لم يكن كريم الضريف، المغربي المستقر حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، يخال أنه سيبلغ درجة مهمة في مجال التدبير المالي المتصل بالسوق العالمية للتنقيب عن المحروقات، خاصة في السنين الـ15 الأولى من عمره.
المنتسب إلى صفوف “مغاربة العالم” يجني اليوم، بعد 26 عاما من مغادرته تراب المملكة، ثمار تجربة انطلقت بدافع التكوين الدراسي العالي، ثم وصلت إلى حقول النفط والغاز الطبيعي، مرورا عبر محطات وسمت المسار بأكمله.
نجاح من رسوب
كريم الضريف سلاوي المولد وبيضاوي النشأة، رأى النور سنة 1978 بمدينة سلا، قبل أن يتدرج في الحياة لما يزيد عن عقد من الزمن بين شوارع وأزقة الدار البيضاء.
يقسم الشاب نفسه عيشه في المغرب إلى مرحلتين، تفصلهما السنة الأخيرة من الطور الدراسي الإعدادي، وتتمايزان في مستوى إقباله على التحصيل الدراسي.
“لم أكن مهتما كثيرا بمشواري التعليمي إلى أن رسبت في آخر سنة من التعليم الإعدادي..لقد أفرز ذلك تحولا شاملا في شخصيتي”، يقول الضريف.
خلال المرحلة الثانوية، بمؤسسة “مولاي إدريس” البيضاوية، ابتغى كريم مواصلة تعليمه الدراسي في أمريكا، وعمل بجد من أجل التمهيد لهذه الغاية الشبابية.
وعن تلك المرحلة يذكر: “وافق والدي على مشروعي الدراسي خارج الوطن، مشترطا حصولي على معدل عال في الباكالوريا؛ وقد تحقق ذلك بعدما انخرطت في بحث جدي عن التفوق”.
تكوين في شيكاغو
رحل كريم الضريف إلى شيكاغو الأمريكية لدراسة “المالية والاستثمار الدولي”، وقد تطلب منه ذلك 4 سنوات من الكدّ في التعليم العالي ببلد لم يسبق له أن عرفه إلاّ من الإنتاجات السينمائية.
ويقول المغربي نفسه: “التجربة الأمريكية منحتني النضج بعدما شرعت فيها حاملا صورة نمطية عن البلاد من أفلامها، لكن التواجد على أرض الواقع مكّنني من نظرة أخرى؛ هي الحقيقة”.
تمكن الضريف من اكتساب مهارات البحث عن الذات بين مستجدات “بلاد العم سام” في اللغة والثقافة والتقاليد، ليعيد برمجة أدائه على الإيقاع الجديد لفضاء تواجده، ناجحا في الاندماج بين مكونات المجتمع الذي اختاره لحياته.
استهل كريم مشواره المهني بعد نيله شهادة الإجازة، متدرجا بين شركات عديدة متدخلة في مجالات متباينة، مراكما التواجد في مناصب مختلفة وسطها وهو يتحرك بين واشنطن وميامي.
خبر المهاجر المغربي ذاته العمل في ميادين كثيرة، أبرزها اتصل بصناعة الطيران والمحروقات والعناية بالصحة، ثم التحق بتكساس، في ولاية هيوستن، لإكمال الدراسة العليا بـ”ماستر” في الاقتصاد والمالية.
العرض الخليجي
استقر كريم الضريف على ميله إلى العمل التدبيري المالي في قطاع المحروقات، وتحرك بين المواقع المتاحة في هذا المضمار بأمريكا إلى أن حلت سنة 2010، وقتها تلقى عرضا بالإشراف على التدبير المالي لمشروع شرق أوسطي، فغادر الولايات المتحدة بعد 18 من الاستقرار بها.
“أتواجد منذ ما يعادل 8 سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا في دبي، ومنها أقوم بتنقلات أسبوعية إلى جمهورية العراق بصفتي مديرا ماليا لورش تنقيب عن المحروقات ضواحي البصرة لصالح Shell”، يقول الضريف.
كما يزيد كريم في تعليقه على هذه التجربة الجديدة: “لم أفكر أبدا في إمكانية العيش بمنطقة الشرق الأوسط، لكنني لم أستغرق وقتا كبيرا لقبول هذا العرض الذي جعلني أخوض تجربة إيجابية إضافية في مساري المهني المراهن دوما على التطور”.
يشتغل الإطار المالي المغربي في “شيل” بتوزيع لأدائه بين مكتبين في الإمارات والعراق، مسؤولا عن مردود فريق دولي يتكون من 25 شخصا، ويمسك بميزانية استثمار سنوية قيمتها مليار دولار، تتطلب المعرفة الدقيقة بكيفية تدبيرها بنية جلب أكبر قدر من النفع للمؤسسة.
تفكير في الخلود
يميل كريم الضريف إلى ركوب الخيل، ويواظب حاليا على ممارسة رياضة “البولو” بعدما قام لسنوات طويلة بالقفز على الحواجز، معتبرا هذا الأداء البدني مساهما في “خلود محبة الخيول” بين أفراد أعائلته، وتناقل هذا العشق عبر الأجيال.
وتفكيرا في الخلود، أيضا، يقول المهاجر المغربي: “الإنسان ينبغي أن يقوم بأمور تبتغي تخليد ذكراه، وطموحاتي ترتبط بهذا التوجه، إذ أبحث عما يديم تأثيري في المجتمع”.
ويفسر الضريف وجهة نظره قائلا: “المناصب لا أراها مهمة حتى إن كنت في تموقع يرضيني حاليا..حلمي الحقيقي أن أرسي مشروعا يخلق عددا كبيرا من مناصب الشغل، يبقى مدة طويلة حتى بعد رحيلي”.
إنكار الجغرافيا
المستجمع تجارب ربع قرن من الحياة خارج المغرب يشدد على أن البحث عن الذات يمكن أن يكون في أي مكان عبر العالم، ويردف ناصحا الحالمين بمغادرة الوطن الأم: “أتوفر على أصدقاء فضلوا البقاء في المملكة، وهم حاليا ناجحون مهنيا.. الزمن تغير في هذا الشأن”.
أما بشأن الحاسمين قرارهم بالهجرة، كيفما كان نوعها، يضيف الضريف: “من إيجابيات الاغتراب يبرز الانفتاح على مجتمعات جديدة، بمعارفها والفرص الأوفر التي تقدمها، لكن أبرز سلبياته تكون بإبعاد الإنسان عن وطنه وعائلته ومعارفه”.
ويشدد الإطار المغربي ذاته على أن “الصعوبات ضرورية في أي سعي نحو التقدم، ومكان التواجد لا يهم ما دامت العزيمة متوفرة لمواكبة البحث عن الراحة الوجدانية في المقام الأول”، ويواصل: “لا وجود لوصفة سحرية للنجاح، لكن طريقه موسومة بالتضحية دون المس بالكرامة والمبادئ والأخلاق الحسنة، خاصة أن فقدانها يمس قيمة الفلاح إن تحقق”.
ويسترسل كريم الضريف: “رحلة الهجرة ليست هدفا، بل هي سفر فقط..أما أهداف المغاربة الذين غادروا أرض الوطن نحو بلدان أخرى من الضروري أن تتغير بمرور السنين، اعتبارا للمؤشرات والفرص والتعرف على أناس جدد”، ثم يختم: “للمحيط الاجتماعي تأثير كبير على مسار مغاربة العالم، لهذا ينبغي اختيار مرافقة القادرين على تحفيز المغترب ومجاورة أعلاهم ذكاء”.
تبارك الله عليك ا خويا .اللهم ادمها نعمة واحفضها من الزوال. الله يزيدك ا خويا تألق ف تألق ….
الله انورك خويا حظ سعيد مثال لشباب المكافح
هنيئا لك يا أخي ونحن فرحانين ليك والله اكثر من أمثالك لكي يكونوا قدوة الآخرين…هناك شباب ماشاء الله وصلوا بالبلاد إلى قمم عالمية و مؤتمرات عالمية وهناك آخرون وصلوا بها إلى قمم الانحطاط
اللهم كثر أمثالك و اللهم بارك
السلام عليكم
ا لمغاربة موجودون في بلاد الدنيا "كلها" و يبدعون في بلاد الدنيا "كلها" و في المجالات "كلها" !
و اللبيب بالاشارة يفهم !
Mon salam
مثل يجب أن يقتدا به كل مغربي مهاجر
Great to hear about you, wish you more success inshallah.
Well done!The last tip is very useful and valuable
صراحة شباب المغرب في اي بلد يشرفون الوطن تحية لرجال المغرب
مبروك كريم وهنيئا لك من سار على الدرب وصل انت مثال وقدوه للشاب المغربي الطموح المجد لك كل الاحترام والتقدير
هنيئا لنا بك وهنيئا لعائلتنا بك وما لم اره ان كريم هو دكالي الأصل ابن منطقة الغربية جده هو القائد بن حميدة بمنطقة زرك و قريب العالم المغربي ابو شعيب دكالي كريم هو سليل عائلة من العلماء، عائلة توارتث العلم هو قريب والدي وانا شخصيا حاصلة على الذكتوراه في العلوم السياسية وخريجة المعهد العالي للإدارة التدبير المالي والتيسير، ما توارتناه كأسرة هو العلم ثم العلم ومعه المبادئ ولمن لا يعرف كريم فهو من أطيب خلق الله ووالده عمي حسن من أطيب خلق الله ونعم التربية والأخلاق مهما تحامل عليه الناس لا يرد على السيئة، برافو كريم والله يوفقك