رجاء شكري .. صحافية مغربية تجاور "صاحبة الجلالة" في أبوظبي

رجاء شكري .. صحافية مغربية تجاور "صاحبة الجلالة" في أبوظبي
الإثنين 23 أبريل 2018 - 06:00

اختارت رجاء شكري الانتماء الدائم إلى “قبيلة الجوالين” وهي تختار الصحافة مهنة لها، ممططة بذلك مسارها بين مدن مغربية كثيرة، من جهة، والإمارات العربية المتحدة، من جهة ثانية.

تعلن هذه المغربية، المتخطية سنتها السادسة من العيش في أبوظبي، أن التخيير يبقى أكثر من التسيير في “معادلة الحياة”، بينما تجاهر بكون التنميطات لا يمكن أن تحول دون استفادة “مغاربة العالم” مما أضحى مرصودا في ثورة التحديثات.

ذاكرة حديدية

رجاء شكري، ذات الأصل المرتبط بقبيلة الحياينة المتمركزة بين تاونات وفاس، والتي عانقت الحياة في البيضاء، تحتفظ بتقاسيم طفولتها المبكرة في ذاكرتها التي تأبى النسيان، بل لا تبذل مجهودا في استحضار مواقف عاشتها منذ سنوات عديدة.

وتقول شكري، في هذا السياق، إنها تذكر تفاصيل عاشتها حين الدراسة بكل من ابتدائية “البصيري بنات” في حي البرنوصي بالدار البيضاء، وأيضا إعدادية “محمد بن عبد الكريم الخطابي” وثانوية “المختار السوسي”.

“أستطيع أن أذكر أسماء الأساتذة والتلاميذ والإداريين في كل هذه المؤسسات، ومن بينهم المرحوم الغتانمي الذي درسني في القسم الأول الابتدائي بمدرسة البصيري”، تردف رجاء.

صحافية بالفطرة

ولع شكري بالقراءة الجهرية وإعجابها بصوتها خلال هذه العملية، أثناء مختلف أطوار تمدرسها وخارج الفصول، كون لديها أسلوبا خاصا في الإلقاء، لتزاوجه بالمهارات التحريرية التي تميزت بها منذ الصبى.

“كل هذا جلب اهتمامي نحو الصحافة كمبتغى مهني، وأضفت إلى قراءتي النهمة حزمة الصحف التي كانت تصدر وقتها بسمات حزبية، أولها جريدة “الاتحاد الاشتراكي” التي حرصت على تصفحها بانتظام”، تكشف رجاء.

وتزيد المغربية نفسها أن دخولها معهد التكوين الصحافي “IFJ”، في أول دفعة تخرجت منه سنة 1996، جعلها تعي إقدامها على الكتابة بمهارات لم تكن تعي تسمياتها، لذلك لاقت سهولة في إبراز التفوق خلال مرحلة التعليم العالي في “صاحبة الجلالة” بالدار البيضاء.

سير نحو الإمارات

خضعت رجاء شكري لفترة تدريب بمنابر “الصحيفة” و”الصباح” في المغرب، بعدما اختارت مواكبة ميولاتها بالتخصص في الصحافة المكتوبة، ثم التحقت بالإذاعة الجهوية في عين الشق، ومنها إلى “دار البريهي” في الرباط مع مراسلة قناة “الحرة”.

قبلت الصحافية عينها عرضا من قناة “الجزيرة” للاشتغال مقدمة للنشرات في العاصمة القطرية الدوحة، لكن هذه التجربة لم تدم وقتا طويلا وهي تعيد شكري إلى أرض المملكة، وكان ذلك من أجل العمل في قناة “ميدي 1 سات”.

بعد كل هذا، اختارت رجاء الانضمام إلى صحيفة “الرؤية الاقتصادية” في الإمارات العربية المتحدة، معانقة العمل التحريري المكتوب من جديد، ثم جاورت مشروع إطلاق قناة من البلد الخليجي نفسه، وصولا إلى الاستقرار في “سكاي نيوز” بأبوظبي.

خيار واشتغالات

تنفي “ابنة البيضاء” أن تكون قد فكرت، في أي يوم من الأيام، بالانخراط في تجارب هجرة، مرجعة ذلك إلى ارتباطها الشديد بعائلتها في المغرب، وتستدرك: “في لحظة ما أحسست بالحاجة إلى توسيع الأفق المهني وشخصيا”.

تربط رجاء توجهها إلى الإمارات بكون البلاد متوفرة على مجموعة من المنابر الصحافية والإعلامية المتعددة، في مختلف ميادين الاهتمام، ومنها القناة الإخبارية التي تتوسط طواقم عملها في الوقت الحالي.

“أقوم بمهام الصحافيين في “سكاي نيوز عربية”، ملازمة السياسة في قسم الأخبار، بعدما كنت معدّة في برنامج “بصراحة”؛ محتكة وقتها بمجموعة من الشخصيات العامة جراء اعتماد الاشتغال على محاورة قادة دول عبر العالم”، تقول شكري.

طموح وتنميط

لا يمكن للناس أن يكونوا راضين بالكامل عن مساراتهم، وفق المنتمية إلى “مغاربة العالم”، لذلك تلازم الأسوياء منهم طموحات مستمرة على مدى العمر بأكمله، بحثا عن الأفضل بشكل دائم.

وتزيد رجاء شكري: “من هذا المنطلق عدت إلى مقاعد الدراسة من أجل ماستر في الصحافة، وأضع بين عيني الحصول على شهادة الدكتوراه. هذا ليس هدفا جديدا بقدر ما هو عودة إلى مبتغياتي التي لم أصلها بعد”.

تبدي الصحافية المستقرة في الإمارات العربية المتحدة استياء من النظرة النمطية التي تلازم المغربيات القاصدات عموم دول الخليج، معتبرة ذلك ظلما أخذ في الانجلاء، خلال السنوات الأخيرة، بعد تغير نوعية الهجرة إلى هذه المنطقة.

وتفسر المغربية: “أصبحنا نرى صحافيات ومديرات ومقاولات وغيرهن، يتحركن من المملكة إلى الإمارات للتواجد في مجالات متنوعة، وهو إقبال مشرف يحتاج وقتا كي يطيح بالأحكام المسبقة المعتادة”.

مستجدات العالم

الشباب المغربي، سواء المختار شق طريقه نحو المستقبل في الوطن أو خارجه، تطالبه رجاء بالبقاء مطلعا على المستجدات التي تتيحها الفورة الإلكترونية التي تعم العالم مذيبة الحدود الجغرافية المألوفة.

“الدنيا مبنية على المنافسة، لذلك يكون الارتباط بالجديد في كل الميادين وسيلة فعالة للتموقع في مواضع قوة، سواء بالوطن أو في بلدان المستقبلة مغاربة العالم”، تضيف الصحافية انطلاقا من تجربتها الخاصة.

وتختم رجاء شكري كلامها بالقول: “أشجع على خوض الهجرة التي تفتح آفاقا أوسع لأنني أراها متيحة للتعلم والاحتكاك بأجناس أخرى، والحرص على استثمار الفرص المتاحة بذكاء يجلب النجاحات ويشرف الوطن الأم”.

‫تعليقات الزوار

2
  • l'expert retraite bénévole
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 09:14

    وأتمنى لكي التوفيق ومزيدا من الإستحقاقات و النجاحات.

    ولرد الجميل إلى الذين صاهروا على رعايتكي وتعليمكي وحمايتكي منذ صغركي ولكي تكوني مفخرة للوطن خاصة و للإنسانية جميعا فحبذا لوكرستي موضوع بحثكي في الدكتورة لمراحيل تحرير المرئة المغربية بفضل الرئيى المستقبلية للمغفور له محمد الخامس الذي أعطى للمرئة المغربية حق التصويت في الإنتخابات في الوقت الذي كان ينوب عنها زوجها في دول أخرى مثل فرسا والمغفور له الحسن الثاني الذي أجاب الصافي أنه متفتح و أن إبنته تعوم في البحر بالمايو و تلعب التينيس و الملك محمد السادس نصره الله الذي حطم الرقم القياسي في حقوق المرئة عبر المدونة و البرلمان و القضاء و المناصب العليا في الحكومة و الدبلوماسية و التي لم تكن بعد حكرا للرجال كما كان سابقا.

    وتفضلي سيدتي بقبول فائق الإحترام و التقدير.

  • ناجح
    الإثنين 23 أبريل 2018 - 11:09

    ……..كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها"أننا نعلم ان هذه الهجرة مقيدة بتاشيرة السفر أي visa.
    والله الذي لا الاه الا هو اذا كانت النية في الهجرة خالصة لله يرزقكم بها. … قال تعالى: " ياعبادى الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإني فاعبدون . يجب ان تكون التأشيرة سهلة على اللذين يريدون وجهه.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات