ملفات حارقة تنتظر الرئيس التونسي الجديد .. بطالة وفساد واقتصاد

ملفات حارقة تنتظر الرئيس التونسي الجديد .. بطالة وفساد واقتصاد
الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 01:45

سيكون على الرئيس التونسي الجديد، قيس سعيّد، رفع تحديات كثيرة؛ لعلّ أبرزها التوصل إلى تشكيل حكومة تكون شريكا فاعلا له لتنفيذ خططه: إنعاش الاقتصاد، ومكافحة البطالة والفساد وعجز الخزينة، وتحسين الوضع الأمني، وأيضا بدء العمل على لامركزية سياسية موسعة.

وتشمل الملفات الحارقة التي أمام أستاذ القانون الدستوري المنتخب بغالبية الأصوات صلاحياته الدستورية، وأيضا ما لا يخصه مباشرة.

هل ننتظر تغييرا في السياسة الخارجية للبلاد؟

دبلوماسيا، قدم سعيّد (61 عاما) الذي لا يمتلك خبرة في السياسات الخارجية وليست له شبكة علاقات خارجية، “مواقف ومبادئ أكثر منها خططا عملية واضحة”، وفقا لخبير العلاقات الدولية توفيق وناس.

وظهر ذلك خصوصا في مساندة قوية أبداها سعيّد لـ “تجريم التطبيع” مع إسرائيل واعتباره “خيانة عظمى” ودعم القضية الفلسطينية، ما جعل منه “بطلا قوميا” في نظر أنصاره.

ويمكن تلخيص تصريحات الرئيس المنتخب بخصوص الملفات الخارجية في “الإبقاء على ثوابت الدولة وتعهداتها الخارجية”، بالإضافة إلى أنه يدعو إلى أن تكون تونس “قوّة اقتراح” لحل مشكل النزاع في كل من سوريا والجارة ليبيا.

يقول وناس، وهو دبلوماسي سابق لدى الأمم المتحدة، “لا ننتظر تغييرا جذريا في سياسة تونس الخارجية”، ولكن في المقابل “يمكن أن نرفع بعض الضبابية والغموض” في موقف تونس تجاه الوضع في سوريا وإمكانية إعادة العلاقات التي قطعها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في 2012.

تترأس تونس هذه السنة جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى أنها ستكون عضوا في مجلس الأمن.

وأعلن سعيّد أن زيارته الأولى إلى الخارج ستكون إلى الجزائر، متمنيا أيضا زيارة ليبيا.

أوروبيا، يري وناس أنه “سيكون هناك تواصل في العلاقات مع فرنسا والاتحاد الأوروبي”، وهو ما أكده سعيّد حين سئل عن فرنسا قائلا “علاقاتنا استراتيجية”.

ماهي أبرز التحديات الأمنية؟

ما تزال حال الطوارئ سارية في البلاد إلى نهاية العام الحالي، وتم إقرارها إثر هجمات شنها مسلحون في 2015 استهدفت سياحا وأمنيين وعسكريين.

وتقلصت وتيرة الهجمات التي انطلقت منذ 2012 لكنها لم تنته. في نهاية شهر يونيو الفائت، هزّ تفجيران انتحاريان العاصمة تونس أسفرا عن مقتل عنصر أمن ومدني وإصابة سبعة أشخاص بجروح، ما أعاد ملف “الإرهاب” إلى دائرة الضوء.

وخلال المناظرة التلفزيونية التي جمعته بمنافسه نبيل القروي، الجمعة، دافع سعيّد عن فكرة مقاومة الإرهاب بالتعليم وتدريس الفلسفة في المدارس “لحماية” الشباب من هذه الآفة.

وجعل الرئيس المنتخب من التعليم والصحة والمرافق العمومية وملف المياه أولويات له، واعتبرها تدخل في نطاق الأمن القومي الذي هو من صلاحياته بموجب الدستور التونسي.

كيف سيعالج المسائل المتعلقة بالأزمة الاقتصادية؟

لا يملك سعيّد مجالا واسعا للتدخل في مجال الاقتصاد الذي يعتبر حكرا على الحكومة.

جزء كبير من الذين انتخبوه يرون فيه الرجل القادر على مقاومة الفساد والقيام بإصلاحات اقتصادية واجتماعية تمكّن من الحدّ من البطالة والتضخم في البلاد.

لا يملك سعيّد في هذا الملف سوى تقديم مشاريع ومقترحات قوانين للبرلمان من أجل خلق فرص عمل للشباب مثلا.

هل بالإمكان أن يطبق فكرة “لا مركزية السلطة”؟

ينطلق سعيّد في مقترحاته من شعار رفع خلال ثورة 2011 “الشعب يريد”، ويقدم فكرة توزيع السلطة على مجالس جهوية في مختلف مناطق البلاد، ما يسمح بإرساء “الديمقراطية المباشرة”، وفقا لتعبيره.

ومن الصعب أن تتفق كتل البرلمان المشتتة والمتنوعة على هذا المقترح. في المقابل ربما يحظى بدعم من الكتلة الأولى، حركة “النهضة” (52 نائبا من مجموع 217)، التي دعت أنصارها للتصويت لسعيد في الدورة الرئاسية الثانية.

وما يزال مشروع إحداث توازن بين المناطق الداخلية في البلاد عبر لامركزية السلطة، الذي كان مطلبا جماهيريا خلال ثورة 2011، قائما. إلا أن الطبقة السياسية لم تكن حريصة على تنفيذه بالشكل الذي يقنع التونسيين.

وتمت المصادقة على قانون الجماعات المحلية قبيل الانتخابات البلدية منتصف العام 2018 من أجل منحها تفويضا وسلطات أوسع في اتخاذ القرارات، لكن تطبيق ذلك لم يلق صداه على أرض الواقع لخلافات سياسية في تركيبة المجالس.

وتقول نسرين جلايلية، رئيسة منظمة “بوصلة” التي تتابع الشأن البرلماني في تونس، “رفض وزراء ونواب فكرة توزيع السلطة (…) وسيكون هناك دفع جديدة لفكرة اللامركزية” مع وجود رئيس يتبنى الفكرة.

*أ.ف.ب

‫تعليقات الزوار

12
  • Said
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 02:08

    للاسف لاتنفع حسن النوايا في معالجة الامور لان المشاكل قديمة يصعب على اي شخص معالجتها في اقرب الآجال والشعب لن يسمح بالتأخير والمعارضة ستبدأ نفث سمومها من التيام الاولى للرئيس الذي لن يجد الوقت الكامل لمعالجة المشاكل القديمة الجديدة وسيبدأ بالدفاع عن نفسه الى ان تضيع السنون وتبدأ العجلة من جديد.عكس مانراه في الغرب.

  • said soussi
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 02:17

    كيقولو الرسالة كتعرف من العنوان ديالها وهاذ السيد العنوان اديالو النظافة إذن ما علينا غير نتاظرو تونس قوية في جميع المجالات وراهم بداو بحملة رئيس نظيف لتونس نظيفة وأخرج الشعب كله كينظف الشوارع والأزقة

  • Sam.. italy
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 02:58

    المهم وصلت الفكرة للمشككين في ثورات الشعوب المضطهدة العربية واللتي اسموها خريف عربي مكرا وغدرا …جنود المفسدين والطغاة. .

  • محمد طنجة
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 03:25

    سرعان ما سيفشل فشلا ذريعا…فاضافة الى ما ذكرتم….سيحاربه لوبي الاحزاب حيث لا حزب يدافع عنه..ولوبي الفساد المتغول…وبلد منهار بعد "ثورة"…

  • Aziz
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 03:45

    رجل محترم فاز بانتخابات نزيهة..ولكن أجزم أن أبناء فرنسا غير الشرعيين لن يدعوه يعمل لصالح البلاد و العباد

  • الصبر مفتاح الفرج
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 05:25

    رئيس يدعمه شعبه لابد وأن يحقق مطالبه إن إستطاع أن يصلح القضاء ويبعد المفسدين عن سدة الحكم ،مع الرئيس الجديد سيتقدم البلد رغم ضعف الإمكانيات و دفع الجزية كجميع دول العالم الإسلامي التي لا مناص منها لكنه سيعمل على تقليص حجمها قدر المستطاع ، الفساد والبطالة وقود نار الفتن.

  • يستحيل تحقيق ...
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 06:23

    … لامركزية وطنية مع استحكام مركزية دولية.
    بعد فشل تجربة نظام الاقتصاد الاشتراكي في العالم ، صار النظام الراسمالي هو السائد في العالم ، وصار الحراك الاقتصادي الوطني مرتبط باستثمارات الراسمال الدولي.
    السؤال المطروح هو هل توجد لدى دولة تونس موارد مالية تمكنها من تحقيق اللامركزية.
    فكل شبر شبر من ارض تونس وكل قرية قرية وكل حي حي في المدن يحتاج الى بناءات اساسية منها الطرق العادية والسيارة والجسور والسدود ، والمدارس والمستشفيات، كل ذلك يحتاج الى اموال ضخمة غير متوفرة في خزينة الدولة.
    اضف الى ذلك مشكلة بطالة الشباب الذي يحتاج الى فرص الشغل.
    فما هي السلعة المادية المطلوبة في السوق الدولية التي تنفرد بها تونس لتبيعها في السوق الدولية لتربح بها الاموال التي تمكنها من تلبية حاجيات الناس ؟.
    وكذلك

  • ahmadou
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 06:31

    سعيد كان واضحا منذ البداية،
    ليس له برنامج ولا رؤية ولا تصور لكيفية الاصلاح
    لم يقدم وعودا يمكن ان يحاسب عليها
    قال للتونوسيين : يجب أن ينبع كل شيء من الشعب
    وهو مايعني : دبروا رووسكم
    اكبر خدعة سياسية في التاريخ

  • لاديني
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 08:01

    كايبان بأنه صادق، طيب وجاد وينوي محاربة الفساد وتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية، ولكن لازم تكون عند الأحزاب السياسية الأخرى نفس النية باش ينجح، لأن فتونس البرلمان هو اللي عنده صلاحيات أكثر، الرئيس مايمكنش يدير كلشي لوحده..
    الشعب يريد والرئيس يريد، السؤال هل البرلمان سيريد؟؟؟
    مشكل آخر هو أن الشعوب تريد تغييرات فورية ونتائج واضحة وملموسة ولكن من الصعب التوصل الى ذلك فورا، وعلى الشعب أن يتحلى بالصبر شوية لأنه ليس للرئيس عصا سحرية.
    الامتياز اللي عند تونس هو أنها دولة صغيرة وعدد سكانها قلال، وأكيد أن المجتمع الدولي وخصوصا أوربا سيدعمونها لأنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة. ولصالح أوربا مساعدة تونس في استقرار البلاد وتنميته

  • المغاربية
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 10:27

    فاز فوزا سياسيا كبيرا، ورسالته وصلت العالم.
    أبناء فرنسا الحرام لا مكان لهم في شمال افريقيا، الشباب الحر هو من يريد ويطبق، ولا ينتظر حكومة أو غيرها بلا معنى .
    أقواله حفظت في قاع أرواح الشباب المغاربي..وبالنسبة لي فالرئيس قيس سعيد ادى مهمته، وانتهت…لانه قال ووضح الخطوط العريضة، واضحة للشباب المغاربي، كيف تصير سينغافورة في سنتين…
    اتمنى ان لا يبقى الشباب غبيا ينتظر…بل يفهم كلمات الرئيس ويرى الحل لحياته؟

  • الحسين
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 11:40

    فقط اريد ان اذكر ان صلاحية الرئيس في النظام البرلماني محدودة جدا رئيس الحكومة هو الذي بيده هذه الملفات وليس الرئيس.

  • حسن
    الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 14:03

    السلطة المركزية هي السلطة الوطنية الى جانب السلطة المحلية و السلطة الجهوية. لا تمركز للسلطة الوطنية يعني تفويض بعض الصلاحيات للسلطة المحلية و السلطة الجهوية.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب