جميلة البدوي .. مسار موسيقي من مولاي بوعزة إلى إمارة دبي

جميلة البدوي .. مسار موسيقي من مولاي بوعزة إلى إمارة دبي
الخميس 22 مارس 2018 - 08:00

فتح الصوت الشجي باب الغناء الاحترافي على مصراعيه أمام مسار جميلة البدوي؛ لكن الفنانة المغربية تفضّل أن ترى ذلك مجرد سبب للانخراط في مظاهر وأنماط متصلة بالممارسة الإبداعية، ولذلك تحرص على تقديم نفسها “إنسانة تعيش مثل أي امرأة، وتستمتع بذلك”.

بابتسامة عريضة وعفوية واضحة، تستحضر جميلة محطات حياتها الممتدة، أساسا، بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة، لتخلص إلى أن الأحلام تُطارد حتى يتم تحقيقها، مهما كبر حجمها أو تنوعت مجالاتها.

سنة في مولاي بوعزة

ولدت جميلة البدوي في إقليم خنيفرة، وتحديدا في مدينة مولاي بوعزة؛ لكنها تحركت بعيدا عن هذا الفضاء الأطلسي وهي حديثة العهد بالدنيا.

وتقول البدوي: “عمل والدي دفع أسرتي إلى التحرك من مولاي بوعزة نحو الرباط، لا أذكر ذلك لأن عمري كان سنة واحدة فقط، وقد كانت الوجهة هي الرباط”.

ترعرعت الفنانة المغربية في العاصمة، وبها تدرجت بين فصول الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وصولا إلى النهل من العلوم القانونية خلال المرحلة الجامعية.

ميل إلى الغناء

تقر جميلة البدوي بأن هوسها بالغناء قد لاح مبكرا، سابق انخراطها رسميا في مؤسسات التعليم، واتصل باحتفالات عيد العرش التي كانت تصادف يوم الـ3 من مارس من كل سنة.

كان والد جميلة يصحبها إلى ابتدائية مجاورة لمقر عمله، ممكنا إياها من حضور دروس المستوى الأول “مستمعة”، وفي الطريق من البيت إلى المدرسة كان يطلق أشرطة غنائية طربية.

حفظت البدوي مقطعا من أغنية “فكّروني” لأم كلثوم قبل أي محتوى تلقيني، ثم غنته في “حفل 3 مارس” أمام العشرات من الأفراد بصوتها الطفولي.

“كنت فرحة بفستان اشتراه لي والدي، الذي التقطت من رفقته الحس الفني.. وما زلت أول إمساك للميكروفون بيدي كي أغني للناس، فتربى في حب هذا المجال منذ ذاك الوقت”، تردف جميلة.

خطوات عصامية

حرصت الفنانة ذاتها، خلال مشوارها التعليمي كاملا، على فهم الدروس حين تلقيها بالأقسام، أثناء حضور الأساتذة الخاصين بها؛ ذلك أن كل محاولات الاستذكار في البيت تفشل أمام إقبالها على الإنصات للأغاني.

كما عرفت المواسم التربوية ذاتها حرص الشابة عينها على الحضور في الواجهة خلال كل الحفلات التي تقام بالمؤسسات التي ترتادها، بتشجيع من الكل لغنائها.

“أحتفظ بذكرى عن أستاذ التربية الإسلامية الخاص بي في السنة الأخيرة من السلك الإعدادي، كانت حصته من ساعتين؛ لكنه يقسمها بين المقرر والأمداح النبوية، وهناك اكتشفت صوتي فعلا”، تعلن النابشة في ذاكرتها.

كما تعلق جميلة البدوي ضاحكة: “الغناء هوايتي الطفولية، سرت على درب العصامية فيه حتى وصلت الجامعة.. بين سنتين أمضتهما بكليتي في سلا الجديدة، محاولة دراسة القانون، كنت أحضر حصص الموسيقى أكثر من غيرها”.

تزيد الفنانة المقيمة بالإمارات حاليا وهي تقول: “لم أكمل تعليمي الجامعي، بالرغم من نيلي نقاطا جيدة خلال عموم دراستي، فذهني سكنه التركيز على الموسيقى وحدها خلال هذه المرحلة”.

مصر والإمارات

طورت جميلة البدوي أداءها الصوتي بجعله يتعاطى مع المديح والسماع، ثم نقله فترة زمنية نحو عالم الموشحات ومنه إلى باقي المقامات التي تفرقت في غيره، وواصلت التطوير بالوقوف على منصات مهرجانات موسيقية.

آمنت الفنانة بقدراتها وهي تحسم في احتراف الفن بالمغرب، خاصة أنها تعرفت على فرق موسيقية استعانت بها ضمن “الكورال” في مواعيد بعضها على قنوات تلفزيونية، ثم بدأت تتعمق في الميدان وتتعرف على فنانين سبقوها إليه.

“كنت أفكر في الهجرة خلال الانطلاقة أمام صعوبة إنتاج أغان في وطني الأم، وكانت العين تنظر إلى مصر التي فرخت فنانين بالجملة، بينهم أسماء مغربية، لكن نجم دبي سطع بتكاثر الأستوديوهات وشركات الإنتاج”، تكشف البدوي.

في السياق نفسه تقول جميلة إن تنقلها إلى الإمارات العربية المتحدة تم سنة 2008، بينما استقرارها طويلا بهذه البلاد كان صدفة، إذ عملت “كوراليست” هنا وهناك، ثم أتت مشاركتها في “نجم الخليج” معرفة بها أكثر.

بين الجالية

“لم أكن معتادة على مفارقة أسرتي إطلاقا، وهذا المعطى وقف وراء صعوبة تأقلمي في وسط عيشي الجديد بسرعة”، تقول جميلة، ثم تزيد: “كنت واعية بأنني هنا في محاولة لصنع مستقبلي، ما دفعني إلى الاعتياد ثم الاندماج”.

وتقر الفنانة البدوي بأن وجود عدد كبير من الجالية المغربية في المجتمع الإماراتي قد ساعدها كثيرا، مثلما استفادت من مجاورة محيط يركز على اشتغالاته كي تتحفز تجاه البذل في المجال الفني الذي اختارته لنفسه.

“أعتبرني راضية عن مساري بنسبة هائلة، وأراني بلغت ما لم يلامسه عديدون.. هذا ليس تكبرا، لكنه تكريس لكون من اجتهد يستحق أن يتذوق طعم ما غرس”، تسترسل النجمة الغنائية.

طريق الصح

أضحى اسم جميلة البدوي متصلا بأغانيها الخاصة وهي تسير ببطء على إيقاع مدروس، تواكبها شركات إنتاج في أدائها، آخره ألبوم غنائي جديد نال منها سنتين ونيف من التركيز، وتأثير بالتزاماتها التي تستدعي السفر بين البلدان.

تقر الفنانة المغربية المستقرة في الإمارات بأن “التوفر على طواقم اشتغال لا يعفي من الجهود الشخصية المبنية على الاقتناع، ليس في الفن فقط وإنما بكل الحياة”.

وتقول البدوي مخاطبة الحالمين بنجاحات خارج المغرب: “الهدف الواضح المرعي بالتركيز في العمل لا يمكن إلا أن يفضي إلى النجاح”، ثم تعود إلى تجربتها الخاصة وهي تواصل: “لم أتصور أني سأغادر المغرب فعلا، وحدي، كي أصنع ذاتي الفنية”.

جميلة تشدد على أن “كل الملتحقين الجدد بمغاربة العالم مدعوون إلى وضع تجاربهم على طريق الصح”، وتختم متوجهة إلى الشباب من “مهاجري الفن” بالتأكيد على أن “البرامج التلفزيونية الشبابية أضحت، حاليا، تقلص المسافات وتستدعي الذكاء في استثمار الفرص المتاحة”.

‫تعليقات الزوار

5
  • مؤمن
    الخميس 22 مارس 2018 - 08:49

    ما شاء الله.اسم على مسمى .نساء الاطلس بالفعل هن اجمل جميلات المغرب .جمال اخاد طبيعي

  • ما هو مصيرهن ؟
    الخميس 22 مارس 2018 - 09:28

    تحقيق جيد عن هذه المغنية لكنني سأؤيد طلب من سبقوني في دعوة هسبريس للتحقيق في مصير مئات النساء المغربيات المحتجزات في دول الخليج و شكرا.

  • المغرب بلد جميل
    الخميس 22 مارس 2018 - 10:10

    لابد ان تعرف ان هناك مجمع تجاري في ( دبي ) اسمه مجمع ابن بطوطة ( ابن بطوطة مول ) و ذلك نسبة للرحالة المغربي الطنجي ابن بطوطة

  • سعيد من إسبانيا
    الخميس 22 مارس 2018 - 11:32

    اولا تتشرف المنطقة بأنك تنتمي إليهاو بالظبط منطقة ايت بوخيو لكن لحسن الصدف أنك غادرت المنطقة مبكرا على غرار ما فعله الأخ الحجاوي العازف على آلة لوتار. لأن المنطقة في عزلة تامة عن وطن إسمه المغرب واتحدى اي سياسي (غيور) ان يأخذ سيارته ويذهب إلى هده المنطقة المنكوبة ليحكي لباقي او ما تبقى من السياسيين عن حال هذه المنطقة …فحتى الطريق المؤدية إليها سواء ا عبر الروماني او وادزم يتخيل للمرء انه في قندهار .وختامه مسك فمزيدا من التألق الأخت البدوي فلعل الفنانون ينجحون فيما فشل فيه السياسيون.

  • احدادي أحوررري
    الخميس 22 مارس 2018 - 15:28

    لصاحب التعليق رقم 4 اقول : و اخيرا , بالامس تم اعطاء انطلاق اشغال تهيئة و توسيع الطريق الرابطة بين وادي زم ومولاي بوعزة من طرف وزير التجهيز . بالتوفيق ان شاء الله

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس