اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص باتفاق السلام التاريخي الذي وقعته، مساء الاثنين، الحكومة الكولومبية ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات، بينهم الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، ونظيرته الشيلية، ميشيل باشليت.
ذكما توقفت صحف المنطقة عند المفاوضات الجارية بين الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية بشأن إبرام اتفاقية لتبادل المعلومات الضريبية ومحاربة جرائم تبييض الأموال، وعند الهدف الذي سطره البنك المركزي الأرجنتيني لمعدل التضخم بالنسبة للسنوات الثلاث المقبلة.
فبالأرجنتين، أفردت الصحف حيزا هاما من صفحاتها لاتفاق السلام الذي وقعه الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانطوس، وزعيم الفارك، رودريغو لوندونيو إتشيبيري، الملقب ب “تيموشنكو” لوضع حد لأزيد من نصف قرن من الاقتتال.
وأبرزت أن الاتفاق، الذي سيدخل حيز التنفيذ بعد استشارة الكولومبيين بشأنه في الثاني من أكتوبر المقبل، ينص على وقف نهائي لإطلاق النار من الجانبين ونزع أسلحة المتمردين المقاتلين والتزام الحكومة بمكافحة العصابات المسلحة الناشئة عن قوات شبه عسكرية يمكن ان تحاول السيطرة على معاقل “الفارك”، وعلى تحويل الحركة إلى حزب سياسي، كما سيستفيد ممثلو هذه الأخيرة من الضمانات الامنية لتجنب تكرار الفصول الدامية التي سجلت في نهاية ثمانينات القرن الماضي عندما اغتيل حوالى ثلاثة آلاف ناشط في “الاتحاد الوطني” وهو واجهة سياسية انبثقت عن محاولة سابقة للتوصل الى السلام.
وفي موضوع آخر، ذكرت يومية “أمبيتو فينانسييرو” أن المفاوضات بين بوينوس أيرس وواشنطن بشأن اتفاقية بين الإدارة الفيدرالية للمداخيل العمومية بالبلد الجنوب أمريكي ومصلحة الإيرادات الداخلية بالولايات المتحدة، لتبادل المعلومات الضريبية اعتبارا من سنة 2017، كانت محور لقاء، أمس الاثنين بالعاصمة الأرجنتينية بين وزير المالية، ألفونصو برات غاي، ووزير الخزانة الأمريكي، جاك ليو، الذي يقوم حاليا بزيارة للأرجنتين.
واعتبرت أن إبرام هذه الاتفاقية من شأنه المساهمة في نجاح مشروع القانون الذي صادق عليه البرلمان مؤخرا والذي يروم استعادة الأموال المهربة إلى خارج البلاد خلال السنوات الأخيرة من خلال منح المعنيين بها امتيازات لتسوية وضعيتهم الضريبية.
وأشارت إلى أن إبرام مثل هذه الاتفاقية، التي سبق أن وقعتها الأرجنتين مع 101 دولة في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، يمثل عنصرا حاسما في مدى نجاح مشروع القانون المذكور، والذي يندرج في إطار عملية تسوية ضريبية تستهدف نحو 220 مليار دولار من الأموال المهربة حسب تقديرات رسمية وضعف هذا الرقم حسب تقديرات مؤسسات خاصة مثل شبكة العدالة الضريبية.
اقتصاديا، نقلت صحيفة “لاناسيون”، من جهتها، عن رئيس البنك المركزي، فيديريكو ستورزينيغر، قوله، في مؤتمر صحفي أمس ببوينوس أيرس، إن المؤسسة المالية الأرجنتينية سطرت هدف معدل تضخم يتراوح بين 12 و17 في المائة خلال سنة 2017، وبين 8 و12 في المائة بالنسبة للسنة الموالية، وفي حدود 5 في المائة خلال سنة 2019، معتبرا أن هذه الأهداف ممكنة التحقق بفضل السياسة المالية للبنك الرامية إلى خفض التضخم.
وبدورها، خصصت الصحف الشيلية أبرز عناوينها لاتفاق السلام الموقع بين الحكومة الشيلية ومتمردي الفارك، بحضور الرئيسة باشليت، حيث توقفت صحيفة “إلميركوريو” عند ترحيب الرئيس الكولومبي سانطوس، في كلمة خلال حفل توقيع الاتفاق، “بعودة الحركة إلى الديمقراطية”، مبرزا أنه يفضل “التوصل لاتفاق غير كامل ينقد حياة الأشخاص على حرب كاملة”.
من جانبه، تضيف اليومية، طلب زعيم الفارك، في كلمة مماثلة، الصفح من “ضحايا النزاع”، في سابقة من نوعها، حيث قال تحت تصفيقات نحو 2500 من الحاضرين، “باسم القوات المسلحة الثورية الكولومبية، أعتذر بصدق لجميع ضحايا النزاع عن أي ألم قد نكون تسببنا به أثناء هذه الحرب”، مضيفا “نحن نولد من جديد لإطلاق مرحلة جديدة من المصالحة وبناء السلام”.
وأشارت الصحف إلى أن حفل توقيع الاتفاق عرف، فضلا عن الرئيسة الشيلية، حضور رؤساء 14 دولة أمريكية لاتينية، بينهم الرئيس الكوبي، راوول كاسترو الذي استضافت بلاده وعلى مدى أربع سنوات مفاوضات السلام التي جرت برعاية النرويج وفنزويلا والشيلي وأفضت الى هذا الاتفاق في 24 غشت الماضي، كما عرف حضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزراء خارجية 27 بلدا، بينهم وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
