سمُّور: الدراما السوريَّة متألقة رغم الحرب .. و"باب الحارة" طال كثيرًا

سمُّور: الدراما السوريَّة متألقة رغم الحرب .. و"باب الحارة" طال كثيرًا
الأحد 6 يوليوز 2014 - 09:30

بعد أدائها عشراتِ الأعمال الدرامية، منذُ بدايةِ مشوارهَا الفنِي قبل أربعة وعشرين عامًا، ووقوفها على المسرح القومي بدمشق، واهتزاز ميكروفون الإذاعة لصوتها في “حكم العدالة”، راكمت الممثلة السوريَّة، ليلى سمُّور، ما يجعلُها تقرأُ واقع الدراما في بلادها، اليوم، بكثيرٍ من التقدير، وإنْ كانت الأحداث العنيفة التي تعصفُ به قدْ حدتْ من الأعمال على مستوى الكم.

سمُّور تحكِي في حوارٍ مع هسبريس عن علاقتها بالفنان ياسر العظمة والأدوار التي لعبتها في “مرايا” و”باب الحارة” والباعث الذي كان وراء انسحابها منه بعد الانتهاء من الجزء الثاني، وكيفَ أنَّ الفنان السوري، الذي تصلُ أعماله إلى كل بيت عربي لا يتقاضى أجرًا محترمًا، كما هو الحالُ في دول كتركيا.

ليلى تقول إنها ترفضُ الهجرة إلى خارج سورية، أيًّا كانت الظروف التي تعصفُ بالبلد، ورغم نجاتها لأكثر من مرَّة، من قذائف وقعت على مقربةٍ من بيتها في دمشق، وتبدِي استياءها من تعامل العرب مع النازحِين السوريين، بعدما باب سوريا مفتوحًا على الدوام أمامهم.

سيدة ليلى، مع حلول شهر رمضان، يشدُّ المشاهد العربِي نظرهُ إلى أعمال دراميَّة غالبًا ما تكُون سوريَّة، إلى جانب المسلسلات المصرية. لكن الأحداث العنيفة التي يمُور فيها العالم العربي منذ سنوات، أثرت كثيرًا عما كان يجري تقديمه، ما قراءتك لما آلت إليه الدراما السورية؟

لا شكَّ أنَّ الدراما السوريَّة تراجعتْ من حيثُ عدد المسلسلات التي كانت يتمُّ سنويًّا، لكنَّ ما يعرضُ منها اليومَ، لا يزالُ بنفس الألق الذي عهدناه في سنوات ماضية، وبالجماليَّة التي ألفَ المشاهدُ العربيَّ متابعتها، ولذلك، فإنَّه وبالرغم من الحرب التي نكابدها منذ سنوات، هناك أعمال جديرة بأن تشاهد في الموسم الحالِي.

طيب، لماذَا لمْ تشاركِي في عمل درامِي، خلال الموسم الحالِي؟

المسألة مقترنة بالعروض المتلقاة ومدى تلاؤمها مع الاسم الذي اشتغلت عليه طيلة سنوات، ولا تتعلقُ بالأدوار بطولةً كانت أوْ ثانويَّة، فقد لعبت البطولة في “أسياد المال” و”اثنين ضرب اثنين” وفي حلقات كثيرة في مرايا، كما لعبت أدوار ثانوية في مسلسلات أخرى.. الأهم عندِي هو العمل والسيناريُو، والجميع يعرفُ أنَّ دور بطولة كان سيجمعنِي، في فترةِ من الفترات، ببسام كوسا، في عملٍ سينمائي، إلَّا أنني لمْ أقبل لمَّا وجدتُ أنه غير مناسبٍ لِي.

أتيتِ على ذكر مسلسل “مرايا” الذي حظي بمتابعة كبيرة في العالم العربِي، على مدى سنوات، كيف تنظرين اليوم إلى التجربة التي كنت إحدى من أثثوها؟

مرايا كانت تجربة مهمَّة بالنسبة إليَّ، لأنَّه مسلسلٌ دخل بيوتًا كثيرة في العالم العربِي، وأنا أعزُو وصولي إلى عدد كبير من المشاهدين العرب، إلى ثلاثة أعمال، أولها مرايا، ثمَّ برنامج cbm، وباب الحارة بجزئيه الأول والثاني.

قبل أن أمثل إلى جانب ياسر العظمة في “مرايا”، أنا كنتُ من المعجبات بفنه، أيَّام كنت أدرس في المعهد، لأنه شخصٌ قدمَ “كوميديا سوداء” تندرُ مضاهاتها في العالم العربي، وقد استطاع أن يلامس شريحةً جد واسعة لا في سورية فقط، وذلك سببُ انتشارها الواسع، في اعتقادِي.

طيب، وما الباعثُ الذِي جعلك تغادرين باب الحارة بعدما شاركت في جزأيه الأول والأخير، وعوضتك الممثلة شكران مرتجِي بدءً من الجزء الثالث؟

منتجُو العمل لمْ يتعاملُوا معي باحترامٍ حين طرحُوا مسألة الأجر، وأنا أرى أنني لستُ الوحيدة التي ظلمت، وإنما الممثلون جميعهم، فما كان إلَّا أن اعتذرت رغم أنَّ زميلتي وفاء موصلِي، طلبت مني ألا أقوم بذلك..لك أن تتصور كيف أن عملًا ينتشرُ على نطاق واسع في العالم العربِي وينال الاحترام، فيما لا ينالُ الممثلون فيه ما يستحقُّون، أجور الممثلين في سورية ضعيفة إذا ما قورنت بتركيا مثلًا، رغم أنَّ الأعمال السورية لا تقلُّ أهميَّة.

لمْ تكونِي الوحيدة التي غادرت باب الحارة، كان هناك سامر المصري، وعباس النوري قبل أن يعود، كيف يستطيع المشاهد في نظرك أن يستسيغ تعويض شخصية بأخرى؟

المشاهدُ يألفُ الشخصيَّة في ثوبها الأول ويعتادُ عليها، ويصعبُ عليه إذ ذاك أنْ يتقبلَ من يأتِي محلها، وتظلُّ صورتها في الذهن لصيقة بما كان عند البداية..شكران مرتجي صديقتي وتواصلت معها، ولذلك، أرى أنَّ تغير الممثلين من جزء إلى آخر لا يخدمُ المسلسلِ، وكان بالإمكان أنْ يتوقف “باب الحارة” عند الجزء الثاني أو الثالث، لأن كثيرا من التكرار رافق الأجزاء الموالية.

هناك من يعاتبُ المسلسل، بسبب تقديمه صورًا نمطيَّة عن المرأة خلال فترة الثلاثينات وحصرها في الحريم والطاعة للزوج دون أن تكون لها كلمة أو تمارسَ تأثيرا، هل ذلك صحيحٌ في نظرك؟

للأسف جرى تقديمُ صورةٍ نمطيَّة عن المرأة في العمل، فحتَّى وإن كان سوريُّون قد عاشُوا على ذاك النمط، وجرت معاملة المرأة بتلك الطريقة في بعض الأوساط، إلَّا أنَّ المرأة كانت تخرج وتقومُ بأشياء كثيرة أخرى، ولا تلزمُ مساحاتٍ وراء الأبواب المغلقة دائمًا.

حين نتحدثُ عن سوريا فنحنُ نتحدثُ عن حضارة عمرها 7 آلاف سنة، وفي وقتٍ جد مبكر قياسا بالدول العربية، كانت هناك سينما سنة 1932، كما أنَّ نساءَ خضن تجربة النضال من أجل التحرر، لا بالصورة التي تترسخُ لدى المشاهد، حين يتابعُ نساء باب الحارة والحريم.

لأنَّ سوريا كانت من الدول التي اجتاحها “الربيع العربي”، ما موقفُ ليل سمور، كفنانة سوريَّة، مما يحصل؟

لا أريدُ أن أتحدث في السياسة، لكن ما أوَدُّ قوله، هو إنَّ السوريين جوبهُوا بكثيرٍ من الفظاظة والاضطهاد لمَّا ضاقت بهم السبل وساءت أوضاعهم، لكم أن تنظروا ما يحصل لهم في لبنان، صحيحٌ أنَّ لبنان بلدٌ متواضع من حيث إمكانياته أيضًا، لكن هل يستقيمُ أن يعاملُوا هكذا؟ بعدما فتحنا في سوريا أبوابنا لمختلف الأشقاء العرب الذِين شهدُوا فتراتٍ حالكة من فلسطين ولبنان والعراق.

لمْ نطلق عليهم يوم لقب “نازحين” وعاملناهم كما لو كانُوا أهلنا، لكننا لمْ نلق للأسف أيَّة معاملة كريمة، والجميع يعرفُ الأوضاع التي يكابدها السوريُّون في الخارج.

ألمْ تفكرِي بعد كل ما حصل أن تهاجري إلى الخارج في ظل الوضع الأمني جد المتردي في سورية؟

فكرتُ في الأمر أيَّام كنَّا مهددين في سورية بالضربة العسكرية، لأن بيتي يقعُ في منطقة جد حساسة بالعاصمة، وسبقَ لقذائف أن وقعت أسفل البيت، وانكسر الشيءُ الكثير، لكنني لمْ أرضَ بعدها أن أغادر بلدِي، وعدتُ بعد فترة جد قصيرة في بيروت، وأنا سألزمها الشام ما حييت، ومهما كانت التهديدات، وذاك قراري الذي لن أتراجع عنه، رغم أنَّ عروضًا كثيرة حاولت أن تغريني بالهجرة.

لقد نجوتُ من الموت أكثر من مرة، أحيانا أمرُّ بالسيارة في منطقة من المناطق، ليحصل انفجارٌ بالمفخخات، بعد دقائق من مروري، كما أنَّ القذائف سقطت غير ما مرة أسفل بيتي، وخلال تصوير إحدى الأعمال كدت أصاب بالرصاص، لكني يقيني أنَّ المسألة قدرٌ، وأنَّ الحياة في غير يد البشر.

سؤال أخير، ما الذِي تعرفينه عن المغرب؟

زرتُ بلدانًا عربية كثيرة، لكن لم يحصل أن زرت المغرب للأسف.. في العامين الماضين تلقيت دعوة لحضور أحد المهرجانات، لكن الوضع كان حرجًا هنا في سوريا ولمْ أستطع الخروج، بيد أنني لن أتردد مستقبلًا في المجيء إذا ما دعيت، لأنني رأيت الكثير من الصور عن جماله وسحر مدنه، كما حكَى لي أصدقاءٌ زاروُه عما عاشُوه هناك.

‫تعليقات الزوار

3
  • Pipo
    الأحد 6 يوليوز 2014 - 14:26

    والله اشتقنا لزمن المسلسلات السورية كالكواسر..ماشي الشوهة ديالنا التي يضحكون بها علينا..حاجة وحدة اي باقي شادة للعام التاني هي الكوبل!!..

  • متابع
    الأحد 6 يوليوز 2014 - 18:14

    الدراما السورية الافضل عربيا على الاطلاق بدون.منازع من حيث اختيار النصوص والواقعية في الاداء وفي المشاهد والديكورات والابتعاد عن الاسفاف والتكرار كما هو الشأن بالنسبة للدراما المصرية . اما المغربية فلا تستحق حتى الحديث عنها ووضعها في كفة المقارنة

  • omar bensad
    الأربعاء 30 يوليوز 2014 - 15:30

    سلبت الدراما السورية عقول جماهير كبيرة في العالم العربي، مستفيدة من عدة عوامل، منها خبرة السوريين في المسرح و السينما منذ حوالي مئة سنة، و التجارب المشتركة مع باقي الدول، بالإضافة إلى التدرب على تحسين كتابة السيناريوهات من خلال دبلجة الدراما المكسيسكية ثم الدراما التركية. و قد سارت الدراما السورية نحو أوجها عبر مسلسل "باب الحارة"، و الذي لاقى نجاحا لا يقل عن نجاح المسلسل المصري ليالي الحلمية. و قد عرفت بعض الإخفاقات الوجيزة خلال سنوات ما قبل الأزمة و خلال الأزمة، بسبب عرض مسلسلات تعكس رؤية فئة من النظام الحالي، و التي اتسمت بالركاكة، كمسلسل "ما ملكت أيمانكم" أو مسلسل " تحت سماء الوطن". و لكن عكس ذلك، برزت أعمال ممتازة تشهد على تألق الدراما السورية، كمسلسل "ياسمين عتيق" الذي يحاكي واقع الشام تحت حكم محمد علي، و مسلسل "سكر وسط"، و يعتبر كرؤية لما قبل الثورة، دون أن ننسى المسلسل الأسطورة "ولادة من الخاصرة" بأجزائه الثلاثة (ولادة من الخاصرة 2011 ؛ ساعات جمر 2012 ؛ منبر الموتى 2013)، و الذي نقل بشكل موضوعي ما يحصل في سوريا منذ 2011، و الذي شارك فيه ممثلون موالون و معارضون للنظام الحالي.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 8

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب