"ديوانة اللوكوس" .. ذاكرة الجواز الذي شطر المغرب في شفشاون

"ديوانة اللوكوس" .. ذاكرة الجواز الذي شطر المغرب في شفشاون
الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 10:00

كانت في حكايات العابرين معبراً مشؤوماً يفصل شمال البلاد عن جنوبها، ويعـرّي أيادي المستعمر التي امتدت إلى الأرض والإنسان… إنها نقطة التفتيش أو “ديوانة اللوكوس” التي سميت على الوادي القريب منها، الموجودة على تراب إقليم شفشاون بجماعة سوق الأحد والمعروفة محلياً بـ”الغدير”.

ولتسليط الضوء على هذه المعلمة التاريخية، يستعرض ذ. علي الريسوني، مؤرخ مدينة شفشاون، في معرض حديثه عن ذاكرتها، أنها أنشئت من لدن الدولتين الحاميتين إسبانيا وفرنسا؛ حتى تكون معبراً من شمال المغرب إلى جنوبه ومن جنوبه إلى شماله، إذ قسمت قبيلة “غزاوة” الموجودة قبل الاحتلال إلى شطرين، فالجزء الشمالي الذي قيادته مدشر فيفي أخذته الدولة الإسبانية، والجزء الآخر الذي عاصمته مقريصات، كان من نصيب الاستعمار الفرنسي، ولم يكن التواصل بينهما إلا بواسطة الإدلاء بجواز السفر، الذي كان يحتم على الجانبين التوفر عليه.

وأضاف المؤرخ أن إحداث “ديوانة اللوكوس” يعود إلى ما بعد سنة 1927، وهو التاريخ الذي وضعت فيه الحرب أوزارها عندما أعلن الجنرال سان خورخو في 10 يوليوز من السنة نفسها، نهاية حركة المقاومة المسلحة المغربية، ضد الغزو الأيبيري الذي أخضع هذا الجزء الغالي من الوطن، بعد معارك استمرت من سنوات 1913 إلى 1927. لتبدأ عملية تنظيم الإدارة الترابية، حيث كان على رأس إسبانيا آنذاك الملك ألفونصو الثالث عشر.

وسجل المتحدث ذاته، عبر معرفته ومعاينته واطلاعه، ما كان يعانيه صنفان من أهل شفشاون وغيرهم من المغاربة عند وصولهم إلى المعبر المسمى بـ”الديوانة” وإجبارهم على الإدلاء بجواز السفر في وطنهم؛ ومنهم أولا فئة التجار الذين كانوا يتاجرون في مدينة فاس ومن مدن المنطقة السلطانية، بعدما اعتادوا الانطلاق من شفشاون صوب هذه البوابة… وثانيا، فئة طلبة العلم من أبناء شفشاون المتابعين لدراستهم الثانوية والجامعية بالقرويين.

ومن بعض الطلاب في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، يتذكر مؤرخ مدينة شفشاون الأساتذة الشاعر عبد الكريم الطبال وعبد السلام الهراس وعبد القادر زيطان والحاج محمد السفياني وأحمد أفزاز ومصطفى الريسوني وعبد السلام الوراكلي وأحمد الشبلي والفقيه أصبان الحسني وعبد القادر التليدي.

ومن الأمور التاريخية المرتبطة بهذا المركز الجمركي المزعوم أن ألمانيا، بعدما هزمت فرنسا من لدن هتلر واحتلالها لباريس، فكرت جيدا بالتنسيق مع إسبانيا في أن تضم إلى منطقة نفوذها المنطقة السلطانية، التي كانت إلى حد ذلك التاريخ تحت الهيمنة الفرنسية.

وفي هذا الصدد، يؤكد ذ. علي الريسوني أنها جلبت العساكر والعتاد والقوة الحربية، استعدادا لتخطي “الديوانة”، بغية احتلال مدينة وزان إسوة بالقصر الكبير وصولا إلى سوق أربعاء الغرب؛ لكن واقع الرياح، جرت بما لا تشتهيه سفن إسبانيا، فقد انبرى الملك الراحل محمد الخامس، منددا بالاحتلال الألماني لفرنسا، وبالتالي لم يعترف بحكومة (فيشي) الموالية لها، بل ظل بجانب فرنسا الحرة التي كانت تقوم بالعمليات الحربية لاسترداد استقلالها.

وأشار مؤرخ مدينة شفشاون إلى أن الخطط الإسبانية باحتلال مدينة وزان وما بعدها ألغيت جراء هذا المُعطى، واكتفت باحتلال مدينة طنجة التي بقيت تحت هيمنتها نحو خمس سنوات إلى حدود نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945.

‫تعليقات الزوار

27
  • قصراوية
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 11:25

    نفس المعلمة تقع في مدخل مدينة القصر الكبير و تسمى كذلك بالديوانة كانت تفصل بين الشمال و الجنوب ابان الاستعمار.

  • طارق المغرب
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 11:32

    فقد انبرى الملك الراحل محمد الخامس، منددا بالاحتلال الألماني لفرنسا، وبالتالي لم يعترف بحكومة (فيشي) الموالية لها، بل ظل بجانب فرنسا الحرة التي كانت تقوم بالعمليات الحربية لاسترداد استقلالها.
    هنا تتجلى الوطنية في ابهى صفاتها

  • رفيع
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 11:36

    معلومات مهمة عن هدا المعبر التاريخي

  • من فرنسا
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 12:22

    اﻻستعمار كان هدفه التشتيت واهانة المواطن والتحكم في خيرات البﻻد

  • شهيد
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 12:34

    هدا المكان مررت منه ولم اعرف تاريخه. شكرا هسبريس على المعلومات

  • aziz
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 13:01

    اﻻستعمار اﻻسباني في الشمال والفرنسي في الجنوب استفادا من الوطن واهانا المواطن

  • التاريخ
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 13:31

    مقال مهم سلط الضوء عىى هدا المكان المنسي من تاريخ المستعمر

  • مهدي
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 14:30

    سجل يا تاريخ ما كان يتعرض له المغربي من تضييق من طرف الاستعمار ؟؟؟

  • عبدو
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 14:33

    حقيقة هذه الديوانة كانت إهانة. كيف يعقل أن يمر المواطن في بلده بجواز السفر ؟؟؟؟؟

  • غيور
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 14:42

    ولماذا لم يتم ترميم و تزيين هذه المعلمة التاريخية و وضع لوحة تفسر تاريخ ودلالة هذه البناية ؟ ولا عزيز عليكم لوسخ والذبان ؟؟؟

  • مغربي من إسبانيا
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 14:58

    هذه الديوانة تبين الأطماع الاستعمارية التوسعية بالمنطقة الشمالية . وهناك معابر أخرى مماثلة كانت في مناطق أخرى من المغرب

  • وحدوي
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 15:01

    كان الطلبة والتجار والجميع يعاني جراء هذه الديوانة التي صارت أطلالا منسية

  • mohammed
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 15:04

    حسب معرفتى المتواضعة فا الديوانة الفاصلة بين المنطقة الاسبانية والفرنسية يوجد موقعها بعرباوة ما بين القصر الكبير وسوق اربعاء الغرب وبناية الدوانة مازالت فى مكانها تشهد على هدا التقصيم بين الدولتين المحتلتين

  • ayyach
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 15:14

    هل انتبه أحد إلى القيمة التاريخية للبناية؟ أو يكفينا أن نتغنى بالأمجاد و بطولات الماضي؟

  • قصراوي
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 15:14

    أضن أن التعليق رقم 13 على صواب فالديوانة تقع بالقرب من نهر اللكوس الذي ينبع من سد واد المخازن و يخترق القصر الكبير و يصب في العرائش أي بعيد كل البعد عن الشاون!! والديوانة التي فصلت بين الاستعمار الفرنسي و الاسباني لا زالت قائمة بين سوق الاربعاء و القصر الكبير و بالضبط بجماعة عرباوة.و المتجه من الشمال نحو الجنوب عبر الطريق الوطنية رقم 1 لا بد أن يمر تحتها

  • سارة
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 15:27

    مااحوجنا الى النبش في تاريخ منطقة الشمال . شكرا هسبرس على هدا الموضوع

  • مهتم
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 15:41

    هده الديوانة امتدادا ﻻخرى كانت تفصل الشمال عن الجنوب

  • ichouali3
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 16:08

    ( جلبت أسبانيا القوة الحربية، استعدادا لاحتلال مدينة وزان إسوة بالقصر الكبير وصولا إلى سوق أربعاء الغرب؛ لكن واقع الرياح، جرت بما لا تشتهيه سفن إسبانيا، فقد انبرى الملك الراحل محمد الخامس، منددا بالاحتلال الألماني لفرنسا، وبالتالي لم يعترف بحكومة (فيشي) الموالية لها، بل ظل بجانب فرنسا الحرة التي كانت تقوم بالعمليات الحربية لاسترداد استقلالها)
    الحقيقة هي أن السلطان محمد بن يوسف ركن الى جانب فرنسا المحتلة من طرف ألمانيا آنذاك ردا للجميل الذي فعلته فرنسا مع الأسرة العلوية منذا ما قبل 1912 حين دخلت المغرب باستدعاء من طرف السلطان العلوي عبد الحفيظ الضعيف آنذاك لأنقاذ ملكه من الثائرين مثل الجيلالي الزرهوني بوحمارة ومساندة الأولى لبقاء الثانية في السلطة ولو كموظفة تحث أمرة الأقامة العامة الفرنسية بالمغرب.
    أما عن عجز اسبانيا عا التهام ما كان تحت سيطرة فرنسا في المغرب، فراجع الى أن الحلفائ في الحرب العالمية بدؤوا في الهجوم وبدأت ألمانيا تنهزم مما جعا اسبانيا تتراجع خوفا من ردة الفعل من فرنسا عندما تستعيد سيادتها.

  • مهاجر ولد الزاك
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 16:43

    اكثر من 100 عام والبناية مازالت صامدة بناء المعقول والصح
    ماشى بحال دابا السلب والنهب والغش ومول الزفت شقق متصدعة……
    اودى خلونى ساكت……

  • الأرواح و ليس الأسوار
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 16:47

    كل يبكي على ديوانتو و البلد كان أنذاك كله ديوانت تحت الغزو الاسباني و الفرنسي و البرتغالي و الأمريكي و ما يهم و يجب استحضاره فعلا هم أرواح الشهداء الذي ضحوا بحياتهم واستحضار المعاناة و العذاب و القمع و القهر و الظلم و التنكيل و التعذيب و الاستعباد و الابادة و استباحة النساء و الأطفال و حجز المزارع و الغلل و نشر المجاعة لتركيع الشعب, هذا و هؤلاء من يجب استحضارهم من قدموا دماءهم و استحملوا كل شيئ من أجل أن نحيا أنا و أنت في حرية و أمن و كرامة و سلام ..هذا ما يجب تذكره و استحضاره فعلا و ليس اسوار و قبب و قلع لا تسمن و لا تغني من مصائب الاستعمار في شيئ ثم استحضار الدرس جيدا و ما أوصلنا الى ذلك الحال و تلقينه للشباب و الأجيال الصاعدة..

  • solayman
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 18:57

    استحضار التاريخ شيء مهم في حياة اﻻجيال لمعرفة حيثيات اﻻستعمار . شكرا هسبريس ﻻننا عرفنا ماكان يجري بهده الديوانة يوم كان المغاربة بالشمال والجنوب يضحون بالغالي والنفيس من اجل الوطن

  • Tetouani
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 19:42

    حقيقة ان الاستعمار كان ارحم في مدينة تطوان.
    اين الفدان واين torepicho و…

  • مول الذهب
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 20:39

    4 – من فرنسا
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 – 12:22
    اﻻستعمار كان هدفه التشتيت واهانة المواطن والتحكم في خيرات البﻻد.

    احسنت القول وهذا بالضبط ما نعيشه الان في 2017.

  • قصري
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 21:13

    قرأت التعاليق فوجدت أن هناك من يقول أن الديوانة توجد بالقرب من القصر الكبير. للتوضيح فقط هناك مركزين حدوديين كانا يفصلان المستعمرتين الفرنسية و الإسبانية الديوانة الرئيسية و التي توجد في جماعة عرباوة و بالضبط بمنطقة الخضاضرة البعيدة عن مدينة القصر الكبير بحوالي 5 كلم في اتجاه سوق أربعاء الغرب على الطريق الوطنية رقم 1 و الديوانة الثانية صغيرة بين وزان و شفشاون و هي التي تحدث عنها المقال. و السبب لإنشاء هاتين المنطقتين الحدوديتين هو أن هناك مدخلين بين الجنوب و الشمال: المدخل الرئيسي بالقصر الكبير و المدخل الثانوي بشفشاون و يجب مراقبة المرور من خلالهما.

  • وزاني
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 21:23

    هذه ديوانة سوق الاحد في اتجاه وزان من شفشاون مثل الديوانة التي توجد بطريق القصر الكبير.

  • جسار
    الأربعاء 21 يونيو 2017 - 02:17

    اه ثم اه
    درست قسم التحضيري سنة 1980 بهذه المنطقة
    توجد على بعد حوالي 30 كلم من وزان في اتجاه شفشاو9ن بجماعة عين بيضا
    أنتمي الى دوار ولاد علال قبيلة غزاوة اللتي قسمها الاستعمارين الفرنسي والاسباني
    تجد هذه البناية بعد أن تتجاوز منعرج سوق سبت رهونة ثم المدرسة الابتدائية اللتي درست فيها لا زالت في مكانها
    انصحكم بالمرور من هذه الطريق مناظر طبيعية غاية في الجمال اناس قمة في الكرم
    فقط لعنة الله على الحشيش اللذي غزا هذه المنطقة في نهاية التسعينات

  • عبدو
    السبت 24 يونيو 2017 - 15:02

    هناك ديوانة قريبة من القصر الكبير لكن لبست هي المذكورة هنا،فالديوانة هذه تبعد عن مدينة وزان ب43 كلم في طريق شفشاون وبالضبط بجماعة لغدير،وتتفرع منها الطريق الذي تسلك الى جماعة مقريصات وفيفي

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش