تناولت الصحف الصادرة اليوم الخميس في منطقة شرق أوربا قضايا متنوعة أبرزها العلاقات الروسية البولونية والتوتر في العلاقات بين تركيا وبلدان أوربية علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية.
ففي بولونيا تناولت الصحف العلاقات الروسية البولونية في ظل التوتر العسكري والسياسي القائم بشرق أوكرانيا وقضية الارهاب. وكتبت صحيفة “رزيشبوسبوليتا” أن العلاقات الروسية البولونية “ليست في أحسن أحوالها ،لاختلاف وجهات النظر العميقة بين موسكو ووارسو حول الوضع في أوكرانيا وسيادة هذه الأخيرة على أراضيها وأسباب وتداعيات المواجهات العسكرية ” ،بين الجيش النظامي الأوكراني والمسلحين الموالين والمدعمين من قبل روسيا.
وأكدت الصحيفة ،استنادا الى وجهة نظر خبراء ومحللين أن “الخلاف يزداد عمقا مع تطور المواجهات بشرق أوكرانيا، وعدم تنزيل أهم بنود اتفاقية مينسك على أرض الواقع ،الموقعة قبل نحو ثلاث سنوات ،وترى وارسو أن الوضع الأمني الهش في أوكرانيا يسبب القلاقل لدول شرق أوروبا ويعطل فرص استقرار المنطقة وتنميتها كما يهدد أمنها العام.
ومن جهتها كتبت صحيفة “ناش دجينيك” أن قضية الإرهاب أصبحت حديث المهتمين بالشأن السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بشكل يومي كما أصبحت حديث المجتمع العادي الذي يتفاعل مع الموضوع من موقعه البسيط ،لأن هذه القضية “أثارت الخوف والفزع في نفوس كل الناس ،سواء الذين يعيشون في بؤر التوتر أو حتى الذين يتواجدون في بلدان كانت الى حدود الأمس آمنة ومستقرة ،خاصة وأنه وعلى ما يبدو أن “يد الإرهاب أضحت طويلة وتلامس البلدان القاصية والبعيدة “.
واعتبرت الصحيفة أن الحديث عن موضوع “الإرهاب يأخذ في أحيان كثيرة منحى تبريره بالصراع بين الأديان والحضارات والمفاهيم الفكرية والمعتقدات ” ،إلا أن ذلك يبقى “غير صحيح ولا ينبني على أسس موضوعية وواقعية” ،من وجهة نظر الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن المجتمع الدولي “لا يجب أن يمل من الإصرار على المراهنة على الدور التربوي والمقاربات الاجتماعية والاقتصادية والحوار في مواجهة تحدي الارهاب ،الذي يتقوى بنيانه وتتوسع جغرافيته بسبب انعدام التواصل بين أطراف أساسية في المنتظم الدولي” ،من أصحاب القرار السياسي وعلماء ومفكرين ورجال الأدب والدين وشباب ،و”انزواء كل طرف ببرجه العاجي “،وبالتالي تبقى القضية “معلقة للأسف الشديد ولا أحد يمكن أن يتوقع ما سيحدث في المستقبل” .
و في اليونان كتبت (تا نيا) أنه تم الاربعاء إطلاق سراح إمام مسجد قرية شانثي شمال شرق البلاد بعد اعتقاله الثلاثاء إثر اكتشاف أسلحة نارية في المسجد.
وأضافت الصحيفة أن مصالح الأمن استمعت للإمام وصرح أن لا علم له بمن وضع مسدسين داخل المسجد فيما أقر بأن البندقية التي عثر عليها داخل منزله هي في ملكيته واشتراها قبل 28 سنة وحينها لم يكن حمل هذا النوع من الأسلحة في حاجة لترخيص.
صحيفة (كاثيمينيري) نقلت عن مصادرها ببروكسيل أن أثينا والمانحين توصلا الى اتفاق حول الحزمة الجديدة من الاصلاحات ما سيفتح المجال أمام الانتهاء من التقويم الثاني لبرنامج الاصلاحات المالية الذي تنفذها بعد تعثر استمر منذ ديسمبر الماضي.
وأضافت أنه بموجب الاتفاق الجديد سيكون على اليونان تنفيذ اقتطاعات جديدة في معاشات التقاعد ابتداء من يناير 2019 لتوفير 1 في المائة من الناتج الداخلي الخام (7ر1 مليار اورو) ثم توفير 1 في المائة إضافية من الناتج الداخلي الخام من خلال إلغاء اعفاءات في الضريبة العامة على الدخل ويتعلق الأمر بالخصوص بتقليص هامش الاعفاء من 12 ألف اورو سنويا المعمول بها حاليا الى 5000 أورو سنويا فقط ابتداء من يناير 2019.
وفي تركيا كتبت (ستار) أن حال انتهاء الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها تركيا داخل أراضيها وفي سورية ستصبح أكثر أمانا.
وأضافت الصحيفة أن البلاد تعمل حاليا على التقدم من خلال تطهير مختلف مواقع الارهابيين سواء من داعش أو الاتحاد الديمقراطي الكردي، مشيرة الى إصرار الحكومة على وضع حد للإرهاب والتصدي لكل من يعمل على زعزعة استقرار البلد.
صحيفة (ديلي صباح) ذكرت أن الدعم المالي والعسكري المقدم للإرهابيين من قبل حلفاء تركيا يؤثر على العلاقات الثنائية مشيرة بالخصوص الى الولايات المتحدة ودعمها للمليشيات المسلحة لوحدات حماية الشعب المقربة من حزب العمال الكردستاني.
وأكدت أن تركيا ترفض مطلقا أي تواجد لوحدات حماية الشعب على حدودها سواء مع سورية أو العراق لانها تمثل خطرا على أمنها القومي.
صحيفة (ييني شفق) وجهت انتقادات حادة للغرب قائلة “هناك هدف لإطلاق الحرب بين الهلال والصليب. ويعني ذلك أن هناك حرب أ ضيفت للحرب التي تقودها أمريكا ضد الإسلام وهي حرب أوربا ضد تركيا والأتراك. وهذه هي سبب الآلام التي تعاني منها مؤخرا العلاقات التركية الأوربية”.
وأضافت الصحيفة “عرق البشرية يساق إلى حرب القيامة. تستهدف الوحوش كافة المنطقة الممتدة من سواحل الاطلسي إلى سواحل الهادي. لكن في المقابل فالغرب الذي يخطط لذلك لم يعد يلتفت إلى عجزه ومآسيه واحتمالات صراعاته الداخلية”.
ومضت الصحيفة قائلة سواء كان اسمها صراع الحضارات أو صراع داخل الحضارة، سموها كما شئتم ولكن خطر الصراع الداخلي في أوربا هو احتمال يفوق كافة الاحتمالات. ولذلك نحن سنقول أن “الغرب سيحارب في داخله”. كلا الحربين العالميتين كانتا عبارة عن صراعات داخلية في الغرب. أي هذه الحروب كانت عبارة عن حروب أوربية داخلية. وإن كان هناك احتمال لانفجار حرب القيامة، حتما ستنفجر داخل الغرب. وكل ما يقع علينا الآن هو الانتظار وتقوية كافة جبهات “المقاومة القاسية” وتعزيزها.
وفي روسيا، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى اللقاء الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مسؤولي المجمع الصناعي العسكري، مشيرة إلى أن القوة النووية الاستراتيجية تبقى حجر الزاوية في القوة الدفاعية للبلاد.
وأضافت الصحيفة أن بوتين ناقش في لقائه مع مسؤولي المجمع الصناعي العسكري والضباط الكبار في الجيش والأسطول البحري الروسي بالخصوص الأسلحة المخصصة لوزارة الدفاع وللتصدير.
وأكد بوتين بهذه المناسبة أن قوات الردع النووية الاستراتيجية ستبقى حجر الزاوية في الإمكانيات الدفاعية لروسيا، معتبرا أن الأسلحة الحديثة يجب أن تشكل 60 بالمائة من عتاد الجيش والأسطول بحلول سنة 2020.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس الروسي قوله أيضا أن الطلب على الأسلحة الروسية عرف إقبالا كبيرا مضيفا أنه خلال عام 2016 تم توريد الأسلحة الروسية المختلفة إلى 52 دولة، واليوم بلغ عدد الدول التي ترغب في شراء الأسلحة الروسية أزيد من 100 دولة، مشيرا إلى أن مبيعات الأسلحة احتلت السنة المنصرمة المرتبة الثانية ضمن الصادرات الروسية (15 مليار دولار) بعد القمح (16 مليار دولار).
من جهتها، نقلت صحيفة (إزفيستيا) عن فيتالي موتكو، نائب رئيس الوزراء الروسىي لشؤون الرياضة والسياحة والشباب، قوله ردا على مطالبات بعض الساسة الألمان بسحب حق استضافة بطولة كأس العالم 2018 من روسيا بأننا ” نستعد لاستضافة بطولة كأس العالم 2018 بمبدأ المسؤولية وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ولا نهتم برغبة الكثير من السياسيين بسحب هذا الحدث العالمي من روسيا، وعزلها”.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات المسؤول الحكومي الروسي جاءت بعدما تناقلت وسائل إعلام ألمانية، يوم الثلاثاء، تقارير تتحدث عن مقاطعة بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إقامتها في روسيا خلال صيف سنة 2018.
