بوخبزة: الشاذلي عانق الدولة بالأحضان .. وبنكيران أزعج "الإخوان"

بوخبزة: الشاذلي عانق الدولة بالأحضان .. وبنكيران أزعج "الإخوان"
الإثنين 19 يونيو 2017 - 22:00

من مدينة تطوان كانت انطلاقته في مسار الحركة الإسلامية بالمغرب..الأمين مصطفى بوخبزة، الذي ولد في أوائل الاستقلال، بدأت معالم تشبعه بفكر الإخوان المسلمين منذ دراسته الثانوية..خضع للتحقيق بسبب الشيوعي علي يعتة، ليصير في ما بعد عضوا بارزا في التيار الإسلامي بالكلية، ويصبح أول خطيب جمعة في الجامعة المغربية.

كان لاغتيال الاتحادي عمر بنجلون وقع على بوخبزة ومن معه، غير مسار الحركة الإسلامية، خاصة بعد رفض الأمين وعبد الإله بنكيران طريقة عبد الكريم مطيع، زعيم الشبيبة الإسلامية إبانها، في تدبير الأمور وإصراره على مواجهة نظام الحسن الثاني.

في هذه السلسلة، يبوح التطواني بوخبزة بتفاصيل من مخاض ولادة الحركة الإسلامية بالمغرب، إلى حين صار “الإخوان أعداء”، وقلبت عملية إشراك الإسلاميين في العمل السياسي علاقاتهم، التي تحولت إلى صراعات وتبادل للاتهامات.

خلافكم مع عبد الكريم مطيع دفعكم إلى تأسيس جمعية جديدة والانشقاق عن الشبيبة الإسلامية..

نعم، هذا ما تم، بعد قطع علاقتنا مع عبد الكريم مطيع، كنا 12 شابا، أعمارنا لا تتجاوز 25 سنة، فأسسنا جمعية الجماعة الإسلامية، التي كانت تضم كلا من الراحل عبد الله باها، وعبد الإله بنكيران، وسعد الدين العثماني ومحمد يتيم، وعبد الرحمان اليعقوبي.

أين عقدتم لقاءاتكم التأسيسية لها؟

في هذه الفترة اخترنا عقد اللقاء التأسيسي للجمعية بضواحي الدار البيضاء، وبالضبط في بوسكورة، وهو اللقاء الذي حضره مجموعة من الأساتذة، ضمنهم محمد زحل وعلال العمراني، وتوج باختيار محمد يتيم، وزير الشغل الحالي، رئيسا لها.

لكنها سرعان ما بدأت تعرف التشرذم، إذ انسحب عبد الكريم الشاذلي منها لأنه رأى أن بنكيران حاول جركم لتخدموا أجندة الدولة، أليس كذلك؟

دعني أقول لك إن الجماعات الإسلامية في تطورها من البديهي والمنطقي أن تعرف “تساقطات”، فلا يمكن أن يظل الجميع مقتنعا بك إلى نهاية المطاف، وهذه “التساقطات” تكون أحيانا لأن الإنسان يبقى لديه حنين لمبادئه وطموحاته وأحلامه، وبالتالي يصعب عليه التأقلم مع التطورات الجديدة.

الشاذلي مثلا، الذي رفض توجه بنكيران، هو نفسه الذي قصد وزارة الدفاع كإطار بها، وبالتالي من يرفض فعليه أن يرفض الكل ولا يقترب من الدولة.

هذا الطرح كان موجودا عندنا في هذه المرحلة، لكن يجب التأكيد أن التعامل مع الدولة لا يجب أن يكون حلالا حين يتعلق الأمر بالمعيشة، وحراما حين يتعلق بالدعوة! فهؤلاء يشتغلون في الوظائف ويعتبرونها حقا مشروعا، لكنهم يرفضون الاشتغال مع الدولة في ما يتعلق بالدعوة.

بنكيران كان حينها قد حدد موقفا مفاده أنه ليس بالضرورة أن التجربة التي مر منها الإخوان مع جمال عبد الناصر نمر منها نحن أيضا، أي لا بد من السجن والمواجهة مع النظام. ومفتاح هذا الموقف هو أننا لا ننازع الأمر أهله؛ فنحن نريد خدمة الإسلام، والتمكين للتدين في المجتمع والدولة، ولا نريد الحكم.

بعد مدة، قررتم تجميد عضوية بنكيران في جمعية الجماعة الإسلامية..لماذا؟

دعني أقول لك إن الأخ عبد الإله بنكيران تميز في هذه الفترة بكونه يحاول فرض شخصيته القوية، إذ يقوم بأمور لا يقدم أي تفسير لها. أسوق لكم مثالا: هنا في مدينة تطوان فرض علينا القيام بحملة لرئيس المجلس الجماعي محمد إدعمار، رغم أن شقيقي هو من اقترحه الأعضاء المنتمون إلى حزب العدالة والتنمية ليكون وكيلا للائحة.

وبالعودة إلى جمعية الجماعة الإسلامية، فإن عددا من الإخوان كانوا لا يستسيغون ذلك من عبد الإله بنكيران، خاصة أن هناك بعض الأعضاء سريعي الانفعال، مثل عبد الحليم بورشاشن، وإدريس بومرت، وعبد ربه والمقرئ أبو زيد.. كنا نصطدم معه حينها ونتجرأ على مواجهته ومقارعته.

وعندما كنا نسعى إلى إقامة الوحدة بين “رابطة المستقبل الإسلامي” و”حركة الإصلاح والتجديد” سنة 1994، كان عدد من الإخوان، ضمنهم مصطفى المعتصم الذي اشتغل كمدير ديوان رئيس الحكومة السابق، يطلبون بشكل مباشر عدم حضور عبد الإله بنكيران بيننا، لأنه يزعجهم ويقهرهم بصلابة مواقفه.

ورغبة منا في تذليل العقبات لتكون الوحدة بين التنظيمين، استجبنا لذلك، وبالتالي ضحينا بالأخ بنكيران، مع العلم أن حضوره يكون له طعم خاص، إذ يفتح مجالا لقضايا لا تخطر على بال.

بعد ذلك وضعنا مساطر قانونية وتنظيمية حتى لا يبقى الأمر مفتوحا على المجهول، رغم أن ذلك خلف خلافات، لأنه تم كبح تعبير الأعضاء عن آرائهم.

‫تعليقات الزوار

14
  • Man
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 22:27

    هل عرفتم الشخص وسط اصحاب الللحي! إنه متهم من طرف مجموعة من المعتقلين السابقين بالمشاركة في التعذيب فهو عرشان عميد الشرطة السابق بدرب مولاي الشريف مكان احتجاز المعتقلين السياسيين في عهد الحسن الثاني
    اصحاب اللحي يتحالفون حتى مع الشيطان من اجل مصالحهم

  • نجيب سمير
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 22:29

    حسب هذه الشهادة فابن كيران كان " يفتح مجالا لقضايا لا تخطر على بال. " ذلك هو الرجل الكاريزماتي الذي تجتمع عليه الآراء أنه رجل لابد منه لأنه رجل مبدع يفاجئ وليس روتينيا في نقاشه عقيما في أفكاره أملس في مواقفه …ألا يزال المغرب في حاجة لرجل يفتح للقضايا مجالات لا تخطر على بال " إي إلى إبداع الحلول

  • حسن التادلي
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 23:00

    لا حاجة اليوم لمعرفة تاريخ الاخوان…..
    بل ان ااشعب يريد معرفة حجم مسؤولية بنزيدان فيما يعرفه المغرب اليوم. من عدم استقرار اجتماعي بسياسته التفقيرية….
    لقد شنف اذاننا بمسألة الارامل والطلبة واصلاح التقاعد ومنع الاضراب والقضاء على الحوار الاجتماعي.
    الا يحق اليوم محاسبته على ضرب الاستقرار الاجتماعي.

  • استاذ
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 23:25

    اينما حل الاخوان المجرمون حل الدمار والخراب…هاهو المغرب يشهد احتجاجات عارمة على سياسات الزعيم المخلوع المعتوه الذي احرق اليابس والاخضر وجعل حياة المغاربة جحيم في كل المجالات…يجب محاكمته على جراءمه في حق المغاربة….انشري هسبريس….

  • مغربي غيور
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 23:35

    هذه هي الحزبية الضيقة والمقيتة كل شيئ حﻻل في السياسة الغاية تبرر الوسيلة الله يلطف بنا

  • Abdo germany
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 23:59

    واش هداك عرشان لي ف الصورة؟..سولو عليه الناس دياول تفلت يعطيوكم خبارو….

  • مترصد
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 23:59

    لقد وظف نجلته بالأمانة العامة للحكومة في حين صرح لأولاد الشعب أن التوظيف في القطاع العمومي انتهى وإذا كان هناك توظيف سيكون بالعقد ولما سئل عن توظيف نجلته قال بأن معها ماستر الوحيدة التي معها ماستر في المغرب لعلمكم أعطي لها مكتب دون عمل حقيقي تقوم به

  • slima
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 00:53

    وماذا بعد؟! لقد وصلتم الى مركز القرار.ماذا قدمتم للشعب غير الويلات والمصائب في كل المجالات ومنحتم عفا الله عما سلف للمفسدين .هل تريدوننا أن نثق بالأقوال أم بالأفعال؟!!! أقوالكم نفاق وأفعالكم مصائب

  • لي دالتون
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 01:01

    السن تضحك للسن والقلب فيه لخديعة. ماكايتبعكوم غير جاهل اوغبي او متسول زرقلاف. الحاجة الزوينة اللي دارالمخزن. وهو بينكم للشعب على حقيقتم الى بحيرة جزولة وما التاريخ بزاااف باش يدكركم.

  • اومحند الحسين
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 01:08

    *إخوان بنكيران،،،يحاسبون بنكيران*

    على مسؤوليتي الشخصية :
    إذا رأيت قوما يتناجون بشيئ من الدين سرا،،،فآعلم ان هؤلاء على تأسيس ضلالة .

    هذا ما أراه عند إخوان بنكيران،،وإن تعدى هؤلاء الدين الى معاقرة السياسة،،فجمعوا النجوى على امرين،،فتاوى الدين ومنزلقات السياسة .

    ضف الى هؤلاء كل من يدور في فلك الإخوان،، من جماعة العدل والإحسان،،الى جماعة الخط الرسالي الشيعي،إلى من لا دين له،(مصلحي) .

    خلاصة مآل الإخوان :
    هؤلاء،،،بقائدهم بنكيران خلطوا عملا صالحا (الدين) بآخر فاسد (السياسة)،،عسى الله ان يتوب عليهم ،أما المغاربة فدعائهم شيئ آخر!!

  • adel
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 01:25

    ب نزيدان ازعج كل المغاربة وما زال مزعجا رغم خلعه من رئاسة الحكومة.هذا الرجل ذو شخصية انتقامية شعاره:اما انا او لا احد.

  • rajawij
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 06:13

    الله ياخد الحق فيهم هم اسباب الفتن وزرع الالغام لانتق فيكم ايها المنافقون انتم شرمدة الكدابين….انتم تتحالفون حتى مع الشيطان امصلحتكم…مثل المخلوع خرج مدلولا مهزوما مادا اكتسبت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لاشيء لقد خنت الشعب وكل عاءلة تشتم فيك وتهز يدها الى الله وتطلب منه ان يعاقبك في الحيات قبل الاخرة.ولا ندري كيف ستكون عاقبتك ان دعوة المظلومين مقبولة عند الله ولو تدهب الى الحج10000000000000000000مرة لاتشفع

  • للللا
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 08:15

    لماذا تكذب, ان مصداقية بنكيران في صدقه

  • طارق
    الثلاثاء 20 يونيو 2017 - 14:49

    ابن كيران اقوى رءيس حكومة في تاريخ المغرب الحديت-شخصية قوية قل نظيرها في هده البلاد العزيزة

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين

صوت وصورة
جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 4

جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة