الشيخ عبد الله مرحوم .. صوت قرآني مغربي يصدح في سماء واشنطن

الشيخ عبد الله مرحوم .. صوت قرآني مغربي يصدح في سماء واشنطن
الأربعاء 29 يونيو 2016 - 06:00

بصوته الشجي الصافي، الذي يغلب عليه الطابع المغربي المشرقي، دأب الشيخ عبد الله مرحوم، منذ عدة سنوات مضت، على إحياء الليالي الرمضانية بمنطقة واشنطن الكبرى، حيث اعتاد المئات من المصلين من أبناء الجالية المسلمة، خصوصا المغربية، على ارتياد المساجد التي يحل بها للاستمتاع بصوته الشجي الناعم خلال صلاة التراويح الرمضانية.

وبدأت رحلة الشيخ عبد الله مع القرآن منذ نعومة أظافره بأحد الكتاتيب القرآنية بمدينة الدار البيضاء، على يد الشيخ أحمد أمزلدي، إلى أن أنهى حفظ القرآن كاملا، في ختمته الأولى، سنة 1998.

فتعلق الشيخ مرحوم (وهو من مواليد سنة 1983) بالقرآن الكريم، دفعه إلى أن يواصل دراسته الأكاديمية في القرآن وعلوم الشريعة، حيث التحق بمؤسسة الإمام نافع للتعليم العتيق بطنجة، وهناك حصل على شهادة البكالوريا، وتتلمذ على يد كبار المشايخ والفقهاء المغاربة المعروفين بإتقانهم للقراءات القرآنية والحفظ والرسم والضبط.

طموح الشيخ في التفوق وارتقاء أعلى المراتب في الدراسات الإسلامية والعلوم القرآنية، قاده إلى مواصلة مساره الدراسي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على الإجازة في علوم القرآن، ويواصل حاليا التحضير لدبلوم الدراسات العليا في هذا المجال.

تأثر الشيخ عبد الله في مسيرته القرآنية بالعديد من القراء المشارقة الكبار، لاسيما الشيوخ عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد المنشاوي، ومصطفى إسماعيل، لكنه في الآن ذاته أقر بقوة المدرسة المغربية، التي تعتمد رواية ورش عن نافع، التي تمنح القارئ المغربي إمكانيات هائلة على مستوى الأداء والجودة والضبط والتفنن في القراءة، وهذا سر تألق الشيخ عبد الله الذي يقدم قراءة مغربية شرقية تجعل المصلي يتذوق حلاوة القرآن ويتدبر معانيه الراقية.

وفي تصريح صحفي، أبرز الشيخ عبد الله، وهو إمام بأحد المساجد بولاية فيرجينيا ومقيم للشعائر الرمضانية، أن رمضان في أمريكا الشمالية يمثل فرصة طيبة لتجديد وتعزيز روح الأخوة والصداقة بين أفراد الجالية المغربية والجالية المسلمة وغير المسلمة عموما في أجواء يسودها الانفتاح والاعتدال، معتبرا أن الحلقات والدروس الدينية التي تنظم بالعديد من المساجد، علاوة على وجبات الإفطار الجماعية، التي تلتئم خلالها مختلف الشرائح من المجتمعات الإسلامية تساعد بشكل كبير على الانفتاح على الثقافات الأخرى، والتعرف على عادات وتقاليد أمم أخرى .

وبالنسبة للشيخ مرحوم، الذي يتألق دائما بشكل منقطع النظير خلال الليالي الرمضانية، بالنظر إلى تمكنه وحفظه لكتاب الله عز وجل وضبطه لمختلف القراءات القرآنية، التي تجعل المصلي يتدبر ويتمعن في مضامين القرآن الكريم، فإن تجربته كإمام انطلقت بهيوستن بولاية تكساس، قبل أن ينتقل إلى بوسطن ثم فيرجينيا، في تجربة غنية بالفوائد التقى خلالها مع العديد من العلماء والأئمة الذين لهم قدم راسخة في العلم .

وعبر عن سعادته لأن رمضان ذاع صيته في أمريكا، حيث أصبحت وسائل الإعلام المحلية تتحدث عن أجوائه وتنشر مواعيد الصيام للجاليات المسلمة، كما أن الرئيس الأمريكي أصبح يحرص على أن يبعث بالتهاني بحلول هذا الشهر العظيم للجاليات المسلمة، بل يقيم حفل إفطار بالبيت الأبيض، تحضره مختلف أطياف المجتمع الأمريكي، للتعبير عن دعمه وتشجيعه للأمريكيين المسلمين في ممارسة معتقداتهم الدينية بكل حرية .

وأكد الشيخ مرحوم أن رمضان مناسبة أيضا بالنسبة للجالية المسلمة لتصحيح مجموعة من السلوكيات في الممارسة الدينية، وكذا التفاعل مع المجتمع المحلي، مؤكدا أن البرامج والأنشطة الإرشادية والدعوية التي تنظمها جل المراكز الإسلامية بالولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في تعزيز صورة الإسلام، وإبراز السلوكات والأخلاق الطيبة للمسلمين.

وقال: “لقد تعلمت الكثير من الأشياء من القرآن الكريم، تعلمت التحلي بالأخلاق الحميدة، تعلمت الصدق والأدب والاحسان إلى الأهل والجيران والتعامل الطيب مع الجميع، وما زلت أتعلم منه الكثير والكثير، فالخير والعلم في كتاب الله لا ينتهي أبدا”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر ساعدني كثيرا للتقرب من الناس في بلاد المهجر، من مختلف الديانات، وبالتالي تيسير عملية الاندماج”.

ولم يخف الشيخ عبد الله مرحوم فخره الكبير بتمثيل المغرب بالخارج في المجال الديني، معتبرا أن التجربة التي راكمها بالولايات المتحدة ستساعده حتما عندما يعود يوما إلى المغرب، بلده الأم الذي يدين له بأشياء كثيرة.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

13
  • جاد اسبانيا
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 06:14

    ماشاء الله. تبارك الله.نعتز و نفتخر بالمغاربة.

  • dokkali
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 06:36

    اللهم كثر من أمتال هذا الشيخ الدي يعطي أحسن صورة عن المغاربة خصوصا واﻹسلام عموما .فمزيدا من إﻹجتهاد والتألق في بلاد العام السام.

  • مغربي مع كامل الأسف !
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 08:41

    "ولم يخف الشيخ عبد الله مرحوم فخره الكبير بتمثيل المغرب بالخارج في المجال الديني، معتبرا أن التجربة التي راكمها بالولايات المتحدة ستساعده حتما عندما يعود يوما إلى المغرب، بلده الأم الذي يدين له بأشياء كثيرة."

    1) تمثيل المغرب بأي إختراع ينفع البشرية ؟

    2) أي تجربة و في أي مجال و المغرب يستورد المواد الغذائية الأساسية (وحتى السمك رغم البحر الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي !) ؟

  • الفهم أهم من التجويد
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 09:39

    ما فائدة الترتيل و التجويد؟ هل يُعوِّض الحرمان من الموسيقى بما أنها حرام؟ الحكمة تقول الفهم أولى!
    ملاحظة: ليس هناك منافسة على فهم القرآن!!!

  • مغربي يفتخر
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 10:12

    الى رقم 3.. الرجل يفتخر بما حققه في المجال الديني. واذا لا يعجبك المغرب، ماذا تنصنع هناك؟ واخيرا اتمنى ان تخبرنا عن انجازاتك في المغرب.

  • مغربي مع كامل الأسف !
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 12:05

    رد على : 5 – مغربي يفتخر

    أولاً من قال لك أن المغرب لا يعجبني ؟ ربما أحبه أكثر منك و أكثر !
    ثانيا الدين كيفما كان، كذبة فكيف يمكن الإفتخار بالكذب ؟ التجويد طريقة ملتوية لممارسة الغناء و الهدف منه تنويم السذج؛ ماذا يفهم أناس غالبيتهم الساحقة لا تعرف القراءة و لا الكتابة ؟
    ثالثاً أنا لا أتبجح و إنجازي أقوم به في البلد الذي تتماشى عقليته و أخلاقه مع عقليتي و أخلاقي؛ كما تقوم به جميع الأذمغة المهاجرة … و من هنا أسفي لكون مرتشين، منافقين، متعصبين، متزلفين … ينتمون إلى بلد أحبه غادرته بسببهم … !
    و سأ توقف هنا لأنني أعرف معنى الحوار عند بعض بني آدم ***، فقط ليكن في علمك أنني لا أتهجم و لا أريد المس بأحد لكنني ساخط على الفضاء الذي يستحوذ عليه اللاهوت و الكهنوت الذي يفرض على الناس ما يريدهم أن يفعلوا : العقيدة الوحيدة التي أحترم هي التي تقوم على التطوع و الإقتناع، لا على الغصب و الإجبار و العنف … و بأموال الشعب المقهور!

  • Mohamed
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 12:22

    ادعوا هسبريس لزيارة مسجد الأمة بمدينة هاليفاكس الكندية حيث يوجد احد من احسن الأصوات والقراء المغاربة في شمال أمريكا يدعا الشيخ أنس

  • Bel
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 13:12

    والله لقد افتقدنا شيخنا في مدينة everett, ma لما كان يسمعنا من كلام الحق الذي لا جدال فيه باروع ما يجود به الخالق من أصوات روحانية سنتين أو ثلاث خلت في ذلك الشهر الفضيل شهر الرحمات و المغفرة.
    بكل بساطة: جازاك الله على جهدك و مثابرتك شيخنا المرحوم.

  • errachidi
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 15:34

    من الافضل للمسلمين كافة ان يطبقوا تعاليم القران في معاملاتهم حتي لا ينطبق علينا قوله تعالي يارب انقومي اتخدوا هدا القران مهجورا فلانحسن تلاوته فقط ونعرض عن تطبيق ماينص عليه

  • لطيف100
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 16:31

    إو شلا ما صدرنا للدول المتقدمة يأمة ضحكت من تكلاخها وجهلها الأمم __أو مشيتي فيها _باز أسيدي باز الله يعطينا وجهكم لاحياة لمن تنادي

  • ترجمان في بلد العم سام
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 16:40

    أيا كان أداء "الإئمة" وانتماؤهم، المساجد والمؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة ما هي إلا ترتيبات صورية لا صلة لها حقيقية بواقع المسلم اليوم الذي تتخبطه الفتن ما ظهر منها وما بطن. القائمون على الشعائر التعبدية في المساجد إما أنها يجهلون تماما ما ينتاب المسلم في المهجر ليل نهار من جزع وضياع، وتأرجُح بين التدين التقليدي والتحرّر المطلق، وإما أن ما يقدمونه لا صلة له بتلك التحديات. الكثيرون يعلمون أن المساجد فقدت دورها النهضوي والحضاري كما ورثناه عن أشرف مخلوقات الله، فأصبحت آلة للمآرب الشخصية والأغراض المادية. كيف يُعقل أن يتعتبر الإمام مهمته وظيفة ذات استحقاقات وتدر الدخل وتؤمّن المستقبل للأهل؟ فمنذ متى كانت هذه المهمة النبيلة كهذا؟
    هنا تشيع كلمة جوهرية لدى المجتمع وهي "relevance" أي أهمية أو صلة المضمون بالهدف والواقع. فقد تكون نبيا، ولكنك إذا كنت تنادي في واد والواقع في واد آخر، فلن يعير أحد أدنى اهتمام لما تقول، هذا باستثناء حالتنا نحو الذين نستطيب السماع ولا نُجيد الإصغاء لما ينفعنا حقيقة وهو معرفة الله. فهذا مفقود فينا فأصبح التديّن تقليد ولباس واحتفال.

    المهم أن

  • عصام
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 17:06

    الحمد لله العلاقة بين المغاربة وبين شعوب الغرب تتحسن يوم بعد يوم رغم انف الاعلام الفوضوي، وخاصة في شهر رمضان حيث تنظم لقاءات في المساجد وخارج المساجد من اجل التعارف والتعاون على الخير. الف شكر للمغاربة في اوروبا وامريكا.

  • أميرة
    الأربعاء 29 يونيو 2016 - 18:28

    مرحبا. هاد راجل جاري عزيز الله يخليك لعألة

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس