قال مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، الدكتور عبد المجيد فاضل، إن المقاولة الإعلامية كباقي المقاولات من ناحية تركيبتها، فهي تتكون من بنيان وموارد بشرية ورأسمال، وينبغي أن تُسيّر على ذلك الأساس، لكنها، مع ذلك، تحظى بخصوصية ناتجة عن نوعية ما تقدمه للمستهلك، والذي يجمع بين الثقافي والإبداعي والإنتاج الصناعي.
وأضاف فاضل، في لقاء نظمته المديرية الجهوية للاتصال بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، حول موضوع “التكلفة المالية للمقاولة الصحفية الجهوية”، أن خصوصية المنتوج الإعلامي أنه سريع التلف ويفقد قيمته بسرعة، خصوصا بالنسبة لليوميّات.
وعن سوق الانتاج الإعلامي، اعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال أنه يتميز بازدواجيته، لأنه يباع مرّتين: مرة للقارئ ومرّة للمعلنين، مشيرا إلى أنه على الناشر التوفيق بينهما، كي لا يدخل في حلقة مفرغة بين إرضاء القارئ على حساب الإشهار أو العكس.
فاضل أوضح أن الصحافة تدخل في خانة اقتصاديات المقياس المرتبطة بالحجم، فعلى قدر كثرة الإنتاج تنخفض الكلفة. هذا الإنتاج الذي ينصبّ كله في النسخة الأولى (من الجريدة أو المنتوج) التي تراكم كل النفقات، بينما ما تبقى يكون عبارة عن مستنسخات، وهو ما ينطبق على كافة المنتجات الثقافية كالكتاب والفيلم وغيرهما.
وعن تكاليف المنتوج الإعلامي، فقد قسمها مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال إلى أربعة أقسام؛ أولها تكاليف الإنتاج الثقافي والمرتبطة بأجور المحررين ونفقات التوثيق والاشتراك في وكالات الأنباء، وثانيها النفقات المادية المتمثلة في الاستثمار في الآليات والمعدات وكل ما هو صناعي وله علاقة بالإنتاج، أما ثالث النفقات فيتمثل، بحسب فاضل، في المواد الأولية وعلى رأسها الورق، الذي أصبحت صناعته محتكرة من طرف شركات متعددة الجنسيات، لدرجة أن عدد المقاولات المنتجة للورق عالميا تقلص من 120 إلى 10 مقاولات فقط تقريبا، في حين تبقى أجور العمال الصناعيين آخر تكلفة لإنتاج منشور إعلامي، قبل المرور إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التوزيع، الذي قد يأخذ 50 % من التكاليف.
واعتبر فاضل أن شساعة محيط التوزيع لا تساعد على تغطية كل المناطق، لتبقى الصحيفة، في الغالب، في المدن الرئيسية، وهو ما يجعلها صحافة محلية أكثر منها جهوية.
وبالنسبة لعائدات المقاولة الصحافية، فيرى مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال أن المبيعات تقع على رأسها، ولو أن إشكالية تحديد السعر تقف عقبة في هذا الجانب، لأن تكلفة الإنتاج تكون دائما مرتفعة، وبدون وجود دعم مالي من جهة ما، فإن السعر سيكون مرتفعا وليس في متناول الجميع، وهو ما يجعل منها مقاولة “إقصائي” تبيع للبعض دونًا عن البعض الآخر.
أما الإشهار، كوسيلة دخل للمقاولة الصحافية، فقد اعتبره المتحدث غير متوفّر بشكل متكافئ، نظرا للمعايير التي يعتمدها المعلنون، والتي قد تنعكس على المضمون والشكل في الغالب، كما أنه يعاني من التقلبات الفصلية، وبالتالي فهو غير متوفر على مدار العام.
واعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال أن دعم الدولة، كوسيلة تمويل، ينبغي أن يخضع للتقنين ولشروط قاسية، لأنه مال عامّ، مشيرا إلى أن هناك دولا تعتبر أمرا كهذا ضد المنافسة الحرة.
وختم الدكتور فاضل مداخلته بإشارة إلى النماذج الثلاثة للمقاولة الإعلامية، المتمثلة في النموذج المجاني كالصحافة الإلكترونية، أو المجانية الورقية المعتمدة كليا على الإعلانات، والنوع الثاني المعتمد فقط على الاشتراكات، والنموذج الأخير هو الذي يمزج بين الإشهار والمجانية، كالصحافة الإلكترونية خصوصا.
تنتمنى التوفيق لكل صحافي مكرفص باش يوصل رسالة نبيلة وبعيدا عن الأطماع المالية
hespress source incontournable d informations fiables