عن الصحة النفسية... أتحدث

عن الصحة النفسية... أتحدث
الجمعة 22 غشت 2014 - 12:35

الحقيقة المؤكدة، هي أنك أصبحت تهتم بأشيائك و بأمورك أكثر من اهتمامك بنفسك. فسياراتكم التي تستقلونها لقضاء مآربكم مهتمون بتزويدها ببنزين من النوع الجيد والذي لا يكون له تأثير سيئ على محركاتها، أكثر من اهتمامكم لتناول وجبات وأطعمة مناسبة صحيا في أوقاتها المضبوطة والمحددة بيولوجيا. تخافون من البنزين الأرخص على محركات سياراتكم بينما تبدون عدم اكتراث لمخاطر الأكلات السريعة على صحتكم التي أصبحتم مضطرين بسبب طبيعة أعمالكم بالإضافة إلى توتر واقعكم المعاش، إلى طلب خدمة التوصيل إلى منازلكم أو مقرات أعمالكم بعد إحساسكم بالجوع وتذكركم بأن لاشيء دخل جوفكم منذ الصباح، لتتغير فلسفة وفكرة الأكل من كونها تساهم في تفعيل وفعالية طاقاتكم وأنشطتكم الذهنية والقيام بتجديد وتعويض أنسجتكم التالفة واستخدام أجهزتكم الهضمية والتنفسية إلى مجرد بحثكم عن ملء بطونكم ومعدتكم والسلام، حيث تشعرون بغتة بأن هناك ثقبا في بطونكم يكون من الواجب عليكم سده بطريقتكم التي تختارونها. في هذا الصدد أتحداكم إن استوقفتكم أنفسكم يوما لطرح سؤال غاية في الحيوية والأهمية : هل محرك السيارة أهم من معدتي ؟

الحقيقة المؤكدة، هي أنك أصبحت تهتم بأشيائك و بأمورك أكثر من اهتمامك بنفسك. فحرصكم على دخول الهواء ونور الشمس لمنازلكم بفتحكم للنوافذ، بينما أنتم غير مهتمين لدخول نور الشمس إلى أرواحكم، حتى أن بعضكم منذ ولادته ومجيئه إلى هذه الدنيا وحتى يتوفاه الأجل والمنية لم يستطع فتح نافذة من نوافذ روحه المغلقة محاولاً الارتباط بروح هذا العالم. ولكن إذا كان الجسد والبدن الذي يعد بمثابة المعبد في حضارات لا تعد كثيرة والواجب طهارته بكل تلكم الأكلات السريعة حتى في خدمة توصيلها إلى المنازل، لا تقدس يوميا بدون حتى استعمال العقل في أنه يتم تدنيسها، فما بالكم إن كان الحديث عن الروح! هل تستطيعون الاعتقاد أن شخصا في ذلك الوقت الغابر كان مهتما بتدنيس الطعام أم لا ؟

العادة والتعود على أجسادكم وأرواحكم إلى درجة تغيبكم عن وعيكم وإدراككم لوجودهم من الأساس، بالإضافة إلى المستجد و هو ذلك “النباح” المحيط بكم من جميع النواحي، خارج حدود كوكبكم وخارج وطنكم وخارج منازلكم، كان عاملا مساعدا في القول بأن الجسد والبدن معبد والروح والنفس بمثابة عامود هذا المعبد الأساسي في مثل تلك الحالات أشبه بقول كلام عن علاقة وجدانية وعاطفية غير واضحة المعالم بين سندباد البحري و بطوطة في إطار حلقة علمية عن مدى الإنجازات التي وصل إليها الإنسان الحديث من تفكيك للأشياء وفي إطار جديد لبنيوية الحداثة.

فالكوكب يشتعل بالمعنى الاصطلاحي للكلمة بينما حديثي حشو ولغو، كلام فارغ، فتح نافذة الروح، محاولة الارتباط هذا العالم، عدم طهارة معبد الجسد، جسد، بدن، بطن، معدة….و صحة نفسية، شيء غريب!

نذكر بعض الأمثلة، المعلم، الشرطي، الزوج…. الذي يهين الأولاد أو الزوجة بالضرب والتعذيب المعنوي ويسيء معاملتهم. التشخيص: بسيكوباطيون ومصابون بمرض نفسي ولا يستحقون الانتماء إلى هيئاتهم التعليم فبالأحرى إلى مجتمع إنساني. ما الدافع إلى نهج العنف والحقد والغل والتعذيب على زوجاتهم وأولادهم ؟! إنها صحتهم النفسية المدمرة وعدم الاهتمام بها والكشف عنها، حيث يقول ويفتي عامة الناس ذوو الإلمام بعلم طب النفس الجماهيري المنشور بين ظهرانينا، طالما أنهم لا يسبون ولا أنهم يتحدثون مع أنفسهم ولا يمزقون ملابسهم في الشارع، ولا يرشقون الناس بالحجارة، ف هم ليسوا مجانين ولا مرضى وصحتهم النفسية جيدة لا تدعو للقلق.

توازن واتزان صحتكم النفسية هو أساس الحياة، إذا اختل اتزانها وتوازنها فقدت لذة العيش ودمرت نعمة الحياة.

‫تعليقات الزوار

1
  • أبو عمران المراكشي
    السبت 23 غشت 2014 - 07:01

    موضوع رائع و مقاربة شافية لمشكلة من مشاكل هذا العصر و حبذا لو تهتم بالجانب الأسلوبي فرغم أهمية الموضوع إلا أن أسلوبه أفقده الجاذبية المطلوبة و أدخله في نوع من الملل أتمنى أن تتقبل ملاحظتي بصدر رحب والسلام

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب