معارضو أردوغان: المشهد الإعلامي في تركيا تحت سيطرة الرئيس

معارضو أردوغان: المشهد الإعلامي في تركيا تحت سيطرة الرئيس
الأحد 1 ماي 2016 - 11:00

منذ تظاهرات ميدان تقسيم بإسطنبول، التي تابعتها منابر إعلامية عالمية وعدد من صحف المعارضة، وتحقيقات الفساد التي استهدفت الحكومة التركية في دجنبر 2013، بغرض الضغط على رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان، أحس الأخير بخطورة وسائل الإعلام، وأصر بعد توليه رئاسة الجمهورية على ألا يترك مساحة كافية لصحافة بلده كي تهاجمه مرة أخرى، وتنتقد سياسة حكمه.

ويقول معارضو أردوغان إن “حزب العدالة والتنمية، الذي يتولى سدة الحكم في تركيا منذ 14 عاما، شرع في تطبيق سياسة ضغط لم يشهدها تاريخ تركيا من قبل، إذ حبس العشرات من الصحافيين بأسباب ملفّقة، وترك أكثر من ثلاثة آلاف صحافي دون عمل، بعد إغلاق العديد من الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية.

وشهدت عشرات المؤسسات الإعلامية اعتداءات يراها معارضو الرئيس التركي جائرة، مثل صحف جمهورية وحريات وبوجون وزمان، وقنوات بوجون TV وكنال ترك وSTV، إذ فرضت على بعضها الوصاية دون وجه حق حسب تعبير المصادر ذاتها، في حين غُيرت سياسة صحيفة حريات بتعيين عبدالقدير سلوي، المقرب من الحكومة، عليها. أما مدير تحرير صحيفة جمهورية، جان دوندار، والكاتب أردم جول، فقد تم اعتقالهما لنشرهما صور الشاحنات التي اتهمت من خلالها الحكومة التركية بإرسال الأسلحة إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وانعكست هذه الإجراءات على تقارير المؤسسات الدولية، إذ شهدت التقارير التي أعدتها الخارجية الأمريكية والبرلمان الأوروبي، مؤخرا، عبارات شديدة اللهجة في حق تركيا. وخصص تقرير حقوق الإنسان الذي تعده الخارجية الأمريكية سنويا حول كل الدول أزيد من سبعين صفحة لتركيا، ينتقد من خلالها إجراءاتها القمعية في حق الصحافة والإعلام.

التقرير، الذي صدر في 14 أبريل 2016، ركز على أن الانتخابات التشريعية الاستثنائية التي جرت في نونبر 2015، والتي أفرزت حصول حزب العدالة والتنمية على الأغلبية المطلقة، لم تكن عادلة، بسبب القمع الإعلامي، مشيرا إلى وجود نحو ثلاثين صحافيا داخل السجون.

وذكر التقرير أيضا حذف بعض المؤسسات الإعلامية التابعة لجماعة الخدمة التي يتزعمها فتح الله غولن من منصة الإعلام الرقمي، إلى جانب فرض الوصاية على مؤسسات إعلامية كمجموعة “زمان”.

أما تقرير البرلمان الأوروبي، الذي تزامن صدوره مع تقرير الخارجية الأمريكية، فقد وجه بدوره انتقادات عنيفة لتركيا في عدة قضايا، مثل حرية الإعلام وحقوق المرأة واستقلال القضاء وأزمة المهاجرين. وقدمت مقررة تركيا في البرلمان الأوروبي، كاتي بيري، معلومات بشأن التقرير قائلة: “لم تتباطأ الإصلاحات فقط، بل شهدت تراجعا في عدة مجالات”.

أردوغان، بعدما تبنى سياسة الترغيب والترهيب،، استطاع بعد مرور ما يقارب ثلاث سنوات أن يخضع المشهد الإعلامي في تركيا لسيطرته، بعدما كان يؤرق مضجعه، وأصبحت الصحف والقنوات التي كانت تهاجم نظام حكم العدالة والتنمية، تتغنى بمنجزاته؛ وهو ما يصفه متتبعو الشأن التركي بـ”اكتمال سيطرة أردوغان على ركائز الحكم”، بعدما استطاع أن يحاصر الجيش، “مدبر الانقلابات” في العهود السابقة داخل أسوار ثكناته، وأن يقوم بعملية تنقيلات واسعة في صفوف الشرطة والقضاء، وأن يهيمن على المشهد الاقتصادي عبر لوبياته الاقتصادية القوية، وختم مسلسل سيطرته بأن لجم عنان الإعلام المعارض، و”سلط آلته الإعلامية لتخوين خصومه من حركة الخدمة وحزب الشعب الديمقراطي”، وفق تعبير المصادر ذاتها.

ولا يبدو الوضع التركي من الداخل متأثرا بما حصل، بسبب انشغاله بالحالة الأمنية المرتبكة جراء ما وقع من انفجارات وعمليات انتحارية، هددت الأمن الداخلي للمواطن التركي الذي يعتبر ثالوث “الأمن”، “الاقتصاد” و”السيادة” من أولى أولوياته.

‫تعليقات الزوار

19
  • بدر
    الأحد 1 ماي 2016 - 11:42

    اكثر من 70 في المئة من وسائل الاعلام في تركيا مازالت معارضة للرئيس اردوغان.المرجو تحري المصداقية.هسبرس تعارض كل ما هو ذو طابع اسلامي.تركيا الان هي الصفحة المضيئة الوحيدة للعالم الاسلامي لما حققته من اقلاع اقتصادي وتنموي وانجازات ابهرت العالم .بالاضافة لمواقفها المشرفة من قضايا الامة.والشعب التركي قال كلمته في الاستحقاقات الانتخابية لصالح حزب اردوغان.

  • ملاحظة
    الأحد 1 ماي 2016 - 11:46

    الإنتخابات لم تكن عادلة لأن 30 صحافيا كانوا في السجون !!!!!.
    إن أردوغان رجل سياسي محنك، ويعرف كيف يكسب الأصوات وثقة الشعب معا؛ لذلك تراه يعمل بكل إخلاص وتفاني مع ما تستدعيه الضرورة من الحزم و الصرامة؛ وتلك هي مميزات الشخصية القيادية.
    أخطر ما يمكن أن يهدد أمن البلدان التي تعمل من أجل مصلحة شعوبها بصدق هي تلك الأقلام المأجورة التي تستهدف العقول البسيطة التي تتلقف كل ما هو سلبي ولو كان تافها.

  • amin
    الأحد 1 ماي 2016 - 11:55

    والمنافقين الامريكان الي كيقولوا حقوق الانسان وهم المدافعين عليها
    ميهضروش حتى تنوض تركيا دير شي صفقة مع روسيا او ايران عاد ينوضوا قربالة عليها
    لكن الازمة السورية رجعت تركيا خسرتها والعرب والاكراد خسروها
    دبا الالمان رفضوها للانضمام لاتحاد الاوروبي

  • soufiane nz
    الأحد 1 ماي 2016 - 11:59

    في تركيا، هناك حرية الصحافة أكثر مما هو عليه في الاتحاد الأوروبي،تعلمون جيدا من يملك صحف في الاتحاد الأوروبي.لا حاجة لإضافة…..

  • نفسه
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:01

    آلآخوآن آلمسلمون لآيقبلون آلرأي آلمخآلف لهم ،لكن في آلمغرب هم تحت آلوصآية

  • ملاحظ من بعيد
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:07

    اذا كان الغرب والشرق ضد سياسات الحكومة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية التي اخرجت بلدها من التبعية الاقتصادية للمعسكرين معا فهذا دليل على ان الحكومة التركية على الطريق الصحيح ,ولو كان الغرب صادقا فيما يقول لدافع عن الانسان السوري الذي يذبح كل يوم ولم يفعل له شيئا سوى الشجب والاستنكار وصدق الله تعالى الذي يقول:( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير) .

  • حمزة
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:11

    سؤالي : و نحن ؟ هل الإعلام عندنا حر ؟
    ما لنا ننتقد الآخر و نحن أحق بالإنتقاد !

  • samed57
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:11

    ومتى وصلت تركيا إلى ما وصلت إليه إلا في عهد أردوكان…لا يخلو بلد من فساد…وقد تفسد المعارضة وتتهم النظام.مكر السياسة بلا حدود…ثم بعد ذلك، أن يترك الإعلام خاصة الغير النزيه منه يفعل ما يشاء هذا غير معقول…كم من عنوان خادع لمقالة مغلوطة تجر عددا من القراء و تستميل أناسا سدجا…إذن وجبت المراقبة…

  • الكرامي
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:19

    سياسة اردوغان سياسة حكيمة وتستحق كل تنويه واحترام واغلق الطريق على بعض المرتزقة والفيروسات التي تريد النيل من الشعب التركي العظيم عبر وسائل اعلام مرتزقة واعداء الخارج والداخل وخير متال ما وصلت اليه من تقدم وازدهار وفق الله السيد طيب اردغان ووقى بلاده من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

  • مبرمج
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:28

    الصحافة التركية أغلبها أداة يستخدمها الغرب لمهاجمة اردوكان و لم يكن ولاؤها مطلقا لتركيا لعدة أسباب منها ان متطرفي العلمانية يفضلون بلدا متخلفا علمانيا على بلد متقدم له أسس إسلامية

  • الطاطاوي
    الأحد 1 ماي 2016 - 12:45

    بعض المعلقين يحكمون على القشرة وينسون المحتوى
    كيف تراهم يتحدثون عن تركيا الإسلامية ونسوا انها جزء من حلف الناتوا
    كان الناتوا سيدافع عن إسلامهم

    اما ان تركيا تتاجر بالسلام والمسلمين اما ان دول الناتوا دول مسلمة

  • شهيد
    الأحد 1 ماي 2016 - 13:02

    والله أحسن من أن يكون تحت سيطرة المخابرات الغربية والأمريكية

  • الحـــــاج عبد الله
    الأحد 1 ماي 2016 - 13:07

    الديكتاتور العثماني الاستعماري الجديد المدعو أردوغان سرق مقاولات إعلامية من أصحابها وهي من اكبر القلع الإعلامية التركية الحرة وغير خط تحريرها وجعلها تطبل وتزمر له.
    والسؤال :
    هل سيقبل تجار الدين في المغرب أن تصادر الحكومة جرائدهم وصفحاتهم على الانترنات ؟؟

    لا طبعا سيصرخون وسيشكون حتى للأمم المتحدة قمع وجبروت النظام وانعدام حرية التعبير وستدخل على الخط كل المنظمات الغربية للشجب والتنديد وستصدر التقارير المسيئة للمغرب و…

    لكن عندما يتعلق الأمر بأفعال الديكتاتور التركي العثماني الاستعماري الجديد فإن تجار الدين والغوغاء المتعاطفين معه لا يكتفون فقط بالصمت وإنما ينخرطون في الدفاع عن أفعال السرقة والسطو على وسائل الإعلام الحرة والقمع والسجن الذي يتعرض له أصحابها لا لشيئ سوى أنه يخالفونه في الرأي ويعارضونه سلميا بالكلمة.

  • هتلر
    الأحد 1 ماي 2016 - 13:41

    بعض المعلقين يمجدون اردوكان وكأنه حرر القدس والجولان…انا لست ضد أحد لكن لا تعبثو بذكائنا فالإسلام للجميع وليس ملك أحد فلا داعي للمزايدات…

  • الحقيقة
    الأحد 1 ماي 2016 - 13:45

    الإخوان المسلمين يقمعون الصحافة في تركيا وهذا واضح لكل متتبع حر للأحداث إذا كان فعلا يخدم مصلحة المسلمين لماذا هو عضو في الناتو اليس الناتو حلف غربي صهيوني؟قبل أن تضغط على الزر الأحمر تمعن في ما قلت!

  • مصطفى
    الأحد 1 ماي 2016 - 15:14

    يا اخوان الحقيقة أن المعارضة التركية تسيطر عليها الاقلية العلوية الشيعية.

  • ابو ملحاد المغربي
    الأحد 1 ماي 2016 - 17:42

    عندما اتذكر تاريخ باكستان و تدخلها في افغانستان ابان غزو السوفييت له بطلب من شاه افغانستان و دعم النظام الباكستاني للجماعات المتطرفة الارهابية بدعم السعودية و دول الخليج و القوى الغربية…، اتذكر الديكتاتور العثماني اردوغان و موقفه من سوريا و دعمه لداعش و التنظيمات الارهابية
    تذكروا ان التاريخ يعيد نفسه و سينقلب السحر على الساحر، باكستان دفعت الثمن غاليا عما فعلته بأفغانستان عندما وصلت عدوى التطرف و الاعمال الارهابية الى عقر دارها
    على اي حال عاقبة باكستان اهون مما تتجه اليه الامور في تركيا
    تركيا بلد علماني يتقوى فيه التطرف و مهدد بالتقسيم و الدمار
    باكستان هي اصلا بنيت و انفصلت على الهند على اساس ديني و لا تواجه اي تهديد انفصالي
    على الشعب التركي و الجيش ان يعيا جيدا مخاطر مجازفات الحزب الحاكم و ان ينقدوا الموقف بحل هذا الحزب المتطرف و تجميد كل نشاطاته انه يشكل تهديد على امن تركيا و الشرق الاوسط بشكل عام

  • كريم من اسطنبول
    الأحد 1 ماي 2016 - 22:47

    حزب أردوغان شد الخناق على الصحافة الحرة و أغلق مكاتبها بل وأصبح يوزع جرائده حتى في رحلات شركة الطيران التركية.تركيا تشهد انحدارا دبلوماسيا وحقوقيا مند أن أصبح أردوغان رئيسا لها ولاننسى أنه مرر لابنه صفقات ومناقصات حكومية اكتشف أمرها فرشي القضاء لتبرأت ساحته.كما لاننسى القصر الدي بناه لنفسه سلطانا عثمانيا.

  • محمد المقبلي
    الإثنين 2 ماي 2016 - 00:24

    تركيا دولة عظمى أراد الغرب تقزيمها ثمانون عاما ولكنها نمت وخرجت من القمقم ماردا جبار يعرف طريقه وماذا يريد ويعرف عدوه وماذا يريد فتفعل تركيا ما تريد لمصلحتها وترفض كل ما يضر بمصلحتها وهناك إعلامان بتركيا ، إعلام يصب في مصلحة أعدائها وإعلام يصب في مجرى مصلحتها فالأول مرفوض والثاني مطلوب هكذا عرف الأتراك الجدد تحديد مسارهم الصحيح يقمعون الهدامين ويشجعون البنائين لا حرية لصحافة لا تحترم مصلحة بلادها

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية