مناجاة... سلا الثكلى تناديكم

مناجاة...  سلا الثكلى تناديكم
الإثنين 17 نونبر 2014 - 16:45

لن أتبلد و أرثيك بقصيدة شعر، أنت أيتها المفجوعة، في أبناءها،المرتمية ثكلى بين أحضان غريب. كم تفيأت بغنج لرجالاتك الذين صدقوك العهد، فأمسيت المحروسة. كم تدللت على أسوارك و قصباتك و أسواقك و صوامعك بملاحتك و تكسرك كأنك تخالفيهم و ليس بك خلاف. لقد كنت المجد و التبل و الشرف الذي نتنعم فيه، كما يتنعم السيد في قصره. آه ثم أه…كم كانت تستطيب فيك حلاوة العيش. كنا بين دروبك رعارع.

لا تستنشق رئاتنا إلا دخان بارود البنادق التي صنعت مجدك . فتحوله دماءنا لهواء جديد. لقد أمسيت كالبتلة من النخل.و أضحيت كفسيلة انفردت عن أهلها و استغنت بنفسها. كنت عرش كبرياءنا و عزة نفسنا، منك نستخلص الدروس و نستلهم العبر. كلما أردنا المباهاة عرجنا على مقبرة سيدي بنعاشر و باب معلقة، لنقرأ الفاتحة على شهداءك البررة الذين افتدوك بأرواحهم. نعم تكاثرنا و تفاخرنا حتى زرنا مقابرنا نستشهد بأوليائنا، و على منوال أجدادنا الذين كلما أصابتهم مصيبة كانوا يستغيثون بأوليائهم، تحضرني قصيدة مطولة لشيخ الملحون بسلا المرحوم بلحسن، يرثي فيها سلا بعد الخراب الذي لحقها جراء هجوم فرنسي على سواحلها سنة 1851، يقول مطلعها: “ابن حسون أفارس العناية سلطان سلا أنت وسيدي بنعاشر حشا والله بلادكم لدخلوها كفار”

سلا التي لم يحميها الرجال فقط، بل نساءها كن اشد ضراوة بالعدو. و أكثر حرصا على بناءها و نشر العلم بين سكانها، و من باب الفخر أذكر هذه الأسماء: للا فاطنة بنت النعام و للا مماس و للا الغفلة و للا عائشة مسعود و للا الشهباء و للا غنيمة و للا يامنة وهدانة و للا لة تاشيخت و للالة الزرقة.

لقد لفظت سلا فئة من أهلها و طردتهم خارج التاريخ، لأنهم تاهوا عنها، كما يتيه الغريب في “سبع تلاوي”ها ، و هي التي تشبثت عبر التاريخ بكل أبناءها في كل المصائب و المحن. نعم رمت فئة من فلذات كبدها لأنهم لم يلعبوا دورا في مسرح بلدتهم. لأنهم قبلوا تكالب الزمان في ذل و خنوع مهطعين مقنعي رؤوسهم. قذفتهم خارج أسوارها لتموت وحدها في سكون، موت الحرة التي لا تشرب من ثديها. توفيت بموت الضمائر. فنيت في المزابل و القذرات و الجرائم.

هلكت بسقوط تقاليدها و عاداتها. سلبت بسرقة سبورات التشوير الرصاصية التي تعرف بأزقتها. يا و يلاه…من أجل مثقال رصاص أقبرت حكايات دروب و أزقة و أحياء لا يقاس وزنها بقناطير الذهب. اختلست أغطية مجاري صرفها الصحي الحديدية، فزادت ثقوبها. كيف إذن نرتق بكرتها و هي المغتصبة المتعددة الثقوب.

زمان قاتم بهيم هذا الذي تحياه مدينتي. لا بد من إطلاق صفارة الإنذار، و لن نكتفي بالاستغفار. لا بد لسلا أن تنبعث من رمادها كالفينيق. و قد تكون هذه القصيدة الخالدة ملهمتنا في ذلك:

مدينة سلا ك لمنارة من سبع مدن لا تبور

ما قبلوا ناسها ضسارة تكتبوا فشواهد السطور

لو جات قبايل النصارى تفنى فدوالب الشرور

‫تعليقات الزوار

6
  • سليمان
    الثلاثاء 18 نونبر 2014 - 13:31

    أخي العزيز ،فقط أريد أن أبين وأظهر لك مدى إحتقار السلطات لمدينة سلا ، تعداد سكان سلا أكثر من الرباط ،ومع ذلك ،فعندما إتخذت الدولة قرارها بحماية مدننا من المنظمة الإرهابية "داعش" ،جندت عسكريين مسلحين يطوفون الأمكنة الإستراتيجية والإدارية بالجارة الرباط ، أما بمدينة سلا ،ولا عسكري مسلح واحد أو كتيبة عسكرية مسلحة تجوب هذه المدينة، رغم وجود مراكز حساسة ، دار السكة – المركز الإشعاعي بالمعمورة – ماجيك بارك ،وفندق داوليز ، وكورنيش سلا ، أيضا هنا بسلا إنعدام تام للشرطة في الأماكن العمومية لحماية المواطنين ،فقط هناك شرطة المرور وفقط في بعض المحاور التي يمر منها الملك.

  • hamid
    الثلاثاء 18 نونبر 2014 - 23:29

    Merci pour l'auteur de cette publication. effectivement la ville de salé a trop changé malheureusement vers le pire je peux dire que les slaouis sont pour quelques chose car ils n'ont rien fais et ceux qui ont eu l'occasion de la diriger ont préféré tracé leur terrains propres plutot que tracer un aménagement urbain de cette ville qui lui permet de surgir et sortir de sa létargie. salé est resté elle même depuis des decennies (pas d'hotels, pas de lieux de diverstisement, pas d'espaces verts et s'il y 'en a c'est mal entretenu et c'est fait pour les délinquants , ….) salé est un être sans âme.

  • عبدالسلام
    الأربعاء 19 نونبر 2014 - 09:08

    لا يمكن لمدينة سلا أن تزدهر في ظل تفشي ظاهرة الهجرة إليها. فكثرة العدد يفقد السيطرة من طرف الأمن. يجب إعادة توزيع المدينة بالإكثار من المقاطعات و المناطق الأمنية على شاكلة ما وقع في الدار البيضاء في التسعينات. حتى تضبط المناظق و يتم التحكم في أمنها. كما أن سلا في حاجة إلى فرض قوانين زجرية ضد المخالفين لقوانين النظافة. إن الحديقة أو البستان في سلا يعني مستودع للأزبال. شبه مراخيض عمومية. و ملتقى الرذيلة و الفساد، من سكارى و مروجي المخدرات، و المختلين أولاد و بنات للدعارة و الفساد. مدينة سلا محتاجة لوقفة تأمل حقيقية، و برامج ردعية. صعب تغيير السلوكات، و لكن الزجر وحده الكفيل بتقويم الوضع. كنا في الستينات من القرن الماضي نهاب رؤية الواشمة " لاراف" و نخلي الأزقة فلا ترى فرعونا يصول و يجول. أما الآن فالجريمة و الكلام الفاحش و التحرش أصبح جزء من الحياة اليومية، و لم يعد فعلا غريبا.

  • ابن السوق الكبير
    الأربعاء 19 نونبر 2014 - 10:06

    سي فؤاد:هذا النص جعلنا ننبعث من رمادنا كالفينيق، كما قلت. كنت صريحا و واضحا. سلا تعددت ثقوبها، فكيف نرتق بكرتها و هي المتعددة الثقوب. لا يحلو العكر فوق الخنونة. فكيف السبيل إذن؟ في كل الحال الحل ليس في هجرة أبناءها. و التخلي عن ماضي أجدادهم. كل ملهي في شؤونه الخاصة. لا تربطه بالمدينة إلا الذكريات. و اطلال منازلهكم الآيلة للسقوط، و التي زادت من تفاقم حالة المدينة. فكل زقاق به خربة على الأقل. منازل مهملة، و واجهاتها وسخة. كانت جداتنا تحرصن على طلي جنبات المنازل و عتباتهن بالجير خصوصا في مواسم العيد و رمضان. و كن يحرصن على تنظيف مداخل المنازل. و يجمعن الأزبال و لا يلقين بها أمام منازل الغير. كان الصواب و التاويل سنة يومية تجمع أهل سلا مع الجيران و المارة، و العابري سبيل. اليوم اختلفت الأمور و تغيرت الحياة البسيطة و الجميلة التي ترعرعنا فيها. لم يعد مجال للأخلاق و الاحترام. القاعدة اصبحت إستثناء. و الإستثناء أصبح قاعدة. عندما تخرج للسوق الكبير لا ترى جميلا، بل فقط القبيح فالأقبح. مصارعات، نساء لا تختشين من التلفظ بكلمات نابية ساقطة. معظم الناس اصبحوا يفضلون البقاء في المنزل اللهم ألطف بنا

  • عبد الإلاه
    الأربعاء 19 نونبر 2014 - 11:18

    منذ أن تسلط رجال الدين ،بمباركة أعيان سلا ،وحولوها إلى مدينة بلا روح ،فحاربوا الإستثمار في المدينة بعرقلة كل أجنبي جاء بمشاريع طموحة للمدينة، منعوا إقامة فنادق ،وطالبوا بإغلاق أربعة حانات بمدار الحديقة الصغيرة والوحيدة الموجودة في وسط المدينة، وطالبوا بإغلاق سبع حانات كانت تفصل سلا وبوقنادل -طريق قنيطرة-،مفتوحة ليل نهار للمسافرين ،للسياح ،ولأبناء سلا ،الذين يريدون آنذاك الإستمتاع بجلسات مع الأصدقاء بين الأشجار و"سواني سلا" التي كانت تصدر الخضر للعديد من المدن المغربية. قتلها أيضا أبناءها من أطر، ووزراء ومستشارين وقضاة ، هجروها ،فتحولت مع السنين إلى أخطر مدينة إجراما وتطرفا

  • ابن باب سبتة
    الأحد 23 نونبر 2014 - 09:20

    الحل يتجلى في المجتمع المدني وذلك من خلق جمعيات داخل احياء ودروب محروسة سلا كما يحلوا لاهل العلم تسميتها قديما٠
    جمعيات قدماء سلا
    جمعيات قدماء ابناء حي باب سبتة
    جمعيات قدماء ابناء حي السوق الكبير الخ

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات