سهام بوهلال: تفاصيل الجسد تبهرني .. وما يقطع أحشائي يُغريني

سهام بوهلال:  تفاصيل الجسد تبهرني .. وما يقطع أحشائي يُغريني
الأحد 30 أبريل 2017 - 05:00

زاوجت بين البحث الأكاديمي والترجمة والإبداع الشعري والروائي، وتخصصت في التراث العربي القديم.. هذا التعدد الإبداعي جعل المغربية المقيمة في فرنسا سهام بوهلال تجربة فريدة في المشهد الثقافي المغربي والعربي.

أنت مغربية الأصل.. لماذا اخترت الكتابة باللغة الفرنسية؟

أنا إفريقية كجميع المغاربة وأمازيغية عربية أندلسية‫.. وتتلمذت في التراث العربي القديم على يد جمال الدين ابن الشيخ، واخترت الترجمة لتمرير الفكر المنتج باللغة العربية قديما والحضارة العربية الإسلامية. ولا أرى أي تضاد بين تخصصي وكتاباتي الخاصة التي تنساب هكذا باللغة الفرنسية..الشعر يختار لغته وليس أنا‫.

ما هي المجالات التي تغريك بالكتابة؟ ولماذا؟

كل ما يمسني في دمي ولحمي وجوارحي ويقطع أحشائي يغريني؛ فأكتب عن الحبيب وعن الفقير وعن المرأة المهمشة وعن الطفولة المبتورة وضد “داعش”، ولا أرضخ إلا للحرية في القول، ولا أضع للقلم حدا.. ويبهرني الجسد بكل وجوهه وتحركاته في الكون، وأجعل موضوع الحب أصل كل كتابة لأنه الأصل في كل شيء‫.

ديوانك “أحلام ليلة بربرية” مرثيةّ وجهتها للراحل ادريس بن زكري.. ماذا يمكنك القول عن هذه التجربة؟

إذا كان عن حياة عشتها ومضت فلا أنعتها بتجربة، ولكنها نفس كان لي واختطفه الموت..وما تعلمت منه أن الحب يستمر وأن الشعر لا تقيده قضية أو لحظة زمانية أو حتى شخص. وها أنا مازلت أكتب وأعشق من جديد وبشدة كونية‫.

اشتغلت على ترجمة نصوص تتعلق بالتراث..لماذا الاهتمام بهذا الصنف الأدبي؟

هذا ديني.. كوني مستقرة بالغرب أجد أنها طريقة ذكية لاستثمار هذا التواجد، ومحاولة مني لفتح نوافذ لفهم هذا التراث المجهول للغرب.

ألا تفكرين في الكتابة باللغة الأم؟

لا أفكر في الكتابة بلغة ما، ولكن أحب إتقان اللغات‫، والعربية أحس أنني متمكنة منها إلى حد يكفيني في البحث والنقاش وفك رموز النصوص القديمة.

معظم كتاباتك مرتبطة بالجسد..هل اللغة العربية تشكل عائقا أمام معالجة تيمة الجسد؟

صراحة لم يصبني مرض العالم العربي حاليا، الذي يجعل من الجسد موضوعا ممنوعا‫. أعتبر اللغة العربية أنسب لغة إذا أردنا أن نعمم الحديث عن الجسد في عريه ولباسه..الأشعار التي توصف فيها محاسن المرأة أو الرجل تملأ كتب الأدب والشعر العربي القديمة والحديثة‫.

استلهمت في روايتك “الأميرة الأمازيغية” بعضا من تفاصيل وذكريات طفولتك في المغرب.. لماذا الانفتاح على السرد؟

هذا الكتاب يحكي عن قصة طفلة تحاول أن تكبر وأن تكتشف سر التحول إلى امرأة‫..كما قلت في مواضيع أخرى أنا لا أحب القيود وما يدعى “الطابوهات”‫، والانتقال من الشعر إلى النثر يحصل بصفة عفوية جدا لا أخطط لها‫.

الشعر يأخذني كومضة والنثر يسوقني في زوابع ومتاهات تفكك اللحظة الشعرية.. وربما تكون بمثابة فيض من غيض.

‫تعليقات الزوار

11
  • ادريس
    الأحد 30 أبريل 2017 - 06:58

    عاد جدا ان لم تكن لديك حشمة وحياء وقصط من ايمان الا تتقيدي بحدود. ان الانسان حين يلزم حدود الله لا يعني انه ضعيف بل هو القوي الذي لا يخشى الا الله. اما من لا يهمهم الحلال والحرام فهم احرار في غيهم ولا نطلب منهم سوى حفظ شدودهم عندهم

  • مغربي أصيل
    الأحد 30 أبريل 2017 - 08:55

    الأدب الذي يفرز ثقافة تهتم بالصورة عن الحقيقة و بالمظهر عن الجوهر و بالقشور عن اللب … أدب قاصر ورخيص . لأن قيمة الأدب بما يهتم به … لا غرابة في هذا التوجه وسط مجتمع مادي لا يهتم إلا بالجسد … النتيجة : نسبة كبيرة من هذا المجتمع تستعمل الاقراص المهدئة لمكافحة الأرق والإكتئاب .

  • سعيد
    الأحد 30 أبريل 2017 - 09:46

    الله عليك يا سيدتي. كم أنت رائعة بثقافتك وشعرك وقس على دلك .

  • ابراهيم الجن
    الأحد 30 أبريل 2017 - 11:29

    نعم.. ان ثقافة لا تعي جسدها هي ثقافة لا تعي نفسها. انها ثقافة يحكمها نفس سلفي واعني همجي وليس نفسا بشريا. .. ان جهلكم بالاسلام وحضارته لانكم تربيتم في مدرسة التخلف هو من يجعلكم تهاجمون الكاتبة. قريبا ستنصبون لنا محاكم تفتيش. اغربوا

  • عين على حدث
    الأحد 30 أبريل 2017 - 13:33

    الأخت سهام، تحية.
    أشعر من خلال هذا الحوار أن ثمة نقطة تلاقي بيننا بخصوص التراث العربي القديم. هل أتاك أن الشاعر العربي امرؤ القيس استهل المعلقة بمخاطبة عرب الجنوب وعرب الشمال كما يؤكد هذا المعنى في البيت الثاني. وهل بلغك أن المقصود بالحبيب هو النبي ابراهيم أبو العرب والمسلمين فقط، وأن المقصود بالبيت هو المسجد الحرام.
    لست شاعرا ولا أديبا، ولكن لوعتي بجمالية اللغة العربية جرفتني من حيث لا أدري فأغوتني فأوقعتني في أحضان الشعر العربي القديم الذي يسمى جهلا بالشعر الجاهلي. تحياتي.

  • وعزيز
    الأحد 30 أبريل 2017 - 15:40

    الا تعلمين يا أكاديمية ان الحياء شعبة من الإيمان ….!
    و لكن هذا الإيمان هو الذي يجب البحث عنه …!
    اما الحداثة فهي على الأفواه …
    عيشوا حياتكم
    عيشوا
    فما بعد الموت الا ما قد تجهلون … !!!

  • سامية
    الأحد 30 أبريل 2017 - 16:12

    ما تسميه داء العالم العربي إزاء الجسد هو جوهر ما يقدمه الإسلام إلى العالم للنجاة من داء "توثين" الجسد، وإلغاء جوهر الإنسان. فهنيئا لنا بدائنا، وليهنأ الغرب وأتباعه بوثنيته القديمة الجديدة.

  • حمادي
    الأحد 30 أبريل 2017 - 22:54

    أحييكي أستاذتي على هذه الجرأة في تناول الموضوع. أتمنى لك مشوارا موفقا و أقول لك من هذا المنبر :ممكن تعطيني شي حلوة ؟

  • كانوني نورالدين
    الإثنين 1 ماي 2017 - 00:54

    هنيأ اخت سهام ومفخره لعائله بوهلال وسقاط انت كنت دايما مجتهد ه واستمريت على طريقك إلى يومنا هدا ابلغ سلامي لعاىلتك محترمه.

  • جمال
    الإثنين 1 ماي 2017 - 16:10

    أ كلما أراد شخص ما الظهور انتقد ما جاء به الإسلام و دعا ضد ما يدعو إليه ظنا منه أن ما يدعو إليه الإسلام تخلفا و يدعو إليه الغرب تقدما و تحضرا وكل من ينتهج هذا النهج فاعلموا أنه لا فكر له و لا شخصية و لا رأي فهو بوق يوصل ما ينفخ فيه دون أن يدرك معنى ما يفول و ما يفعل

  • جمال
    الإثنين 1 ماي 2017 - 19:30

    نحن لا نريد كتابا و لا مفكرين منبهرين بالآخر يتلقفون منه كل شاذة و فادة و يريدون أن يجعلوا من مجتمعاتنا نسخا طبق الأصل للمجتمعات التي انبهروا بها نحن نريد من ييطور أفكارنا و مجتمعاتنا دون الخروج عن نبادئنا و عن مقوماتنا الدينية و عن أخلاقنا الإسلامية التي و للأسف لا نطبق منها إلا القليل و القليل جدا
    فنحن أمة ذات حضارات تضرب بجذورها في التاريخ الإنساني لذا فمن يدعو إلى أمور بعيدة عن مقوماتنا فهو جاهل بنفسه و بأمته

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة