في محاكمة الجيش الجزائري

في محاكمة الجيش الجزائري
الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 12:59

لا شك أن ما أقدم عليه الحرس الحدودي للجزائر في حق المواطن المغربي، السيد الصالحي رزق الله، يعتبر مخالفة واضحة لأحكام و مقتضيات الصكوك الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة بشأن استخدام القوة و استعمال الأسلحة النارية من طرف الجهاز الأمني و العسكري الساهر على حماية أمن الأفراد وأمن الدولة. و علاوة على مخالفته للقانون الدولي فإن هذا الفعل غير المسؤول يتنافى تماما مع قواعد و أعراف حسن الجوار التي من المفروض أن تقوم دوما و أبدا بين هذين البلدين اللذين يجمعهما فضاء جغرافي واحد و تاريخ مشترك طويل فضلا عن روابط إنسانية عريقة.

في هذا الإطار، تؤكد مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين (أي السلطات الأمنية و العسكرية) التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1979 في مادتها الثالثة على أنه لا يجوز لهؤلاء الموظفين استعمال القوة إلا في حالة الضرورة القصوى و في الحدود اللازمة لأداء واجبهم فقط، و لا ينبغي استخدام الأسلحة النارية إلا في حالات قليلة حددها و حصرها القانون بصرامة متناهية. كما تنص المادة الخامسة من نفس المدونة على أنه لا يجوز للسلطات العسكرية التذرع بأوامر عليا أو بظروف استثنائية أو حالات الطوارئ العامة لتبرير الانحراف عن هذه القواعد القانونية الدولية .

و في نفس السياق، ينص المبدأ الرابع من ”المبادئ الأساسية بشأن استخدام القوة و الأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين” التي اعتمدتها الأمم المتحدة سنة 1990، على أنه يتعين على هؤلاء أن يستخدموا، إلى أبعد حد ممكن، وسائل غير عنيفة قبل اللجوء الى استخدام القوة و الأسلحة النارية. و ليس لهم استعمال هذه الأخيرة إلا عندما تكون الوسائل الأخرى غير فعالة أو عندما يتوقع أن لا تحقق النتيجة المطلوبة. و انطلاقا من هذه المقتضيات القانونية الواضحة، نستتنج أنه يتوجب على السلطات العسكرية، في الحالات التي لا مناص فيها من الاستخدام المشروع للقوة و الأسلحة النارية، مراعاة مجموعة من المعايير في تنفيذها للقوانين؛ أولها معيار التناسبية، أي، التصرف بطريقة تتناسب مع خطورة الفعل الإجرامي و هذا ما يقتضي ضبط النفس في استخدام القوة بهدف تقليل الضرر و الإصابة، و ثانيها معيار الضرورة، أي، أن استعمال القوة المادية يأتي فقط كتدبير استثنائي و إجراء لا يتم اللجوء عنده إلا في الحالات القصوى، كما سبق القول أعلاه، بل، إن اللجوء إلى الأسلحة النارية لا يجوز إلا في حالات خاصة جدا؛ كضرورة الدفاع عن النفس أو لمنع ارتكاب جريمة بالغة الخطورة. وبالإضافة إلى مبدأي التناسب و الضرورة، فإن الاستعمال التعسفي للقوة و السلاح الناري يبقى مقيد أيضا بلزوم الإبلاغ عن ما قامت به السلطات العسكرية الى الحكومات المحلية، و ذلك من خلال تقرير مفصل يبين الأحداث و الظروف التي تم فيها استعمال القوة المادية. و يأتي هذا الإجراء من أجل إحاطة السلطات الإدارية و القضائية بالمعلومات الكافية و اللازمة عن الحدث حتى يتأتى لها مساءلة أفراد الأجهزة الأمنية و العسكرية المكلفة بتنفيذ القوانين في حالة ما إذا ثبت استعمالها غير المشروع للسلاح الناري…

إذن، بناءا على هذه المواد ( 4-5-6-7- 8 و 9) الواردة في ”المبادئ الأساسية بشأن استخدام القوة و الأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين” التي اعتمدتها الأمم المتحدة في شتنبر 1990، و المادتين ( 3 و 5) من ”مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين” التي اعتمدت و نشرت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 دجنبر سنة 1979، وغيرها من الصكوك الدولية و الأممية التي تحد و تقيد لجوء السلطات الأمنية والعسكرية إلى القوة المادية و الأسلحة النارية و تحظر استعمالها التعسفي و غير المسؤول؛ و استحضارا لما جاء في ”الإعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة” الذي اعتمد و نشر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نونبر 1985، وغيره من الآليات القضائية و الجنائية الوطنية و الدولية بهذا الصدد؛ من ضمانات لضحايا خروقات و انتهاكات حقوق الإنسان الناتجة عن الاستخدام غير المشروع للسلطة العسكرية، و ما يستتبعه ذلك من تحديد المسؤوليات؛

و حيث أن عناصر من الجيش الجزائري قد أطلقت النار على مغاربة مدنيين مع إصابة أحدهم بجروح بليغة يوم 17 أكتوبر 2014 ، و أن هذا الفعل الإجرامي الشنيع صدر دون أن يقوم هناك أدنى مسوغ أو استثناء ما من الإستثناءات القليلة التي تجيزها التشريعات الدولية بصدد استعمال الأسلحة النارية؛ و حيث أن الحق في الحياة و السلامة الجسدية يعتبر من الحقوق الأساسية التي تكفلها و تحميها جميع المواثيق الكونية و الوطنية لحقوق الإنسان، بما فيها التشريع الجنائي الجزائري نفسه الذي يحرص على تأمين هذا الحق ضد أي هجوم أو إعتداء من خلال تنصيصه على عقوبات جزائية على كل من يقوم به؛

و تأسيسا على كل هذه الاعتبارات، فإن ما أقدم عليه الجيش الجزائري يبقى فعلا إجراميا محظورا يستوجب محاسبة جنائية نظرا لعدم مشروعيته القانونية، بل و مخالفته للأدبيات الأخلاقية الدنيا التي من المفروض أن يتحلى بها الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين كما سطرتها الصكوك و الإعلانات الدولية. و بعيدا عن السياق الإقليمي العام المعقد الذي يأتي فيه هذا التصرف و غيره من تصرفات الجزائر المتهورة التي ما انفكت تعرفها الحدود البرية المغلقة أصلا، و بعيدا عن الخلفيات السياسية و النفسية التي تحرك مثل هذه السلوكات الطائشة و غير المسؤولة بتاتا، فإنه يتوجب على الجزائر، مهما تكن تبريراتها، أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة إزاء هذا الحادث الحدودي المفجع، و لا يسعها بالتالي إلا أن تقدم اعتذارا رسميا للمغرب و المغاربة كافة، خاصة و أن الحدث وقع داخل التراب الوطني المغربي..

– مهتم بالشأن المغاربي

‫تعليقات الزوار

5
  • karim
    الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 21:08

    tu essaie de nous donné des cours dans les lois international?garde ca pour toi et pour ton citoyen qui a provoqué les forces de l ordre Algériens .ce citoyen a eu ce qu il voulait loin des sentiment et loin de la fraternité comme tu dis. pkoi tu ne parle pas et tu ne commente pas le fait que des marocains provoque,insulte et jettent des pierre jours et nuit sur l armé et les gendarmes Algeriens.tu es fort juste du coté de ton royaume, au moin essaie de dire la vertité que la fermeture des frontières fait perdre a la monarchie des milliards de $ en matière de hachic.tu te croit plus catholique que le pape c est ca. crois moi aucun pays ne va soutenir la théorie du palais.si tu attend que la diplomatie Algérienne s excuse alors la tu rêve .qu est ce que tu dis du drapeau Algériens qui a eté déchiré et aucune excuse du maroc?

  • karim
    الأربعاء 22 أكتوبر 2014 - 21:56

    vec toute ses dettes et vous voulez rentré en guerre avec l Algérie vous retournerez en 1 semaine a l ère des pierres.on a rien a perdre le petrol est encore sous terre,on est habitué a la guerre, vous serez la 49eme wilaya c est pas méchant, et a condition votre roi redevient le berger d ou il est venu.pensez y mes chers marocains,moi je trouve le seul moyen de vous libérez .vous serez libre dans une republique democratique, les richesses de l algerie permets a toute l afrique de vivre 100ans sans travaillez.l Algérie a effacer les dettes de 12 pays africain,parce que il soutiennent le polisario et vous vous allez donné koi au africains la maticha.le monde de 2014 parle business,parle money,parle cash et parle aussi intérêt, y a pas d amis ni frere y a juste les intérêt,la fraternité mettez la la ou je pense.nchallah rabi ydelkoum ya medloulin. merci hesperess

  • ALGERIEN A LA MORT
    الخميس 23 أكتوبر 2014 - 18:25

    il merite il a eu ce bandit sa part et ce sera au prochain le tour.vive l'algerie ,vive le sahra occidental et sans oubllier l'armee et nos generaux que allah les benisse et la mort aux marochiens.

  • LE GRAND SUD MAROCAIN
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 09:42

    سيدي الفاضل اشكرك على هده المرافعة لرائعة, ولكن كيان مصطنع كالجزائر بنظامه المفيوزي وتبريراته الواهية في قضية اطلاق النار الجبان على مدني اعزل لا يستحق هذه المرافعة الدولية اولا لانه لا توفر فيه ابسط شروط تكوين دولة, تانيا نظرا لعقدة الابدية التي يمتلها له المغرب الدي ليس صنيعة الاستعمار, على الصعيد الداخلي الجزائري من منا يعرف من يحكم الجزائر ! و بالتالي فمن اين تاتي الاوامر لهذا الجندي الجبان الذي ربما مجرد نظرات فلاح بسيط اعزل ارعبته او ربما اؤتمر باوامر راعي غنم او جنرال جزائري" وهما سيان في نفس المستوى التعليمي و الادبي"

  • LE GRAND SUD MAROCAIN
    الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 13:23

    En 2014, la rente pétrolière n'est plus le piont fort des nations, si tel est le cas l'arabie saoudite sera la première puissance du monde, la richesse des nations c'est le développement et qualification des ressources humaines, alors que votre jeunes ne travilent pas comme tu l'avais confirmé dans votre commentaire, pour la fratérnité, nous ne sommes pas des frères bien sûr, car 130 ans de colonisation à pour objet à de donner naissance à une société de bâtards qui n'ont rien à avoir avce les vrais miltants, et ça se voit clairement de vos comportements, pour la gerre tu n'auras jamais le courage d'affronter l'armée d'un peuple qui travaille avec ses bras pour gagner sa vie au lieu de la rente pétrolière qui va tarir tôt ou tard dint depend l'économie de votre pâys à 98%.

صوت وصورة
احتجاج عمال  شركة "كيتيا"
السبت 16 مارس 2024 - 01:11

احتجاج عمال شركة "كيتيا"

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | قصة قراصنة سلا
الجمعة 15 مارس 2024 - 23:00 1

مع الصديق معنينو | قصة قراصنة سلا

صوت وصورة
المدينة القديمة | شفشاون
الجمعة 15 مارس 2024 - 22:30

المدينة القديمة | شفشاون

صوت وصورة
ملفات هسبريس | الساعة الإضافية في المغرب
الجمعة 15 مارس 2024 - 22:00 8

ملفات هسبريس | الساعة الإضافية في المغرب

صوت وصورة
رمضانهم | يوسف التمسماني من إسبانيا
الجمعة 15 مارس 2024 - 21:30 2

رمضانهم | يوسف التمسماني من إسبانيا

صوت وصورة
الفهم عن الله | أمراض العصر
الجمعة 15 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | أمراض العصر