السلطات الإسبانية تخسر رهان السيطرة على مراكز العبادة الإسلامية

السلطات الإسبانية تخسر رهان السيطرة على مراكز العبادة الإسلامية
الأحد 19 غشت 2018 - 17:00

ما زال شبحُ التطرُّف والإرهاب يُطلُّ على المشهد السياسي المنقسم في إسبانيا، تزامناً مع الذكرى الأولى لهجمات برشلونة وكامبريلس، التي أودت بحياة أكثر من 13 شخصا وإصابة 150 آخرين. وتظلُّ الجارة الشمالية للمملكة أوَّل عشٍّ يفرِّخُ الإرهاب في أوروبا، كما تُشكّل مرتعاً خصباً يدلف منه الداعون إلى الجهاد ومبايعة تنظيم “داعش”، الذي باتَ يراهنُ على الأجيال الثانية من المهاجرين الذين يشكلون تهديداً قويا للبلاد.

وفي هذا السياق، كشف تقرير نشرته صحيفة “لا ريوخا” عن عجز الداخلية الإسبانية عن السيطرة على مراكز العبادة والمساجد بإسبانيا، مؤكداً أنه بالرغم من إعلان السلطات، بعد الهجمات الإرهابية، إجراءات لتعزيز الضوابط على الأئمة والمساجد في جميع أنحاء البلاد، فإن الداخلية لا تستطيع السيطرة إلا على 10 من مراكز العبادة الإسلامية، في الوقت الذي يوجد أكثر من 1.586 مركزا للعبادة ومسجدا بشكل رسمي، منهم أكثر من 100 مرتبطون بالسلفية، و80 يحملون أفكارا إرهابية.

ويبلغُ عدد الجالية المسلمة بإسبانيا حوالي مليوني مسلم، من بينهم من يتبع الأفكار المتشددة التي تدعو إلى الإرهاب والتطرف، وهناك العديد من الذين ينتمون إلى جماعات إسلامية تنشطُ في أوروبا. وفي هذا السياق، أوضح الفاعل الحقوقي، عبد الإله الخضري، أن “إقرار الحكومة الإسبانية بعجزها عن السيطرة على المساجد ومراكز العبادة، وكذلك الحكومات الأوروبية برمتها، لا يعني فشلها أو انهزامها أمام التطرف والإرهاب وعدم قدرتها على مواجهته”.

وأضاف “نحن أمام حكومات ديمقراطية، ملتزمة بالقواعد الديمقراطية، ومنضبطة لقوانين بلدانها، التي تمنعها من اقتحام خصوصيات الناس دون دليل حاسم، أو التجسس عليهم أو مطاردتهم بدون أوامر قضائية أو قيود قانونية، وهذا يدل على رقي هذه الحكومات والتزامها بروح مبادئ حقوق الإنسان”.

وتوقف الخضري عند الأجهزة المغربية، المكلفة بمكافحة الإرهاب، التي تشتغل بطريقة فعالة مباشرة وغير مباشرة. وأضاف “ربما قد تكون غير آبهة بأي عقبات أو قيود، كيفما كانت أوصافها، وتحارب على كافة الجبهات الاستخباراتية، تنسيقا مع أجهزة دول أخرى، أو بابتعاث جواسيس ربما، أو بالتنصت على المكالمات، أو أي من الوسائل الكفيلة بالتقاط الخيط الرفيع”.

ويرى الحقوقي المغربي أن “التنسيق الأمني والاستخباراتي بين المغرب والدول الأوروبية، بشأن تحركات المشتبه بهم، خطوة حيوية وضرورة يمليها الواقع، نظرا إلى تطور أساليب الإرهابيين، لكن مع مراعاة مبادئ حقوق الإنسان في حدودها الدنيا”، مؤكداً أن “الاستهداف يعني أشخاصا تتوفر ضمانات منطقية وموضوعية بتورطهم في تبني فكر الإرهاب، وعزمهم على القيام بسلوكيات إجرامية”.

‫تعليقات الزوار

10
  • حنان
    الأحد 19 غشت 2018 - 17:12

    لابد من وضع استراتيجية محكمة منطلقها,إدماج الشباب بصفة عامة وانخراطهم في الحياة من خلال توفير ظروف أحسن للعيش عبر توظيفهم,ومن تم اجتثات العناصر المتطرفة والزج بها في السجن مع الأعمال الشاقة حتى لا يتسنى لغيرهم نهج طريقهم المسيء للإسلام والمسلمين.

  • Jadamalih
    الأحد 19 غشت 2018 - 17:19

    غير صحيح المساجد في الغرب يدروها حلف الناتو .الناتو اصبح يتبنى الاسلام المتطرف ودلك لمحاربة المسلمين

  • ابو وليد
    الأحد 19 غشت 2018 - 17:54

    لا يا سيدي، إنما يجنون ثمار سياساتهم ،ارادوا ان يطمسوا الحق بالباطل ولكن انقلب السحر على الساحر

  • Mohammed bin abdellah
    الأحد 19 غشت 2018 - 17:54

    عجبت لأمر هذا الزمان و حماقاته. كل ما هو إسلامي فهو يحارب أو يحذر منه مع العلم أن الإرهاب صنيعة شيطانية بأيادي غربية. والعجيب أن حتى في دولنا الاسلامية وقعنا في الفخ فأصبحنا نحارب ديننا حهارا نهارا وتعويضه بدين جديد "sur mesure" يحير العقول ويلبي الشهوات. أضعنا هويتنا و خربنا عقول شبابنا فأصبحوا ضحايا الإلحاد و المخدرات والجهل و التقليد الأعمى في كل شيء بذون ضوابط. نعم اتبعنا أهواء فساقنا أضعنا.
    المسلم لا يسفك دما أو يهتك عرضا ولو كان في حرب. هذا هو إسلامنا

  • Anir
    الأحد 19 غشت 2018 - 17:57

    الحل هو غلق تلك المساجد .ومن أراد يصلي فاليصلي في داره.
    هؤلاء هل ذهبو إلى اسبانيا قصد تحسين وضعيتهم المعيشيه بعد ان ضاقت بهم الدنيا في بلدانهم وكاد الجوع ان يفتك بهم او ذهبو من اجل ترويع محتضينهم؟

  • كرين
    الأحد 19 غشت 2018 - 19:02

    هل السلطات المغربية تسيطر على المساجد و الكناءيس ؟؟

  • nihilus
    الأحد 19 غشت 2018 - 21:23

    العدو وراءكم والبحر امامكم، إذن لماذا تحاربون البحر مرتين؟

  • Simo
    الأحد 19 غشت 2018 - 22:56

    ينبغي على السلطات الاسبانية محاربة الفكر المتطرف بادماج الشباب في المجتمع وينبغي على المسلمين احترام الدولة وقوانينها فهم في دولة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان كثيرا. اما التطرف فهو يضر بكافة المسلمين هناك ويشوه صورة الاسلام. وهذا مخالف لتعاليم الاسلام

  • Fatima
    الإثنين 20 غشت 2018 - 00:21

    الاسلام دين يسر وليس بدين عسر.والتطرف مجرد اختراع من طرف أناس لا ملة لهم ولا دين ودرايتهم بالدين ومعالمه جد محدودة ليس لهم دور سوى حفظ الكلام الملقن قصد استظهاره. وبالتالي تشويه صورة ديننا الحنيف الذي يهدف إلى نشر الأخلاق الحميدة بين الناس. ومن أراد أن يستعرض جهله بالدين فليذهب لمسقط رأسه، لا في بلد أعطته ما لم يكن يحلم به يوما .

  • المختار العمراني
    الإثنين 20 غشت 2018 - 01:29

    أولا يكذب من يقول اﻹرهاب ينطلق من المساجد.. كل مساجد أوروبا أو جلها بها كاميرات.. عقول الشباب هي التي تغزى لعدم الوعي… وجهلهم للغة العربية و الدين اﻹسلامي السمح. و المسؤولية يتحملها مسؤولوا المغرب و إسبانيا.. لتغاضيهم عن تدريس العربية و الأخلاق اﻹسلامية. فتكون النتائج عكسية. إن تعلم الشباب اللغة اﻷم، سيمكنهم من البحث و اﻹطلاع عن الشرع و تتعدد لهم مصادر المعلومة.. و يكون لهم احتكاك بأستاذة و فقهاء متمكنين..

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 7

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير