"إصنع في الهند".. وصفة تحويل البلاد إلى قطب دولي للتصنيع

"إصنع في الهند".. وصفة تحويل البلاد إلى قطب دولي للتصنيع
الأحد 28 شتنبر 2014 - 01:00

بإطلاقها للحملة الاستثمارية والترويجية “إصنع في الهند”، تكون الحكومة الهندية الجديدة قد أرست أسس حركية اقتصادية غير مسبوقة في البلاد، التي تشهد منذ أزيد من عقد من الزمن تباطؤا في النمو الاقتصادي.

وتتوخى هذه الحملة الترويجية، التي أطلقها الوزير الأول الهندي ناريندرا مودي يوم الخميس الماضي من منطقة “فيجيان بهافان” بالعاصمة نيودلهي، جذب المشاريع الاستثمارية الكبرى من خلال تعريف رجال الأعمال المحليين والأجانب بسلسلة من التدابير والإجراءات، التي اتخذتها الحكومة الهندية، في أفق تحويل البلاد إلى قطب دولي للتصنيع بامتياز.

وتضم هذه الحملة الاستثمارية عددا من المقترحات الحكومية التي تروم حث الشركات الوطنية والعالمية الكبرى على الاستقرار في الهند وفتح فروع لها في مختلف ولايات البلاد، وكذا مساعدتها بتقديم تسهيلات إدارية وجبائية وجمركية مهمة، من أجل تشجيعها على إقامة مشاريع استثمارية كبرى في البلاد.

وتندرج هذه المبادرة الحكومية، التي تحظى بدعم من بعض كبار رجال الأعمال الهنود، في إطار برنامج حكومي كان قد أعلن عنه الوزير الأول ناريندرا مودي في خطاب ألقاه يوم 15 غشت الماضي بمناسبة ذكرى استقلال البلاد، بهدف إنعاش الاقتصاد الهندي والحد من الممارسات البيروقراطية للإدارة وجعلها في خدمة التنمية والاستثمارات الوطنية والأجنبية على السواء.

وفي هذا الإطار، شدد مودي، في كلمة بالمناسبة، على أن “هذه الحملة الوطنية، بقدر ما هي دعوة للشركات المحلية والأجنبية للاستثمار في بلادنا، هي كذلك رافعة حقيقية للإصلاح الإداري والاقتصادي، من أجل تجاوز كل المعيقات والحواجز التي تحد من سهولة ممارسة الأنشطة الاقتصادية”.

وأضاف الوزير الأول الهندي، خلال حفل إطلاق الحملة الذي حضرته شخصيات حكومة وسياسية ودبلوماسية وازنة، أن “هدف حكومتنا هو أننا نريد زرع بذور الثقة في كل ما هو هندي.. توفر مناخ من الثقة يمكن أن يغير الكثير من الأمور”.

ويرى مراقبون أن توجه الحكومة الهندية نحو تشجيع الاستثمار في قطاع التصنيع في أفق إحداث قطب صناعي دولي في الهند، يأتي في سياق عدد من التطورات التي يشهدها العالم، لاسيما القارة الآسيوية، بعد أن أضحت بعض الشركات العالمية الكبرى تبحث عن بديل للصين مع بداية ارتفاع تكاليف الإنتاج بها وزيادة المخاطر التي تتعرض لها الاستثمارات الأجنبية هناك.

وأشاروا إلى أن سلطات نيودلهي تهدف، من خلال إطلاق هذه الحملة الترويجية، إلى ضمان تحقيق نسبة نمو اقتصادي مرتفعة، ستؤدي حتما إلى تحريك عجلة الاقتصاد بوتيرة عالية، مما سيساهم في إحداث فرص شغل لملايين الشباب الهندي المقبلين على سوق العمل خلال السنوات العشر المقبلة.

وفي هذا الصدد، ستعمل الحملة الترويجية “إصنع في الهند”، من جهة أخرى، على استيعاب الكفاءات الهندية المؤهلة، كما ستعمل على تحسين المهارات والكفاءات بالنسبة لليد العاملة البسيطة.

وبموجب الخطة الاقتصادية، تعتزم الحكومة رفع سقف مساهمة الاستثمار الأجنبي في جميع المشاريع الهيكلية الكبرى في الهند، خاصة أعمال البناء والتشييد، بما يسمح بمشاركة أكبر في دعم مشروع “100 مدينة ذكية”، الذي تراهن عليه حكومة الوزير الأول ناريندرا مودي، من أجل توفير السكن بهذه المدن بأسعار معقولة وجودة عالية.

وتستهدف هذه الحملة الترويجية الاستثمار في 25 قطاعا اقتصاديا حيويا في الهند تشمل، على الخصوص، قطاع البناء والأشغال الكبرى والسيارات والأجهزة الإلكترونية والنسيج والموانئ والطيران والجلود والسياحة والسكك الحديدية والطاقات المتجددة والتعدين وغيرها.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

4
  • شاهد عيان
    الأحد 28 شتنبر 2014 - 06:48

    على الحكومة التي تقود البلاد في هده الفترة الراهنة أن تحدو حدو الهند وتركيا والبرازيل وماليزيا من أجل المضي قدما بهدا البلد نحو الافضل

  • عماد الشلواطي
    الأحد 28 شتنبر 2014 - 12:33

    انني اعمل في مجال التصميم الرقمي، في الشهر الماضي تلقينا احد الطلبات من زبناء من دولة الهند يريدون بورتريه لناريندرا مودي على شاكلة HOPE التي استعملها اوباما في حملته الانتخابية، لكن هذه المرة NOW USA وذلك للزيارة التاريخية (حسب وصف الزبناء) لناريندرا مودي للولايات المتحدة الامريكية. ولكون العرض كان مغريا، قمت ببحث بسيط عن هذا الشخص فتبين لي انه الشخص الذي انتظرته الهند لعقود، وهو الشخص الذي سيقفز بالهند لمستويات كبيرة، وحتى انه يلقى دعم شعبي كبير من طرف الهنود في الداخل و الخارج..
    أما الشخص الذي انتظره المغاربة، ليصنع الفرق التاريخي و النهضة المرجوة، ففي كل مرة يخرج و يشتكي للمغاربة همه مع التماسيح و العفاريت و الجران و السلاحف التي نهشته، ليستسلم وينزل على المغاربة بالزيادات..

  • خلدون
    الأحد 28 شتنبر 2014 - 13:20

    شعوب تتالق للتقدم رغم الصعوبات التي تواجهها، فالهند قوة صاعدة بكل معنا الكلمة فقد غزوا الفضاه و حطوا رحالهم فوق سطح القمر لتكون الهند رابع دولة تفعلها بعد امريكا و روسيا و الاتحاد الاوروبي بينما نحن المسلمون نتقاتل فيما بيننا، هم يفكرون و يخططون و ينفذون باليد المسلمة و بالمال المسلم، فهذا سني و هذا شيعي، حتي في نفس البلد هذا عربي و هذا امازيغي و حتي بين الامازيغ انفسهم فهذا ريفي و هذا جبلي، و هذا عربي و هذا صحراوي و كل يريدها لنفسه و لا يكره اقامة دويلة صغيرة قايمة الذات يتحكم فيها العنكبوت الغربي و السهيوني، استفيقوا ايها المسلمون فا و الله انه قادم دلك اليوم الذي تجدون فيه انفسكم تحاربون العالم اجمع بما فيهم هذه النهد و الصين و البابان و روسيا و الدول الغربية كلها و دول امريكا الشمالية و الاتينية و الكل عليكم ماذا تفعلوم ساعتها؟ و نحن لم نجد حلا بعد لتفعيل حتا مغربنا الكبير الذي وضع نواته منذ سنين عديدة، حسبنا الله

  • صالح الصالح
    الإثنين 29 شتنبر 2014 - 06:34

    تأييد الكاتب رقم 3 خلدون كلامه حق وعلي صواب وشكرا علي التعليقك .
    العرب لا يعرفون الا قوة العنف والقتال والحروب والغدر والانتقام والتفرقة ، لقد اصبح العالم كله يكرهونهم ويقارنهم بجرثومة او فيروس خطير علي البشرية وعلي شعوب العالم التي تعيش في السلم والسلام ويفكرون في تنقيتكم وتصفيتكم من العالم السليم ، افكارهم الجهادية والسلفية افكار الخراب والدمار وليست افكار البناء والتشيد، كل دول العالم أصبحت دول صناعية ودول التشيد والبناء ، حتي الهند أصبحت دولة صناعية ومخترعة ولها مهندسون معماريون ومخترعون صناعيون ومعامل تصنع وتصدر وأطباء ناجحون في الطب والجراحة ومن جملة اطباء الهند فهم دوي مناصب عليا بالمستشفيات والجامعات بالولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ، فاين هو المغرب من هدا التقدم .

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج