بون الألمانية تبكي مقتل أحلام وأُنْس على يد الأمن التونسي

بون الألمانية تبكي مقتل أحلام وأُنْس على يد الأمن التونسي
الخميس 16 أكتوبر 2014 - 04:20

لا حديث عند الجالية التونسية المقيمة بألمانيا في الآونة الأخيرة، إلّا عن مقتل أحلام وأُنْس، شابتين من أصل تونسي، في عقدهما الثاني، واحدة منهما تحمل الجنسية الألمانية، أرداهما رصاص قوات الأمن التونسية قبل حوالي شهر ونصف، في حادث مؤلم حرّك الدولة الألمانية التي دخلت بقوة على الخط عبر سفارتها في تونس، مطالبة بتحقيق شفاف في مقتل الراحلتين المنتميتيْن للعائلة نفسها.

ورغم مرور هذه المدة على رحيل الفتاتين، إلّا أن الألم ظهر واضحاً لدى الجالية التونسية بمدينة بون الألمانية، حيث ترعرعت وعاشت أحلام دلهومي. فقد حضر العشرات من أصدقاء العائلة، فضلاً عن عدد من الدبلوماسيين والإعلاميين والحقوقيين والسياسيين، في موعد تأبيني نهاية الأسبوع الماضي، تُليت فيه آيات من القرآن الكريم، وعُزفت فيه أغنية ألمانية تحمل عنوان “سنلتقي يوماً ما من جديد”، زادت من جُرعة المرارة لدى أصدقاء وأقرباء الراحلتين.

وممّا زاد من حنق العائلة، حسب ما تمّ سرده من شهادات، هي الرواية “الفجة” لوزارة الداخلية التونسية، والتي لم تعتذر في بلاغ صادر عنها عن قتل قواتها لشابتين عن طريق الخطأ. فقد ذكرت الوزارة أن قوة أمنية تركّزت في طريق العريش المؤدي إلى مدينة القصرين، غرب تونس، بعدما تلّقت معلومة من أحد المواطنين حول تنقّل مجموعة مسلحة في هذا الطريق. وأثناء تمركز القوة، مرّت سيارة تسير بسرعة كبيرة، فأمرتها قوات الأمن بالتوقف عبر استعمال الإشارة الضوئية ثم إطلاق النار في الهواء، دون أن تمتثل لذلك.

وأضافت الوزارة أن مواصلة السيارة لسيرها أجبر الأعوان على إطلاق النار صوبها، ممّا أدى إلى مقتل فتاتين كانتا في السيارة. وقد أشارت الوزارة إلى أن سائق السيارة لم يكن يملك رخصة سياقة، مذكّرة بضرورة احترام القانون، ومبدية أسفها لوفاة الراحلتين.

غير أن ياسمين دلهومي، إحدى المتواجدات في السيارة أثناء الحادث رفقة الراحلتين وأفراد آخرين من العائلة، قدمت رواية مغايرة تماماً في ذكرى الأربعينية، فقد ذكرت أنّ السيارة كانت تسير بسرعة لا تتجاوز 30 كيلومتراً في الساعة، وأن رجالاً ملثمون في لباس أسود فاجؤوهم ثم أطلقوا النار عليهم دون اتباع تعليمات إطلاق النار، متحدثة عن أن أحد رجال الشرطة كان ينظر إليها باستهزاء عندما طلبت منه المساعدة في نقل الجرحى إلى المستشفى.

كما قالت سندس دلهومي، سائقة السيارة، في شهادة مؤثرة، إن رجالاً خرجوا بشكل فجائي في الطريق مشيرين لسيارتها بالوقوف، دون أن يكون هناك ما يدّل على أنهم ينتمون للشرطة، ممّا جعلها ترفض التوقف خشية أن يكونوا قطاع طرق. وبعدها مباشرة تم إطلاق الرصاص في اتجاه الأشخاص وليس السيارة، أي أن الأمر كان بنية القتل وليس نية توقيف السيارة، وهو ما تسبّب بقتل أحلام على الفور، وإصابة أنْس، وكذلك ياسمين في الكتف.

وأضافت سندس أنها ترجّت أعوان الشرطة عندما اقتربوا من سيارتها بالإسراع لمحاولة إنقاذ أنْس، إلّا أنهم لم يكترثوا، مشيرة إلى أن اتجاه السيارة بعد ذلك نحو المستشفى، بعدما تولى سياقتها ابن خالتها، قوبل باعتراض من دوريات الشرطة، الأمر الذي أخّر إسعاف أنس وساهم في وفاتها. نافية ما تداولته وزارة الداخلية من أنها لا تتوفر على رخصة سياقة.

وقد حضر كذلك في الذكرى الأربعينية عمدة مدينة بون، يورغن نيميتشر، الذي أثنى كثيراً على خصال الراحلة أحلام، قائلاً:” لم تكن البسمة تفارق وجهها، كانت تعشق الحياة، ومساهماتها كثيرة في العمل الخيري والاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بمحاربة العنصرية داخل ألمانيا. ورغم مولدها هنا، إلّا أنها لم تنسَ جذورها التونسية، حيث تعلمت اللغة العربية، وكانت تؤكد دائماً أنها تنتمي لبلدين، لتونس ولألمانيا”.

ورغم أن النيابة العامة الألمانية بمدينة بون فتحت تحقيقاً في الحادث، إلّا أنها لا تزال تنتظر ما ستُسفر عنه التحقيقات التونسية، في ظل حديث أصدقاء وأقارب الراحلتين عن عدم وجود أي رغبة تونسية لمعاقبة الجناة، وأنه لولا حمل أحلام للجنسية الألمانية، لتمّ دفن هذه المأساة إلى الأبد.

‫تعليقات الزوار

7
  • أبو عمران المراكشي
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 04:38

    ماذا غيرت الثورة؟! ما فائدتها إذن إذا كان الأمن يقف في الطرقات مثل قطاع الطرق إذا كانت الأرواح البشرية رخيصة عند الأمن مثلما كانت في السابق فما الحاجة إلى الثورة إذن؟!…اللهم ارحم الفقيدتين و أصلح أحوالنا من غير ثورة و لا فورة فو الله إن لم نغير أنفسنا لن يستقيم حالنا مهما هلل المهللون للثورة و ندد المنددون و أضرب المضربون فهذه حال تونس بادية و تلك حال مصر اليمن فهل من معتبر…

  • roma di giorno
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 06:53

    dans le pays du premier printemps arabe,les policiers sont des gangsters,.
    sont pays d'origine l'assassine,ce lui d'adoption la defend !!! a qui elle doit appeler : maman patrie'??

  • نادية
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 08:19

    اولا الله يرحمهما ويحسن اليهما ، والله نعيش كذلك في الغربة وعندما نشتاق لزيارة البلد او قضاء بعض الاشغال مثل اعطاء الجنسية لاولادنا نجد صعوبات كبيرة ومعاملة سيئة من الموظفين في المقاطعات وفي وفي مركز الشرطة عند تجديد الباسبور رغم انني حاصلة على الباسبور الامريكي والجنسية الامريكية ولكنني ما زلت ادخل بالباسبور المغربي والامريكي معا، مرة مشيت نجدد الباسبور طلبوا لي المستحيل يعني كلشي اصلي ماكاينش النسخة قالوا ما كنقبلوش النسخ يعني الكوبي، عقد الزواج رفضوه رغم انه اسلامي قالوا لازم ندير واحد في مدونة الاسرة، وبقيت ماشية جاية لمطة شهرين والله العظيم ماداروه ليا وخليتوا لهم هناك ورجعت لامريكا بدون باسبور. ودرتو في امريكا خاد لي اسبوع فقط، واعباد الله والعرب عاملوا مواطنيكم مزيان راكم كتهرهوهم يجيوا لبلاد، راه فيه اللي ما كيعملوهش مزيان كيحلف ما يبقى يرجع لبلادو. اكثر وحدين عاملوني سيئا هم رجال الشرطة بولاية الامن، ومنين قلت ليهم انا عندي باسبور امريكي قالوا لي صافي تجي للمغرب يطبق عليك القانون المغربي، قلت لهم انا موافقة ولكن بالعدل والرفق . راكم كتهربوا شباب المستقبل بمشية بلا رجعة.

  • د.جمال
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 09:07

    اللهم ارحمهمها واغفر ذنوبهما وتقبلهم مع الشهداء … روى الطبراني من حديث عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صرع من دابته فهو شهيد ….
    الاول : المجاهد في سبيل الله
    الثاني : المطعون .
    الثالث : المبطون .
    الرابع : الغريق .
    الخامس : صاحب الهدم .
    السادس : صاحب ذات الجنب .
    السابع : الحريق .
    الثامن : موت المرأة الحامل بسبب حملها.
    التاسع : من قتل دون دمه .
    العاشر : من قتل دون ماله .
    الحادي عشر : من قتل دون أهله ،
    الثاني عشر : النفساء .
    الثالث عشر : السل .
    الرابع عشر : من صرع عن دابته .
    الخامس عشر : من قتل دون مظلمته .

  • ايمن
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 09:32

    Il y a une raison politique derrière ce meurtre parceque c'est louche cette histoire

  • Samy
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 12:01

    Récapitulatif des faits, que la famille des deux victimes n'a pas refuté. (1 le conducteur n'avait pas de permis de conduire (2 le véhicule roulait à grande vitesse (3 le conducteur a refusé de s'arrêter quand la police le lui a demandé. Soyons raisonnable, que vouliez vous que la police fasse en pareille situation, sachant qu'elle était en embuscade pour stopper un groupe armé ? Et si c'était justement le véhicule qu'il recherchait ? La loi c la loi, ceux qui refusent de la respecter doivent en subir les conséquences sans s'en plaindre.

  • محمد بوعشة
    الخميس 16 أكتوبر 2014 - 18:41

    عزائي للعائلة المكلومة والشعب التونسي الحر والأمة المغاربية
    أعرف التونسين جيدا ، أناس مسالمون طيبون ومضيافين جدا ولا أعتقد أن أحدا منهم يتجرأ على فعل شنيع كهذا ولو من المتشددين إن تواجد منهم بين التوانسة الطيبين .
    أشم رائحة الملشيات الجزائرية المرابطة بالحدود التونسية وكل همها هو إثارت الفتن والقلاقل منذ إندلاع ثورة الياسمين المباركة .
    أسفي شديد وحزني عميق لوفات أخواتي وهن في عمر الزهور، لا حول ولا قوة إلا بالله وإن لله وإن إليه راجعون .

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات