخيشخ، فتاة من مدينة الخميسات تبلغ 27 من عمرها، ولدت بإعاقة حرمتها من أبسط الحقوق، تعبر عن انشغالاتها وهمومها ومصيرها المجهول قائلة: “من خلال تجربتي فلا الدستور القديم ولا الجديد يحملان أي مناصفة أو حق بخصوص النساء في وضعية إعاقة، اللواتي تمثل معاناتي جزءا بسيطا من معاناتهن”.

وأضافت مريامة، الشابة التي تعاني من تقزم في حجمها وتعيش وضعية اجتماعية هشة: “يسلطون الضوء في اليوم العالمي للمرأة على الوزيرة والمهندسة الطبيبة… ويتجاهلون وجودنا، وكأننا أتينا من كوكب مخالف لهم”، وزادت: “أصبح ملاذنا الوحيد في مشاكلنا الصحية والاجتماعية تمرير نداءات للمحسنين بهدف إيجاد أذان صاغية لآلامنا اللامنتهية”.

المظاهر خادعة

نجية الديب، ربة بيت تبلغ 36 عاما وأم لولدين من مدينة ميدلت، همها الوحيد تحقيق أبنائها ما عجزت عن تحقيقه في صغرها، تحدثت عن التناقضات التي يعرفها مجتمعنا المغربي قائلة: “الكل يقيم المرأة من خلال مظهرها الخارجي..إذا كانت المرأة مرتدية ماركات عالمية وتتحدث بلغة أجنبية تكسب احترام الجميع، بمن فيهم زوجها وعائلتها، أما إذا كانت بسيطة لا حول لها ولا قوة فتسلب منها جميع حقوقها”.

وتشير المتحدثة إلى جملة المشاكل التي تواجهها النساء المغربيات في ما يخص الحصول على حقهن في الإرث، وتقول: “الحيف والظلم اللذان يطالان النساء المغربيات لا يقتصر على المؤسسات العمومية فقط، بل يبدأ من محيطهن وأسرتهن وأقرب الأشخاص لهن.. وخير دليل هو الظلم الذي تتعرضن له في ما يخص تقسيم التركة، إذ تضطررن في بعض الأحيان إلى التخلي عن نصيبهن مخافة من نشوب الخلاف مع إخوانهن الذكور”.

‫تعليقات الزوار

11
  • بوحمرية
    السبت 1 يوليوز 2017 - 10:33

    سؤال اين الثروة لايجد جوابا شافيا الا بالثورة …هكذا علمنا التاريخ ومن غيرو كذاب او مخادع .
    تنبيه للمغفلين : احتياط الموغريب لايتجاوز 22 طن من الذهب فقط ومديونته تناطح 40 مليار دولار بينما الشرذمة العلوية الحاكمة تنام على مايتجاوز 15 مليار دولار 70 في المائة منها مكدسة خارج الموغريب ……..
    رجاء لاتسألني لمايموت أطفالنا في مستشفيات بلا أجهزة أو يحرق العشرات أجسادهم كل يوم أو يصاب بالجنون المآت أو ينتحر العشرات أو يتبرع الالاف بأجسادهم لقروش البحر …إسألني الى متى سيتحمل شعبنا هذا الارهاب المخزني المصر على أن يدمر كل شئ جميل فينا ..

  • البعمراني
    السبت 1 يوليوز 2017 - 10:38

    أولا حصول خديجة رياضي على جائزة من الأمم المتحدة ليس مدعاة للفخر لأننا نعرف ان من تكرمه الأمم المتحدة او الدول الغربية فهو يكون عميلا لاجندتهم وضد دينه والإسلام فهل سبق أن كرمت امرأة مسلمة فهم يكرمون من تدافع عن الشدود الجنسي والاجهاض والزنى واكل رمضان أما عن المناصفة لماذا يدافعون فقط عن المناصفة في البرلمان و توزاريت لم نشاهدهم مرة واحدة يقولون أن شاحنات جمع القمامة يجب ان تضم في ورائها رجل وامرأة وليس رجلين كما الآن المناصفة في كل شيء

  • العتابي
    السبت 1 يوليوز 2017 - 10:59

    المجتمع الذي لا يحكمه الرجال مجتمع تحكمه النساء بالضرورة. ليس هناك طريق ثالث، و ما علينا إلا أن نحدد خيارنا من بين هذين الخيارين. المساواة و المناصفة يظلان مفهومين مجردين لا وجود لهما إلا في أذهان البعض.

  • محمد أخنوش
    السبت 1 يوليوز 2017 - 11:02

    كرمون من تدافع عن الشدود الجنسي والاجهاض والزنى واكل رمضان أما عن المناصفة لماذا يدافعون فقط عن المناصفة في البرلمان و توزاريت لم نشاهدهم مرة واحدة يقولون أن شاحنات جمع القمامة يجب ان تضم في ورائها رجل وامرأة وليس رجلين كما الآن المناصفة في كل شيء

  • Akram
    السبت 1 يوليوز 2017 - 11:03

    اصلا المغاربة عرفو ان ذلك الدستور لم يقدم ولَم يؤخر شيئا …الحاكم الوحيد الفعلي الملك …حتى تم مناقشة في البرلمان الحرب على اليمن مثلا …لماذا المخزن يريد منا ان نفهم ان الكل لصوص والملك الوحيد الذي يعمل…الوزراء مجرد ماكياج كدولة الحق والقانون ،أصبحنا نعرف كل شيء اما ان نكون مواطنين او رعايا ….لماذا الشعب في نظر المخرن مجرمين الى ان نثبث العكس …المهم التغيير يبدأ من الفوق حتى تنظيف البيت يبدأ من فوق السلام

  • BAHOSSAIN
    السبت 1 يوليوز 2017 - 11:17

    المغرب الفوضی والجانب الاقتصادي 17مليار والمشكل انه برلماني هذا فقط واحد من بين التماسيح الكبير هل ننتضر من لا يعود

  • مصطفى المغربي
    السبت 1 يوليوز 2017 - 11:50

    جاء في المقال: الانصاف وعدم التمييز… انا متفق تماما… اريد عدم التمييز بين الرجل والمرأة خصوصا في الحركة الانتقالية للأساتذة ، فكيف يعقل لأستاذ يطلب الانتقال لمدة 20 سنة الى المجال الحضري ولا يحصل عليه، ويبقى في الفيافي مع زوجته وأولاده…وتأتي استادة عملت لمدة 3 سنوات وتزوجت وتطلب الانتقال وتفوز به على حساب ذلك الرجل…اليس ظلما،اليس تمييزا عنصريا!!! لماذا هذا التمييز في العمل… كفى نفاقا…نريد العدل.

  • شهاب الدين رندي
    السبت 1 يوليوز 2017 - 13:31

    هههههه فهمنا اللعبة فلا حاجة لنا بتلاعب بقضايا الشعب…الجمعيات الحقوقية و الآن جمعيات المجتمع المدني !!!!!!!؟ مع أن الشعب فهم اللعبة من البداية …

  • مهاجر بالمانيا
    السبت 1 يوليوز 2017 - 13:57

    حال المرأة في المغرب أحسن بكثير مقارنة باوروبا وامريكا فعلى الأقل وحتى ان البلد مازالت بعيدة فيه حقوق الإنسان للمرأة أو الرجل فالأسر المغربية مازالت تحترم نسائها والرجل في بلدنا يحترم المرأة والدولة هي من المسؤول حيث من العيب ان تلد المرأة في مراحيض لمستشفيات وعيب الاتوفر الشغل لهن يبعدهم عن الإستغلال وعن مخالطة حانات الملاهي الليلية ومن العار على الجمعيات أن تركب على معاناة المراة باسم حقوق التبرج والتنورة اليس هذا مشروع مدمر ممنوح من الغرب الصهيوني،

  • mohammed
    السبت 1 يوليوز 2017 - 16:04

    المراة تبتدا با الام او بة الاسرة نفس المساوات مع الاب او رب الاسرة اين الخلل لا اراه الا فى عقول المحرضين واسميهم بحزب الشيطان واضيف المثل المغربى …الربح امراة والخسارة امراة يعنى الرجل الناجح بسبب المراة وهدا لا ياتى با الاختلاف او الاحتقار من احد الطرفين وتكوين الاسرة ونجاحها من كل الجهات هو مساوات فى المسؤولية والحقوق الزوجية ونبتعد من الاسرة الى الشغل واعنى الوضيفة العمومية هل هناك ميز بين الجنسين ابدا لا وجود له فى الاجر فى المسؤولية وعن اى نساء تتكلمون هل تعنون الارث فا المراءة اكتر ايمانا من الرجل وتخشى الله اكثر من الرجل ولم نسمع لها اى اعتراض فى ما فرضه الله فا اتقوا الله ان كنتم مومنين

  • محق
    السبت 1 يوليوز 2017 - 23:49

    غريب ……… عن اي مساوات اكثر من اللتي حباهم بها ديننا الحنيف يبحثون عنها: المرءة المسلمة اعطاها الاسلام اكثر مما تستحق في كل الامور الدينية والدنيوية فمهلا وسهلا بحمد الاله علئ كل نعمه التي لا تعد ولا تحصئ : ( فجحود النعمة يجعل صاحبها يفقدها الئ الابد ).

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب