الحلال" المغدور"

الحلال" المغدور"
الجمعة 24 أكتوبر 2014 - 22:36

لكل الأمم أعيادها الدينية والوطنية، كما لها ذكريات سعيدة و أليمة في نفس الوقت، ولأمة الإسلامية ليست نشاز من ذلك، فلها كذلك أعيادها ومناسكها الدينية، لكن المشكل يثار عندما يستعين المسلم بالأبناك الربوية لتأدية هذه الطاعات المختلفة، فخذ على سبيل المثال الحج الأكبر لا يختلف اثنان حول أهميته وأنه من فرائض الإسلام، ولقد جاء مقرونا با لإستطاعة المادية والمعنوية، وعند اختلال الركن المادي أي مصاريف الحج هنا يتدخل السيد “البنك” مشكورا فيعطي الحاج قرض مبرور لحج مشكور، وقد يرجم الحاج الشيطان لكن الشيطان سافر معه وعاد معه طبعا لأن ماله من ربا، فالله طيب و لا يقبل إلا طيبا.

و هناك من يعطي الزكاة من مال مودع بالبنك ومر عليه حول واستحقت عليه الزكاة، وتكون هنا كذلك أموال الفريضة مخلوطة بأموال الفائدة، ويظن صاحبنا أن الفائدة خففت عليه من ثقل الزكاة. ولقد مر عيد الأضحى ولم يتبقى منه إلا الذكرى، لكن من أخذ سلف البنك لشراء الأضحية لم يزل يتذكر الخروف إلى العيد القادم إن لم يؤدي ما عليه، فالناس يشون الكبد يوم واحد، وصاحب “لكريدي” يشوى كبده كل يوم ، إنه خروف “البنك” المبروك السعيد، إن المغاربة يتفانون في تأدية المناسك، لكن مشكلتهم هو خلطها بالحرام، أي الحلال بنكهة الحرام والعكس صحيح.

فهناك مع الأسف أبناك تستغل المناسبات الدينية وتعطي قروضا بفائدة للراغبين في تأدية هذه المناسك، طبعا مع التمني للحاج “السعي المشكور والحج المبرور” وكذلك لصاحب الخروف”عيد مبارك”، وكذلك هناك قروض تعطى للتخفيف من نفقات رمضان، المهم لقد اختلطت الأمور على الناس، فعيد الأضحى أصبح مجرد لحم بعيد عن منطق الأجر والتواب ومفهوم التضحية، والحج أصبح مجرد لقب كما أن رمضان أصبح مدعاة للتفاخر والتنافس في إعداد موائد الإفطار الفخمة..

لقد تغيرت قيم الكثير من المغاربة وأصبحت ثقافة الاستهلاك غالبة على نمط حياة الغالبية منهم، ومن المضحك المبكي تنافس بعض العلماء في التعاطي مع غرائب الفتوى، لقد اختلف عالمان جليلان في فتوى تحريم أكل لحم الحلزون” البربوش أو غلالة”، أحدهم قال بالتحريم وأدلى بحججه وبراهينه الذامغة، حيث قال:” الحلزون منخنق إذن فهو محرم أي لم يذكى”يذبح”..”، والآخر أفتى بتحليله حيث قال:”..إن الحلزون في حكم الجراد فلا دم فيه إذن فهو غير محتاج لتذكية وبذلك فهو حلال”، عفوا على إشغالكم بمشكل “الببوش” فأنالا أنتقص من علم الفقيهين ولست ضد الفتوى على العموم، ولكن هناك أمور خطيرة يجب الانتباه إليها قبل فوات الأوان، فالمجتمع بدأ ينفلت ويتحلل من الدين، فعلى الدعاة العمل على إيجاد المجتمع الذي يسأل عن الحلال والحرام أولا قبل الخوض في الجزئيات، ثم تأتي طرق تفصيل الحلال والحرام والإفتاء..إن الرجل اليوم عندما تنبهه لبعض المأكولات أو المشروبات المستوردة من الخارج وخاصة القادمة من دول نصرانية أو بودية، كـ لحم النقانق أو”الكاشير والمرطديلة” مثلا، وتقول له :”إحذر إنها قد تتضمن لحم الخنزير أوشحمه أوربما مشروب فيه كحول..” يجيبك على الفور:”..أطحان المعلم أللي ماقتلتك تسمنك أو مي ضر غير الجوع..”.

إذن فلماذا نشعل حرب الفتوى والفتوى المضادة بين العلماء والشعب في واد آخر.إن المجتمع المسلم عندما يستفيق ويصبح له منطق الحلال والحرام يمكنه أن يسمو ويدافع عن معتقداته، فعندها يمكن لكثير من البنوك أن تفلس إن لم تساير المجتمع في رغباته، وكذلك يمكن لكثير من الأسواق الممتازة وخاصة التي تقدم الخمور ولحم الخنزير لزبائنها أن تفلس بسبب المقاطعة الشعبية التلقائية، وهذا لن يأتي بسهولة فعلى العلماء التشمير على ساعد الجد والإنكباب على هموم الشعب الحقيقية، فعندما أصدر العالم الجليل الفقيه الدكتور أحمد الريسوني فتواه بتحريم التسوق من متجر يعرض الخمور، هنا قامت قيامة أصحاب المصالح المرتبطة بهذه التجارة، وطالبوا بمعاقبة صاحب الفتوى لأنه يمس بحرية التجارة “المقدسة”، ونفس الشيء وقع للعلامة يوسف القرضاوي عندما أخرج كتابه”الحلال والحرام”، حيث تم منعه في فرنسا”الحرية” إبان حكم “جاك شيراك” بدعوى تحريضه الفرنسيين على مقاطعة الخمر.

إنها فعلا فتاوى تؤلم المنتفعين بتجارة الحرام.

وابالمعطي أش ظهرليك فكبش البنك؟ أنا باغي أولدي غير كبش الزريبة أو نذبح فالدريبة أو نشرب أتاي بالغريبة..

[email protected]

‫تعليقات الزوار

2
  • ali
    الأحد 26 أكتوبر 2014 - 01:34

    دين أهل السنة والجماعة غريب جدا.
    قتلوا الحسين و جاؤوا ليسألوا في دم بعوضة.
    وسيدهم خالد بن الوليد غفر الله له ذنبه أكل اللحم البشري ويسألون عن الحلزون.

  • Akim
    الأحد 26 أكتوبر 2014 - 17:31

    من المسؤول ومالعمل حين لايملك الأب ثمن شراء خروف العيد فتقف زوجته وأبناءه صائحين : "نريد هذا الخروف مهما كان الثمن ؟ "وتكمل الزوجة :"إن أنت لم تأت بكبش أقرنا سمينا ! وأكبر من كل خرفان الجيران فسأترحم عليك وأعدك من الأزواج الذكور الفاشلين فقط ! ولست رجلا مثل الرجال الذين يشترون الخرفان ب 4000 درهم وما فوق ! ".. ملاحظة : الزوج موظف بوزارة التربية الوطنية ويستعمل سيارة الأجرة للالتحاق بعمله – فقط 10 دراهم ذهابا و10 دراهم للإياب يوميا ماعدا يوم الأحد – ولاحاجة إلى ذكر المصاريف المتبقية .. فمن يحسن الحساب فليتخيل وليستعمل آلته الحاسبة ..

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 3

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب