واصلت الصحف الصادرة اليوم السبت ببلدان أوروبا الغربية تعليقاتها على الهجومين الإرهابيين التي شهدتهما العاصمة الكاطالانية أول أمس الخميس وخلفا 14 قتيلا وحوالي مائة جريح.
وكتبت (إل باييس) الإسبانية أن الخلية الإ رهابية التي قامت بهذه الهجمات كان تحضر لعملية أكبر بالمتفجرات، لكنها غيرت من خطتها بعد الانفجار الذي وقع في المنزل الذي كان يتم فيه صناعة القنبلة بآلكانار جنوب إسبانيا.
وأشارت (إلموندو) بدورها إلى أن الخلية كانت بصدد صناعة قنبلة لإحداث مئات من القتلى، مضيفة أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي مخطط له بشكل محكم.
من جانبها، ركزت (آ بي سي) على الوحدة الوطنية أمام الهجمات الإرهابية مشيرة إلى أن الملك فيليب السادس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي والرئيس الكاتالاني كارلس بيغديمونت ترأسوا ببرشلونة مراسيم ووقفوا دقيقة صمت ترحما على أرواح الضحايا.
وبالنسبة ل(لاراثون) فإن تنظيم الدولة الإسلامية اتخذ من برشلونة قاعدته اللوجيسيتية في أوروبا على غرار البنيات التي كان يتوفر عليها في فرنسا وبلجيكا.
وفي بلجيكا، حيث أشارت (لوسوار) إلى أنه ، وبعد باريس وبروكسل وبرلين ونيس وستوكهولم …. فرض ” جنون الجهاديين ” نفسه في كاطالونيا، مؤكدة على أن هذه الظاهرة أصبحت جزءا من الحياة اليومية بالنسبة للأوروبيين.
من جانبها، أشارت (لاليبر بلجيك) إلى أنه ورغم عودة تنظيم الدولة الذي أصبح اليوم جيشا وهميا بعدما فقد اتباعا معاقله التي كانت تشكل مصدر قوته في العراق وسوريا، فإن عددا من الأفراد لا زالوا مقتنعين بضرورة ضرب هذه القارة العجوز المسؤولة حسب رأيهم عن جميع المآسي.
وتحت عنوان، ” الإيديولوجيا القاتلة ” اعتبرت (ليكو) أن الهجومين على برشلونة أظهرا على أنم تنظيم الدولة وأتباعه لا زالو يحافظون على قدرة حقيقية في ارتكاب عمليات قتل جماعية.
وبالنسبة (للاديرنيير أور) فإنه الهجمات الأخيرة على أوروبا تظهر أن إرهابيي داعش لا يختارون أهدافهم بشكل عشوائي،متسائلة ما إذا كانت بلجيكا على استعداد لمواجهة هجوم محتمل ؟
وأعربت صحيفة “باديشه تسايتونغ” الألمانية عن خشيتها من استفادة الشعبويين اليمينين من هجوم برشلونة، داعية الى معالجة الاسباب التي تؤدي الى الارهاب ومن بينها التي مشكل اندماج المهاجرين.
من جانبها، اكدت صحيفة “باساور نويه بريس ” على انه اذا كان المرء لا يرغب في اعتماد حلول اليمينيين كبناء الاسوار وعمليات الطرد، فانه يتعين على اوروبا ايجاد اجوبة لا تكون فقط نظرية وبالتالي عديمة الجدوى.
أما صحيفة “راينيشه بوست”، فاعتبرت ان “الارهابيين يريدون زعزعة استقرار مجتمعنا الحر، ويريدون نشر الرعب، وسيكون من المفيد اذا واجه العديد من الناس الهجومات بضبط النفس”.
وبخصوص دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أتراك ألمانيا إلى عدم منح أصواتهم للحزب الاشتراكي الديمقراطي ولا للاتحادالمسيحي الديمقراطي ولا للخضر في الانتخابات المقبلة، قالت صحيفة “نورد فيست تسايتونغ” أن أتراك المانيا يواجهون معضلة، مبرزة أنه حسب “دراسة فان الثلثي منهم يختارون بالاساس الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، والباقي يدعمون أحزاب الخضر واليسار والاتحاد المسيحي الديمقراطي . ولكنهم يدعمون ايضا حزب اردوغان المحافظ”.
وتساءلت الصحيفة “ماذا سيفعلون إذن، هل سيتبعون نصيحة اردوغان ام قناعتهم ؟”، معقبة “لكن الانتخابات في المانيا سرية وحرة وهو الامر الذي لا يمكن لاردوغان منعه”.
وواصلت الصحف الفرنسية بدورها تعليقاتها على الهجمات التي استهدفت العاصمة الكاتالانية، حيث ذكرت (لوموند) أن الوسائل التي اعتمدها الإرهابيون في هذه الهجمات شبيهة بتلك المستعملة في هجمات نيس وبرلين وستوكهولم ولندن ، مشيرة إلى أن أعضاء هذه الخلية التي تم تعزيزها بإسبانيا كانوا أكثر حنكة.
أما (لوفيغارو)، فاعتبرت أن هذه الهجمات المؤلمة وحدت الإسبانيين، مشيرة إلى دقيقة الصمت التي عمت مجموع الأقاليم في إسبانيا.
من جانبها، أكدت (ليبيراسيون) أن هذه الهجمات وحدت إسبانيا وكاتالونيا مشيرة إلى أن التصريح المشترك بين راخوي ويبغديمونت ذو رمزية كبيرةفي وقت تمر العلاقات بين الرجلين بمرحلة صعبة.
وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بوفاة مقدم البرامج البريطاني الشهير بروس فورسيت وقضية الرقابة على دار للنشر بريطانية بالصين.
وعلى غرار غالبية الصحف، نشرت (الديلي ميل) صورة لبروس فوريست الذي توفي الجمعة عن سن يناهز ال 89، وقد عرف بتقديمه لعدد من البرامج مساء السبت على شاشة التلفزة البريطانية.
وفي موضوع آخر، أدانت (الفاينانشل تايمز) الرقابة التي فرضتها الصين على دار النشر البريطانية الشهيرة (كامبريدج يونيفرسيتي بريس) والتي أكدت، في بلاغ لها، أنها تلقت من السلطات الصينية تعليمات بوقف الولوج لمقالات تم نشرها في الصين على موقع الإنترنيت للمجلة الأكاديمية (شاينا كارتيرلي).
وفي إيطاليا، ركزت الصحف اليوم على رفع مستوى التدابير الأمنية في البلاد على إثر الهجمات الإرهابية التي عرفتها مدينة برشلونة، حيث كتبت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) في مقال بعنوان “كيف يمكننا الدفاع عن أنفسنا من الهجمات؟ هذه هي التدابير المضادة “، أن إيطاليا عززت بشكل متنامي إجراءاتها الأمنية في المواقع الحساسة وأماكن تجمع الناس، على إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف برشلونة وخلف 14 قتيلا، من بينهم إيطاليان.
وأوضحت الصحيفة أنه للحد من خطر وقوع هجمات وضعت السلطات الإيطالية حواجز أمنية و مركبات مدرعة عند مدخل روما وفي المواقع السياحية المهمة مثل كاتدرائية القديس بطرس، والكولوسيوم وشارع فيا ديل كورسو للتسوق.
واعتبرت الصحيفة ، في المقابل، أن كل هذه التدابير المعتمدة “لا تضمن في حال من الأحوال السلامة المطلقة من الاعتداءات الإرهابية ، خاصة تلك المباغتة أو التي توظف عربات لدهس الحشود”.
من جانبها، كتبت صحيفة “لا ستامبا” أنه منذ سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس في نونبر 2015 لم يطرأ أي تغيير على الإجراءات الأمنية في إيطاليا ، حتى تم رفع مستواها ابتداء من أمس الجمعة .
وأضافت ان المراقبة الأمنية بالبلاد والاستراتيجية المعتمدة مكنت إلى حدود 31 يوليوز الماضي من طرد 67 شخصا ينتمون لتيارات متطرفة لأسباب تتعلق بأمن الدولة ، إلى جانب طرد أخرين مشتبه فيهم .
أما صحيفة (لا ريبوبليكا) فقد تطرقت إلى إعلان الجمعية التأسيسية الموالية للحكومة الفنزويلية، أمس الجمعة، تولي السلطة التشريعية من البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، بما يعزز سيطرة الرئيس نيكولاس مادورو على الحكم.
وأضافت أنه في ظل تجاهل الرئيس الفنزويلي لدعوات إجراء انتخابات، تبنت هذه الجمعية مرسوما يخول لها “تولي مهام التشريع في كل ما يتعلق مباشرة بحفظ السلم المدني والأمن والسيادة والأنظمة المالية والاقتصادية-الاجتماعية، وأصول الدولة، وحماية حقوق الفنزويليين”.
وأشارت إلى أن هذه الجمعية التأسيسية قررت إقالة المدعية العامة السابقة لويزا أورتيغا من منصبها في الخامس من الشهر الجاري “عقب اتهامها الرئيس الفنزويلي بتورطه في فضيحة فساد كبرى” . كما أكدت أورتيغا توفرها على أدلة قاطعة بشأن تورط الرئيس ودائرته الضيقة في جرائم فساد.