ربما كنت أفكر في أحد بقاع الأرض الجميلة مثل المالديف أو ماليزيا أو الأندلس، و في نفس الوقت كانت نفسي تتوق إلى زيارة مرقد خير الخلق و بيت اللهالحرام. إلا أن روحي أبت إلا أن تشتاق إلى زيارة البلد الذي باركه الله و ما حوله …إلى زيارة تلك البقعة الشامخة التي تتوسط العالم القديم و كانت مهد كل الديانات الإبراهيميةالمباركة … إلى زيارة قلب العالم الإسلامي و مركز جناحيه بالمشرق و المغرب … فلسطين.
لو أني أستطيع انتظار حقيبتي بمطار قلنديا الدولي، قبل أن يأخذني الحاج حسن، سائق سيارة الأجرة، إلى الفندق و هو لا يغفل أي لحظة عن سؤالي عن حال المغرب، شعبا و ملكا و وطنا، و يوصيني أن أبلغكم جميعا السلام عنه و عن أهلنا بأرض السلام. إني لا أنكر أني لن أستطيع الصبر حتى على ملئ استمارة الفندق لأتخلص من حقيبتي و أتوجه إلى البيت الأقصى قبل أن تفوتني صلاة الظهر هناك و أنا عيوني لا تفارق جدرانه و أسواره، و كأني أتحسس مواضع أقدام الأنبياء و الرسل حينما صلى بهم النبي محمد إماما ليلة الاسراء و المعراج.
لو أني أختم الصلاة بعد السلام، لأعود مسرعا إلى باحاته و آخذ صورة تذكارية لي معه و مع قبة الصخرة المتناهية الجمال والأناقة في لونها الأصفر الفاتن. تم حتما لن أعود أدراجي قبل أن ألحق بذلك المرشد السياحي الذي يشرح بكل اعتزاز و فخر، كل موضع من مواضع هاته المدينة و تضحيات أهلها من أجل الكرامة و الحرية … إلى أن يقطع كلامه سائلا هل من مغربي معنا ؟ لأجيب دعوته و يحضنني بقوة و يشير بيده قائلا: هل ترى ذلك الحي بظهر الأقصى ؟ انهم أهلك الذين يسكنون هناك … إنه حي المغاربة. لن أنكر حينها أن دموعي لن تتماسك قبل أن تروي و لو بقعة من هاته الأرض الطاهرة و أدرك لما كانت تغني فيروز “قلوبنا ترحل إليك كل يوم”
لو اني أستطيع في الغد أن أستقل القطار في وجهة إلى رام الله لأترحم على روح أبو عمار “ياسر عرفات” و أدعو لشهداء الضفة بالرحمة و المغفرة … قبل أن أتوجه إلى مطاعمها الخالدة لأنني سأكون حينها أتضور جوعا و إن كانت نسائم حقول الزيتون تدغدغ أنفي.وجهتي التالية ستكون بيت لحم، مولد النبي عيسى و بلاد مريم العذراء عليهما السلام … هنالك لابد من أن أزور كنيسة المهد و مغارة الحليب حيث أرضعت مريم اليسوع. و أزور مسجد بلال و بئر الملك داوود و أشد على أيادي أهلي هنالك من المسيحيين والمسلمين على استرجاع أرضهم و كرامتهم … قبل أن أرحل صوب أقدم و أخفض مدينة على وجه الأرض، انها أريحا التي منها يتدفق نهر الأردن و الذي لا طالما تغنت به فيروز بصوتها الملائكي.
لن أنسى حتما أن أشرب من بئر يعقوب في نابلس و ألقي نظرة على جبل جرزيم حيث يعتقد أنه هناك، على تلك الصخرة كان سيقدم النبي إبراهيم ابنه إسماعيل قبل أن يفتديه ربه بذبح عظيم لعلي أستلهم شيئا من الإيمان بضرورة التسليم لأمر الله. و لا يمكن أن لا أزور ‘حرم الرامة’ بمدينة الخليل التي أقام بها أبونا إبراهيم عليه السلام بعد أن افترق مع النبي لوط و أيضا المتحف الأثري لاستنشاق عبق التاريخ الإسلامي و القديم.
و لكي أعود أدراجي إلى المغرب، كان لابد من الإقلاع من مطار غزة الدولي. تلك البقعة الصغيرة في مقياس المساحات و الكبيرة في مقياس الشهامة و العزة و الكبرياء. هنالك سأكون في جولة لزيارة تلك البيوت المقصوفة فيما مضى و التي هي اليوم مآثر شاهدة على حقبة من التاريخ القاصي، و أيضا سأتابع الجولة في الأنفاق التاريخية للمقاومة و أيضا في مقابر الشهداء هنالك …
غير أن منبه الساعة سيرن بقوة ليذكرني بأنه حان الوقت و يجب أن أستفيق من هذا الحلم الجميل … دعائي أن يصير حقيقة في القريب العاجل و أني حينما أتصل بإحدى وكالات الأسفار في بلدي، تكون فلسطين على قائمة الاختيارات.
#فلسطين #غزة #غزة_تقاوم #كلنا_حماس
#FreeGaza #FreePalestine #GazaUnderAttack
hé oui fréro tu nous a fais vivre dans un autre monde dont on rêve tous ,malheureusement on est face à une chose qui s’appelle réalité qui est bien manipulée et
gérée par nos dirigeons arabes
big up à ces derniers