شيات: افريقيا تُرسل إشارات إيجابية تجاه الوحدة الترابية المغربية

شيات: افريقيا تُرسل إشارات إيجابية تجاه الوحدة الترابية المغربية
الأحد 9 نونبر 2014 - 00:00

حمَّل الدكتور خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، الاستعمار الأوروبي ما يُعانيه المغرب ومجموعة من دول شمال إفريقيا وباقي القارة من نزاعات سياسية تطورت أحيانا إلى مُجابهات عسكرية دامية.

وثمَّن الخبير في العلاقات الدولية في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، الإشارات الإفريقية الإيجابية تُجاه المملكة المغربية ووحدتها الترابية، متمثلة في التوصية الختامية لاتحاد البرلمان الإفريقي القاضية بضرورة “تحقيق وحدة أراضي الدول الإفريقية”، زيادة على انتخاب رشيد الطالبي العلمي على رأس الاتحاد.

واعتبر المسؤول بأكثر من مركز بحثي مغربي وعربي، أن الأمرين جاءا نِتاجا للتَّحرك المغربي المثمر والطيب داخل الساحة الإفريقية، إضافة إلى رجاحة المواقف المغربية، آملا أن يتجاوز الأفارقة الفكرة التقليدية القائمة على بَلقَنة المشهد السياسي للدول وتأجيج النزاعات والصراعات الحدودية.

إلى أي مدى ترى أن التوصية الختامية للبرلمان الإفريقي القاضية بضرورة تحقيق وحدة الأراضي للدول الإفريقية تصب في صالح الوحدة الترابية للمغرب؟

التوصية تعكس الحضور المغربي المتنامي في الساحة الإفريقية ولو كانت بطريقة غير مباشرة بسبب غيابه على مستوى الاتحاد الإفريقي، لا سيما مع الزيارات المتكررة للعاهل المغربي والمجهود الاقتصادي الذي يحاول المغرب أن يقدِّمه للقارة ويدافع عنها في المحافل الدولية وآخرها الخطاب الملكي في الأمم المتحدة.

التوصية كذلك تشير إلى تفاعل إفريقيا والشعوب الإفريقية مع المغرب وتضامُنها مع وجهة نظر المغرب فيما يخص وحدته الترابية، على اعتبار أن المغرب وإفريقيا لا يحتاجان لمزيد من الانقسامات والحركات الانفصالية غير المبنية وغير المؤسسة والتي هي أصل كل المشاكل السياسية لهذه القارة، بل الحاجة ماسة إلى الوحدة السياسية والإندماج والتكامل والسعي وراء التنمية الحقيقية للدول الإفريقية.

عموما هي إشارة إيجابية بالنسبة للمغرب من طرف مؤسسة إفريقية رسمية، إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل الديبلوماسي والاقتصادي.

انتُخب رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي على رأس الاتحاد البرلماني الإفريقي، ما تقييمك للأمر عموما وارتباطا بقضيتنا الوطنية على الخصوص؟

انتخاب الطالب العلمي على رأس الاتحاد البرلماني الإفريقي مَطمَح مغربي من أجل الحضور السياسي داخل إفريقيا، التي تعتبر أن المغرب ينتمي للمجموعة الإفريقية، وهي إشارة إلى أن وجود المغرب خارج إطار الاتحاد الإفريقي حالة غير طبيعية خاصة أن ما يسمى بـ”الجمهورية العربية الصحراوية” توجد داخل ذات الهيئة، وهي ربما فرصة لتدارك هذا الخطأ التاريخي وأن يعود المغرب لوضعه الطبيعي داخل القارة.

فانتخاب العلمي على رأس الاتحاد وبالإجماع إشارة إيجابية يحتاجها ويستحقها المغرب، على اعتبار أن افريقيا حاضرة في السياسات المغربية كما أن المغرب حاضر في السياسات الافريقية.

هل يمكن أن نقول بأن التوصية وانتخاب العلمي، كفيلتان بـ” تطييب خاطر” المغرب بعد حادثة إطلاق النار الذي استهدفت مدنيين مغاربة على الحدود المغربية الجزائرية الشهر المنصرم؟

يصعب تطبيق المسائل العاطفية على الجانب السياسي، لكن الأمر يعكس أن هناك مجهودا سياسيا مغربيا طيبا وجيدا تُوِّج بهذه الأشكال.

المغرب يجب أن يسعى إلى إزالة “البوليساريو” من الاتحاد الإفريقي وأن يعود إليها، ويجب أن يحظى الأمر بأولويات السياسة الخارجية المغربية. فالاتحاد الإفريقي يَخسر الكثير مُقابل ما يربحه بسبب وجود المغرب خارج الاتحاد، إلا أن الإيجابي أن المغرب يتعامل بطريقة تجعله مندمجا داخل المنظومة الإفريقية مدافعا عن مشاكل القارة ومقدما للمساعدات ومتفاعلا بشكل إيجابي وهي أمور تحسب للمغرب لا عليه.

‫تعليقات الزوار

4
  • محمد
    الأحد 9 نونبر 2014 - 12:52

    مرحبا بالجميع. في كل مرة يتم الاخذ فيها بوجهة نظر متخصص، ينتظر القارئ أن ينوره بتحليل يفوق القراءة الصحفية و الكﻻم الدارج .

  • majid
    الأحد 9 نونبر 2014 - 13:45

    لا أدري لماذا يستمر مثقفوا المغرب في محاولاتهم التقرب من الجزائر.فتجد من يغازل شعبها الطيب ويحاول فصله عن حكامه الأشرار و من يردد علينا أسطوانة الإستعمار هو المسؤول وربما سنقرأ غدا من يتهم الكائنات الفضائية. الشعب المغربي أكثر صراحة منكم ولا يحب النفاق ويعلنها للعالم:المسؤولة هي الجزائر التي تستمر في تنفيد أجندة الإستعمار وتسعى إلى تقسيم المقسم ومن يسعى إلى تقسيم بلدي هو عدوي،حكومة وشعبا لافرق بينهما.

  • احمد الوجدي
    الإثنين 10 نونبر 2014 - 09:34

    تحليل متميز استاذ خالد شيات،نتمنى ان تزول الخلافات بين البلدين الشقيقين،و لعل نجاح تنزيل الحكم الذاتي باقاليمنا الجنوبية بداية الحل الحاسم والواقعي للقضية الوطنية الاولى. بالاضافة الى استعادة المغرب لمكانتة المتميزة بين اشقاء القارة الافريقية.

  • bn3ta
    الإثنين 10 نونبر 2014 - 15:43

    تحليل أكاديمي في المستوى يبين أن الأزمة من افتعال الأنظمة السياسية أما العلاقة بين الشعبين فهي جيدة ولا يمكن إلهاء الشعبين عن معاناتهما بالمناوشات البينية في المناطق الحدودية.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب