فلسطينيات يتحولن "لبؤات" دفاعاً عن "أشبالهن" من الاعتقال

فلسطينيات يتحولن "لبؤات" دفاعاً عن "أشبالهن" من الاعتقال
الإثنين 31 غشت 2015 - 04:00

تحوّل مشهد انقضاض جندي إسرائيلي على الطفل الفلسطيني محمد التميمي (12عاما)، لاعتقاله في مسيرة بلدة “النبي صالح” الأسبوعية غربي رام الله، إلى معركة بكل تفاصيلها، بطلها سيدات وأطفال عزل، في مواجهة جندي مدجج بالأسلحة.

كاميرا الأناضول التقطت المشهد، حينما انقض جندي على الطفل، واستجمع قوته عن آخرها، ليجلس فوقه، مسدداً له لكمات عديدة، رغم أن الطفل مصاب بكسر في يده اليمنى، تلاه مشهد انقضاض النساء والأطفال على الجندي لتخليص الطفل التميمي من الجندي.

يسرد الطفل التميمي لمراسل الأناضول، “شعرت أنه لا يريد فقط اعتقالي، بل يريد أن يقتلني، كان يضغط على جسدي بكل قوة، وأنا فوق الصخور، حاولت الإفلات منه دون جدوى”، ثم يتنهد ويضيف “نجوت بمساعدة والدتي وشقيقتي، ونساء الحي”، وشدّد قائلاً “لن يثنيني ذلك، سأظل أشارك في المسيرات الأسبوعية، حتى نحرر بلدنا من هذا الاحتلال”.

ويؤكد التميمي “هذه الأرض أرضنا سندافع عنها بالحجر، بكل ما يمكننا به، بالمقاطعة للمنتجات الإسرائيلية، بـ…..”.

محاولة اعتقال الطفل التميمي، والاعتداء عليه بالضرب، دفع بوالدته ناريمان التميمي وشقيقته عهد (13عاما)، وبنساء الحي، لإنقاذه وتخليصه من بين يدي الجندي، إذ تعرض الأخير إلى الضرب بالأيدي من قبل النساء.

تسرد الوالدة ناريمان “لم أكن في تلك اللحظة أفكر بشيء، سوى تخليص طفلي من الاعتقال، النساء يتحولن إلى لبؤات عند المساس بأطفالهن، هذا ليس غريبا”، وأضافت بالقول “كان الجندي ممسكا للطفل بكل قوة، رغم أنه مصاب بكسر في يده، شعرت أنني أفقده، لا يمكن أن أصف تلك اللحظات”.

والتميمي سبق أن تعرضت للاعتقال خمسة مرات، وأصيبت عدة مرات بجروح، كان آخرها بالرصاص الحي في الفخذ، يوم 20 تشرين ثاني/نوفمبر 2014، وقتل شقيقها في مسيرة النبي الصالح الأسبوعية، إلا أنها تقول “لن يثنينا ذلك عن المواصلة، زرعت المقاومة في نفوس أبنائي أجهزهم بنفسي للمشاركة حتى باتوا يسبقونني لذلك”.

وكانت، شقيقة الطفل محمد، الطفلة عهد التميمي تسلمت جائزة “حنظله للشجاعة” عام 2012، الممنوحة لها من قبل بلدية “باشاك شهير”، في إسطنبول، لشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي، والتقت في حينه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (رئيس الجمهورية الحالي) وعقيلته.

تقول عهد لمراسل الأناضول “لم نخف من الجيش الإسرائيلي، لن تخيفنا قوتهم ولا سلاحهم، نتقن التعامل معهم، اعتقلوا والدي ووالدتي، تعرضوا لنا بالضرب، قتلوا خالي، وعمتي، ليس لشيء سوى أننا ندافع عن أرضنا”، مضيفةً “الجندي حاول اعتقال شقيقي، لكني لم أسمح له، كنت على استعداد لأفعل أي شيء”.

وتعد عائلة التميمي واحدة من أبرز العائلات الفلسطينية، المقاومة للاحتلال، وتشارك في المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان منذ العام 2009.

بدوره أفاد رب الأسرة “باسم” لمراسل الأناضول “أنا مثل أي أب أخاف على أبنائي، ولكن لا نعرف المكان الآمن، هذا العدو موجود بحياتهم بكل تفاصيلها، لذلك زرعت المقاومة في نفوسهم لخلق جيل التحرير”.

وبخصوص حادثة الاعتداء على طفله محمد، يعلّق باسم ” لحظة انقضاض الجندي على طفلي توقعت كل شيء، جندي بكامل عتاده يضع كل ثقله على طفل مكسور اليد، يعني أنه ينوي قتله لا اعتقاله، هذا يمثل عنصرية الاحتلال ووحشيته، هو يتلقى أوامره من قادته”.

وكان باسم اعتقل 11 مرة لدى الجيش الإسرائيلي، وتعرض للتعذيب الشديد، مما أدى إلى إصابته بغيبوبة مدة 10 أيام، وتعرض للإصابة مرات عديدة.

وكانت القوات الإسرائيلية أخطرت عائلة التميمي بهدم منزلهم، بحجة “البناء بدون ترخيص”، برغم إقامة جزء من البناء عام 1964، أي قبل الاحتلال الإسرائيلي، “هم يستهدفوننا بشكل خاص”، يضيف باسم.

ولباسم التميمي أربعة أبناء، جميعهم دون استثناء تعرضوا للإصابة والاعتداء، إلاّ أن رب الأسرة يؤكد أنهم ماضون في طريق مقاومتهم للاحتلال.

وعادة ما يستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والمياه العادمة، والرصاص الحي، لتفريق المسيرات التي تنطلق بعد صلاة الجمعة أسبوعيًا، في بلدات نعلين، وبلعين، والنبي صالح، غربي رام الله (وسط الضفة)، وكفر قدوم غربي نابلس (شمال)، والمعصرة غربي بيت لحم (جنوب).

وبدأت إسرائيل بناء جدار فاصل بين الضفة الغربية و”إسرائيل” في 2002، بحجج أمنية مفادها “منع تنفيذ هجمات فلسطينية ضد إسرائيل”، إبان انتفاضة الأقصى عام 2000.

ووفق تقديرات فلسطينية، فإن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار، وحدود 1948 (إسرائيل)، بلغت حوالي 680 كم مربع، عام 2012، أي نحو 12% من مساحة الضفة، منها حوالي 454 كم مربع أراضٍ زراعية ومراعٍ ومناطق مفتوحة، و117 كم مربع مستغلة للمستوطنات والقواعد العسكرية، و89 كم مربع غابات، إضافةً إلى 20 كم أراضٍ فلسطينية مبنية.

* وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

23
  • morchid
    الإثنين 31 غشت 2015 - 04:23

    اين هما الدواعش الذين يدعون الجهاد ،اقول لهم انظروا الى هؤلاء النسوة الابطال المجاهدين الاحرار ليس مثلكم ملأتم بلاد الرافدين رعبا وخرابا تكملون مابدأأه بوش وحلفاؤه ..تحيا فلسطين

  • نورالدين
    الإثنين 31 غشت 2015 - 04:55

    ا نكم تواجهون ابشع احتلال يعتمد على التصفية العرقية لكل الفلسطينيين بما فيهم الاطفال بعد مذبحة 560 طفل في غزة واحراق حيا رضيعا عمره18 شهرا.فالعالم في نوم عميق ,والجيوش العربية تبرز عظلاتها على شعوبها,والحكام في غيبوبة دائمة بمن فيهم عباس [مساند شارلي] .فالصهيونية ا صبحت ارعب من النازية.

  • حمزة
    الإثنين 31 غشت 2015 - 08:49

    اين هم الدواعش من هذا ؟؟؟
    فلسطين هي المكان الوحيد للجهاد و الله ادمعت عيناء و انا اقرأ المقال

  • Ghizlane
    الإثنين 31 غشت 2015 - 09:02

    معكم الله يا أهل فلسطين…و الله لم أرى لقوتكم و صبركم و شهامتكم مثيييييل….أما نحن ما عدنا غا كيليميني يخافو من سراق الزيت و أنا أولهم…

  • حبيب
    الإثنين 31 غشت 2015 - 09:04

    اين هي ديموقراطية الغرب التي يريدون نشرها في الشرق الاوسط؟ الجبناء يسكتون عن الظلم خوفا من الصهيونية العالمية و الدول العربية الرجعية تريد محو المقاومة.

  • ABDO
    الإثنين 31 غشت 2015 - 09:16

    الله ينصركن يانساء فلسطين العز والصح والمعقول، خلينا من نساء مسلسلات مهند وسامحيني وأين أبي٠٠٠ والمغنيين لمجرد وحاجيب وشرين وأسبرين وكوكايين و٠٠٠

  • مـــــوحــــى
    الإثنين 31 غشت 2015 - 09:22

    فلسطين يا مهد الانبياء .طبعا والانبياء والرسل يبعثون لتقويم سلوك الساكنة. وبعث النبياء بتلك البقعة. هو دليل عن ان سكان تلك البقاع من اصعب واعوج الناس كانوا هودا او نصارى او مسلمون.عرب كانوا او عبريون تعننت اسرائيل . هذا قول العرب ارهاب العرب هذا قول اسرائيل . القدس مهد اليانات وبالتالي ملك الموحدين ومكة ملك المسلمين وليست ملك بني سعود

  • عماد
    الإثنين 31 غشت 2015 - 09:22

    واو ما هذه الشجاعة؟ عائلة رائعة يفدون روحهم من أجل الدفاع عن فلسطين الغالية، أما الكيان الصهيوني فلا يعرفون رحمة ولا شفقة ولكن الله تعالى أشد عقوبة منهم فلينتظروا إلي يوم القيامة،

  • yassin
    الإثنين 31 غشت 2015 - 09:36

    الحمدلله كم فرحت أن الطفل نجى من يد الجندي المستبد ارجو من الله العلي القدير ان يحمي العائلات الفلسطينية المتبقية اللهم امين وكن عونا لهم من العدو المتجبر يالله. اللهم آمين

  • fils d'Adam
    الإثنين 31 غشت 2015 - 10:18

    Ce peuple a perdu toute humanite en s'en prenant a des enfants, l'entite israelienne perd toute legitimite a pretendre vivre dans cette region .

  • Ayoub ZH
    الإثنين 31 غشت 2015 - 10:36

    حسبي الله ونعم الوكيل ووووووووووواعباد الله قلبي كيتحرق كيما كيتحرقو اباء و امهات الشهداء

    وحسبي الله ونعم الوكيل في السيسي واتباعه وكل من ساعد الصهاينة لا من قريب ولا من بعيد الله يخد فيهم الحق ويرنا فيهم قدرته انه على كل شئ قدير .

    الرحمة لشهداء والشفاء للمرضي والصبر لاباء و لامهات الشهداء الله يرزقهم الصبر وسلوان
    والله ينتقم من الصهاينة ومن ساند صهاينة يارب

    عن نفسي افتخر بمقاومة وباهل فلسطين وبخصوص اهل الغزة لا يخافون لا من تهديد ولا انواع الاسلحة وان شاء الله العزة لكم والخدل والعار والمدلة للصهاينة ومن ولاهم من حكام العرب

  • محمد
    الإثنين 31 غشت 2015 - 10:59

    إن مثل هؤلاء الناس المستعدة للموت من أجل الأرض و الولد ليستحقون منا كل التقدير و الإحترام…

  • المصطفى بن باسو
    الإثنين 31 غشت 2015 - 11:02

    الحمد لله على نجاة الطفل الحمد لله على فرج الله والله معكم والله هو ناصركم وانتم لله والحمدلله

  • منير
    الإثنين 31 غشت 2015 - 11:23

    الله محفضه أطفال المسلمين يارب العالمين ياد جلالي و إكرام

  • سكينة
    الإثنين 31 غشت 2015 - 11:29

    رغم الالم الا ان ابتسامة الطفل محمد في الصورة الرابعة اسرتني وابكتني.. اللهم انصر المظلومين اينما كانوا يارب يارب

  • أركاخو
    الإثنين 31 غشت 2015 - 11:35

    اعانكم الله اما حكام المسلمين فهم وراء السلطة والمال

  • ابو عبد الرحيم
    الإثنين 31 غشت 2015 - 14:34

    العالم الغربي لا يعرف الا منطق القوي اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا

  • يسين العمري
    الإثنين 31 غشت 2015 - 15:15

    فتنظر صاحبات صايتي حريتي و قلة الحياء فلتنظر °°°° ممثلة البورنو و غيرهن من نفس الشاكلة و العينة الوسخة إلى هؤلاء اللبؤات.
    هؤلاء هم النساء اللواتي ينبغي الانحناء احتراما لهن و تقديرا

  • sanaa
    الإثنين 31 غشت 2015 - 16:18

    يارب تحميكم ارض فلسطينة النصر لكم

  • abdoss
    الإثنين 31 غشت 2015 - 16:23

    شعب فليسطين ما لهم غيرك يا الله

  • غيور و ما باليد حيلة
    الإثنين 31 غشت 2015 - 22:29

    ان مثل هؤلاء النساء لاتولدن مرتين و ان مثل هذا الشعب لا تلده الا أمهات من نوع خاص و من فصيلة نساء بل حور الجنة
    اللهم قوِّ شوكتهم و تهزم أعداءهم و أرزقهم هيبة و شجاعة لم تؤتها أحداً من العالمين
    أقول لكم والله لن يحرر القدس الا مثل هؤلاء الأطفال
    أما الذين يدعون الإسلام و ممثلي المسلمين أياًّ كانوا داعشيين أو سعوديين او مصريين فلا خير يرجى من ورائهم بل هلم بنا نصلي عليهم صلاة الجنازة

  • Karl
    الثلاثاء 1 شتنبر 2015 - 00:01

    لانهم انقرضوا اسود التوحيد مند انتهاء اخر خلافة وهي العتمانية فلم يجدوا من يدافع عنهم ولاملجا لهم الى الله ودفاع عن ابناءهم الى الاستشهاد

  • عبد الطيف
    الثلاثاء 1 شتنبر 2015 - 19:01

    اللهم انصرهم نصرا عزيزا تعز به الدين وترفع به راية المسلمين الهم امين يا رب العالمين.

صوت وصورة
لقاء أخنوش بوفد من الكونغرس
الإثنين 25 مارس 2024 - 14:41

لقاء أخنوش بوفد من الكونغرس

صوت وصورة
مبادرة إفطار صائم بالعيون
الإثنين 25 مارس 2024 - 13:40

مبادرة إفطار صائم بالعيون

صوت وصورة
تشجيع الشباب على المشاريع الفلاحية
الإثنين 25 مارس 2024 - 12:11 1

تشجيع الشباب على المشاريع الفلاحية

صوت وصورة
شاطئ الرباط في حلة جديدة
الإثنين 25 مارس 2024 - 00:30 7

شاطئ الرباط في حلة جديدة

صوت وصورة
خارجون عن القانون | قتل أخوين
الأحد 24 مارس 2024 - 23:30 2

خارجون عن القانون | قتل أخوين

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | صمود أندلسي
الأحد 24 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | صمود أندلسي