الخطاب الإستراتيجي للملك والترقب الشعبي لدور الجالية السياسي

الخطاب الإستراتيجي للملك والترقب الشعبي لدور الجالية السياسي
الثلاثاء 28 أكتوبر 2014 - 20:44

خطاب الملك خلال إفتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة ليومه 10 أكتوبر 2014 كان صريحاً وواضحاً، ويحمل جملة من الدلالات والإشارات تستحق التوقف، في ظل الظروف السياسية السائدة بالبلد وفي ظل الترقب الشعبي لدور مغاربة العالم السياسي على المستوى الداخلي والخارجي.

فكل المغاربة يجمعون على إستكمال الرؤية المتبصرة التي حددها جلالة الملك في مستهل حديثه بأن المواطن المغربي هو محور الإهتمام والرعاية أينما كان داخل أو خارج البلد، هذه الرؤى متجسدة كلها في الدستور الحالي 2011 الذي يسعى إلى بناء مغرب الغد ومستقبل زاهر ينعكس إيجابيا على حياة المواطنين من خلال رفع مستوى الخدمات وتوفير فرص العيش الكريمة وتلبية إحتياجاتهم وطموحاتهم، وكذا تثبيت الخيار الديمقراطي الذي إرتضاه جميع المغاربة، وفي مقدمتهم جلالة الملك، بل هم ملتزمون بمواصلة ترسيخه.

وكل المواطنون المغاربة سواء داخل البلد أو خارجه في غاية الإعتزاز بالإنتماء إلى الوطن، وينتابهم الشعور بالفخر إزاء الحفاظ على هويتهم المغربية أينما حلوا وإرتحلوا. ويُقدرون عالياً إهتمام جلالة الملك بكرامة الشعب المغربي وتمكينه من حقوق المواطنة، والحفاظ على إستقرار البلد وتثبيث الأمن فيه، ومواصلة الطريق بثقة للحاق بالدول الصاعدة؛ هذا الإهتمام فاق كل التوقعات على صعيد كل الأطراف المغاربية والعربية والاوربية والعالمية.

فالمؤمول منا كمواطنين مغاربة أن نكون واعين لما يجري في العالم ومن حولنا، لإن المغرب وإخواننا فيه يعيشون حالة متميزة في الوحدة الوطنية وأنه لا تناقض عندهم بين الحب والولاء في ذات الوقت. فنحن نعرف من نكون، نحن مغاربة مهما كانت أصولنا عرب أمازيغ يهود، ديننا الإسلام، ملكنا واحد لايفرقنا لون ولاعادة ولاشكل ولامنبت فنحن شعب واحد وأمة وحضارة وثقافة واحدة، والشيء المهم والواضح عبر التاريخ والأحداث الجارية نحن المغاربة نتمتع بالإستقرار السياسي ولدينا علاقات دبلوماسية فاعلة، فنحن بلد مركز إستقطاب التحركات السياسية على مستوى العالم والمنطقة ونحن دولة عتيقة جدورهارفي إفريقيا وأغصانها بأوروبا ولسنا ممراً ومنطقة عبور.

والمعروف عندنا لاننتظر حركة الآخرين، اوننتظر قدومهم، لأن الحركة النشطة للمغاربة هي التي تبعث على الفاعلية وتزيل الضباب عن المواقف السياسية الملتبسة. فنحن نعرف أين نسير، نسير في حماية هذا الوطن أولا من الفتن التي لايوقظها إلا صاحب مصلحة ومن الفرقة لإن الوحدة والمحبة والمواطنة الصحيحة الصادقة والولاء للوطن والتراب والدستور والمؤسسات والقيادة التي تجمعنا أي الملكية ولايجمعنا غيرها، هي جميعا عوامل يجب أن نربي أبناءنا عليها، لإننا إستطعنا نحن المغاربة على ممر العصور بعون من الله أن نحمي ونحفظ هذا الوطن تحت هذه القيادة العلوية الرشيدة من كل الشرور والتربصات، ومواجهة كل الصعوبات والتحديات من خلال الإنجاز العظيم الذي حققناه للبلد ألا وهو السلم الإجتماعي والأمن والإستقرار.

فالمغرب إستطاع أن ينجوا بفضل الله أولا وحكمة قيادة جلالة الملك ثانيا، هذه القيادة التي فهمت اللحظة التاريخية وأدركتها وسابقت الزمن في إحداث الإصلاح بحيث أنجزت إصلاحا حقيقيا نظيفا وليس شكليا ولامظهريا، حيث لازالت هذه القيادة الرشيدة تبادر وتستخدم ما لديها من طاقات من أجل الرقي والتقدم وإزدهارالبلد والدليل على ذلك أنه لم يبقى مكان في المغرب إلا وزاره جلالته وأنشأ فيه معلمة حضارية و بنى فيه مؤسسة تعليمية أوصحية أو خيرية حيث كرس جلالته سنة حميدة المتمثلة في التواصل بين الملك والشعب المغربي.

فنحن كمواطنين مغاربة في الخارج وكمجتمع مدني نستمد عملنا وخطاباتنا ومسؤولياتنا من الدستور ومن التوجيهات السامية لجلالة الملك الذي يولي إهتماما كبيرا لمغارية العالم لإنهم فرسان التغيير، ويؤمن دائما بهم كجزء لايتجزء من إخوانهم بالداخل في تنمية البلد ومستقبلها. فتعزيز الهوية الوطنية وحب الوطن في الوقت ذاته هو ضرورة تعزيز الثقة بين صانع القرار والمواطن.

إن دعم مجلس الجالية ودخ دماء جديدة من أبناء الجالية فيه تماشيا مع الفصل 163 من الدستور والرؤى الملكية السامية الرامية إلى خلق مؤسسات قوية بصلاحياتها، سيؤدي لا محال إلى تكريس للشعور بالإنتماء إلى الوطن وتعزيز الهوية المغربية لدى مغاربة العالم لإن الوطن كما قال جلالته لايكون إلا بكم أي المغاربة قاطبة سواء داخل أو خارج البلد. كما حث جلالته على الانكباب الجدي على الأسبقيات الوطنية كإقرار القوانين التنظيمية المتعلقة بالمؤسسات الدستورية والإصلاحات الكبرى.

وفي شأن دور مجلس النواب بوصفه مؤسسة تشريعية ورقابية، خاطب جلالة الملك البرلمانيين حين القيام بمسؤولياتهم بوسائل عملية أشار جلالته من خلالها أن الحفاظ على الهوية الوطنية تتمثل بالممارسة الديمقراطية وتعزيز الحياة البرلمانية والقوانين الناظمة للحريات العامة وترسيخ دولة القانون والمؤسسات التي يتساوى بها الناس جميعا امام القانون العادل، في ظل مجتمع يحارب الافات التي تحد من تطوره كالواسطة والمحسوبية. كما أكد جلالته أن إستثمار المغاربة في التربية والتعليم سينتج جيلا قويا لايفسده المفسدون ولايفتنه المفتنون، منبها جلالته من الفتن التي تهدم البنيان والأوطان، مؤكدا أن هذا لايكون إلا بالعدل والتخطيط السليم.

إن حديث جلالة الملك في هذا الوقت يدل على حساسية التوقيت وأهمية الأحداث، بحيث يجب أن نفكر كمغاربة وخاصة الناشطين منا بهذا الحديث بعمق ونبحث عما بين السطور، فرسالة جلالة الملك لنا مهمة وقوية في هذا التوقيت ونحن في أشد الحاجة لأن نعزز الوحدة حول قيادة جلالة الملك كي نتمكن من تعزيز وحدتنا الوطنية ومن أجل مغرب متقدم نحوالأفضل، وتعزيزاً لاستقرارنا وهويتنا المغربية.

فعلى جميع الفعاليات الوطنية والسياسية أن تستوعب خطاب جلالة الملك وتطميناته التي تضمنها الخطاب وخاصة فيما يتعلق بموضوع المواطنة والاعتزاز بالإنتماء للمغرب واللحاق بالدول الصاعدة.

– رئيس حركة الوسيط للجالية باحث في مجال الهجرة

[email protected]

‫تعليقات الزوار

5
  • fouzia
    الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 08:53

    بالتوفيق انشاء الله .أسلوب رائع ومضمون اروع .تحياتي الخاصة .موفق اخي

  • ملاحظة
    الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 15:54

    « … نحن مغاربة مهما كانت أصولنا عرب أمازيغ يهود، ديننا الإسلام … »
    دين اليهود هو الإسلام ؟ ماذا فعلت بِـ اللادينين من المغاربة ؟
    ربما الإسلام دينك أنت و هذا من حقك أما أن تحشر معك الجميع فهذا غير معقول و شمولي.
    متى سنكف عن الكلام باسم الآخرين في مجال المعتقد و نترابط مع الواقع ؟
    فرض الاذان على السمعي ـ بصري لم يجعل المغاربة كلهم يصلون … من حسن الحظ أن هناك آلة التحكم من بعيد … !

  • مغربي حر
    الأربعاء 29 أكتوبر 2014 - 19:08

    والله إنا مقالك هذا أصابني بالغثيان ، ما هذه اللغة الركيكة؟
    ما هذا الأسلوب ؟ أسلوب أكل عليه الدهر وشرب …مقالك هذا يشبه مقالات من يستعطف كريمة من الملك ، ألا يكفيك راتبك ؟ لم تتركوا للمساكين أي حظ ….أرجوا من الملك أن يتفضل بكريماته فقط للأشخاص اللذين لا يتوفرون على درهم في الشهر و هم كثر خصوصا في جبال الأطلس و في الصحراء ، و ما عليك الا أن
    تشاهد برنامج "أمودو" حلقة: (حديث الصورة ) حتى تعلم على ماذا أتحدث ….
    هذا ليس أسلوب الباحثين والمثقفين ، هذا أسلوب المتملقين
    أرجوا أن تتقبل تدخلي بصدر رحب ، أنت تعيش في أوروبا و حتما ستكون تعودت على النقد …
    مع تحياتي الخالصة لكل المهاجرين المقهورين في الغربة و في بلدهم الام … لكم الله

  • احمد
    السبت 1 نونبر 2014 - 19:23

    نحن مغاربة العالم نعمل ونجتهد من اجل اعطاء صورة ناصعة عن المغرب بلدنا الاصلي ودلك لاسعاد مغاربة الداخل وعندما نحزم حقائبنا للزيارة نجد واقعا مرا كنا لا ننتظره حيث تغادر الفرحة والابتسامة محيانا لا لشيء الا بفقدان الاحترام والحب لنا من اخواننا في الداخل الدين ينظرون الينا نظرة احتقار وتعصب في كل مكان سواء في الشارع العام او الادارات العمومية حيث ان كل الموظفين يكرهوننا ويمتنعون بتقديم خدمات لنا ونفس السلوك نلمسه مع سائقي سيارات الاجرة منها الصغيرة والكبيرة الغير المنظم حيث ان كل اسطوله غيرصالح للاستعمال هده الحقيقة المرةالتي اعيشها في المغرب عند كل زيارة قد قمت بها الى هناك اما ماجاء في مقالك لا ينطبق على الواقع المر حيث ان اغلبية مغاربة الداخل لا يهتمون بالقانون ولا يفهمون في السياسة.

  • Yassin Azizi من المانيا
    الأحد 2 نونبر 2014 - 10:05

    اذا لم تستح فقل ماشئت واكتب ما شئت وافعل ما شئت غريب امرك بالامس كنت مع حركة 20 فبراير وضد النظام القائم في المغرب من القمة الى القاعدة كنت تناضل من اجل اسقاط النظام رمز الفساد والاستبداد والظلم والطغيان وكنت تقول لاشرعية لهذا النظام ولا صلة له بالديمقراطية وقلت هذا في دوزلدوف وءاخن واشباليا في المانيا وقلت لك يومها ما هو الحل وما هو البديل اتريد ان نجعل من المغرب سوريا والعراق ام ماذا وقلت لك هل امثالك يصلحون ان يكونوا بديلا لاؤلئك الموجودين في السلطة واليوم تمدح وتمجد في النظام والسلطات مقالك من اوله الى اخره تزلف وتملق الى الملك محمد السادس ونفاق في نفاق وفي الاخير توقع مقالك ب باحث في مجال الهجرة وهذا ادعاء وفتراء فانت باحث بارع عن مصالحك الشخصية وقد قمت بتسوية واضعيتك القنونية في المانيا عن طريق الزواج من احدى الالمانيات بعدما كنت تكذب عليها بكلمة ich liebe nur dich وتخليت عن زوجتك واولادك في المغرب لان الغاية تبرر الوسيلة وبعد ان رتبت امورك جيدا طلقت هذه الالمانية فانت مستعد ان تطلق كل شيء ان صح هذا التعبير في سبيل مصالك الشخصية!!!.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة