مغداد: هكذا تعرّفت على الحسن الثاني وحاورت أميرات القصر

مغداد: هكذا تعرّفت على الحسن الثاني وحاورت أميرات القصر
الجمعة 3 يوليوز 2015 - 09:00

سميرة مغداد، الصحافية الوحيدة المغربية التي حاورت أميرات في القصر المغربي، خاصة الأميرة للّا مريم، عندما كان لها معها حوارين لم تدلِ بعدهما الأميرة بأيّ حوارات للصحافة. غير أن مسار سميرة لا تتوقف عند هذا الحد، فعملها المهني في الصحافة منذ نهايات عقد الثمانينات من القرن الماضي، يختزل الكثير من المحطات، خاصة العمل مع مجلة “سيدتي” في تجربة صحافية نسائية تفرّدت بعيدًا عن اختصار الصحافة النسائية في وصفات الطبخ وصيحات الموضة.

في هذا الحوار مع هسبريس الذي ينشر على جزأين. تتحدث سميرة عن حكايات حواراتها مع الأميرات، وكيف ولجت الإعلام بالصدفة بعدما كانت أمام قريبة من دراسة القانون، وكيف اختارت الالتحاق بالشرق الأوسط كمتعاونة بدل البقاء في وظيفة مضمونة بالقطاع العام داخل القناة الأولى، عارجة على التحقيق الذي أنجزته حول عائلة الكوميسير ثابت، وكيف حققت خبطة صحافية كلفتها تهديدات بالنيل منها.

الجزء الأوّل

اختيارك الصحافة، صدفة قدر أم عن سبق إصرار وترصد؟

مجال الصحافة اختارني بالصدفة على ما أتصور، فبعدما تحوّلت أحلامي من الطب إلى الأدب، كنت أمام خيارين اثنين: دراسة القانون أو الصحافة. واخترت هذه الأخيرة لأنني أحب الكتابة كثيرًا. اجتزت مباراة الولوج إلى المعهد العالي للصحافة وكان يومها الاختبار شفويا لا غير.

أتذكر أنني كنت مرتبكة جدًا لكنني تحديت ارتباكي وحتى استهانة والدي بقدرتي على النجاح في المباراة . فعلا فوجئت بثقتي بنفسي والتخلص من خجلي لأدرس هناك أربع سنوات. ومباشرة بعد تخرجي عام 1989، عملت بجريدة الشرق الأوسط مكتب المغرب، بعد رحب بي مدير المكتب في ذلك الوقت الأستاذ طلحة جبريل كمتعاونة.

قضيت هناك حوالي سنة العمل لألتحق في إطار الخدمة المدنية بالقناة الأولى، وكنت اعتقد انني ساكون في قسم التحرير، إلّا أنهم أرسلوني إلى مصلحة الأرشيف. كان عملًا مملًا لم أجد فيه نفسي، لأقدم استقالتي بعد أشهر قليلة.

المعروف أن الكثير من الخريجين يبحثون عن التوظيف في مؤسسات الدولة بما أن العمل في القطاع الخاص لا يتوفر على ضمانات كثيرة؟

صحيح، فجميع الأصدقاء وزملاء المعهد فوجؤوا لهذا القرار، خاصة أنني لم أكن أتوفر على أيّ ضمانات للتوظيف الرسمي بجريدة “الشرق الأوسط”، فقد حذروني من طيشي، إذ كيف أترك وظيفة مضمونة في القطاع العام وأعود إلى الشرق الأوسط؟ عمومًا لم أجد نفسي في عملي داخل القناة الأولى، خاصة أنني كما قلت لك أعشق الكتابة، ولم أنسجم مع عمل في قسم الأرشيف.

ثانيًا: كيف ولجت مجلة سيدتي؟ وكيف استطعت الوصول إلى إدارتها بالمغرب؟

عندما عدت إلى الشرق الأوسط، كنت أتعاون في الوقت نفسه مع مجلة “سيدتي” ومجلة “المجلة”، وغيرها من مطبوعات الشركة السعودية للابحاث والنشر مثل “الجميلة” ومجلة “هي” وجريدة “المسلمون” . وبعد عامين كمتعاونة مع المجلة كما شرحت وبالصدفة طرح علي منصب تولي رئاسة مكتب سيدتي بالمغرب، بعدما قررت المديرة آنذاك للمجلة هاديا سعيد الالتحاق بالتحرير المركزي بلندن، ومنذ ذلك الحين وأنا مستمرة بعون الله على رأس المكتب.

لكن، لماذا انتقلت قررت الانتقال من “الشرق الأوسط” إلى “سيدتي”، خاصة وأن الجريدة الأولى كانت تحظى بسمعة طيبة في الأوساط الإعلامية لأرقام مبيعاتها الكبيرة؟

في البداية كانت أحلامي كبيرة وكنت فعلا أنوي الاستمرار في جريدة الشرق الاوسط التي اخترتها كجريدة لها سمعة دولية وتعمل وفق الشروط المهنية العالية. لكن حينما أتيحت لي فرصة العمل في “سيدتي” فضلت أن تكون وجهتي الصحافة النسائية خاصة وأنني كنت أحب التعاون مع الاستاذة هاديا سعيد، التي لا أنكر فضلها عليّ في التوجيه والتأثير، فمن لايعترف بفضل الناس عليه لا يعترف بفضل الله. تعلمت منها الكثير وخاصة الاهتمام بأدق التفاصيل والحس الأدبي الذاتي في الكتابة الصحافية.

من الأمور الفارقة في مسارك، أنك كنت الصحافية المغربية الوحيدة التي أجرت حوارًا مع الأميرة للّا مريم مرتين؟ كيف أجريت الحوار للمرة الأولى؟

الحقيقة أن لقائي بالأميرة كان حدثا مهنيا جميلا. شخصيًا كنت معجبة جدًا بالأميرة للامريم وأتابع أنشطتها باستمرار. اللقاء كان بطلب رسمي منا بعثه رئيس التحرير آنذاك الأستاذ مطر الأحمدي للديوان الملكي وطلب مني متابعته. وهكذا ألححت في طلب اللقاء إلى أن جاءت الموافقة في عام 1994، وكانت لحظةاستثنائية في مشواري المهني الذي كان في بداياته الاولى، وقد نشرها الحوار يومها في مجلة هي التي كان يديرها في نفس الوقت الاستاذ مطر الاحمدي .

ما الذي تغيّر في حياتك بعد هذا الحوار؟

لم يتغير شيء سوى أنني أحسست بالفخر والاعتزاز بلقاء أميرة مغربية أصيلة غمرتنا بتواضعها وتعاملها الرقيق. وما أثارني تجاوبها مع أسئلتنا وروحها الجميلة وترحابها بنا في بيتها الأنيق. كنا ثلاثة في ذلك الحوار، رئيس التحرير مطر الاحمدي ومدير مكتب الشرق الاوسط طلحة جبريل وأنا.

لقد سرني كثيرًا أن يمدح رئيس التحرير كفاءتي وأخلاقي أمام سمو الأميرة التي ابتسمت وقالت بلطف “تبارك الله عليك”. أسعدني جدا هذا الإطراء وأن أقف أمام الأميرة كصحافية مغربية مهنية تحظى بثقة مهنيين مسؤولين عن أكثر المجلات العربية انتشارا. ولهذا السبب ربما حظيت بحوار ثانٍ مع سمو الأميرة للامريم مباشرة بعد وفاة والدها الملك الراحل الحسن الثاني. وكان اللقاء مؤثرا مليئَا بالاعتراف لأب رائع وملك عظيم في عيون ابنته الكبرى.

لكن، لم تكن للا مريم الأميرة المغربية الوحيدة التي حاورتيها؟

نعم، فقد حاورت كذلك الأميرة للا حسناء أميرة البيئة، التي تعد شخصية راقية جدا وقمة في التواضع، كما اجريت لقاءً تاريخيًا مع الأميرة الراحلة للا أمينة التي أبهرتني شخصيتها الفولاذية ودرايتها الفريدة في تربية الخيول وفكرها الواسع ومواهبها المتعددة . كما حظيت بشرف لقاء الأميرة الراحلة فاطمة الزهراء ابنة السلطان مولاي عبد العزيز التي تعد شخصية مؤثرة في العمل الاجتماعي والجمعوي.

أعتز أيضا لأنني كنت الصحافية المغربية الشابة الوحيدة تقريبا التي غطت عرس الأميرة للاحسناء من قلب القصر الملكي بفاس في أجواء تاريخية لا تنسى. كنت لأول مرة أرى فيها الملك الراحل قريبا جدا يرحب بضيوفه بنفسه ويتصرف كأي أب عادي سعيد بفرح ابنته، كنت مندهشة أن أرى ملك البلاد على هذا القدر من التواضع والرقي في الوقت نفسه. الوحيدتان اللتان حضرتا ضمن الوفد الصحافي هما الشقيقتان برادلي، دون أن أنسى الزميلة فضيلة أنور التي كانت ضمن طاقم القناة الثانية التي كان يديرها آنذاك فؤاد الفيلالي.

‫تعليقات الزوار

4
  • احمد ازرو المغرب الحبيب
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 10:04

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    لهذا أحببنا ونحب و سنظل نحب الأسرة العلوية الشريفة الأسرة الملكية و نفتخر بمغربيتنا و وطننا الغالي رغم كيد الكائدين و كثرة الحساد ، نقولها للعالم و نشهد الله على أننا فخورين و معتزين بملوكنا و مملكتنا إلى الأبد رحمكما الله يا محمد الخامس و يا الحسن الثاني و نصركم الله يا محمد السادس .
    و شعارنا الخالد: ألله* الوطن* الملك

  • مغربية و افتخر
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 12:35

    المرأة المغربية لها قدرات كبيرة يجب فقط توفير المناخ والامكانيات اللازمة وأتركها تبدع،و نرى ذلك خصوصا في المهجر مقارنة مع النساء الدول العربية الاخرى داءما المغربية تكد و تشتغل وتربي الأولاد وتتميز في شغلها لانها حريصة على الاتقان.

  • محمد احمد
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 13:03

    الصحافة في الدول المتقدمة تحقق وتراقب الحكام وفي المغرب والعالم العربي تتخشع لمجرد لقائهم.

  • عادل المخفي
    الجمعة 3 يوليوز 2015 - 13:21

    العائلة الملكية هي أم العائلات المغربية .
    نجد فيها الثوابت من أخلاق و ثقافة و حب الوطن و المواطنة . ورمضان كريم لكل مغاربة العالم

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات