مساهمة في إماطة اللثام عن جوانب من كفاح أبناء الجنوب المغربي في سبيل تحرير البلاد واستكمال الوحدة الترابية للمغرب، ارتأيت تسليط الضوء على شخصية بارزة من المغرب العميق طالها النسيان، وطال معها أيضا حتى البلدة التي تنتمي إليها تلك الشخصية، والتي تنكر لها الوطن، وتنكر كذلك لبلدته المنزوية في أعماق باني.
ربما كانت بداية النبش في ذاكرة ضائعة، بطلب من أحد الأصدقاء، المولعين بالبحث التاريخي، والذي يحرجني كلما التقيت به، بسؤاله المعتاد، عن جدوى انتسابي لقصبة الفائجة بجماعة تيسينت (إقليم طاطا)، دون أن أكتب عنها وعن رموزها ما نوثق به لتلك الذاكرة المبعثرة عناصرها.
كنت دائما أتحاشى الإجابة عن السؤال بمبرر مشروع في اعتقادي، يستمد مشروعيته من غياب لمادة مصدرية غزيرة، ورصيد وثائقي يمكن أن يفي بالغرض، بيد أن تلك الذريعة لا يمكن أن تصمد طويلا أمام عزيمة داخلية قوية، يغذيها كلام شيخ مقاوم ثمانيني لا يحتاج إلى بطاقة تعريف، رغم جور الوطن، وغدر الرفاق؛ اسمه إبراهيم نوحي.
نوحي ومساعي الانتصار لذاكرة طاطا المبعثرة..
كلما تجاذبت أطرف الحديث المعتاد مع المقاوم الذاكرة، إبراهيم نوحي، في إحدى مقاهي أقا، أو بفضاء متحف “الشيخ عمر”، عن قضايا متنوعة تهم تاريخ الجنوب المغربي وإسهامات رجالاته، يراودني إحساس داخلي عميق: من ينتصر لشخصية حافظت على الذاكرة الجماعية منذ عقود خلت؟؟ ومن يخرج المنطقة على يد هذا الشيخ الجليل من صمت لا نريده أن يطول؟
فبمنتهى الصراحة المعهودة فيه، وبمرارة الحزن والألم؛ تحدث الشيخ النوحي عن رفاق خذلوه، وتضييق ممنهج طاله وطال أسرته، ولم تسلم منه حتى الذاكرة برموزها وروافدها المتشعبة…صارحنا أيضا بمغالطات سيقت حوله، وحول رموز الصحراء الشرقية وتاريخها الممتد في الزمان والمجال..
تاريخ ممتد بحاجة إلى تدوين..
ومما جاء في كلامه، أن الكتابات التي تعاطت لتاريخ قصبة الفائجة كثيرة، ولا يمكن اختزالها في أسطر وردت على لسان صاحب كتاب “التعرف على المغرب”، الفرنسي شارل دوفوكو، وأنه يملك نصوصا تفيد أن جيوش الباشا جودار، قائد حملة أحمد المنصور السعدي إلى بلاد السودان، استراحت بالقصبة، وأن لي ولأحمد فوزي، الملقب “بشيخ العرب”، معارف وأصدقاء كثر بها.
استوقفت الشيخ نوحي، حول بعض من أولئك المعارف، فلم يتردد في ذكر شخصية غادرتنا منذ عامين في صمت رهيب.. قادني الفضول للاستفسار عن المقاوم الرمز، الحاج بحسين بويا، وبالأخص، في الشق المتعلق بانخراطه في صفوف رجالات التحرير بالجنوب المغربي.
ومن خلال رواية المقاوم إبراهيم نوحي، حاولت التمهيد لعمل تعريفي بالرجل، وفق نقطتين بارزتين؛ تعنى الأولى بعلاقة المرحوم الحاج بحسين بويا بالمقاوم نوحي، وتحوم الثانية حول طبيعة العلاقة التي تجمعه بشيخ العرب.
وقبل الحديث عن النقطتين، ومن باب الأمانة العلمية، نود أن نشير في مستهل هذا العمل، إلى أن الأستاذ الباحث محمد لومة، أورد صورة للمناضل بحسين بويا، ضمن قائمة أعضاء منظمة شيخ العرب، الذين برزوا خلال محاكمات 1964-1967 و1971، من خلال كتابه القيم: “المس بأمن الدولة من خلال محاكمة مراكش الكبراء: ثورة شعبية أم مناورة للتحريك؟ دراسة قانونية وسياسية وتنظيمية وأمنية”، (تقديم: النقيب عبد الرحمان بنعمرو والأستاذ الحبيب الفرقاني).
بين بويا ونوحي معزة عظيمة..
يقول المقاوم نوحي، بأنه قابل رفيقه في النضال، الحاج بحسين بويا، سنة 1984 بحي الموظفين، بمدينة أكادير. وكان اللقاء يتمحور حول قضية جيش التحرير بالجنوب المغربي، وبالضبط، علاقته بالمقاوم أحمد فوزي كوكليز (شيخ العرب).
أخبرني محدثي أنه تعرف على الشيخ بحسين سنة 1962، بشارع الفداء (درب السلطان)، بمدينة الدارالبيضاء. وكان صاحب سيارة تعليم “تاليوين” آنذاك.. كان محله يجاور محلي، “محل التقدم” لبيع السيارات المستعملة.
ويضيف، كانت اتصالاتي بالرجل منتظمة، وكانت علاقتنا المتميزة للغاية، لا تنطلق من كوننا أبناء إقليم واحد؛ فعلى الرغم من وجود العديد من أبناء الإقليم بدرب السلطان، وخاصة القادمين من إسافن، أكوليز وأقا… فإن معزة الرجل في قلبي عظيمة، وستزداد علاقتنا توطدا، لما علمت بأنه أحد معارف صديقي الغالي، شيخ العرب.
ضريبة الانتساب لمنظمة شيخ العرب
بما أن المرحوم أحمد فوزي في أمس الحاجة إلى وسائل النقل والتنقل، فإنه وجد في وفي الحاج بويا، خير سند له ولتنظيمه، وبالخصوص، حينما قامت الدولة بمضايقته، والبحث عنه لإعدامه بموجب حكم الإعدام الصادر عن محكمة تارودانت سنة 1960.
لقد ساند الراحل بويا التنظيم السري لشيخ العرب، منذ سنة 1962 إلى غاية 1964 بالدعم المادي، لكنني لست على علم يقين عما إذا كان الرجل قد شارك ميدانيا في عمليات التنظيم، يقول الشيخ إبراهيم نوحي.
وأضاف، بأن ذاكرته تحتفظ بذكريات كثيرة، منها أن الرجل اشترى سيارتين لمنظمة شيخ العرب من ماله الخاص، من نوع “شيقرولي وبيجو 203″، ومنها أن بويا خفف عنه عبء المسؤولية الثقيلة التي حمله إياها شيخ العرب.
بتهمة حيازة السلاح والذخيرة، وفي إطار منظمة شيخ العرب، ألقي القبض على الحاج بحسين بويا، وحوكم سنة 1971 في إطار محاكمة مراكش المشهورة… قضى الرجل في سجن القنيطرة زهاء أزيد من عشر سنوات.
حسرة..
وختم إبراهيم نوحي شهادته تلك، بحسرة تخفي وراءها مرارة ألم للحالة التي آل إليها وضع مناضل بحجم بويا الحسين، الذي وقف في وجه الظلم والجور مع رفاق له، فلا التاريخ أنصفه، ولا أبناء وطنه اعترفوا له بالجميل في الوقوف إلى جانب من يئسوا من تجاوزات رموز وممثلي المخزن بالجنوب المغربي، وحاولوا بما أوتي لهم من إمكانيات متواضعة، تجسيد رؤيتهم التحريرية لكامل التراب الوطني، في مغرب ظل استقلاله ناقصا آنذاك، ما لم تلتحق أراضي الصحراء المغربية وما وراءها بحوزة الوطن.
المقاومون المعروفون عند المغرب هم الذين دخلوا في علاقة تكامل مع الزمرة التي إلتفت على السلطة إبان الإستقلال و مع فلسفتها و نظرتها للأمور، فصنعوا الرموز التي تواتيهم و و حاربوا و قتلوا من كان له تصور مغاير أو حاول أن يزاحمهم في السلطة و تركوا الباقي للإهمال و النسيان.
شكرا لك اخي حفيظ على هذه المقالة التي تبين مدى الحقد الدفين الدي تكن الدولة لهده الجهة فعلا ( حرروها الرجالة و شدوها الشمايت ) طاطا سلط الله عيها مجموعة من الشفارة
ليعلم ابناءنا ان اباءهم واجدادهم كانوا رجلا لايقبلون الضيم ولاينزلون ابدا على رأي الفسدة ولايعطون الدنية ابدا من وطنهم اودينهم …رحمت الله عليك شيخ العرب هولاء خير ما انجبت طاطا.
جميع المغاربة يتظاهرون بأنهم كلهم مقاومون.
والحقيقة تؤكد ان أغلبنا خونة وخير دليل مانراه اليوم من فساد نشارك فيه …
اود في البداية ان اتقدم بالشكر لصاحب المقال على اثارة الموضوع واعتبر ان التاريخ المغربي حافل بكثير من الاحداث المهمة التي تفتقد الى التوثيق فالحضارات التي درسناها هي التي استطاعت ان تترك بصمات واثارات فاهمية المصادر ضرورية كماهو الشان في موضوع المقال لتوثيق مرحلة تاريخية من كفاح جنوب المغرب والسلام
لولاكم لما عشنا اليوم احرارا.جزاكم الله خيرا.
عنوان كبير و مقدمة طويلة يوحيان بموضوع شيق و غزير الإفادة. لكن لا شئ من ذلك حصل : كلام عائم سطحي تعوزه الدقة و جودة المعلومة و حجة الإقناع مما استحال معه الأمر مجرد انطباعات شخصية انصهر فيها الحاكي عاطفيا بشكل أفقده إمكانية التعامل مع المادة بحسِّ المؤرخ المتبصِّر والموضوعي.
نرجو أن تعاود المحاولة جدياًّ حتى تحقق مطلب صديقك الملحاح لأن هذا المقال لم يخرج عن الإحراج الذي كنت تتهيَّبُه إن لم يكن قد فاقمهُ .
كل شيء قيل عن "شيخ العرب" و مثله عن عباس المساعدي . إذن ما الجدوى من التكرار إن لم يكن ثمَّةَ عناصر دامغة تقدِّم إضافة قيمة ؟
آسف !
اين الاهتمام بالمقاوم والمندوبية السامية للمقاومة اصبحت تهتم فقط بالمتاحف في كل اقليم بل اكثر من ثلات في الاقليم في الوقت الدي لا نجد فيه حتى البنايات التحتية الاساسية في هاته الاقاليم
ولد أحمد (حماد) بن محمد بن إبراهيم بوشلاكن، المعروف أيضا باسم أحمد أكوليز، والذي اشتهر بلقب "شيخ العرب" أو "الحاج"، في سنة 1927 بدوار أكوليز من قبيلة إيسافن السوسية الواقعة بإقليم طاطا جنوب شرق المغرب. في سن الثانية عشرة،المرحلة الأولى من نشاطه النضالي الممتدة على مدى عقد من الزمن (بين سنتي 1944 و 1954)، يلقى عليه القبض من جديد بتهمة حمل السلاح وتنظيم محاولات اغتيال. يرفض دفاع أحمد رضى كديرة في المحكمة، ويودع في سجن القنيطرة المركزي. في فترة السجن هاته، يكتسب أحمد أكوليز لقب شيخ العرب. ويكشف محمد لومة قصة هذا اللقب الذي ظل لصيقا بأسطورة الرجل فيما تبقى من أيام حياته وحتى من بعد مماته. أن أحمد أكوليز أضرب عن الطعام عندما لاحظ أن بعض السجناء (من الرباط ، فاس ومكناس) يتمتعون بمعاملة خاصة ويأتى لهم بوجباتهم من أحد مطاعم المدينة على خلاف باقي السجناء. فما كان من رفاق السجن إلا أن أطلقوا عليه لقب "شيخ الإسلام" بسبب تدينه وحسن خلقه. لكنه رفض هذا اللقب، فبدلوه إلى "شيخ العرب".
الحاج بحسين بويا رحمة الله عليه من ابرز المناضلين الوطنين الصادقين الاحرار الشرفاء الدين قدموا الغالي والنفيس من اجل تحرير الجنوب المغربي وضمه الى ارض الوطن لكنه مع الاسف الشديد اسوة بباقي المناضلين دفع ثمن نضاله وغيرته على الوطن من طرف براثين الفساد وحوكم ظلما سنة 1971 في إطار محاكمة مراكش المشهورة لكن كل شيئ يهون مع حب الوطن .
شكرا لك اخي حفيظ على هذه المقالة
اود ان اتقدم لصاحب المقال بجزيل الشكر لتوثيق مرحلة تاريخية من الكفاح المغربي و أيضا المقاومون الذين ضحوا بالغالي و االنفيس من اجل استرجاع الاراضي المغربية و تحريرها من لدن المستعمر
لولاكم لما عشنا اليوم احرارا.
رحمك الله يا ابي الغالي و لجميع اموات المسلمين
جزاك الله خيرا يا أخي حفيظ
جميل جدا أن يهتم هكذا باحثين ومهتمين بالتاريخ بهؤلاء المقاومين الذين ساهموا في تحرير البلاد، خاصة المقاومين الامازيغ الذين يتواجدون بالجنوب المغربي والذين لم يعترف بهم التاريخ وبجهادهم..قشكرا جزيلا للباحث حفيظ الإدريسي على تسليطه الضوء على هؤلاء الزعماء والتعريف بهم، ومسيرة موفقة باذن الله
سيدي أحمد أكوليز الملقب بشيخ العرب من المقاومين الحقيقيين الذين احرقت ملفاتهم من أرشيف المملكة لكن التاريخ لا يأبى إلا أن يظهره رغم محاولات إقباره. شأنه شأن عبد الكريم الخطابي و المهدي بن بركة و قبلهم الجيلالي الزرهوني الذي لقبوه سخرية ببوحمارة، هؤلاء و غيرهم من الناس الشرفاء الذين حاول النظام العلوي تشويههم و طمس إنجازاتهم.
فقد اعتقل شيخ العرب سنة 1954 وأودع بالسجن المركزي بالقنيطرة بتهمة تنظيم محاولات اغتيال مسلحة وحمل السلاح وفي دجنبر 1955 بدأت عمليات الإفراج على المعتقلين، وأعطيت الأولوية لمعتقلي فاس والرباط مكناس، حيث تم تعيينهم مباشرة في مناصب إدارية، في حين تم الاحتفاظ بشيخ العرب ورفاقه من أبناء سوس والريف وراء القضبان الحديدية السميكة وخلف الأسوار العالية، انتظر هؤلاء الإفراج لكن بدون جدوى، لذلك قرروا الفرار.
تابع شيخ العرب، الذي لا يعرف الاستسلام، المقاومة في المناطق الصحراوية و منطقة سوس و بقي شوكة عالقة في حلق الحسن الثاني إلى أن وقع في قبضة أوفقير الذي لم يتوارى في تصفيته ليرقيه بهذا الإنجاز سيده الحسن الثاني على رأس الجيش المغربي. و الباقي تعرفونه، انقلابات ثم انقلابات.
شكرا للخ حفيظ الإدريسي على مقالته هذه، والواقع أن حلقة مفقودة من تاريخ المغرب لما بعد سنة 1930 ما زالت في طي الكتمان، فالخونة الحقيقيون الذين باعوا هذا الوطن هم اللذين استفادوا من ريع ما بعد جلاء فرنسا وانتهاء عهد الحماية، وهم الذين أسسوا وباتفاق مع فرنسا ما يسمى في عرف تاريخ المغرب الحديث ب "حكومة الظل"، وهي الحكومة التي تاسست على أنقاض جيش التحرير الحقيقي، الذي أبى أن يستسلم لتواطؤات ما بعد سنة 1959، إن أبناء هذا الوطن من حقهم أن يتعرفوا على الأحداث الحقيقية للمقاومة الشريفة، هذه الأحداث التي تم اختزالها وتم تعويضها بترهات كثيرة من مثل ما يسمى بوثيقة المطالبة بالاستقلال و ما يسمى بالحركة الوطنية والكفاح السياسي، عودوا من فضلكم وقارنوا بين الصفحات التي تم تخصيصها لحدث تلك الوثيقة وبين تلك التي تم تخصيصها لمعركة بوكافر، لتتاكدوا بأنّ المتحذلقين الذين يزورون تاريخ هذا البلد قد أساؤوا إلى تلك الأرواح التي قدمت نفسها فداء لوطنهم ……
الحقيقة مرة هاؤلاء الناس سامحهم الله هم من أساؤوا إلى المغرب العميق في الوقت الذي كان فيه الفواسة والرباطيين وغيرهم يستغلون فرنسا في بناء مدنهم وبواديهم انشغل هاؤلاء بما يسمونه الجهاد المقدس ضد فرنسا فنزلت عليهم لعنة التهميش والعزلة منذ ذلك الوقت إلى اليوم وإلى ما شاء الله من مستقبل بعيد ألا يعلم هاؤلاء أن البنية التحتية من سكك حديدية وطرقات وغيرها من المشاريع الكبرى التي ينعم بها الإنتهازيون الذي كسبوا ود الفرنسيين كلها تعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي ألا يعلم هاؤلاء أن فرنسا لو بقيت سنة واحدة بعد سنة 56 لتم حفر نفق تيزي نتشكا الذي شرعت فيه قبل أن تغادر وبقي على حاله إلى اليوم والأمثلة على هذا كثيرة جدا يصعب حصرها فهاؤلاء في الحقيقة أساؤوا إلينا من حيث لايعلمون لكن هذا يتنكر له البعض لمرارته لكنه الحقيقة المرة
l'ouvrage intitule *reconnaissance au Maroc* on arabe est اعتراف للمغرب و ليس التعرف على المغرب لصاحبه شارل دوفوكو
أتفق مع الأخ (16 – قاوموا من؟) تمجيد المجاهدين والمقاومين والمعارضين الثائرين ،القليلي العدد فيه إجحاف للسواد الأعظم من الناس المسالم، الواعي، الطائع. قال صلى الله عليه وسلم :"فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم".
حين يكون لجماعة من المسلمين ولي أمرها تجتمع حوله الكلمة فالأولى أن يطاع لأنه أعلم بميزان القوى ومن واجبه التصالح والتعاهد مع الأعداء في حالة الضعف حقنا لدماء المسلمين. وهذه سنة نبوية يجب التذكير بها (صلح الحديبية ، التعاهد مع نصارى نجران إلخ…).
حاربت الدولة والشعب معا في المغرب الإستعمار في الجزائر إلى حين الإنهزام سنة 1844 في معركة إسلي فاضطر ولي الأمر السلطان إلى التعاهد مع فرنسا على الهدنة ثم بعد ذلك قام بعض الفقهاء وشيوخ الطرق برفض المعاهدة ورفع راية الجهاد وتجاوز الحدود في الجنوب مما كان يحرج الدولة ويضعفها بالإنقسامات الداخلية إلى أن استسلمت للحماية 1912.
استرجاع مدينة تطوان بعد الإنهزام في معركة 1859 رتب على الدولة ديونا إستمر تسديدها 20 سنة.
التحالف الإسباني الفرنسي هزم الخطابي 1926 كماهزم حيش التحرير 1958. ميزان القوى هزم كل البطولات الجبلية وأنهاها 1934.
كلمة مقاوم لايستحقها سوى الرجال الذين استرخصوا دمائهم واموالهم في سبيل تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي وادياله،اما الذين ساهموا في ا هذا لمجال،وبالتالي انقلبوا الى منظمة ارهابية لزعزعنت الوطن حتى يبقى البلد في بحر من الفوضى والا استقرار ،لايمكن ان يسمى مقاوما ،بل يسمى فتانا وارهابيا،قاوم الرجال ضد المستعمر ،استقل المغرب ،فالواجب العمل على بناء البلد وتعويض المغاربة مافقدوه من حرية واستقرار في عهد الاستعمار ،اما ان نسير نهج القتل والتدمير وابقاء المغرب في التاخر وفي فوضى وعدم الامن،فهذا غير مقبول،