انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على الهجمات الدموية التي استهدفت تركيا، وانعكاسات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، علاوة على قمة الزعماء الثلاثة بمنطقة أمريكا الشمالية.
وهكذا، كتبت يومية (واشنطن بوست) أن الهجمات الدموية التي استهدفت مطار إسطنبول في تركيا، مخلفة 41 قتيلا وعشرات الجرحى، تهدد بخلق توترات بهذا البلد، الذي أضحى يكافح ضد المتمردين الكرديين على الصعيد المحلي، وضد جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية .
وذكرت الصحيفة بأن مقاتلي الجانبين نفذوا هجمات بالمدن التركية خلال الأشهر الماضية، مشيرة إلى أن السياحة في تركيا ستعرف بكل تأكيد حالة شلل جراء أعمال العنف هاته، كما يتضح ذلك من المعطيات الحكومية لشهر أبريل الماضي، والتي كشفت عن انخفاض حاد في عدد السياح الوافدين على البلاد، وهو أدنى مستوى منذ 17 سنة.
وبالنسبة للصحيفة، فإنه إذا كانت “الدولة الإسلامية” هي التي نفذت على ما يبدو هجوم الثلاثاء، فإن هذا يمثل تصعيدا ملحوظا من قبل هذه الجماعة الإرهابية ضد تركيا، معتبرة أن مثل هذا السيناريو سيغرق أنقرة في صراع عميق مع هذه الجماعة المتطرفة .
وفي موضوع آخر، كتبت يومية (وول ستريت جورنال) أن قادة الاتحاد الأوروبي حذروا، خلال اجتماعهم ببروكسيل أمس الثلاثاء لأول مرة منذ نجاح بريكسيت، لندن من العواقب والانعكاسات، لاسيما الاقتصادية، التي قد تترتب عن خروجها من الاتحاد الأوروبي .
وأوضحت الصحيفة أن القادة الأوروبيين رفضوا دعوة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى أن يظهر التكتل نوعا من المرونة حول الاتفاق الذي يمنح المواطنين الأوروبيين الحق في العيش والعمل ببلدان أخرى أعضاء تجمعها علاقات اقتصادية وثيقة مع بلدهم، بحجة أن الولوج الكامل إلى سوق الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يمتثل لقواعد على حرية التنقل .
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن اليمين المتطرف في فرنسا يرى في بريكسيت فرصة ذهبية، موضحة أن منذ 30 سنة تقريبا، تم انتقاد الجبهة الوطنية بالنظر إلى الاتحاد الأوروبي لأنها تطرقت لنفس القضايا المتعلقة بمحاربة الهجرة، التي شكلت موضوع الحملة التي قادت إلى خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي .
ولاحظت الصحيفة أنه على الرغم من العديد من الاختلافات بين فرنسا، العضو المؤسس للتكتل والقوة التي تبحث عن تشكيل أكبر وحدة في القارة، وبريطانيا التي انضمت في وقت لاحق إلى الاتحاد ورفضت عددا من المبادرات كالعملة المشتركة، فإن هناك ما يكفي من التشابهات في الاقتصادات والناخبين بكلا البلدين، وهو ما يمنح الأمل للجبهة الوطنية لإجراء استفتاء على غرار التصويت البريطاني .
وفي الساحة السياسية الأمريكية، تناولت يومية (دو هيل) تصريحات المرشح الجمهوري للبيت الأبيض، دونالد ترامب، الذي قال إنه يعتزم إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، التي تضم الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهو ما يشكل مصدر قلق للعمال الأمريكيين .
وأضافت الصحيفة أن ترامب هدد بأنه إذا لم ترغب كندا والمكسيك في إعادة التفاوض بشأن هذا الاتفاق، فإن الولايات المتحدة سنتسحب منه، مشيرة إلى أن مثل هذا القرار سيؤدي إلى ارتفاع الرسوم الجمركية على واردات هذين البلدين، وكذا على الصادرات الأمريكية .
وسجلت اليومية أن المرشح الجمهوري المحتمل أكد أنه سيعمل أيضا على إفشال الشراكة عبر المحيط الهادي، الاتفاق الذي تفاوض بشأنه الرئيس أوباما، والذي يعد أكبر اتفاق منذ الاتفاق التجاري (نافتا)، معتبرة أن قطب العقار يريد، في سعيه إلى تحقيق تقدم على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تتقدم عليه بفارق واضح في استطلاعات الرأي، خطب ود الجهات غير الراضية على سياسات التجارة الحرة.
وبكندا، كتبت صحيفة (لو دروا) أنه في الوقت الذي تعرف فيه أوروبا نوعا من النزاعات الداخلية بعد استفتاء بريكسيت ببريطانيا، فإن الشركاء الثلاثة الرئيسيين في أمريكا الشمالية يظهرون نوعا من الوحدة والتعاون و حسن النية، الذي سيحمل الرخاء إليهم.
وأكدت الصحيفة أن بريطانيا وظاهرة خروجها من الاتحاد الأوروبي تستأثر باهتمام العالم منذ أسبوع تقريبا، موضحة أن هذا الموضوع أصبح لا مفر منه بالنسبة لكل مهتم بالسياسة الدولية، وكذا بالنسبة لرئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو والرئيس الأمريكي باراك أوباما والمكسيكي إنريكي بينيا نييتو، الذين لا يمكنهم تجنبه خلال قمة “الأصدقاء الثلاثة” المقررة هذا الاربعاء في أوتاوا .
ومن جهتها، ذكرت صحيفة (لو دوفوار) أنه على الرغم من العديد من الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال قمة الزعماء الثلاثة في أمريكا الشمالية، فإن الاجتماع سيشكل فرصة للرجال الثلاثة لإظهار مدى انشغالهم بظاهرة الاحتباس الحراري، الأمن والعلاقات مع جيرانهم .
أما يومية (لابريس) فقد اعتبرت أنه إذا كان هؤلاء الزعماء الثلاثة الموقعون على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) سيجتمعون اليوم الأربعاء في أوتاوا لمناقشة مسألة تعزيز العلاقات الاقتصادية، فإن المرشح الجمهوري دونالد ترامب جدد أمس الثلاثاء تعهده بإعادة التفاوض بشأن هذا الاتفاق أو الانسحاب من هذا التوافق “الكارثي”.
وببنما، أبرزت صحيفة (لا إستريا) أن وضعية رئيس الجمهورية السابق، ريكاردو مارتينيلي، تزداد تعقيدا بعدما طالب قاضي الضمانات بمحكمة العدل العليا من الإنتربول إصدار مذكرة اعتقال في حقه، مذكرة بأن هذا الطلب جاء بعد ملتمس من المدعي العام المكلف بالتحقيق في قضية تنصت غير قانوني على 150 شخصية حينما كان مارتينيلي يتولى رئاسة البلد ( 2009 – 2014 ).
وأضافت الصحيفة أن دفاع مارتينيلي، الذي غادر البلد غداة تسليمه السلطة لخلفه، انتقد هذا القرار، معتبرا أنه انتهاك صريح لحقوق موكله كونه لم يحترم “المسطرة المعمول بها “.
في موضوع آخر، كشفت صحيفة (لا برينسا) أن عدد ضحايا فيروس الإنفلونزا (أش1 إن1) ارتفع ليصل إلى 37 ضحية منذ إطلاق حالة الطوارئ قبل أزيد من 6 أسابيع، مبرزة أن السلطات الصحية لا تستبعد أن يصل انتشار الفيروس إلى درجة الوباء خاصة في ظل “التصرف غير الاعتيادي ومعدل انتشار الإصابة” بين المواطنين.
أما بالمكسيك، فقد تناولت صحيفة (ال يونيفرسال) الزيارة التي يقوم بها الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو إلى كندا، والتي أكدت خلالها الحكومة الكندية أمس الثلاثاء على إلغاء تأشيرات الدخول بالنسبة للمواطنين المكسيكيين الراغبين في دخول أراضيها ابتداء من فاتح دجنبر المقبل، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى التوقيع على 14 اتفاقية بين حكومتي البلدين، فقد تم الإعلان أنه ابتداء من أكتوبر من السنة الجارية سيتم السماح باستيراد المكسيك لمنتجات اللحوم الكندية .
من جهة أخرى، توقفت صحيفة (لاخورنادا) عند القرار الذي أصدره القاضي الفيدرالي خوسي دياز دي ليون كروز أمس الثلاثاء والقاضي بالتعليق المؤقت لقرار تسليم خواكين “إل تشابو” غوزمان إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن قرار التعليق سيكون ساري المفعول فقط لمدة أسبوع أو أسبوعين .
وأضافت الصحيفة أنه لكي يتمكن “ال تشابو” من البقاء في الأراضي المكسيكية دون الخوف من ترحيله في أي لحظة، يجب على القاضي أن يمنحه تعليقا نهائيا، وهو الأمر الذي سيتم البت فيه بعد عقد جلسات طارئة الأسبوع المقبل.
