في شارع هادىء في سوخومفيت سوي 55، إحدى أهم المناطق التجارية في العاصمة التايلاندية، وقف بائع طعام متجول بجوار آنية بها كرات لحم ونقانق، يختلس النظرات من حوله.
وقال البائع الذي طلب عدم ذكر اسمه، :”أنا أخاطر بوجودي هنا وأنا قلق جدا، ولكني بحاجة إلى المال”.
بانكوك، مدينة معروفة منذ فترة طويلة بثقافتها المتعلقة بطعام الشوارع، ولكنها بدأت فجأة تواجه ما لم يكن متوقعا: حكومة تسعى إلى حظر طعام الشارع. وقد بدأ تطبيق الحظر بالفعل قبل أيام في أحياء شهيرة مثل ثونج لور، وإيكاماي، وفرا خانونج.
وقد أثار كبير مستشاري حاكم بانكوك عاصفة في وسائل الإعلام المحلية قبل أيام عندما أعلن أن الحظر سيتوسع ليشمل جميع أشكال طعام الشوارع في العاصمة التايلاندية قبل نهاية العام الجاري.
ووفقا لما نقلته صحيفة “ذا نيشن” عن المستشار وانلوب سواندي فإن الهدفين التاليين للحكومة سيكونان (الحي الصيني) و”حي خاو سان رود” السياحي الأشهر في العالم لذوي الميزانية المحدودة.
وأضاف :”يحتل الباعة الجائلون الشارع منذ زمن طويل، وقد وفرنا لهم بالفعل أماكن لبيع طعامهم وبقية منتجاتهم بصورة قانونية في السوق، ولذلك لن يكون هناك أي تساهل في الأمر”.
وأضاف :”سيتعين على جميع الباعة الجائلين المغادرة”.
وقضى البائع المتجول ثونج لور اليوم الأول لتطبيق القرار متنقلا بدراجته البخارية، المجهزة لتكون كشكا لبيع الطعام، بين الممرات الصغيرة بحثا عن زبائن. وعندما حل الظلام، قرر اغتنام الفرصة والوقوف لبعض الوقت على الطريق الرئيسي.
وقال :”أنا مذعور الآن … الأمر يبدو وكأنهم يحاولون سلب مالي وسعادتي”.
وثونج لور هو أحد أكثر أحياء المدينة ثراء، وبه مطاعم وملاه ليلية راقية وباهظة التكاليف. وفي نفس الوقت يفد إليه كثير من التايلانديين من المنتمين للطبقة العاملة.
و يعتمد حراس الأمن و المتخصصون في التدليك وعمال متاجر التجزئة وعمال المطاعم الفاخرة وغيرهم، ممن تتطلب وظائفهم أن يأتوا إلى المنطقة على طعام الشارع لكونه يوفر بديلا رخيصا وسريعا وأيضا لذيذا.
تقول جاو، وهي أخصائية تدليك، :”إنني قلقة جدا، فإذا لم يكن هناك طعام في الشارع حولنا، فإن خياري الوحيد سيكون تناول طعام من 7-إليفن”.
وتضيف :”هذا لن يكون جيدا لصحتي. ولكن ليس لدي وقت للذهاب لأي مكان آخر عندما أكون في العمل”.
وفي ليلة الثلاثاء الماضي، لجأ كثيرون من أصحاب أكشاك الطعام المتجولة إلى الممرات الصغيرة، حيث ظلت سلطات إنفاذ القانون متراخية، ولم يتبق سوى عدد قليل من أكشاك الطعام المتنقلة في الطريق الرئيسي الممتد لـ2.5 كيلومتر.
واعتبرت شبكة “سي.إن.إن” أن قرار السلطات في بانكوك بشأن طعام الشوارع قد جاء في وقت غريب، حيث جاء بعد شهر واحد من إعلان المدينة أبرز مقصد لطعام الشارع في العالم للعام الثاني على التوالي.