داود أوغلو".. صاحب "العمق الاستراتيجي" رئيسا للحكومة التركية الـ62

داود أوغلو".. صاحب "العمق الاستراتيجي" رئيسا للحكومة التركية الـ62
الجمعة 22 غشت 2014 - 21:20

لم يكن إعلان رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء، ورئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، ترشيح وزير الخارجية “أحمد داود أوغلو” لرئاسة الحزب، والحكومة معا، في وقت سابق مفاجئا لكثير من المتابعين للشأن التركي سواء داخليا، أو خارجيا.

فقد تولى “داود أوغلو”، العديد من المهام، والمناصب داخل الحكومة التركية، وخارجها، إضافة إلى مكانته في الحياة الأكاديمية.

وكان لطروحات داود أوغلو بالغ الأثر في إضفاء حيوية كبيرة السياسة الخارجية التركية خلال الـ (11) عاما الماضية، كما أدار حركة دبلوماسية على مستوى عالمي لدى توليه منصب وزير الخارجية عام 2009، لحل العديد من القضايا، التي تشغل الرأي العام الدولي، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط.

ولد “داود أوغلو” في 26 فبراير 1959 في بلدة “طاش كنت” التابعة لولاية قونيا وسط تركيا، أتم تعليمه الابتدائي، والمتوسط في الولاية التي ولد بها، ثم استكمل دراسته بعد ذلك في ثانوية للذكور بمدينة اسطنبول.

عقب ذلك التحق داوود أوغلو بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة البوسفور في اسطنبول، ليدرس فيها برنامجا مزدوجا في قسم الاقتصاد والعلوم السياسية، وتخرج عام 1984، وحصل على أطروحة الماجستير في الإدارة العامة، من نفس القسم الذي تخرج منه، ثم حصل على الدكتوراة عقب ذلك في قسم العلاقات الدولية.

وبدأ “داود أوغلو” عام 1990، العمل في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا، بدرجة مدرس، وأسس خلال فترة عمله قسم السياسة الذي تولى رئاسته حتى عام 1993.

وفي العام 1995 عاد الوزير التركي إلى الوطن، وواصل حياته الأكاديمية في قسم العلاقات الدولية بجامعة “مرمرة”.

وفي الفترة من 1998 وحتى 2002 عمل أستاذا زائرا في الأكاديمية الحربية، وأكاديمية القوات المسلحة، كما ترأس في الفترة من 1999، وحتى 2004 قسم العلاقات الدولية بجامعة “بَي كنت” بالعاصمة أنقرة، وفي الفترة ذاتها عمل مستشارا في رئاسة الوزراء التركية في فترة الحكومة الـ 58 برئاسة “عبد الله غل” في ذلك الوقت.

حينما عمل “داود أوغلو” مستشارا لرئاسة الوزراء دخلت تركيا مرحلة الإصلاح بشكل سريع، وشهد المجالان السياسي، والاقتصادي، حراكا كبيرا، كبقية المجالات الأخرى، كما شهدت تلك السنوات أيضا اتخاذ خطوات شجاعة، وقوية، بخصوص العديد من الملفات الحساسة، مثل القضية القبرصية، والعلاقات مع أرمينيا.

وكان الوزير التركي أحد الجهات الفاعلة في الجهود الدبلوماسية التي عرضتها الحكومة التركية بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة عام 2008.

تولى داود أوغلو وزارة الخارجية التركية في 1 مايو 2009، ولم يكن حينها نائبا في البرلمان على غير العادة التي جرت على أن يكون الوزير نائبا في البرلمان. وكوزير خارجية قام “داود أوغلو” بعدد من المهام والوساطات التي غيرت نظرة العالم حيال السياسة الخارجية التركية.

ولقد أحدث “داود أوغلو” خلال عمله كوزير خارجية، تغييرا كبيرا في السياسة الخارجية التركية، تغيير أقر به الجميع، حتى سمّوا تلك الفترة باسمه، وذلك للجهود الكبيرة التي بذلها دبلوماسيا لإعادة اعتبار تركيا خارجيا.

وكان الوزير التركي قد ذكر في إحدى مقالاته المبادئ الخمسة التي تسير عليها السياسة الخارجية التركية وهي: “التوزان بين الأمن والديمقراطية”، و”صفر مشاكل مع الجيران”، و” دبلوماسية السلام الاستباقية النشطة”، و”السياسة الخارجية متعددة الأبعاد”، و”الدبلوماسية المتناغمة”.

مبادرات جديدة في السياسة الخارجية طرحها “داود أوغلو” في كتابه “العمق الاستراتيجي”

سمع الرأي العام التركي اسم “داود أوغلو” لأول مرة بشكل أكبر، بعد أن نشر كتابه “العمق الاستراتيجي” عام 2001، والذي قدم من خلاله مبادرات جديدة دعا إلى تطبيقها في السياسة الخارجية التركية، وترجم الكتاب إلى عدة لغات أجنبية، من بينها العربية.

يتناول هذا الكتاب سبل تأمين الأمن القومي التركي، وكيفية توظيف تركيا لموروثها التاريخي، والجغرافي في سياستها الخارجية، حيث استخدم مصطلح “العمق الإستراتيجي” في تحديد علاقات تركيا الدولية، وذلك سعيا منه إلى إخراج تركيا من دورها الهامشي، أثناء الحرب الباردة، ونقلها إلى بلد محوري ومؤثر دوليا.

تناول الجزء الأول من الكتاب الإطار المفاهيمي، والتاريخي، وجاء في ثلاثة فصول، الأول: مقاييس القوة والتخطيط الاستراتيجي، أما الفصل الثاني فعرض فيه قصور النظرية الاستراتيجية للبلاد في فترات سابقة، والنتائج المترتبة عليها، أما الفصل الثالث فخصصه للإرث التاريخي، ومكانة تركيا في الساحة الدولية.

وفي الجزء الثاني عرض الإطار النظري، وهو الاستراتيجية المرحلية، والسياسات المرتبطة بالمناطق الجغرافية، تناوله في أربعة فصول: الأول منها تعرَّض للنظريات الجيوسياسية: تركيا بعد انتهاء فترة الحرب الباردة، والفصل الثاني خصصه للمناطق القريبة جغرافياً، كالبلقان والشرق الأوسط والقوقاز، والفصل الثالث تناول الأحواض البحرية القريبة: البحر الأسود، وشرق المتوسط، والخليج، وبحر قزوين، والفصل الرابع عرض فيه المناطق القارِّية القريبة.. أوروبا وشمال إفريقيا، وجنوب آسيا، ووسط وشرق آسيا.

وتناول الجزء الثالث مجالات التطبيق، التي شملت الوسائل، والاستراتيجيات، والسياسات الإقليمية؛ وجاء في فصول؛ الأول منها خصصه للروابط الاستراتيجية لتركيا وأدوات سياستها الخارجية، والثاني تناول البلقان والتحول الاستراتيجي، وفي الفصل الثالث عرض فيه الشرق الأوسط كمفتاح للتوازنات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، وفي الفصل الرابع تناول سياسة تركيا تجاه آسيا الوسطى في ظل توازن القوى الأورو آسيوية، وفي الفصل الخامس ناقش الاتحاد الأوروبي من خلال تحليل لعلاقة متعددة الأبعاد والمستويات.

ثم ذيل الكتاب بملحق بعنوان ما بعد العمق الاستراتيجي.. تركيا دولة مركزية، تناول فيه الخلفية النظرية والتاريخية، ووضعية تركيا، وأسس السياسة الخارجية التركية الجديدة، والاتجاه المحوري للسياسة الخارجية التركية، وسياسة تركيا في الشرق الأوسط، والعلاقات مع العراق وسوريا، والقضية الفلسطينية، والعلاقة بين تركيا والاتحاد الأوربي، والعلاقات التركية الأميركية، والسياسات التركية في أوراسيا، وانفتاح تركيا على العالم.

‫تعليقات الزوار

7
  • samir
    الجمعة 22 غشت 2014 - 21:38

    لدي سؤال وحيد : هل رئيس وزراء تركيا الجديد سيضع حدا للمتاجرة بالبترول السوري والعراقي وتهريب الأسلحة على مستوى الحدود التركية ؟

  • العربي
    الجمعة 22 غشت 2014 - 21:50

    محنك وداهيت زمانه ولاعب محترف في ميان السياسه والله وعقل متشبع بالفكر النير ياليت كل وزاء خارجية العرب مثلك ماني طمعان كلهم بس اربعه من هاءك والله كان بنعمه وخير اربعه واحد في الخليج والثاني في شمال افريقياء والثالث في الشام والرابع يامصر او السوادن لنحلت مشكلنا كنت اقراء كتاب لريس وزارء بريطاني يقول وجمع معه دول اروبه وقسم خرائط الدول العربيه تخيلو وش قال تبو ن تتكون في القمه او السقوط وطالع فيه الوزاء الدول الاخرى فقول نبغى القمه قال عليكم بهذا المنطقه تمتلك جميع مكونان النهضه تمتل النفط والطاقه والعقو النير وتمتلك اربعه منافذ مضيق بابدالمندب ومضيق هرمز وقناءة السويس ومضيق جبل طارق وين واحد عداء اقليه قليه بينهم لانذكر ولغه واحد ياسافر الواحد من الكويت الب نو اكشط بدون مترجم ولزام نزع جسم غريب بينهم يحفظ مصلحنا وزرعو اسرائل وقال لازم نحطهم في في قلاقل الحروب والدمار واخرب والتاقتل وهذا الان بحصل والتقسيم جاري على قدم وساق اصحو اصحو والله انكم يشعوب لو ماتصحون واتحدو واتركوًعنكم صنايع الغرب والله لايردون لنا الشتات الان فلسطين تدمد غزه عن بكرة ابيها انتم تتفروجن

  • مغربي
    الجمعة 22 غشت 2014 - 22:07

    بالفعل كتاب العمق الإستراتيجي يستحق أن يقرأ بتمعن حيث يرسم خارطة السياسة الخارجية لتركيا على مبدأ "صفر مشاكل". الكتاب يجب أن يقرأ من طرف أشباه السياسيين و الإنتهازيين من أمثال لشكر و شباط وغيرهما.
    شخصيا التقيت السيد أوغلو في سنة ٢٠٠٩ بالخليج وأعتبره من الساسيين الذين يخططون وينتظرون النتائج بصبر وأناة قل نظيرهما.
    لكن في نظري تركيا أخطأت كثيرا في الأزمة السورية حينما سمحت لكل المقاتلين الأجانب بالعبور في حين كانت تمنع الأتراك من الذهاب للقتال في سوريا كما أنها وافقت على تهريب كل الألات في المصانع السورية التي كانت بحلب إليها و بشهادة الأتراك أنفسهم. كما أن تصريحات أؤدوغان الحماسية بالصلاة في دمشق أججت نار الصراع التاريخي بين دمشق الأموية وتركيا العثمانية.
    والأن تركيا سوف تضطر إلى التحالف مع الأسد ضد داعش بعدما تعرضت مصالحها للخطر.

  • تركي
    السبت 23 غشت 2014 - 00:23

    اختار حزب اللاعدالة ولا التنمية في تركيا خادم اسرئيل والناتو الأول في تركيا ليترأس الحكومة لعل وعسى أن يكمل مشروعه الذي بدأه مع سلفه أردكان ألا وهو تدمير الدول العربية الممانعة و ذات سيادة خدمة للمشروع الامريكي واسرئيل في المنطقة ، هذا الشخص الغير المرغوب فيه عربيا لا يجب أن ننتظر منه شيئا سوى مزيدا من الخراب والقتل للشعوب العربية على يد الجماعات الارهابية التى يدعمها كداعش واخواتها التي تصول و تجول في تركيا دون أن تمس بأذى .

  • Stupid
    السبت 23 غشت 2014 - 03:20

    لست أدري إن كان عدد كبير من قراء هسبريس قد طالعوا هذا الكتاب لكن أنصح كثيرا منهم وخاصة نخبتنا السياسية مطالعة ما جاء في كتاب داوود أوغلو عن العمق الاستراتيجي ( عنوان الكتاب ) لتركيا الألفية الجديدة فلربما سيمكن لنخبتنا أن تُدرك أسباب وصول تركيا لما هي عليه اليوم من نمو اقتصادي ساهم فيه بشكل كبير القراءة الديبلوماسية الفذة لهذا الرجل إن على المستويين الإقليمي أو الدولي رغم المتقلبات والمتغيرات التي تعرفها منطقة حوض المتوسط على وجه التحديد .

    في الحقيقة بعد مطالعتي لهذا الكتاب فهمت لمذا على النخبة السياسية إعادة النظر في هياكلها الحزبية المتهالكة التي لا تحتوي سوى على أطر الإدارة الكلاسيكية وكثيرا على عرابي الانتخابات ( التقنقراط ) للحفاظ على المصالح الداخلية سياسية اقتصادية في غياب تام لأي رؤية دقيقة ومركزة لمغرب 2030 و 2050 .

    مغربنا بحاجة نُخبة فذة لا بحاجة ساسة انتخابات لا تجدي نفعا في غياب لأي مشروع نهضوي ضخم يستلهم من التاريخ والنماذج القريبة ما يبلور مشروعا ضخما ينهض بالبلاد لمصاف الدول النامية , وللأسف كل هذا لن يتأتى إلا بملكية برلمانية ديمقراطية واضحة وغير ذلك هُراء .

  • حسين
    السبت 23 غشت 2014 - 09:23

    لقدنجح في فك عزله تركياعربيا اقتصاديا وكسب ولكن لكل حمار كبوه لقد خسرالعرب سياسياوعاطفيا وجدد الخوف والشك في النوايا التركية

  • سعيد ابوالياس
    السبت 23 غشت 2014 - 10:25

    العدالة والتنمية نموذج رائع للاسلام السياسي السني
    اما داعش فمن صنيعة ايران لتشويه
    النموذج السني
    بعدما انفضحت علاقاتها السرية مع الامبريالية العالمية وبالذات الويلات المتحدة الامريكية

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب