مفوضية اللاجئين: البحر الأبيض المتوسط "الأكثر فتكا" بالمهاجرين‎

مفوضية اللاجئين: البحر الأبيض المتوسط "الأكثر فتكا" بالمهاجرين‎
الجمعة 12 دجنبر 2014 - 23:00

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن المجتمع الدولي بدأ يتشتت تركيزه عن إنقاذ الأرواح في ظل حالة ارتباك تصيب الدول الساحلية والكتل الإقليمية، حول كيفية التعامل مع الأعداد المتزايدة للأشخاص القادمين والذين يقومون برحلات خطيرة في البحر سعياً للجوء أو الهجرة.

وأوردت المفوضية في بلاغ تتوفر عليه هسبريس، أنه وسط الاستعدادات القائمة في جنيف لافتتاح حوار المفوض السامي للعام 2014 يوم الأربعاء والذي وهو منتدى سنوي غير رسمي لمناقشة السياسات،و الذي يركز هذا العام على الحماية في البحر، صرح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أن بعض الحكومات تولي أهمية أكثر فأكثر لإبقاء الأجانب خارجاً بدلاً من التمسك بمبادئ اللجوء.

وأضاف غوتيريس “هذا خطأ، خاصة ما هو متعلق بردة الفعل الخاطئة في حقبة تسجل فيها أعداد الفارين من الحروب مستويات قياسية”، وأضاف”الأمن وإدارة الهجرة من مصادر القلق بالنسبة لأية دولة، ولكن ينبغي رسم السياسات بما لا يؤدي بالأرواح البشرية”.

وشددت المفوضية السامية على أن الطبيعة السرية لعبور البحر تجعل من الصعب إجراء مقارنة موثوق بها مع الأعوام السابقة، موردة أن البيانات المتاحة تشير إلى تسجيل العام 2014 رقماً قياسياً، وذلك وفقا لتقديرات السلطات الساحلية والمعلومات الواردة من عمليات اعتراض ورصد مؤكدة، وأضافت “348000 شخص على الأقل خاطروا بحياتهم في رحلات كهذه في جميع أنحاء العالم، وذلك منذ بداية شهر يناير” مشددة على أن الهجرة تشكل تاريخياً المحرك الرئيسي وراء ذلك، موردة أن العام 2014 عرف ارتفاع عدد طالبي اللجوء.

وأكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن أوروبا التي تحدها مناطق صراع كبرى إلى الجنوب منها ليبيا والشرق أوكرانيا والجنوب الشرقي سوريا/العراق، تشهد أكبر موجات التدفق عبر البحر “على الرغم من أنهم ليسوا جميعاً بحاجة إلى اللجوء”، موردة أن أكثر من 207000 شخص عبروا البحر المتوسط منذ مطلع شهر يناير، أي حوالي ثلاثة أضعاف العدد الإجمالي المسجل في العام 2011 والبالغ 70000، عندما كانت الحرب الأهلية الليبية في ذروتها، معتبرة أنه لأول مرة شكل القادمون من البلدان المصدرة للاجئين مثل سوريا وإريتريا في العام 2014، عنصراً رئيسياً في هذا التدفق الذي وصفته بالمأساوي ليبلغ حوالي 50% من المجموع.

وأضاف المنظمة الدولية “إلى جانب البحر المتوسط، ثمة على الأقل ثلاث طرق بحرية أساسية أخرى يستخدمها المهاجرون والأشخاص الفارون من الصراع أو الاضطهاد اليوم، ففي منطقة القرن الإفريقي، عبَر 82680 شخص خليج عدن والبحر الأحمر ما بين 1 يناير وأواخر نوفمبر، قادمين معظمهم من أثيوبيا والصومال إلى اليمن أو باتجاه المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أما في جنوب شرق آسيا، فيقدر أن يكون عدد من عبروا البحر حتى الآن بـ 54000 شخص، غادر معظمهم من بنغلاديش وميانمار باتجاه تايلاند أو ماليزيا، وفي منطقة البحر الكاريبي، أفيد عن قيام 4775 بركوب البحر بين فاتح يناير والأول من ديسمبر من هذا العام على أمل التخلص من الفقر أو سعياً لطلب اللجوء” تقول الوثيقة المتوصل بها.

وشددت المفوضية أن الكثيرين يفقدون حياتهم أو يقعون ضحية الجريمة الدولية المنظمة خلال قيامهم بهذه الرحلات، مؤكدة على أنها حصلت على معلومات تفيد بخسارة 4272 شخص لأرواحهم هذا العام، 3419 منهم في البحر المتوسط، مما جعله الطريق الأكثر فتكاً على الإطلاق.

وزادت أنه في جنوب شرق آسيا يقدر عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بـ540 شخص خلال محاولاتهم عبور بحر البنغال، أما في البحر الأحمر وخليج عدن، فقد أفيد عن فقدان ما لا يقل عن 242 شخصاً وذلك حتى الـ8 من ديسمبر، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم أو من هم في عداد المفقودين 71 شخصا، وذلك حتى مطلع شهر ديسمبر.

واعتبرت المفوضية أنه في هذه الأثناء تشهد شبكات التهريب والاتجار بالبشر ازدهاراً، حيث أكدت أنها تعمل دون أن يطالها العقاب في مناطق تتسم بعدم الاستقرار أو الصراع، وتحقق أرباحاً طائلة من وراء تهريب أناس غلب عليهم اليأس.

وقال غوتيريس إن الحكومات وجدت نفسها عاجزة عن اجتذاذ التدفق أو الحد من أن يلقى الأشخاص حتفهم خلال الرحلة، وذلك بسبب تركيزها على العناصر كل بمعزل عن الآخر في مشكلة هي بطبيعتها متعددة الجوانب وعابرة للحدود تُستخدم فيها طرقات تمر عبر حدود بلدان عديدة وتمتد على آلاف الكيلومترات.

وأضاف “لا يمكنك وقف شخص يفر للنجاة بحياته عن طريق الردع دون مضاعفة المخاطر، يجب معالجة الأسباب الحقيقية وراء تلك المسألة، أي البحث عما يدفع بالأشخاص إلى الفرار ومايمنعهم من البحث عن اللجوء بطرق أكثر أماناً، وعما يمكن فعله للقضاء على الشبكات الإجرامية التي تزدهر على حساب ذلك، وفي الوقت نفسه توفير الحماية للضحايا، ويعني ذلك أيضاً اعتماد أنظمة مناسبة للتعامل مع القادمين والتمييز بين من هم لاجئون حقيقيون ومن ليسوا كذلك”.

يبدأ حوار المفوض السامي لهذا العام يوم الأربعاء ويستمر حتى يوم الخميس، وإلى جانب ممثلين عن الحكومات والمنظمات غير الحكومية وحرس السواحل والأكاديميين، يشارك في الحدث هذا العام رؤساء وممثلون عن منظمات دولية شريكة للمفوضية من بينها المنظمة الدولية للهجرة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والمنظمة البحرية الدولية.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة